محمد الزينو السلوم مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 1390 78 نقاط : 2122 تاريخ التسجيل : 14/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: قراءة في قصيدة(قل وداعاً)للشاعر عاطف الجندي.! السبت نوفمبر 07, 2009 4:28 am | |
| قراءة في قصيدة (قل وداعاً) للشاعر عاطف الجندي..! بقلم : محمد الزينو السلوم --------------------------------------------------------------------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم على الله توكلت .. وهو من وراء القصد ..! أخي الكريم(ابو الوفا) الشاعر المتألق عاطف الجندي.. تحية الحب والحرية والإبداع وبعد: تعتبر قصائد الحزن من قصائد الرثاء (تحت سقف قصائد المناسبات) وفي عصرنا الحالي قلما نجد من يكتبها.. على الأقل بالنسبة لشعراء الحداثة,,! ورغم طول القصيدة سأحاول قراءتها قراءة سريعة أقرب إلى الانطباعية : اعتمد الشاعر على السردية في القصيدة من خلال صور وأحداث أدخلنا الشاعر في بحرها بفنية وخبرة الشاعر الذي يمتلك زمام القصيدة..وناصيتها.. وكان مجدداً من خلال الإكثار من الانزياحات اللغوية التي تحمل دلالات لغوية جديدة(مثل:مسرحيات الدموع - القدر الضرير - دفتر اللموت) ولكثرتها سأضع تحتها خطوطاً في النص نفسه..! يتابع الشاعر(الجندي)رحلته الشعرية لينتقل من العام إلى الخاص ويأنسن الموت ليخاطبه وجهاً لوجه..ولم يكتف بأنسنة الموت بل أوجد له ابناً يحتاج الدواء..! (أمشي أراه بكل شيء عالقٌ / يصطاد أحبابي .. ويطعن بالحراب حكايتي.. وبعيد شرٍ بقتفي أثري ويتركني لبعض الوقت كي أهب الرمال إلى القصور.( ويستمر الشاعر في سرد حكاية الموت وينتقل بنا بخفة الفارس من صورة إلى صورة بإيقاعات حزينة وقد استفاد من الإيقاع بموسيقاه الحزينة وكأنه يعزف على أوتار قلوبنا..! ويمضي بنا في رحلته حيث يقول (وقل لهذا الضيف لا أهلاً بمقدمه...) إلى أن يقول (لا سلمت يداه .. ) وأسأل بدوري: ومن منا يحب الموت.؟ ومع أن الشاعر يأخذه من خلال مخاطبته مباشرة ( والموت لا يتكلم ويبقى صامتاً ولو كان على شكل حوار لكانت القصيدة معلّقة وهو قادر على ذلك ). ويصل الشاعر القصيدة باللجوء إلى حل وسط فيقول (بيني وبين الموت ثمّ تعارض وتوافقٌ وصداقة أزليّة..). و يسأله ألا يقترب وأن يرضعة الحياة فيقول):هذا أنا /الصدر نفس الصدر أرضعني/وأرضعه الحياة,,/يا موت نفس طفولتي / وملامحي ورغيف عمري / قد قسمناه معاً..الخ).. ويعود ليذكره بأيام الطفولة وأيام الدراسة ..و يسأله الاستماع إلى الصوت الذي يأتي باليقين..بعدها يهاجمه من جديد بقولهيا أيها الجشع الذي لم يكفه جنس ولا لون ولا..)..ويتابع الشاعر : لقد تحمّلتك ولم أطلب فراقك .. ويضيف:إنّ الحياة جميلة ..أبقي عليها ..إلى أن يقول له في نهاية المطاف:قل وداعاً(أي انصرف بأمان الله..). لكن الموت لا يعير كلامه اهتماماً فيقول له الشاعر ألا تخش أننا لو ذهبنا لبقيت وحدك بلا عمل .. فماذا لو مات موتك وانتفضت مع الحياة.؟! وأخيراً يطلب منه أن يدع (محمود) أو يأخذ الشاعر مكانه فهو مريض بالهوى(يمزج الشاعر مرض الجسد بمرض الهوى بفنية وذكاء وشاعرية ليخرجنا ولو لحظات من حالة الحزن ..!). لم يبق غير الثأر أمام الشاعر بينه وبين الموت بعد كل هذه المخاطبة بقسوتها وبلينها .. وقف متحدّياً على أنه لا يهاب الموت وسيصمد ويقاوم الموت ولو كان سيفه صارماً..! وينهي القصيدة بقوله فقل وداعاً .. قل وداعاً / يا مليك الحزن / وقتٌ آخرٌ تتقابل الأضداد فيه مع الشهود..!). ويبقي الشاعر القصيدة مفتوحة قيد المحاكمة المقبلة..!
وفي الختام لا بد من القول:لقد استطاع الشاعر بإبداعه في المبنى والمعنى(الشكل والمضمون)أن يحلّق بنا بفضاءاته الشعرية الرائعة ومع أنه أفرد أجنحة حزنه لتغطي مساحات كبيرة في نفوسنا .. لكن تابعنا معه الإبحار بشائقة عجيبة بسبب الأسلوب السردي الذي لجأ إليه.. والصور البليغة المليئة بالتشابيه والخيال والتخيل ..فكان شاعراً متألقاً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني..! ### قل وداعاً..! شعر:عاطف الجندي -------------------------- يا حزنُ حسبك أنني في دربك الموبوءِ بالهمِّ أسير الليلُ بين جوانحي نزعَ الستارَ وراح يعرضُ مسرحياتِ الدموعِ وسطوةَ القدرِ الضريرْ قصص المحبينَ العظامِ تركتها في دفترِ الموتِ تعاني َسكْرة الإحساسِ بالفقد المريرْ يا هل ترى الموتُ الذي نخشاهُ يكتب للأحبة دائماً ؟! يا هل ترى الموتُ الذي أخشاهُ - قبل اليوم - لم يرهقه خطويَ في الهروب ولم يملَّ حكاية الثأرِ القديمِ ولم يفكِّر في الزواجِ ليتركَ العمرَ الحزينَ على مشارفِ فرحتي وأراه في دوَّامةِ الأحزانِ يطلب لابنه بعضَ الدواءِ ويشتري عمراً له ؟! أمشي .. أراهُ بكلِّ شيءٍ عالقٍ يصطاد أحبابي ويطعنُ بالحرابِ حكايتي وبعين شرٍّ يقتفي أثري ويتركني لبعض الوقتِ كي أهب الرمالَ إلى القصورِ .. وموجُ هذا الدهر يفعل ما يريدْ *** ماذا يريد وألف ثأرٍ قد أخذْ ماذا يريد وكلّ يومٍ يدفنُ الأحلامَ في قبرِ الزمانِ يمارسُ القهرَ اللعينَ على رقابِ أحبتي واليوم يرصدُ توأمي في حجرة الأمصالِ يُرسلُ ألفَ وجهٍ للدموعِ وجرح قلبٍ نازفٍ ما بين لحدِ الموتِ والفرحِ المصاحبِ للحياةِ شُعيرةٌ وأنا أناديَ يا معاويةُ الطبيبُ ألا انتظرْ قل لي كلاماً عن شُعيرتك المهيبةَ في الحياةِ وخذْ حياتي كي تعلمني الدهاءَ لكي أريحَ وأستريحَ وقل لهذا الضيفِ لا أهلاً بمقدمه الذي منه ارتعدنا في ربوع الصيفِ , لا سلمتْ يداهُ ولا أتى هذا الصباحْ **** بيني وبين الموتِ ثمَّ تعارضٌ وتوافقٌ وصداقةٌ أزليةٌ تجتاحُ مفتاحَ القصيدةِ للبكارةِ في الدموعْ بيني وبين شواطئ الأوجاعِ وجهٌ غارقٌ وسفائنُ القرصانِ تبحث عن جديٍد , بين أمواج الخضوعْ وأخي هنالك في سرير الآهةِ الهوجاءِ ننعي حظَّه , و( الأوكسجينُ ) يعيدُ للصدر الحياةَ بنبض عُمرٍ مضطربْ يا موت لا .. لا تقتربْ هذا أنا الصدرُ نفسُ الصدرِ أرضعني وأرضعه الحياةْْ يا موتُ نفسُ طفولتي وملامحي ورغيفِ عمري قد قسمناه معاً في الحقل ما بين الفراشِ وخلفَ أحلامِ اليمامِ وصيدَ أسماكِ القلوبِ طُفولةٌ لشجيرةِ الجُمِّيز , للتوتِ المصاحبِ للطيِورِ لحفلةِ الأفراحِ في كرةِ القدمْ للقبَّرات الخضر في حقل البكورِ صداقةٌ للساهر الليليِّ ذي الوجهِ الرحيبِ هناك في أفق الطفولة.. فرحتانِ وفي زمان الأوفياءِ شجيرةُ الصفصافِ أرختْ حُزنها وتفتَّح النوَّارُ في فصلِ العطاءِ بعمرنا في زيِّ مدرسةِ الأماني كم حَلُمْنا بالحياةِ بثوبها الفضفاضِ والحسن البهي ولكم سهرنا في الشتاءِ نديرُ ساقيةَ الرجاءِ نداعبُ الأملَ السَّني **** ولتستمع يا موتُ هذا الصوتُ يأتي باليقينِ شجيرةُ الأحلامِ ترجوك ... اختصرْ وتقول يا أبتي انتظرْ أنا بنتُ مَوتٍ والحقيقةُ .. هاهنا قلبانِ في ظلِّ العبيرِ وروعةِ الغصنِ الحريرِ , تشاجرا , وتعانقا من أجل بسمةِ طفلةٍ , من أجل طائرة الورقْ سمعا حكاياتِ العفاريتِ وست الحُسنِ والشاطر حَسنْ والسندباد الفذ في بحرِ المصاعبِ والغرقْ يا موت لا .. لا دعه لي .. ولنفترقْ يا أيها الجَشِعُ الذي لم يكفه جنسٌ ولا لونٌ ولا , عصرٌ مَرَقْ صعبٌ أراكَ بمنجلِ الحصَّادِ تبغي دوحتي أمسٌ وقبلُ الأمسِ مارستَ الفَنَاءَ ولم أقلْ .. لك نفترقْ اليوم لا , أرجوك لا , فلنستبقْ لا تخشَ إن – يومًا - ذهبنا من أمامك أن نضيعَ إلى الأبدْ ما شئت ينفذ يا إله الحزنِ يا سيفَ الأجلْ لا تخش إن يوماً ذهبنا من أمامك أن تظلَّ بلا عملْ *** يا أيها الاسمُ المعتقُ في السنين المُرةِ الأحداقِ لا تخفْ الحياةْ إن الحياةَ جميلةٌ والزهرُ فوَّاحٌ شذاه إن الطبيعةَ - أمُّنا - قد مارستْ حقَّ البقاءِ وأنت قدَّست الفناءَ , ولم تذق طعم الشفاه والكون أرحب ما يكون إذا اعتزلت وماتَ موتُك , وانتفضتَ مع الحياةْ **** يا موتُ يا موتُ دعْ ( محمودَ ) أو خذني أنا فأنا مريضٌّ بالهوى , ( وعُهودُ ) بانتْ , لم يعدْ لي في الوجودِ سوى القلقْ وأنا المُعنَّى بالهمومِ وبالشقاءِ , ولم أفقْ من ضربِ سوطِك في الصباحِ وفي المساءِ .. لم القلقْ ؟! والثأرُ ما بيني وبينك فانتظرْ فأنا أوافقُ أن أسيرَ إلى رحابِك حاملاً ذلَّ الكفنْ ليمرّ سِكينُ الخلاصِ على الرقابِ , على العُمُرْ أنا رهنُ شارتكِ البغيضةِ فانتظرني عند ناصيةِ المواتِ ولا أريد بأن أراكَ اليومَ إن مزاج هذا الصبحِ ليس كما يُرادْ وأنا اعترفت , أنا اعترفت , بأن سيفك صارمٌ , ولي الترددُ في قبولِ العرضِ أو رفضِ الخلودِ فقل وداعاً , قل وداعاً , يا مليك الحزنِ وقتٌ آخرٌ تتقابل الأضدادُ فيه مع الشهود !*****[left][/size] | |
|
محمد الزينو السلوم مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 1390 78 نقاط : 2122 تاريخ التسجيل : 14/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رسالة شكر وعتاب..! السبت نوفمبر 21, 2009 3:27 pm | |
| الأخ المشرف على النقد والمقال(الأديب الكبير والقدير والأمير عادل عوض سند) المشرف العام تحية الورد والنقد ونقد النقد والود وبعد: أشكركم على جهودكم المضنية التي تبذل في الإشراف العام والإشراف على قسم نقد ومقالات .. وكنت أتمنى عليكم المرور ولو مرة في الأسبوع على هذا القسم الهام في المنتدى للتعليق على المواضيع الجديدة فيه ومع الأسف لم يتم هذا مع أهمية المقالات والنقد المرسل إليكم من قبلي ومن قبل غيري وأنتم كمشرف المفتاح الذي يلج من خلاله القراء إلى المقالات والنقد.. وإلا..؟! أكرر شكري لجهودكم الجبارة ..! حفظكم الله ورعاكم سنداً للمنتدى. أستودعكم الله وإلى اللقاء.؟! | |
|