عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Empty
مُساهمةموضوع: لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام   لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالثلاثاء مارس 04, 2014 10:59 am

بسم الله الرحمن الرحيم
تجليات نقدية مع لوحات شعرية حديثة
الأستاذ الدكتور / عبد الجواد شعبان الفحام
أستاذ الأدب العربي كلية دار العلوم – جامعة المنيا

على الرغم من كثرة الدراسات النقدية للشعر العربي الحديث إلا أننا نلاحظ أن معظم هذه الدراسات قائمة على ما يسمى بالنقد الانطباعي ، وفي تقديري إن ما أبدعه الشعراء المعاصرون المتميزون في الوطن العربي في حاجة إلى دراسات نقدية جادة ، ومتابعات مستمرة لإنتاجهم الشعري من خلال النقد العلمي القائم على الأحكام المنهجية المدروسة .
وإذا كانت شعبة الفصحى باتحاد كتاب مصر ، قد أرسلت لي هذا الديوان الحافل بمجموعة من قصائد الفصحى التي تشتمل على شعر التفعيلة والقصائد العمودية والنثر ، وهي كالبستان الحافل الذي يمتع زواره ، ويشد انتباه الغافلين ، فإنني أقدم خالص تقديري لتلميذي البار الأستاذ عاطف الجندي رئيس الشعبة والذي أسعدني بهذا المجموع ، وبهذه الكوكبة من الشعراء المبدعين على مختلف اتجاهاتهم الفنية والموضوعية .
وأشهد بأن الذي شدني إلى إبداعهم هو اهتمامهم بقضايا الوطن ، ورصدهم لكل ما يحيط به داخليا وخارجيا في الوضع الراهن .
كما أشهد بأنني أمام تجارب شعرية ناضجة تعد امتدادا لجيل رواد حركة الشعر الحديث أمثال نازك الملائكة ، وبدر شاكر السياب والبياني وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي ومحمد الفيتوري وغيرهم ، فإن شعراء هذا الجيل ، قد بذلوا جهدا كبيرا في تطوير قصيدة الشعر سواء من ناحية المضمون أو من ناحية الشكل .
ثم يأتي هذا الجيل المعاصر ومنهم شعراء هذا الديوان الذي بين أيدينا ، ويضيف تقنيات أخرى للقصيدة الشعرية الحديثة ، حيث يتوسع في استخدام الرمز والأقنعة والتناص الشعري ، ويبتعد عن المباشرة والخطابية ، ويسعى إلى توافر بناء درامي للقصيدة من خلال تعدد الأصوات وتحاورها .
والقصائد التي بين أيدينا تعد تجارب شعرية صادقة ، نحاول بقدر المستطاع الولوج إلى عالمها ، والوقوف على أهم قضاياها الموضوعية والفنية والإنسانية واضعين في الاعتبار أن الشعر في المقام الأول تجربة إنسانية .
ومن التجارب الشعرية الصادقة في هذا الديوان تجربة الشاعر عاطف الجندي في قصيدته ( سامنتا ) التي تشير إلى عبقرية المكان وتجلياته أثناء زيارته إلى روما ، وحيث انبهاره بالجمال والاستقرار والأمن فقد استقبلته روما بالحفاوة التي لا يجد لها تفسيرا وخصوصا مع وجه سامنتا الذي يضئ إشراقا وجمالاً ، فمشهد المدينة ومشهد المرأة جعله في حيرة وقلق ولا يجد تفسيرا لذلك يقول شاعرنا في مطلع قصيدته :
هل هذه روما التي
قد قبلتني
نشوة
أم وجه سامنتا يضئ
لا أعرف التفسير
وعلى الرغم من الحيرة التي كان يعاني منها الشاعر إلا أننا نلاحظ مدى انبهاره وسعادته بجمال روما التي قبلته بسحرها ، وهو الزائر البرئ فلاح هذا العصر الذي أصبح تائها في حي ( بور جيزى ) الذي أقام فيه والذي قد صعَّب الأشياء من حوله ، وصعب عليه تذكر سكنه الأصلي – شبرا - .
ومن خلال التجربة الذاتية ومن خلال ثنائية التضاد ، ومن خلال سكون الآخر في الذات يصنع شاعرنا توأمة بين شبرا وروما ، وفي جانب آخر يستخدم المزاوجة اللغوية بتقنية عالية ليعبر عن شعور المسافر ، لتصبح لغته الشعرية غاية نفسية وتعبيرية بالدرجة الأولى ، فالحضور والغياب والموت والحياة والماضي والحاضر وهنا واللا هناك ، بحيث تستيقظ الذات الشاعرة من هذا الحلم وتجد أمامها الواقع الجميل ( سامنتا ) فيصبح في حالة شعرية حيث يقول :
شبرا وروما توأم بين النقيض
من الحضور وفي الغياب
تبدو كشاحبة تتوه معالم الماضي
وطائرة تعود إلى الأمام
أترى ولدت الآن أم أني أموت
أم كانت الصحراء في رجع الصدى
وهم الحضور
وأهز نفسي هل أنا حقا هنا
في اللا هناك
أم أنها الأحلام سامنتا
وفي موضوع آخر يناشد الشاعر نفسه من خلال دفقة الذات إلى الذات ويطلب من الآخر المقيم والساكن في ذاته – القروي – أن لا ينسى البنفسج عندما يختلط الشعور ، وخصوصا عندما يشد قد سامنتا القارة السمراء نحو الألب ، وأنه لا سبيل إلى العودة وأن شبرا قد هاجرت من دمه ، حيث لا وقت عنده للتفكير في كوبري عرابي أو المعيشة التي تقع تحت خط الفقر ، من هذا الجمال الذي يعايشه في اللحظة الآنية ، حيث يشير إلى ذلك قائلا :
يا أيها القروي لا تنس البنفسج
عندما اختلط الشعور
وقد سامنتا
يشد القارة السمراء
نحو الألب
لا بحر البياض يردني
شبرا تهاجر من دمي
لا وقت للتفكير
في كوبري عرابي الآن
أو كيف المعيشة تحت خط الفقر
من هذا الجمال
وفي المرحلة النفسية ذاتها ، ومن خلال البناء الفني لهذه اللوحة الشعرية يستخدم الشاعر رمز المكان – بيجام – وهو الحي الذي يسكن فيه في شبرا مصر ، حيث يعدد مظاهره ويذكر معاناته في هذا الحي ومن خلال الحي الشعبي يشير إلى الشوارع القديمة وصغار الشارع العبثي وفوضى الشقاء وأن بيجام نفسها تخجل أن تكشف عن عريها يقول :
بيجام تنأى أن تقول الآن شيئا
عن شوارعها القديمة
لا تقول الآن شيئا
عن صغار الشارع العبثي
في فوضى الشقاء
( بيجام ) تخجل أن تكاشف عريها
وبيجام – رمز المكان – التي لا تريد أن تكشف عن عريها نراها تلجأ إلى رمز ثقافي وتراثي آخر وترتدي قناعه وهو الحلاج الذي ليس لديه وقت وأنه قد تلاشى مع ضغوط السلطة .
كما أن بيجام لا شيء لديها يستوجب الاستدعاء حتى الهموم والأوجاع فلا تذكر مرض البلهارسيا الذي فتك بالشعب ولا تذكر وصفات جارتنا العجوز التي اختزن علاج المرض عندها في كوب من النعناع أو في الحجاب الذي سيمنع البنت التي نادت بروما أنها الأنثى الوحيدة ، والتي ترسم في عيون فتاها سحرها بأحرف من اللازورد لكي تكون في نظره كما تريد ، أو كما تقول الذات الشاعرة :
لا وقت للحلاج أو قفطانه
لا شيء أقنعني بالاستدعاء
حتى إنني حقا نسيت
الموعد اليومي للأوجاع
لا ( بلهارس ) أذكره
ولا وصفات جارتنا العجوز
كوبٌ من النعناع يطفئ
لوثة القولون
خذ هذا الحجاب
سيمنع البنت التي
نادت بروما أنها الأنثى الوحيدة أن تخط هنا في عينيك
أحرف سحرها
باللازورد
لكي تكون كما تريد
وفي رمز مكان آخر تستدعى الذات الشاعرة مشهدا لنافورة الشهيرة في ايطاليا وقد مثل فيها الفنان عادل إمام فيلمه الشهير عنتر شايل سيفه .
وهذه النافورة هي ( سانتا تريفي ) وقد انبهر بها الشاعر قائلا :
لا تنسَ في ( سانتا تريفي )
أن ترج الأمنيات بدرهم
أو درهمين
وقال لها قد جاء قبلي واحد
من جلدتي
ماذا جرى ما قلت أو قال الذهول
ومن خلال التقنيات الشعرية الحديثة يوظف الشاعر أسطورة ( ذئبة الكابيتول ) وهي أسطورة إيطالية تقول بأن ذئبة قد أرضعت ( رومولوس ) و ( ريموس ) اللذان أقاما روما ، وقد قتل رومولوس أخاه ( ريموس ) أثر خلاف بينهما ، وهذا التوظيف الأسطوري لم يكن من فراغ ، ولكن الشاعر تخيل أنه ريموس القتيل ، وطلب من هذه الأسطورة أن ترسمه وردة على قلبها ، فيناديها عشقا قائلا :
هل تشعرين الآن بالفرح الشديد
يا ( ذئبة الكابيتول ) إني
قد أكون الآن ( ريموس ) القتيل
هيا امنحيني الثغر
حتى لا أصير إلى العراء
مازلت أشتاق الغواية
فارسميني
فوق قلبك وردة
وفي نشوة الانبهار بجمال وحضارة الغرب تستيقظ الذات الشاعرة من حلمها المؤقت ، وتتذكر أصلها ووطنها وما يدور فيه بعد ثورة 25 يناير ، وأثناء حكم المجلس العسكري ، وتشير إلى معاناة الوطن قبل وبعد الثورة ، ونهر النيل الذي تسكنه الأفاعي بعد أن كان رمزا للخصب والنماء ، كما تطلب الذات الشاعرة من المشير وهو رمز للجيش أن يبتعد, وأن سامنتا وهي رمز الحق والعدل والفضيلة تجرب أن تموت وأن شبرا الآن هي اختيار الملح في جرح الأبد ولم يمكن هناك خيار سوى اختطاف الحلم من سجن الكبد ، وأن شبرا تمشط حزنها حتى ترتاح من طول الكمد ، وهذه المعاني الداخلية الرمزية والتي تشير إلى الهم الوطني يعبر عنها الشاعر قائلا:
مازال نهر النيل تسكنه الأفاعي
بينما الجيش المقدس
يسحق الثوار في التحرير
أبعد يا مشير الآن سامنتا
تجرب أن تموت بقسوة
شبرا اختبار الملح
في جرح الأبد
شبرا هناك
وها هناي
سوى اختطاف الحلم
من سجن الكبد
شبرا تمشط حزنها
يومين كي ترتاح
من طول الكمد
وعندما يستخدم الشاعر الحداثي البناء الدرامي ، ويجعل الأصوات تتحاور داخل القصيدة ، وتطلب المعشوقة الغربية من العاشق العربي أن يأخذها معه فيرفض ويرد في حوار عجيب وغريب مدعيا بأنها لا تحتمل وجه شمشون العقيد وأنه من بلاد الملح ويقول بأننا شعب نقتل بعضنا بالدين والتاريخ والخبز الشحيح وأن الحاكم لدينا لديه آلاف العسكر للحماية ولا يهوى اختيار الصدق بل يهوى الاقتسام مع اللصوص ، وأن هذه العينان لا تحتملان أسود عصرنا ، يقول الشاعر :
وتقول خذني لا أطيق بعدك
عندما ابتدأ الرجوع
أنا من بلاد تحفظ الماضي
وحاضرها فقيد
أنا من بلاد تعشق الألوان باهتة
ويسرق حلمها اليومى
يسرق خبزها المعجون بالعرق الغزير
خذني تقول فهل ستحتمل البراءة
وجه شمشون العقيد
أنا من بلاد الملح
نقتل بعضنا بالدين والتاريخ
والخبز الشحيح
أنا من بلاد تقتل الأحباب
لا رأي هناك تقلب عاشقة
تموت
للحاكم الشرقي آلاف
العساكر للحماية
والقداسة في النصوصْ
والحاكم الشرقي لا يهوى
اختبار الصدق
بل يهوى اقتساما
واللصوصْ
لا هذه العينان تحتملان أسود عصرنا
وفي نهاية منظومة ( سامنتا ) يكشف الشاعر عن آلامه الوطنية ومن خلال تحاور الأصوات يعترف بأن الجراح تقتلها حتى الثمالة فلا داعي للتمسك والعودة سويا لأنه محض طيف عابر في الريح ولا يقوى على أن يبتلى من بحر عين المعشوقة ( سامنتا ) الإقالة وهنا يسدل الستار وفي التلميح ما يغني عن التصريح .
ولا يفوتني أن أشير إلى أن الشاعر قد استطاع باقتدار أن يوظف لغته وصوره وقد استفاد من تقنيات الرمز والقناع وتوظيف التراث فضلا عن ثقافته المتعددة وقدرته الإبداعية .
وإذا تركنا عاطف الجندي ورائعته ( سامنتا ) فإننا سوف نلتقي بفارس آخر من فرسان الشعر الحديث هو الصديق العزيز المهندس إسماعيل عقاب وقصيدته ( القادم ) وهي لوحة مهمة من لوحات الشعر الموجودة في هذا الديوان ، كما أنها دفقه شعورية وطنية ، قد صاغها صاحبها بحرفية عالية ، وقد استخدم فيها الكثير من تقنيات الشعر الحديث ، وقد بدأها بالتناص مع الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور حيث قال على لسانه في المطلع :
قال : ( صلاح عبد الصبور )
يا سيدنا القادم من بعدي
الصبر تبدد والحزن تمدد !!
أما أن تدركنا الآن أو لن تدركنا بعد
وقلت : أفأنت القادم هذا أنت
أم أن القادم لما يأت
وقلت : من ينادي إذن لغوث القبيلة
وعلى خطوه تشب الرجوله
وهكذا يبدو لنا ( قادم ) صلاح عبد الصبور ، وهو البطل المنقذ المخلص ، الذي تحلم به الأمة أثناء انكسارها ، وهو الذي ينادي بغوث الأمة ، وتظهر الرجولة على قدومه ، وهو نفسه قادم إسماعيل عقاب إلا أنه من خلال تعدد الأصوات وتحاورها ومن خلال البناء الدرامي يتساءل عن هذا القادم ويحاور ( ليلاه ) وهي مصر أم الدنيا وأين كانت تخبئه ؟ وهل يعلم أنك كنت تقصدينه ؟ .
وهذا السياق الاستفهامي يحمل في طياته علامات تعجب ، ولكنها الأقدار والظروف الحالية التي جعلت مصر ترمي سوارها الفضي عند مرور البطل المنقذ المخلص عندما كان يزهو بمهرته الحرونه ، ويمر تحت شرفة مصر التي طالما طال اشتياقها لقدومه ، وفي الوقت ذاته يقف الشعب في هذا المشهد الوطني ينشدونه ، ويطلبون عودة الحياة إليهم ، يقول شاعرنا :
ليلاه قولي أين كنت تخبئينه ؟!
هل كان يدري أنه من تقصدينه ؟!
لما رميت سوارك الفضي عند مروره
يزهو بمهرته الحرونة
من تحت شرفتك التي تاقت لمقدمه المرجى
والرعايا ينشدونه
إن المتأمل في المشهد السابق يلاحظ بأن صاحبه يتمتع بقدرة لغوية هندسية في بناء النص الشعري ، حيث جمع بين الرمز ( ليلاه ) وبين توظيف التراث من جانب ، ومن جانب آخر جمع بينهما وبين الاستفهام في السطر الأول ، وكل يؤدي إلى معاني نفسية ووجدانية وتعجبية في عشق الوطن ( مصر ) ثم يؤكد تعجبه من خلال سياق إنساني في السطر الثاني ، وأن الحبيبة قد اختارت حبيبها وبطلها المخلص .
أما بقية المقطع يتناول فيه الشاعر المهندس ريشته ويرسم لنا لوحة فنية في غاية الجمال ، ويحدد أبعادها بثلاثة أطراف ، الطرف الأول ( المعشوقة ) مصر التي أصدرت القرار ، ورمت بسوارها الفضي عند مرور عاشقها أو البطل المنقذ الذي كان يمر من تحت شرفة المحبوبة ، وهو يزهو بمهرته الحرونة وسط هذه الأحداث وهو الطرف الثاني والأهم في هذا المشهد ، أما الطرف الثالث وهو الشعب المصري العظيم الذي هب ونادى بمطلبه يوم 30 يونيو .
هذا على مستوى الصورة الفنية ، أما على مستوى اللغة نلاحظ أن الشاعر قد استخدم
الجمل الفعلية المضارعة بكثرة وقد عبرت عن الحالة الشعورية الوطنية المستمرة مثل :
( تخبئينه ) و ( يدرى ) وجملة الحال ( يزهو بمهرته الحرونة ) وجملة الحال ( الرعايا ينشدونه ) وتلك تقنيات لغوية تصور استحضار الحالة الوطنية والثورية التي كانت تمر بها البلاد .
ويواصل شاعر الوطنية حديثه وحواراته مع الصوت الخالد – مصر – وهو يبدو في حالة انبهار من هذا القادم البطل المخلص المنقذ ، الواثق الخطوة القوى المؤمن الملهم الذي أحس بنبض مصر , وأدرك ما تشير إليه العيون المتلهفة على البطل الذى التقى بمعشوقته رغم حراس المدينة , كما أدرك هذا المنقذ أن ليلاه كانت تتجرع المهانة من السلطة السابقة , وأن نهرها العذب قد سارت فيه العفونة , وحول هذه المعانى يقول شاعرنا :
هلا تخيلت النوايا ؟ .. سمته ؟
وثبات خطوته .. ومن قوى يقينه
هلا تحاورت العيون ؟ وأفصحت ؟
وإن التقى بك رغم حراس المدينة
أحسب أنك تجرعين مهانة
وبأن نهرك قد سرت فيه العفونة
وفى صورة أخرى يصف شاعرنا ( المخلص ) وهو يرفع راية النصر والجهاد , والملائكة تحفة من كل جانب , كما يطلب الشاعر من أميرته العذر , وأن يكشف عن سره , وعن رمزه الشعري , فالأميرة هى مصر وليلى هى مصر , وبمقدار الحب والشموخ والكبرياء يكون الرمز الوطنى يقول الشاعر المهندس :
هذا المخلص يا أميرة قد آتى
ونجومك الخضراء قد وشت يمينه
يسراه .. ترفع راية مخضلة
وملائك قد أنزلت فيه السكنية
سأبيح سرى يا أميرة فاعذرى
اذ أكشف الرمز الذى كم تعشقينه
وفى مرحلة أخرى من القصيدة تتحاور الذات الشاعرة مع الأميرة – مصر – مظهرة موقفها الدينى والإيمانى من جميع رسالات السماء فهى خطو المسيح ودربه ونداء موسى والنور دونه فى الوادى المقدس , وهى التى يوجد فيها مآذن التكبير تجهر بالصلاة وشعبها يعبد الواحد القهار , وفيها شعب وفىّ قام بتفويض البطل وبايعوه , وزحفوا خلف موكبه المفدى يدعمونه , وكل الطوائف أسلمت ليد أمينة وتطلب منه أن يجأر بصوته حتى يكمل جميلة ويحتضن السفينة قبل أن تغرق , وحول هذه المعانى يقول شاعرنا :
يا مصر يا خطو المسيح ودربه
ونداء موسى فى طوى والنور دونه
ومآذن التكبير تجهر بالصلاة لواحد
كل الخلائق يعبدونه
إن بنوك الأوفياء توافدوا من كل حدب
فجروا فيه سكونه
قد فوضوه وبايعوه وجمعهم
من خلف موكبه المفدى يدعمونه
سلمت أيادى من حمت ومن اجتبى
كل الطوائف أسلمت ليد أمينه
فاجأر بصوتك تشرئب لك المدينة
أكمل جميلك واحتضن قلع السفينة
وهكذا يختم شاعرنا – إسماعيل عقاب – لوحته الشعرية – بنداء حار إلى مصر , موضحا منزلتها الدينية , فهي التي احتضنت واعترفت بالأديان السماوية الثلاثة , أنها تضم شعبا وفيا يدرك كيف يتعامل مع أبطاله وزعمائه , وهم الذين قد لبوا نداء الوطنية واحتشدوا فى احتفالية لم يسبق لها مثيل مطالبين بالتغير هذا عل مستوى المضمون الختامى لهذه اللوحة أما على مستوى الشكل الفنى والأسلوبى نلاحظ أن الشاعر قد استخدم أساليب متنوعة ليظهر فرحته بالنصر , حيث بدأ بالنداء : يا مصر ويا خطوا المسيح وهذا يشير إلى مدى قرب مصر من الشاعر , كما استخدم الأسلوب الخبرى فى فوضوه وبايعوه ( ومن خلف موكبه المفدى يدعمونه – وكل الطوائف أسلمت ليد أمينة وكلها تفيد التقرير فاستخدم الأسلوب الإنشائى فى أجار بصوتك ) و ( أكمل جميلك وهذا ما يفيد الطلب وهو تعبير عن الحس الجمعى أما الصور التعبرية فهى كثيرة وقد ركبها الشاعر من خلال سياق الجمل الحالية مثل ( كل الخلائق يعبدونه ) و ( إنا بنوكي الأوفياء توافدوا ) و ( فجروا فيه سكونه ) و ( قد فوضوه وبايعوه ) و ( جمعهم من خلف موكبة المفدى يدعمونه ) وكلها صور تعبر عن الحالة السياسية التى تعيشها مصر , كما أننا أمام مبدع حداثى قد فك رموزه , ولم يرهقنا كثيرا فى تفسير النص وهذا يحمد له .
وإذا كنا فى مجال النقد التحليلى فيجب أن أشير إلى أن الشاعر الحداثى أصبح يمثل واقعة , أصبح يحاكى النشاط الدرامى لهذا الواقع , وأصبح أمام مسئولية وطنية وأخلاقية , وأصبحت الرومانسية لا تسعفه فى التعبير عن ذلك إلا إذا تعامل مع الواقع الذى يتطلب انتصارا لحركة الفعل وهنا تحدث الموائمة بين الروح والمادة وبين الرومانسية الذاتية التي تتحول إلى رومانسية وطنية , وهذا ما نراه ونجده فى شعر إسماعيل عقاب الذى استطاع أن يوفر لنا رومانسية وطنية منضبطة ليس فيها انسياب عاطفى .
وهناك رسالة شعرية داخل هذا الديوان , أرسلها شاعر وصف نفسه بأنه عاشق لتراب مصر هو الزميل أحمد مصطفى معوض عضو اتحاد كتاب مصر , وهى خطاب شعرى بعنوان : ( انزعي الأغلال عنك ) موجه إلى كل من يريد أن يوقف مسيرة مصر العظيمة .
وبعد القراءة النقدية للقصيدة نحيي عاشق تراب مصر ونشكره على هذا العنوان وعلى هذا الصمود والتحدي , , والوقوف أمام كل من يريد أن يوقف مسيرة مصر العظيمة ,
ونبدأ بتحليل العنوان .
انزعي الأغلال عنك
عنوان رمزي كبير يثير الدهشة ويحرك الوجع الوطنى , ويبعث الأمل وتشير مفرداته إلى ما يلى :
انزعى : خطاب موجه يقصد به الرجاء الذى يحدد الحلم من جديد عن طريق ثورة الشعب.
الأغلال : مفردة رمزية تدل على القيود والهموم التى كان يعانى منها الوطن قبل الثورة .
عنك : شبه الجملة يوحى بخصوصية تراكمات وهموم الماضى التى تخص الوطن , والتى عانى منها .
ومن خلال تقنيات الشاعر الحداثى المحترف الذى يعرف كيف يتعامل مع البناء اللغوى , يقدم لنا عاشق تراب مصر منظومة لغوية فى غاية الأهمية , حيث يبدأ متكئا على دالة زمنية وهى جملة فعلية فى زمن المضارع المتجدد وهى ( تمضى ) وقد كررها أكثر من مرة فى القصيدة ولكنها توحى بدلالات مختلفة , وقد استخدم هذه الدالة الزمنية فى رصد مفاسد الماضى أى قبل ثورة 25 يناير , حيث يعدد تلك المفاسد التى كانت تعوق مسيرة مصر قائلا :
تمضى بعادات الكسالى الماكثين بلا وثاق
تمضى بلا عجب وقوف ولا حراك
تمضى بصمت لا يفوت
تدنو بروتين المكاتب والمفاسد والسكوت
تجتر من هزل اللوائح والشروح
صماء أحكام بلا أحلام
دون النتيجة والوضوح
وفى المقطوعة الثانية , يستخدم الشاعر الدالة الزمنية ( تمضى ) وقد جعلها مفتاحا للنص , وهى تقوم بتعدد المعانى فى سياقها وتشير إلى كثرة المفاسد التى عانى منها الوطن مثل اختراق القانون , وتسلط كلاب السلطة واستخدامهم وسائل التعذيب المتعددة , حيث يصور ذلك قائلا :
تمضى بعادات القانون بلا مشاعر
يعلو نباح الكلب كى يحمى الغوادر والفواجر
تمضى بقهرهم النزول بغيمات المقابر
تمضى شهادتها نزيف
بقبضة الوغد المقامر .
وعلى الرغم من المسيرة الوطنية الطويلة التى سبقت الثورة إلا أن الشاعر الوطنى يناشد مصر وأبناءها بأن يقوموا , ويفكوا قيودهم ويطببوا جراحهم بالحقيقة والواقع والثورة والتضحية , ويطلب منهم عدم المغفرة للفاسدين الذين سرقوا ثروات الوطن , والحل عنده هو العبور والبحث عن النصر المبين , وخصوصا من قبل الشباب الذى يعد الأداة الفعلية للثورة ,
يقول شاعرنا :
داوى جراحك بالحقيقة واسلمى
لا تغفري للفاسدين
لا تتركيهم بعدما
سرقوا ترابك يهربون
فك قيودك واعبري
للفتح والنصر المبين
قومى وثورى مع شبابك
وانفضى وتطهرى
من أشكال الحماقة
والبلاء إلى الأبد
وعلى هذا النحو استطاع عاشق مصر الأستاذ أحمد مصطفى معوض أن يعبر عن تجربته الوطنية الصادقة من خلال موكبته لأحداث الثورة , لكن اللافت للنظر للقصيدة من الناحية الفنية أنها جاءت على شكل خطاب شعرى مباشر دون إغراق في الرمز أوالإبهام , كما أن صاحبها قد تميز بقدرته اللغوية واستطاع أن يوظف مفرداتها توظيفا جيدا وخصوصا دالة الفعل (تمضى) التى جعلها جملة محورية فى النص بحيث كان لها دور قوى فى تعدد المعانى , وتجدد الإحداث واستمرارها , كما جعلها مفتاحا تعبيريا يصور مشاعره الداخلية تجاه الوطن , وفى الوقت ذاته هى رد قوى على كل من يريد أن يوقف مسيرة مصر .
ومن التجارب الشعرية القوية التى شدت انتباهي فى هذا المجموع , تجربة الزميل ( أشرف دسوقى على ) المسئول الثقافى باتحاد كتاب مصر – فرع الإسكندرية – وهى تجربة شعرية تحمل دلالات وطنية وسياسية , وقد جاءت تحت عنوان :
( أمى ليست أمريكية ) وهو عنوان يوحى بقيمة مصر وأنها ذات سيادة وليست تابعة لأمريكا , فهى كما هو معروف فرعونية عربية إسلامية .
كما أن الناقد المتأمل القارئ لهذه القصيدة , يلاحظ بأن الشاعر قد استخدم فضاء النص , ووظفه توظيفا جيدا فى الدفاع عن أمه – مصر – واثبات أنها ليست أمريكية , وقد حصر هذا الفضاء فى مرحلتين أو مواجهتين , مواجهة أولى , ومواجهة ثانية .
أما المواجهة الأولى , فقد استخدم فيها كل أدواته الفنية والإبداعية فى الدفاع عن أمه – مصر – لكى يثبت للعالم أنها ليست أمريكية حيث طرح كل الأدلة العقلية التى تؤيد ذلك مثل كونها لا تلهج بمديح النفط , ولم تلهث لحياة المتعة , وحتى فى ثقافة الطعام لم تلهث وراء (المال ) الطعام الأمريكى المشهور أو تغرم ب ( الويمبى ) وهو الأيس كريم , يقول شاعرنا :
أمى ليست أمريكية
لم تلهج بمديح النفط
لم تلهث لحياة المتعة
لم تتناول هذا الـ (ماك )
لا تعرف معنى ال (الويمبى )
حتى أن كانت أمى قد فعلت
ما ذنبى ؟
ونلاحظ فى هذه القصيدة ارتباط المقطوعات ببعضها , وكأنها شبكة عنقودية , وكل مقطوعة تمهد للأخرى , وهذا انعكاس لحالة الشجن الوطنى التى يعيشها الشاعر هذا فى جانب , وفى جانب أخر نراه يستخدم جملة ( أمى ليست أمريكية ) ويجعلها عبارة محورية فى مطلع كل مقطوعة داخل النص , كما يجعلها مرتكزا ضوئيا ينطلق منه لتأكيد فكرته التي يدعو إليها ، ثم اتكأ على أدوات النفى ( ليس – لم – لا ) باعتبارها دوال أسلوبه تدعم فكرته , ويثبت بأنها لا تعرف اللون الأسود , ولا تعرف منعا فى الباصات ولا تعرف جمعا بين الرقص وبين العرى وبين اللين , وامه بلامنازع متدينة : تؤمن بالفرقان وتعرف معنى الدين وهى مشروع ضخم باعتبارها دولة محورية فى المنطقة .
يقول شاعرنا :
أمى ليست أمريكية
لا تعرف شجن اللون الأسود
لم تعرف منعا فى الباصات
لا تعرف جمعا بين الرقص
وبين العرى وبين اللين
تؤمن بالفرقان
تعرف معنى الدين
أمى
مشروع ضخم
وفى موضوع أخر يتكأ الشاعر عل دالة الاستفهام , باعتبار ها دالة أسلوبية , وينكر على كل من ادعى وقال إن أمه أمريكية , وفى الوقت ذاته يقطع الشك باليقين ويخاطب باراك من خلف هذا البرق وهذا الخرق , ويطلب منه أن يغض الطرف عن التنازلات المشروعة لحقوق الشعب الفلسطينى , وهذا برهان قاطع لعدم تبعية مصر لأمريكا يقول الشاعر :
أمى لسيت أمريكية
من فجر هذا الأمر ؟
علمنا يا باراك
من خلف هذا البرق وهذا الخرق
ومن يتنازل كى يعطيك الحق ؟
ويختم الشاعر مواجهته الأولى مدعيا بأن إلام ولو كانت أمريكية – أى تابعه لأمريكا – فهى أم فى كل الأحوال , ولا يمكن أن تجور على أبنائها , على الرغم من تقلبات الظروف السياسية بحسب إرادة حكامها , وفى التلميح ما يغنى من التصريح حيث يقول :
أمى ليست أمريكية
الأم براح للإنسان
الأم صوان
من يحجر يوما يا حواء
أو يملأ وجها بالأشجان
أمى ليست أمريكية
حتى إن كان الأمر كما كان
فالأم سيان
وفى المواجهة الثانية يعترف الشاعر بأن أمه أمريكية , وقد أخذ يعدد صفاتها وملامحها من خلال التعريض والهمز واللمز , فهى أرقى أمم العالم , و أكثر ثراء , وتتحكم فى مصير الكون , وتستطيع أن تغير خريطة العالم , وتترمل كل نساء أو تتزين وقت العرس بإشارة من أمى الأمريكية .
وفى الوقت ذاته يرى شاعرنا بأن أمه الأمريكية قرأت تواريخ الدنيا , وهى مثل إعصار (تسونامى) فالدمار من طبيعتها , وهى لا تعبأ بالأخلاق وتتغير مثل الساعة , وهى كالأقمار الصناعية , وتداوى بالسم وتعرف كل جروح أقاربنا , ونترك شاعرنا يعبر عن أمه الأمريكية ؟ من خلال التلميح الذى يغنى عن التصريح قائلا :
شرف
أن القى أمى أمريكية
أرقى أمم العالم أمريكا
وتدير ثراء العمر تحكم أمر الكون
تملك ما فاق النمرود
وتغير خارطة الوجود
تترمل كل نساء العالم
بإشارة أمى
أو تتزين وقت العرس
بإشارة أمى
أمى قرأت كل تواريخ الدنيا
فوق ضحايا المجهول
مثل تسونامى
أمى لا تعبأ فعلا بالأخلاق
تتغير مثل الساعة
لون البندول العبثى
نصر أبدى
كالأقمار المصنوعة
كبلاغ الجار الكيدى
وتداوى بالسم تعرف كل جروح أقاربنا
لا أفضل ياسادة أبدا
من لبن أمى
ومن خلال تقنيات الشعر الحديث , ومن خلال البناء الفنى لتحاور الأصوات فى النص يقدم الشاعر مواجهة داخل المواجهة الثانية , ويشير إلى انكسار أمه الأصلية – مصر – فى فترة ما قبل ثورة يناير فيما يبدو حيث يقول :
أمك أنت
انكفأت
مثل الورق البردى
لتضاجع نيلا كهلا
تتجمد فى طمى السد
أمى لا تحمل وهما من ماضى فعلا
لكن فى معصمها
وعد الغد
وهكذا يعبر الشاعر عن أمه التى لم تستسلم على الرغم ما واجهته من محن , فهى تحمل الماضى العريق الذى ليس وهما ، كما تحمل فى معصمها المستقبل المشرق , وبينما هى كذلك فإنها تقع فى محيط الوسطية , وهى زهرة يملؤها الشوك ضد من يعاديها أو يريد أن يوقف تقدمها وهى شوق لأبنائها وهى سر وجود الشاعر وفى الوقت ذاته هى سر متاعبه - بسبب الظروف السياسية المتغيره - , وعندما يطيب الجرح وتستقر الأمور تبنى صرح الحضارة والتقدم وهى جبل من حلوى , وبهذه المعانى الإنسانية النبيلة تكون الأم الحقيقية – مصر – التى تعايش معها الشاعر قائلا :
أمى بين البين
زهر يملؤه الشوك
أمى شوق
سر وجودى أمى
سر متاعب روحى
فيطيب الجرح تبنى صرحى
أمى جبل من حلوى
ووسادة سلوى
وعلى هذا النحو ومن خلال التعبير الإبداعى استطاع أشرف دسوقى أن يبرهن أن أمه ليست أمريكية , مستخدما أدواته التعبيرية من حيث اللغة والصور الفنية , و مستخدما الأدلة العقلية من خلال المواجهات , ومن خلال تعدد الأصوات وتحاورها ومن خلال عشقه الكبير وانتمائه لمصر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
الإدارة
الإدارة
الإدارة
الإدارة


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 1256 نقاط : 2213 تاريخ التسجيل : 23/06/2009

لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Empty
مُساهمةموضوع: رد: لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام   لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام Icon_minitimeالجمعة مارس 07, 2014 8:51 am

الدراسة فى موقع دنيا الرأى
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/03/04/322373.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لوحات شعرية بقلم د. عبدالجواد الفحام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمود الفحام بين الأصالة والتجديد
» من مواجد العشق - الشاعر المهندس محمود ضيف الفحام
» لوحات
» ما قاله الدكتور محمد مصطفي هدارة عن الشاعر محمود الفحام
» ومضات شعرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: