في الغربة..!
للشاعر العراقي:زينل الصوفي
-----------------------
الليلُ ينشرُ في سمائيَ ليلَه
فأذوقُ من
ثقبِ التأمّلِ حنظلَهْ
فكأنّه مطرٌ ،
فتورقُ أزمتي
أتُراهُ في حزني يُجرّبُ منجلَهْ ؟؟
أنا كلّما ضربَ الحنينُ بمهجتي
ظهرتْ على قلبي مزارع ُسنبلهْ
وأنا لمن أحكي عذابي يا تُرى؟
لا من صباحٍ باسمٍ كي أسألهْ
لا من حبيبٍ كي يقاسمنَي الأسى
أو أرتمي في حضنِهِ لأُقبّلهْ
أين التي كانتْ
تبلّلُ لوعتيفي سورة
القرآنِ أو في البَسملهْ
أين التي ألقتْ بصدري حبَّها
للآن يملكُ خافقي .. ما أجملهْ !!
فأجوبُ وحدي في مساءٍ شاحبٍ
والسيرُ يُسحرُ وُجهتي لأُكمّلهْ
قدمايَ تسألُ كلّما خطواتُها
تمشي إلى حيث الأسى : ما المسألهْ ؟؟
فأرى
مسيريَ لا يسيرُ برُشده
والدربُ يشربُ خمرَه في البوصلهْ
في هاجسي تنمو حديقةُ غربتي
أزهارُها بندى البكاءِ مُبلّلــــــــــهْ
حين الدجى وحدي أُكلّمُ وحدتي
والصمتُ
يكسرُ حاجزي كي أُشعلَهْ
وأطيرُ في نفسي إلى
شجرِ الجوىأنا أطرقُ الأبوابَ كي أتسوّلهْ
ما من صراخٍ يستجيبُ لهدأتي
أو يشتهي أرضي بشوقِ الزلزلهْ
فالكلُّ من حولي يُلملمُ نفسَه
عني .. كأنّي لعنة أو قنبلــــــــهْ
أشتاقُ للنسيانِ ،، لكنّــــــي أرى
في القلبِ تنبتُ للحنينِ قرنفلــــهْ
والحزنُ لا يرضى لشوقٍ عاصفٍ
إنْ هبَّ في مِقةٍ ليأخُذَ " زينلَــــــهْ ".
##
قراءة تحليلية في قصيدة "في الغربة"للشاعر "زينل الصوفي"..!
دراسة بقلم:محمد الزينو السلوم
مدخل: الإبداع جاء قبل النقد .. لكن لا نص، ولا أحد فوق النقد..والكمال لله..!
النقد لا يعني التجريح ..هو قراءة الإيجابيات قبل السلبيات.. وهو غير ملزم للمبدع..يقول الشاعر عن النقاد:
أنام ملئ جفوني عن شواردها
ويسهر الخلْق جرّاها ويختصموا.!
ولكي أفيد وأستفيد أقدّم دراستي المتواضعة هذه .. وهي القراءة الأولى بعد تسلّمي الإشراف على قسم"نقد ومقالات" ويمكن لقرّاء(دارسين) الرد على دراستي أو الإضافة عليها ما بين مؤتلف ومختلف..والاختلاف في الرأي وجه حضاري .. لا يفسد الود..!
#
-القصيدة من البحر "الكامل":
متفاعلن/متفاعلن/متفاعلنْ
-ولها متحوّلات تفعيلة سأذكرها في مرة قادمة ..
-ما تحته خط:جمل شعرية تحمل دلالات لغوية جديدة، مثل
شجر الجوى – ثقب التأمل ..الخ) وهناك أنسنة لبعض الجمل مثل): والدربُ يشربُ خمرَه – قدمايَ تسألُ .. الخ) وهناك صور مجازية رائعة وخيال وتخييل مثل:
( في هاجسي تنمو حديقةُ غربتي
أزهارُها بندى البكاءِ مُبلّلــــــــــهْ)وهو من أجمل أبيات القصيدة..وجملة(أذوق من ثقب التأمّل .. الخ).
-أمّا ما تحته خط هنا فأقترح إعادة النظر به من قبل الشاعر(ولم استطع أن الونه) مثل
سورة القرآن/أقترح سورة الأعراف أو الأنفال أو الشعراء/ - فتورقُ/اقترح يجدّدُ/ - وللآنَ/اقترح ويظلُّ/ - والسيرُ/اقترح والدربُ/ - مسيرتي/أقترح طريقي/ - حين الدجى وحدي/أقترح حيث الدجى يوحي/ - يكسر حاجزي/اقترح يقدح غربتي/ - أنا/اقترح هل ...؟/.
#
في الختام أقول: قصيدة رائعة تستحق الدراسة التحليلية نظراً لروعتها..وجمالها..والشاعر"الصوفي"شاعر متألق يمتلك زمام القصيدة العمودية..يلوّنها بألوان مشاعره القزحية .. يمزج ما بين القديم والحديث .. يعطّرها برقة وشفيف ورهيف روحه أحاسيسه ومشاعره .. النابعة من فضة قلبه وشذا روحه..
بوركت أخي"زينل الصوفي" حفظك الله ..!
تحياتي
وإلى اللقاء.؟!