خطاب الزعيم لجنودة الاوفياء لعام 2003

خطب للسيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية رئيس الحزب

[ 1/4/2003 ]

الاخوة والابناء ضباط وجنود الجيش الثالث الميدانى
يسعدنى ان التقى بكم اليوم فى هذه الظروف الاستثنائية المؤسفة التى يمر بها العراق الشقيق وتمر بها الامة العربية والعالم اجمع والتى سيكون لها دون شك انعكاساتها على دولنا العربية وتداعياتها على امننا القومى العربى .. بل وسيكون لها انعكاساتها الاكثر خطورة على السلم والامن الدوليين وعلى فاعلية دور الامم المتحدة فى الحيلولة دون وقوع الحرب وفى تطبيق القانون الدولى باستخدام الوسائل السلمية.
فكما تعلمون بذلنا كافة الجهود لضمان ان يتم تنفيذ قرارى مجلس الامن، 1284 و 1441بالوسائل السلمية ومن خلال عمليات التفتيش المستمرة والتى اثبتت فاعليتها فى اقناع العراق بابداء اكبر قدر ممكن من التعاون والشفافية الا انه على الرغم من نجاح مفتشو الامم المتحدة فى اداء مهامهمم بكل حيدة وموضوعية فقد انقسمت الآراء فى مجلس الامن بين مؤيد لطلب المفتشين لوقت وامكانيات اضافيين لاتمام المهام التى كلفوا بها وبين موقف دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان دفعتا بالموقف فى اتجاه العمل العسكرى.
وكان موقف مصر ومايزال واضحا منذ البداية فى رفض خيار الحرب وفى رفض المشاركة فى العمليات العسكرية لقوات التحالف ضد العراق الشقيق وسعينا بكل ثقلنا للتأثير فى موقف دول التحالف من خلال ابراز خطورة العمليات العسكرية وتداعياتها ليس فقط على الجانبين وانما على امن واستقرار منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع
والان فقد تحول الوضع فى العراق الى مواجهة عسكرية كاملة بين قوات التحالف التى تسعى لتغيير نظام الحكم فى العراق لاقتناعها بفشله فى التجاوب مع المجهودات الدولية الرامية للتعرف على قدراته فى مجال اسلحة الدمار الشامل وتدميرها وبين القوات المسلحة العراقية التى تدافع عن ارض العراق وتزود عن كرامته وعزته الوطنية.. تلك المواجهة التى تنذر بمأساة انسانية مروعة يسقط فيها الضحايا من الجانبين وتدمر فيها حضارة عريقة وشعب عريق مالم نسارع جميعا ببذل كل جهد ممكن للتوصل لتسوية سلمية تضمن انقاذ الارادة الدولية من جهة وتضمن للعراق سيادته ووحدته الاقليمية وكرامتة الوطنية من جهة اخرى.
واثق فى انكم تابعتم بيانى للامة فى التاسع عشر من مارس والذى حددت فيه المبادىء الرئيسية التى حرصنا على التمسك بها فى التعامل مع هذه القضية الهامة والتى تنبع من مواقفنا الثابتة وانتماءاتنا العربية والاقليمية الراسخة واهمها رفض خيار الحرب ورفض تغيير انظمة الحكم بالقوة.
كما اثق فى انكم تابعتم المجهودات المكثقة التى بذلناها و ما زلنا نبذلها على الصعيد السياسى لوقف العمليات العسكرية وللحفاظ على وحدة العراق وسلامته الاقليمية وعلى الصعيد الانسانى لمساعدة شعب العراق الشقيق على تجاوز المحنة الحالية وهى مجهودات ستستمرحتى تحقق اهدافها بالتنسيق مع الدول الفاعلة الاخرى المحبة للسلام والاستقرار.
الاخوة والابناء
مما لاشك فيه ان المواجهة العسكرية فى العراق قد خلقت مناخا من التوتر الدولى والاقليمى ترك وسيترك اثارا سياسية واقتصادية واجتماعية لن يكون من السهل تداركها او التعامل معها على المدى القصير فقد اثارت هذه المواجهة تساؤلات عديدة فى اذهان الشعوب وخاصة فى شعوب منطقة الشرق الاوسط بجذورها العربية والاسلامية حول مصداقية نظام الامن الجماعى الدولى القائم فى منظمة الامم المتحدة وحول امكانية ان يكون لنا نظام امن جماعى عربى متطور يواكب روح العصر ويعزز من قدراتنا على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء بل واثارت تساؤلات اعمق حول مدى صدق توجهنا نحو تحقيق حد ادنى متفق عليه من التنسيق العربى المبنى على الثقة المتبادلة والهادف لمواجهة التحديات بفاعلية وخاصة ما يتصل منها بالمدى الذى يمكن ان نصل اليه فى السماح للغير بالتحكم فى مقدراتنا ورسم مستقبلنا وتغيير خريطة منطقتنا وفرض موازين قوى جديدة علينا وهذه جميعا تساؤلات مشروعة لابد ان نسعى ليس فقط للاجابة عليها وانما لوضع اليات تنفيذية فعالة تضمن تحويل رؤانا بشانها الى حقيقة واقعة.
وبالمثل فان مسئولياتنا تحتم علينا التعامل مع هذه التحديات الخارجية فى نفس الوقت الذى نحمى فيه الجبهةالداخلية من تبعاتها واثارها ولذا فعلينا فى المرحلة الحالية ان نكثف من تعاملنا مع الاثار السلبية للعمليات العسكرية فى العراق لحماية شعب مصر منها وخاصة الاثار الاقتصادية السلبية التى ستعانى منها كافة دول المنطقة.
وغنى عن الذكر ان مسئوليتنا تحتم علينا فى ظل هذه الاوضاع غير العادية ان نرفع عاليا شعار الامن القومى المصرى اولا وقبل اى اعتبار وعلينا ايضا والالم يعتصرنا جميعا مما يجرى فى العراق ان نعبر عن راينا فى اطار منظم يعطى الرسالة القوية للمجتمع الدولى على موقفنا الداعم لشعب العراق وللحفاظ عليه وعلى مقدراته وان يكون فى تعبيرنا عن موقفنا ابرازا لتحضرنا ولقيمنا الرفيعة التى نفخر بها دائما ..وكلى ثقة فى ان شعب مصر بكامله قادر على ان يعبر عن حسه الحضارى وارادته القوية بافضل السبل.
ايها الاخوة والاخوات فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها منطقتنا يبرز دور ابناء مصر الابرار القادرين على مواجهة التحديات والتغلب على الصعاب المتسلحين بايمانهم بوطنهم وبشعبهم وبعروبتهم الساعين لتحقيق رفعة الوطن ونهضته يصونون مقدراته ويحمون كرامته ويبذلون فى سبيل رفعته كل نفيس.
وقد كنتم وما زلتم يا رجال القوات المسلحة البواسل فى الطليعة دائما تبذلون الروح فداء للوطن وتقفون على اهبة الاستعداد للزود عن مصالحه وللدفاع عن عزته وكرامته .. بذلتم من التضحيات الكثير وضربتم المثل فى الصمود والتحدى فحررتم الارض وساهمتم فى مسيرة التنمية وعززتم من قوة الجبهة الداخلية وجعلتم من مصر بلد العزة والكرامة فى هذه المرحلة الدقيقة التى تموج بالتقلبات والتغيرات فان مصر تتطلع اليكم والى يقظتكم وانتباهكم والى دوركم الرائد فى حماية الوطن من كل شر
حمى الله مصر ، حمى الله شعب مصر وقواته المسلحة الباسلة والله يوف

شكرا على منقولك

afro

» خطاب الزعيم لثضاء مصر
» خطاب السيد الزعيم مبارك زعيم مصر
» خطاب الزعيم مبارك فى قمة شرم الشيخ الاقتصادية
» خطاب الزعيم مبارك فى عيد العمال وقراءة بسيطة للخطاب
» من ابطال مصر الاوفياء