بير مسعود و ماء الشعر

رؤية نقدية في ديوان أولنا بير مسعود للشاعرة وداد الهوارى
بقلم
جابر الزهيرى
عضو اتحاد كتاب مصر

عند تناولي لمجموعة شعرية أو قصصية أو نص مسرحي أو روائي بالنقد ؛ أحاول أن تكون رؤيتي النقدية قراءة لما بين السطور من إيحاءات و تهويمات توصلني إلي شخصية المبدع ؛ و ذلك حتى يتم التواصل النفسي بيني كمتلقي و بين العمل الإبداعي
و في قراءتي للمجموعة الشعرية أولنا بير مسعود للشاعرة وداد الهوارى أول ما جذب انتباهي هو الإهداء ....و ما به من رومانسية و عاطفة جياشة و إن لم يكن قد كتب شعراً لكنه حمل صوراً شعرية رقيقة
ثم بعده مباشرةً تنتقل العاطفة إلي رومانسية عشق المكان في قصيدة أولنا بير مسعود تطوف بنا في جميع أحياء الإسكندرية و كأنها تجمع في القصيدة الحنين إلى الموطن الذي شهد مراحل الحب و الشباب و في ذلك الحنين نجد بعض الدمعات المكتومة التي تتساقط على الراحلين (و نقرا الفاتحة للغايبين ... )
و لكن هذه الرومانسية الرقيقة لا تستمر معنا على مجرى قصائد المجموعة كلها و لكن الموروث التكويني للشاعرة (الأصل الصعيدي )يظهر الجانب الآخر من شخصية وداد الهوارى و هو جانب العناد و العزة و مجابهة الأمور و أحيانا بحدة .... فتتحول من ألفاظ العيون و القلب و العاطفة إلى مربعات فن الواو ذلك اللون من الشعر بنكهته الصعيدية في ( يا خوفي يا بدران ) فهي ـ كما أراها من خلال أشعار هذه المجموعة ـ شاعرة تتلبسها (حرمة واعره قوى من حريم هوارة الصعيد مغلفة برقّة بنات بحري ) و بين هذه و تلك تفيض بالشجن سواء الشخصي أو العام في إيحاءات تميل إلى الصوفية
تظهر الشخصية الأولى للشاعرة و هي السيدة الصعيدية عندما تتحدث في الاجتماعيات أكثر فنجدها تميل إلي توظيف الأمثال الشعبية في أشعارها
مثل :

ما تلومش غيرك آمنته
و الغدر طبعه و شريعته
ماكر و غادر و فاجر
لما المنافق يخاصم
ضروري تصبح ذريعته
إنك يا ظالم ... يا هاجر

و مثل :

كيد النسا و البين
ما في دوا ليهم
يتجمعوا الأتنين
تخلى البلاد بيهم

و مثل :

يا زهوة العمر إرضي
مرجوعها له يوم و ساعة
إتكاترت الخونة ضدي
و الكترة تغلب شجاعة

ولكنها عندما تتملكها الشخصية الثانية و هي شخصية بنات بحري تتحول ألفاظها إلى رقة و نعومة أمواج البحر الهادئ ذو النسيم العليل
مثل :

شباب واعي و بنات جدعة
بيتبادلوا غنا و كشاكيل
و قلب يميل بيوت فوق الرمال زجزاج
أمل يعلا مع الأمواج
و غيره مافيش

و في الحالتين نجد ماء الشعر يتدفق من بير مسعود رقراقاّ ليروي قلوب و أحاسيس المتعطشين للإبداع الجيد
و في النهاية نقدم تحية تقدير لشاعرة ممتازة على إبداعها الممتاز

جابر الزهيرى
(نشرت هذه الرؤية النقدية بجريدة أخبار العالم العربي بتاريخ 23 / 3 / 2009 )

الأخ الناقد جابر الزهيري..
تحية وبعد:
الشكر كل الشكر على دراستك النقدية أو قراءتك ..لمجموعة الشاعرة"وداد هواري"..!
تحياتي

كل الشكر أخى الفاضل الناقد المبدع جابر الزهيرى على هذه الدراسة النقدية الباهرة التى توضح عدة جوانب كان خفية عن القارىء تطرقت إليها بدراستك البنائة فكانت خير إضافة لنا لنعرف أكثر ونفهم إبداعات الأستاذة وداد الهوارى التى نكن لها كل التقدير والأحترام فهى مثل أعلى للجميع خلقا وإبداعا مثلك تماما
D

الشاعرة المتميزة الأستاذة رشا فؤاد :
أشكرك على الكلمات الجميلة وأعتقد أن النقد هو الحبل الموصل بين النص والمتلقى فإذا كنت قد توصلت إليه بما يوضح بعض من أسراره فبفضل الله وأتمنى أن أكون غير مجامل لشاعرة كبيرة أكن لها الاحترام والتقدير
الزهيرى

الأخ الفاضل والشاعر الكبير عادل سند :
دائما تشجيعك يفتح لى آفاق عدة ومنك أستمد روح التفدم
دمت لى أخاً وصديقاً وأستاذاً
أخوك جابر الزهيرى

الشاعر والناقد الكبير محمد الزينو :
هذه الرؤية النفدية مجرد قطرة فى بحركم

الزهيرى

الأخ الشاعر الكبير عاطف الجندى :
جمال الرؤية ينبثق من جمال الديوان وجمال الديوان ينبع من خلال بئر إبداعات المتميزة والقديرة وداد الهوارى فأنا مجرد موضح لبعض ما خفا بين السطور
شكراً عزيزى عاطف وأنتظر مرورك الطيب على قصيدة دعينى فى قسم الفصحى
أخوك الزهيرى