خطاب الزعيم مبارك فى عيد العمال وقراءة بسيطة للخطاب

كلمة السيد الرئيس حسنى مبارك بمناسبة الاحتفال بعيد العمال




الأخوة والأبناء عمال مصر..
السيدات والسادة..

يسعدني أن أتحدث إليكم في عيد العمال.. نحتفل بمن تقوم على أكتافهم صروحنا الصناعية الشامخة.. ويسهمون بكد سواعدهم في نهضة الوطن. نشد على أيدي عمال مصر وعاملاتها.. ونؤكد تقديرنا لعطائهم واجتهادهم.. من أجل بلدنا واقتصادنا وشعبنا.

لقد تواصل عطاء عمال مصر عبر أجيال متعاقبة، وسلم كل جيل راية الوطن لمن يليه.. هناك من أجيالنا من قاوم الاحتلال البريطاني.. هناك من عاش سنوات الثورة بانجازاتها ومعاركها.. هناك من خاض حرب أكتوبر واستعاد سيناء لسيادة الوطن.. وهناك جيل ـ يمثله عمال وشباب مصر اليوم ـ يتعامل مع معطيات وتطلعات وتحديات وأولويات جديدة.. ويواجه ظروفاً مغايرة في الداخل المصري.. وفى منطقتنا والعالم من حولنا.

لقد ولد هذا الجيل في ثمانينات القرن الماضي.. كنا قد استعدنا سيناء بالحرب والسلام.. كنا نخوض مواجهة شرسة مع قوى الإرهاب والتطرف.. كانت علاقاتنا مقطوعة مع الدول العربية.. كان تعداد سكاننا آنذاك (43) مليون مصري ومصرية.. وكانت لدينا بنية أساسية متهالكة.. واقتصادنا استنزفته الحروب.. يعانى من ضعف هياكله وموارده وأعباء الديون الخارجية.

شهد الداخل المصري تحولات ضخمة عبر سنوات هذا الجيل.. تضافرت قوى الشعب لمحاصرة الإرهاب.. حافظنا على سلام تحميه القوة.. استعدنا علاقاتنا العربية وزدناها رسوخاً.. خفضنا مديونية مصر الخارجية إلى النصف.. أقمنا بنية أساسية متطورة آخذة في الاتساع.. نجحنا في تحقيق إنجازات عديدة بشتى قطاعات الإنتاج والخدمات.. وبات لدينا اقتصاد أقوى قادر على مواجهة التحديات والأزمات.. وعلى استيعاب زيادة سكانية ضخمة.. تقترب بشعبنا اليوم من الثمانين مليون نسمة.

وشهد عمر هذا الجيل تحولات مماثلة في محيطنا الإقليمي والدولي.. عاشت منطقتنا حرب الخليج الثانية ثم الحرب على العراق.. وشهدت ـ ولا تزال ـ العديد من الأزمات وبؤر التوتر.. والعديد من مظاهر الانقسام والاقتتال وسفك الدماء.

كما شهد العالم خلال ذات الفترة تحولات جذرية.. تفككت دول وظهرت دول أخرى.. تحول النظام الدولي لنظام القطب الواحد.. تراجعت النظريات الاشتراكية.. صارت (العولمة) ـ بفرصها وتحدياتها ـ هي سمة القرن الجديد والألفية الجديدة.. باتت طفرة المعلومات والتكنولوجيا هي لغة العصر وأدواته.. وأصبحت القدرة على المنافسة داخل الدول وفى هذا العالم الواسع هي التحدي الأكبر.

إن وعى عمالنا وشبابنا بكل هذه الحقائق هو ضرورة لا غنى عنها.. كي ندرك أين كنا؟ وكيف أصبحنا؟ وإلى أين نتجه؟ ولكي نعى معطيات مجتمعنا وأوضاع منطقتنا وعالمنا.. ونمضى في طريقنا إلى الأمام.
أبنائي عمال مصر وعاملاتها..

إننا نحتفل بعيد العمال هذا العام.. وسط أزمة مالية واقتصادية عالمية خانقة.. تحمل أوقاتاً صعبة لنا وللعالم بدوله المتقدمة والنامية. أزمة حادة بدأت العام الماضي وتتواصل تداعياتها إلى اليوم.. أصبحت بمسبباتها وانعكاساتها وسبل مواجهتها.. محل انشغال العالم.

دول اهتزت.. واقتصادات تزعزعت.. بنوك كبيرة وشركات ضخمة وصناعات شهيرة.. أفلست .. وأخرى أصبحت على شفا الإفلاس.. الملايين من العمال فقدوا وظائفهم بالولايات المتحدة وأوروبا واليابان ودول أخرى عديدة.. وآخرون بات يتهددهم شبح البطالة.. عائلات خسرت منازلها بانهيار سوق الرهن العقاري.. وأخرى فقدت مدخراتها واستثماراتها، مع تراجع الثقة بأسواق المال والائتمان.

إعصار يجتاح اقتصاد العالم.. دخل به في مرحلة ركود هي الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. وألقى بتداعياته على معدلات الاستثمار والنمو ومستويات العمل والتشغيل. سوف يشهد العام الحالي تحقيق الدول الكبرى معدلات نمو سالبة.. تتراوح ما بين (ـ1 %) و (ـ 3.5 %).. وارتفاع معدلات البطالة لتتراوح ما بين (10 %) و (15 %). وفضلاً عن ذك فإن عدداً من الدول الرئيسية بمجموعة الثماني الصناعية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، سيشهد زيادة عجز الموازنة لما يتجاوز (12 %) من الناتج القومي الإجمالي.

إننا في مواجهة أزمة عالمية حادة.. تعيد للأذهان (الكساد العالمي الكبير) في ثلاثينات القرن الماضي.. وما صاحبه من آلام ومعاناة للعالم.. بما في ذلك هنا في مصر.. حين ساد الاضطراب سوق الصرف وأوساط المال والتجارة، وانهارت بورصة عقود القطن بالإسكندرية، وتعرض شعب مصر بعماله وفلاحيه وموظفيه لمحنة عصيبة وأوقات صعبة.

لقد بدأت الأزمة العالمية الراهنة في الدول المتقدمة، وسرعان ما انتقلت للأسواق المالية الدولية. بدأت نتيجة لتمادى المؤسسات المالية بتلك الدول في الإقراض دون حساب للمخاطر، وتقاعس الأجهزة الرقابية الدولية عن الاضطلاع بدورها في كشف ممارسات هذه المؤسسات، وإرغامها على التحوط في استثماراتها وحماية أموال مودعيها.

إننا نعتز بما حققناه من سياسات الإصلاح الاقتصادي، وما نفذناه من السياسات المالية والنقدية خلال السنوات الخمسة الماضية.. الأمر الذي ساعدنا على مواجهة هذه الأزمة المالية العاتية. لكن المشكلة الحقيقية إن الأزمة المالية تحولت لأزمة اقتصادية طاحنة.. لم يعد أحد بمنأى عن مخاطرها.. في عالم مفتوح لا يعترف بالحواجز والحدود. عالم يقوم على الاعتماد المتبادل وحرية انتقال رؤوس الأموال.. ويشهد انفتاحاً غير مسبوق لأسواق المال والتجارة.. ودوراً متزايداً للشركات متعددة الجنسيات.

إننا ـ كغيرنا ـ لا نملك الانعزال عن هذا العام.. وكما أننا نسعى جاهدين للاستفادة من تقنياته لمصانعنا، واستثماراته لمشروعاتنا، وأسواقه لصادراتنا.. لابد أن نكون مستعدين للتعامل مع أزماته.. وما يطرحه من تحديات وصعاب.

إنني أتابع ـ يوماً بيوم ـ تقارير عديدة حول انخفاض صادراتنا من السلع والخدمات، وانخفاض الاستثمار المحلى والأجنبي، وتراجع إيرادات السياحة وقناة السويس، وتراجع حصيلة الضرائب وتحويلات المصريين العاملين بالخارج.

سينال كل ذلك ـ مرحلياً ـ من قدرة اقتصادنا على إتاحة فرص العمل المستهدفة.. لكنني أسارع فأؤكد لكم.. أن عمال مصر هم المحدد الأساسي لسياستنا الاقتصادية في إدارة هذه الأزمة.. وأن الحفاظ على مستويات العمالة وإتاحة فرص العمل.. هو شاغلي الأول في احتواء تداعياتها.

إن هذه الأزمة تمثل تحدياً جديداً علينا أن نواجهه بعزم وثقة.. كما واجهنا من قبل تحديات عديدة في الداخل والخارج. إننا نواجه هذه التحدي باقتصاد عززت قوته خطوات الإصلاح.. وأصبح أكثر قدرة على التعامل مع الأزمات. وعلينا أن نسأل أنفسنا.. هل كان بمقدورنا التعامل مع تداعيات الأزمة الراهنة.. لولا ما حققناه من خطوات الإصلاح الاقتصادي خلال السنوات القليلة الماضية؟

لقد صحح الإصلاح الاقتصادي اختلالات عديدة في هياكل اقتصادنا.. دامت لعقود. نجحنا في تحسين المناخ الجاذب للاستثمار المحلى والخارجي.. أقمنا مشروعات جديدة وتوسعنا في مشروعات قائمة.. أتحنا المزيد من فرص العمل وانخفضت معدلات البطالة.. وأثبت اقتصادنا قدرته على تحقيق معدلات مرتفعة للنمو.. تتجاوز (7 %) سنوياً.

صحيح أننا سنتأثر بالأزمة الراهنة.. وصحيح أن معدل النمو سوف يتراجع لنحو (4%).. لكن ثقتنا لن تتراجع في أنفسنا وعمالنا واقتصادنا ومستقبلنا.. نعلم أن هذه الأزمة مصيرها إلى الانتهاء.. وأن الركود الحالي للاقتصاد العالمي مصيره إلى انتعاش ورواج. وإلى أن تنقشع الأزمة الحالية فإنني أؤكد أنها لن تثنينا عن مواصلة خطوات الإصلاح.. بل إن العكس هو الصحيح. إننا لن نحيد عن طريقنا.. وسنمضى في برنامج الإصلاح الاقتصادي دون رجعة إلى الوراء.. ليصبح اقتصادنا أكثر قدرة على الانطلاق من جديد.. بعد انتهاء الركود الحالي للاقتصاد العالمي

2
الأخوة والأبناء..

إننا نتعامل مع هذه الأزمة بإدراك يعي مخاطرها وأبعادها.. دون تهوين أو تهويل. وعلينا أن نواصل العمل لاحتواء تداعياتها على اقتصادنا وعالمنا.. ولقد وجهت الحكومة لأن تولى الأولوية القصوى للحفاظ على مستويات العمالة وفرص العمل.. ونمضى في ذلك بعدد من الإجراءات.. أشدد على ضرورة الإسراع بتنفيذها.

وضعنا برنامجاً للإنعاش الاقتصادي باستثمارات للدولة تبلغ (15) مليار جنيه.. بموازنة العام المالي الحالي 2008 / 2009، توجه للإنفاق في مشروعات البنية الأساسية والاستثمار الصناعي والتوسع في دعم الصادرات.. كما نمضى في إتاحة تسهيلات إضافية لخفض تكاليف الإنتاج.. بما في ذلك المزيد من التخفيضات الجمركية، والإعفاء من ضريبة المبيعات على السلع الرأسمالية.

إن هذه الأزمة تضعنا أمام خيارات صعبة.. وتلقى على الموازنة العامة للدولة بأعباء إضافية.. من عجز في الموازنة ومديونية على الخزانة العامة. وبرغم تعليماتي للحكومة بمواصلة الخفض التدريجي لعجز الموازنة والدين العام كنسبة من الناتج القومي الإجمالي.. فإنني في مواجهة الظرف الاستثنائي الراهن قد وجهت إلى تحمل زيادة محسوبة في كليهما.. بموازنة العام المالي الحالي، وموازنة العام المقبل 2009 / 2010 التي سيبدأ مجلس الشعب مناقشتها في غضون الأسابيع القادمة. وجهت إلى ذلك كي نتمكن من مواصلة تمويل برنامج الإنعاش الاقتصادي في مواجهة الأزمة.. ولضمان استمرار الدعم والإنفاق الاجتماعي.. والمضي في برامج مكافحة الفقر للأسر والقرى الأكثر احتياجاً.

إن هذا البرنامج لتحفيز اقتصادنا بزيادة الاستثمارات العامة.. لابد أن تصاحبه جهود ملموسة لتشجيع استثمارات القطاع الخاص.. جهود تتيح المزيد من التسهيلات للمصريين والعرب والأجانب.. جهود تفتح الطريق للاستثمار في مجالات جديدة.. بما في ذلك مشروعات البنية الأساسية.. كالطرق والموانئ وقطاعات النقل والتجارة الداخلية وغيرها. جهود تمضى في المزيد من خطوات الإصلاح الاقتصادي وتحسين مناخ الاستثمار.. جهود تتعامل مع الأزمة العالمية الحالية وتمهد الطريق لمرحلة ما بعد انتهائها.

الأخوة والأخوات..

إن اضطلاع الدولة بمسئولتها في التعامل مع الأزمة الحالية، لابد أن تصاحبه مسئوليه موازية يضطلع بها العمال وأرباب العمل.. مسئولية تعي ظروف هذه الأزمة ومتطلبات مواجهتها وتجاوزها. مسئولية تحتم تفهم كلا الجانبين لما تطرحه هذه الظروف من صعاب وتحديات مشتركة، كما تقتضى تضافر الجهود لزيادة الإنتاجية، وخفض تكلفة الإنتاج، وتعزيز القدرة على البقاء والمنافسة.

إن عمال مصر أرباب العمل في قارب واحد.. عليهم أن يواجهوا الرياح العاتية لهذه الأزمة.. وعليهم أن يشاركوا في تحمل تداعياتها وتقاسم أعبائها. وأقول أن أحد الطرفين لن ينجح في تجاوزها دون الآخر.. وأن أرباب الأعمال إذا قبلوا تحمل بعض الخسائر أو تراجع الأرباح.. فإن على العمال أن يتجاوبوا معهم في هذه الأوقات الصعبة.. بما يحافظ على منشآتهم ويحفظ ما تتيحه من فرص عمل شريف.. يفتح بيوتاً عامرة.. ويتيح الحياة الكريمة لعائلاتهم.

إنني أتوجه بنداء للعمال وأرباب الأعمال.. لأن يدركوا أبعاد هذه الأوقات الصعبة لنا وللعالم.. أدعوهم إلى (ميثاق شرف) ينظم العلاقة فيما بينهم.. يضمن الوفاء بحقوق وواجبات كلا الجانبين.. ويتيح تسوية أية مطالب بالحوار البناء.. وليس بإضرابات واعتصامات لا تلتزم بأحكام القانون.. تعطل العمل والإنتاج.. وتلحق أفدح الضرر باقتصادنا.

لقد كشفت الأزمة الحالية اختلالات النظام الدولي الراهن.. بقواه السياسية والاقتصادية ومؤسساته المالية القائمة. وسوف تتشكل خلال العقد القادم معالم نظام دولي جديد طالما دعونا إليه.. وعلينا أن نشارك في صنعه وإرساء دعائمه. نظام جديد لا يزال في طور التكوين.. سيحدد أقدار الدول ومكانتها بحسب قدرتها على زيادة الإنتاجية، والصمود أمام المنافسة الشرسة في أسواق العالم.

إن زيادة الإنتاجية هي الطريق لرفع دخول ومستوى معيشة عمالنا.. ولابد أن نعترف بأن إنتاجيتنا في مصر لا تزال دون إمكانياتنا.. ولا تزال أقل بكثير من إنتاجية العديد من عمال الدول المتقدمة بل والنامية. وفى هذا الإطار.. فإنني أطالب الحكومة بمواصلة برامج التدريب المدعومة من الموازنة العامة للدولة.. كما أطالب الاتحاد العام لعمال مصر بأن يولى الأولوية القصوى لتدريب عمالنا خلال المرحلتين الحالية والمقبلة.. وأشدد على أن التدريب ورفع الإنتاجية يمثلان ثقافة هامة وأساسية.. علينا أن نرسخها في مختلف مؤسساتنا الإنتاجية العامة والخاصة.

سوف تظل قوة اقتصادنا رهناً بإنتاجية عالمنا.. ورهناً بنجاحهم في منافسة الأيدي العاملة في دول بازغة كالهند والصين والمكسيك والبرازيل.. ذلك هو التحدي الأكبر أمام اقتصادنا.. قبل وخلال الأزمة الراهنة.. وسيظل كذلك بعد انتهائها.

وأقول لأبناء الشعب.. بعماله وفلاحيه وموظفيه وطبقته المتوسطة.. إننا قادرون على ذلك.. وإن هذه الأزمة سوف تتراجع إن عاجلاً أم أجلاً.. وسنخرج منها ونحن أكثر قدرة على جذب الاستثمار.. ومواصلة النمو وإتاحة فرص العمل وزيادة الدخول. وإلى ذلك الحين.. فإن هذه الأوقات الصعبة تحتم علينا ـ أكثر من أي وقت مضى ـ أن نواجهها صفاً واحداً.. وبكل ما لدينا من الوعي والعزم والتصميم.

الأخوة والأبناء..

تلك بعض معالم التحدي الرئيسي الذي تواجهه الداخل المصري في هذه المرحلة.. فماذا عما نواجهه في منطقتنا من العالم؟

إن المنطقة العربية تجتاز مرحلة دقيقة وصعبة.. تتنازعها الأزمات والخلافات ونوازع الانقسام، وتحدق بها الأطماع والتحديات والمخاطر. وتتعرض لتهديدات ومخططات قوى إقليمية معروفة.. تحتضن الإرهاب والتطرف.. وتجاهر بعدائها للسلام.

ومن المؤسف.. أن تستمر هذه القوى في رفع شعارات الإسلام.. وقول الشئ ونقيضه.. والسعي لتعميق الخلافات العربية وشق صفوفنا.. تحقيقاً لمصالحها وأهدافها.

ومن المؤسف.. أن تجد هذه القوى في عالمنا العربي من يساند تحركها ومخططاتها.. ومن ينصاع ـ خوفاً أو طمعاً ـ لأجندتها وتوجهاتها.

لقد حذرت مصر مراراً.. من محاولات بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة الخليج وعالمنا العربي . قلنا أننا نعارض هذه المحاولات لأنها تضيف تهديداً جديداً للأمن القومي العربي.. وفتحنا الباب لمصالحة عربية حقيقية تقوم على المصارحة.. تجمع شمل العرب وتوحد صفوفهم ومواقفهم.. لا تقف عند مجرد إدارة الخلافات العربية.. بل تسعى بالمنطق والحوار لإنهائها.

كان ذلك هو موقفنا.. حفاظاً على أمن واستقرار منطقتنا العربية. أما وقد اجترأت هذه القوى وعملاؤها على أمن مصر وسيادتها.. فإنني أقول بعبارات واضحة أنني لن أسمح أبداً بهذا الاجتراء.. ولن أتهاون مع من يحاولون العبث ـ هنا أو هناك ـ بأمن مصر واستقرارها ومقدرات شعبها. كما أن شعبنا لن يتهاون مع هذه القوى أو مع من يساندهم ـ في الداخل أو الخارج ـ ويلتمس لهم المبررات والذرائع لتهديد أمن مصر القومي.

أقول لهم ـ أياً كانوا أينما كانواـ أننا قد نصبر على تطاولهم وافتراءاتهم.. لكننا سنتصدى بكل القوة والحسم لتآمرهم ومخططاتهم. وأقول لهم أن مصر ـ بقامتها ومكانتها ـ لن تتسامح مع من يستبيح أرضها وحدودها وسيادتها.. ولديها من مؤسساتها الأمنية وقضائها وأبنائها..عيون ساهرة يقظة.. يخطئ من يتجاهلها أو يستهين بها.

أقول لهم.. لقد قامت مصر ـ ولا تزال ـ ما لم يقدمه أحد منكم للقضية الفلسطينية.. لم تتاجر بها أبداً لتحقيق مكاسب سياسية.. لم تسفك يوماً دماء الفلسطينيين.. ولم تؤلب أبناءهم ليريقوا دماء بعضهم البعض. تسعى جاهدة لتحقيق وفاقهم.. وتبذل أقصى الجهد لإنهاء معاناة شعبهم وإقامة دولتهم.

إننا نسعى لعلاقات طيبة مع الجميع.. لا نبادر بالعدوان على أحد.. أو بالتدخل في الشأن الداخلي لأحد.. لكننا لا نسكت أبداً على من يبادرنا بذلك. ندير علاقاتنا الدولية بالاحترام المتبادل.. وننأى عن سوء القصد والقول والتصرف. نساند قضايا منطقتنا العربية ومصالحهم ونحفظ هويتها.. ولا نحدد مواقفنا وفق هوى الميليشيات والفصائل.. ومن يرفعون شعارات المقاومة فيجلبون الخراب لشعوبهم.

إن أقدار لا يصنعها من يتاجرون بالإسلام والمقاومة.. أو من يزايدون بآلام الناس ومعاناتهم.. وإنما يصنعها المخلصون لانتمائهم لوطنهم وأمتهم .. والمدافعون عن قضاياهم بمصارحة شعوبهم.. بحكمة والقيادة وشجاعة الموقف والقرار.. وبالعمل الصادق والفكر المستنير.

الأخوة والأخوات عمال مصر وعاملاتها..
الأخوة المواطنون..

سيبقى العمال قوة دفع أساسية لحركة مجتمعنا وتقدمه.. وسأبقى من جانبي على عهدي معهم.. مؤمناً بدورهم.. واثقاً في وطنيتهم وعطائهم.. راعياً لمصالحهم.. ومدافعاً عن حقوقهم ومكتسباتهم.

سنمضى في طريقنا بثقة وأمل.. ونواجه تحديات الداخل المصري وتحديات منطقتنا والعالم من حولنا.. نوقن أن أغلى مواردنا وثرواتنا هي سواعد وعقول أبنائنا.. نمضى على هذا الطريق بروح وعزم المصريين.. نضع مصر ومصالحها أولاً فوق أي اعتبار.. ولا يسبق ولاءنا لأرضها ورايتها ولاء آخر.

تزداد ثقتنا في المستقبل بكل مصنع نقيمه أو أرض نستصلحها.. بكل مدرسة أو وحدة صحية جديدة.. بكل ما نضيفه من محطات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي.. وبكل سكن جديد أو فرصة عمل جديدة تتاح لشبابنا.

وأقول لكم جميعاً ونحن نحتفل بعيد العمال.. إنني بعد سنوات طويلة في خدمة الوطن.. واثق كل الثقة في هذا المستقبل الأفضل الذي نصنعه الآن.. ويوماً بعد يوم. فلدينا أولويات ورؤية واضحة.. وسياسات أثبتت قدرتها على تحقيق أهدافها.. ولدينا العزم والتصميم وسواعد عمالنا وشبابنا.. ولدينا توفيق الله ورعايته.. إنه نعم المولى ونعم النصير.



كل عام وأنتم بخير،،


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان خطاب الزعيم مبارك هو خطاب شامل لانة اعتمد على المصارحة وكما قال فى الجيش التانى ان مصر يمكن ان تجاوز فى حقها من خلال بعض الفضائيات ولكن لن نسمح لاحد بالتعدى علينا جاء الخطاب فى وقتة الصحيح والان الكل تكلم على العلاوة وكانها لن تكون موجودة ولكن الزعيم وعد بان تاتى فى وقتها وتكلم عن حق العاملين المصرين كم كنت سعيد عندما رايت ناس تهتف بحب مبارك وهولاء هما بائنا وامهاتنا تحية لزعيم مصر

شكرا لك أستاذ محمد

على اية اخى عاطف