قراءة في ديوان ما أجملك لخالد الطبلاوي لـ أ . د /عوض الغباري

قراءة في ديوان ما أجملك للشاعر / خالد الطبلاوي
للأستاذ الدكتور / عوض الغباري
الديوان في إهدائه رمز للوفاء للثورات العربية وللمعلم الذي رعاه شاعراً ولأسرته ، وهو ديوانه الثالث من شعر الفصحى مرتبطاً بأحداث ثورة 25 يناير العظيمة ، قدم له الدكتور/ رأفت مزروع الذي أشاد بالموهبة الشعرية للشاعر خالد الطبلاوي وبأصالته الفنية ونضم صوتنا إليه ، خاصة أن شاعرنا قاص ومسرحي أيضاً .
إن للشاعر خالد الطبلاوي رؤية نقدية شعرية تدخل في نطاق النقد الإبداعي للشعر في قوله :
وما الشعر إلا شعور رقيق ونبض يعبر عما بيه
ووجد وشوق وفرح وعشق تهيم به المهجة الواعية
وأبيات هذه القصيدة داله على نبض فنان شاعر عميق النظر في الطبيعة الخاصة للشعر .
إنه على حد تعبير الدكتور رأفت مزروع نبض قلب حي أو صحوة ضمير يقظ ، عبر عن مشاعر الظلم والغضب الشعبي المصري ضد أعداء الحياة وقتلة الثوار ممن أطاحت بهم ثورة 25 يناير بعد أن قضوا على الأخضر واليابس في مصر .
تأتي قصيدة ما أجملك في افتتاح الديوان معبرةً عن كرامة الشهيد الذي يتجلى نوره الملائكي في جلال حيث يقول :
ما أجملك
والوجه طهرٌ باسمٌ
من نوره وجه الملك
وتطرد هذه الافتتاحية " ما أجملك " لتجسد صورة الشهيد ومنزلته الرفيعة في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ، وتنساب العبارات القرآنية في هذه الصور انسيابها في الديوان كله كاشفةً عن روح إيمانية وفنية أصيلة .
والمعجم الشعري وخيال الشاعر دالان على شخصية شعرية محلقة في سماء الشعر تنهل من معين عذبٍ من ثقافات أدبية وتاريخية غزيرة ، إضافةً إلى الروح الإسلامية التي تعبر عن استنارة الإسلام وحضارته العظيمة .
إن العبارة القرآنية وسيلة الشاعر وغايته لتطهير النفس المصرية مما ران عليها من ظلمٍ وفسادٍ وبغي وعدوان ، فقد تحررت الأرض والسماء والبلاد والعباد من الظالم الذي لم تبك عليه الأرض ولا السماء ، يقول الشاعر من قصيدة " تبت يدان " :
فارحل بعيداً أو فمت رعباً
فلن يبكي عليك ترابُ أرضي
لا
ولن تبكي السماء
وهنا تناص مع القرآن الكريم إضافة إلى التناص القرآني في عنوان القصيدة مع سورة "المسد" .
ويتجلى التناص مع الشعراء في قصيدة " رسالة حب من القاهرة إلى دمشق " حيث يلتقي الشاعر خالد الطبلاوي مع أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته الشهيرة :
سلامٌ من صبا بردى أرق ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ
ليثير شاعرنا المشاعر دفاقة في قصيدته التي يقول في مطلعها :
أجيبي القلب حباً يا دمشق فملءُ القلب من عينيك عشقُ
ويطوف مع ثورات الربيع العربي ، وتطلعات الحرية والكرامة العربية في تونس واليمن وليبيا وسوريا والجزائر والعراق وفلسطين من صميم الانطلاق مع الثورة المصرية في 25 يناير .
وتتجاوب أصداء الثورات العربية ، والطموحات العربية نحو الحرية مع التضحيات الغالية التي قدمها الثوار متمثلاً قول شوقي :
وللحرية الحمراء باب بكل يدٍ مضرجةٍ يدقُ
لقد قُتلت معالم الحياة في مصر ، وعشش الخراب في جنباتها التي كانت زاهرة ، وذبل الفل والورد والياسمين ، وقضى الفاسدون الظالمون الذين مضوا كالجراد المنتشر يقضي على الأخضر واليابس ، ومع ذلك فقد ردد الشاعر هذا التعبير المصري الحبيب ( صباح الفل ) ، وربطه بالعاطفة الوطنية في قصيدة " صباح الفل يا وطني" فالشخصية المصرية لا تفقد الأمل في الحياة أبداً .
والقدس في شعر خالد الطبلاوي تهفو إلى فجر الاستقلال والتحرر من أسر الاحتلال الإسرائيلي العنصري الهمجي الغاشم في قصيدة " من أغنيات العودة " حيث يحلم الشاعر بعودة هذه المدينة المقدسة إلى حضن العروبة والإسلام بعد أن يعود إلينا المسجد الأقصى .
ويتردد تعلق الشاعر بالقدس وعروبتها في كثير من قصائد الديوان .
إن شاعرنا يمضي في قصائد هذا الديوان مبدعاً ينبض صدقاً وإخلاصاً في تحقيق حياة كريمة للمقهورين المظلومين الذين طال شوقهم لهذه الحياة الحرة الكريمة ، يمد ه خيال شعري هادر مائج حافل بمعاني الفن تصدر عن روحٍ إنسانية عايشت الثورة التي صهرت هذه الروح الإنسانية ، وصقلت هذا الإبداع الشعري وقدمت هذه التجربة الصادقة العميقة مسبوكةً بحكمة الوجود والحياة ، يقول في قصيدة "حداء" :
والحق بنا ، وامنح حياتك ضعفها فدقيقة في الحق تعني أدهرا
لا يهادن شاعرنا ولا ينظر إلى أنصاف الحلول ، فإما الحياة وإما الردى ، والموت الكريم تحت ظلال العدالة والكرامة خير من الحياة الذليلة ، وعمر الحق خالد ، ولا يقاس بمقياس العمر الفاني .
وتتجلى هذه السمات الفروسية وغيرها في قصائد الديوان ومثلها قصيدة " ولقد ذكرتك " التي يلتقي فيها بشاعر البطولة العربية "عنترة" .
والديوان ناضح بمرارة الشعور بالهوان العربي ، والأمل في استعادة الكرامة والإباء والمروءة ، حيث لا نفاق ولا مراء ولا جدال ولا فرقة ولا ضعف ولا خيانة ، مثال قصيدة " مني إليك " ، وحيث طلب الشهادة في قصيدة " أفراح النصر" ، كي يتحقق هذا الأمل في رأب الصدع ونبذ الخلاف ، والتعاون على تحقيق النصر في قوله :
بمسك شهادة قد فاح منها وجيل عاشق للمكرمات
إن شاعرية خالد الطبلاوي وهاجة متدفقة يصورها قوله :
جواد الشعر يمرح في خيالي يثير الشعر قدح الموريات
والإشراق القرآني يمده بذخيرة بلاغية تشكل شخصيته الشعرية تشكيلاً جمالياً رائعاً .
وقد فاضت هذه الشاعرية عذوبة وألماً في قصائد الرثاء في هذا الديوان معبرةً عن شجن إنساني صادق عميق ، وحكمة نافذة تؤمن بأن الموت نهاية كل حي .
وفي قصيدة "أنين المشاعر" مناجاة لله يعرض فيها الشاعر علاقته بالشعر وتصوره له في أسلوب متدفق سلس متمكن من فن الشعر مع طول القصيدة .
فالشعر في هذه القصيدة وجود وحياة وجمال ، وكلمة حق وجلال ، وفرح الوجود ، وشعور العودة إلى الأهل بعد طول غياب ، يقول الشاعر عن الشعر :
وبه تبسمت السما وتجهمت وبه غريب الدار عانقه الحمى
والشاعر قلبه عامر بالإيمان ، يعبر عنه في قصائد الديوان خاصةً ما يتجلى منه في قصيدة " وجدان " وعنوان القصيدة دال على ذلك :
وجدان قلب على ساقين ينتقل يلوذ بالله إن ضاقت به السبلُ
والشاعر خالد الطبلاوي يجري شعره مجرى الشعر العربي العمودي ، ولكنه ينوع القوافي كما تجلى – خاصةً – في قصيدة "صباح شاعر" كما يجري بعض شعره مجرى شعر التفعيلة ولكنه يلتزم بأصالته الفنية في كل

ألوان فنه الشعري .

مقالة جميلة حقا عن ديوان شعري راقي

بارك الله فيكم و عقبال الديوان رقم 100و مزيدا من التقدم و التألق و الجمال

تحياتي

عاطف عبدالعزيز الحناوي كتب:: مقالة جميلة حقا عن ديوان شعري راقي

بارك الله فيكم و عقبال الديوان رقم 100و مزيدا من التقدم و التألق و الجمال

تحياتي

شكرىً سيدي الكريم
أخجلنا أدبكم العالي
ودي وتقديري

لقد قرات لك أكثر من عمل في أقسام المنتدي

أنت شاعر جميل و تستحق كل خير

إلي الأمام دوماً بإذن الله

عاطف عبدالعزيز الحناوي كتب:: لقد قرات لك أكثر من عمل في أقسام المنتدي

أنت شاعر جميل و تستحق كل خير

إلي الأمام دوماً بإذن الله

هذه شهادة نعتز بها من أخ وأديب كريم
خالص ودي وتقديري

» قراءة في ديوان 5/ 9 الساعة 7
» قراءة فى ديوان عاطف الجندى الجديد
» قراءة فى ديوان عشر نساء يجئن خلف العاصفة
» ( صورة الموت ولآخر المجهول ) قراءة فى ديوان(
» إحتفاءً بشاعرية التمرد قراءة فى ديوان عاطف الجندي