قصة لمسابقة شهر ديسمبر 2013

]( حلقات الحب)
 يا لهذه الحياة الغريبة التي تجمعنا بالغرباء في حلقات تدور و تدور لتنفصل و تجتمع ، و تعاود الأنفصال ، لنصبح غرباء مرة أخرى. لم تكن هي لترى أحداً غريباً عنها ، فكلهم بالنسبه لها متشابهون حتى و ان نظرت لهم بالمقلوب. و هو.. هو ليس ساحراً ، بل شابٌ عادي المظهر ، طويل القامة ، أجعد الشعر، عُين جديداً كمعيد بالجامعه التي تدرس فيها.
أعجبت به ، لم تعرف لماذا؟ ، ولكنها لم تترد في التقرب منه. و لأنها ليست بحمقاء لتباشر بالأعتراف له بأعجابها ، اختارت ان تدور حوله ، حتى تجد فراغاً يفصل تلك الحلقة التي أحكم هو أغلاقها على نفسه. و بينما هي تعبث بجهاز هاتفها ، تجمع عنه معلومات الكترونية ، وجدت حسابه الخاص على احد مواقع التواصل الأجتماعي. و لأن بداخلنا جزءٌ من التعالي يدعونا دائماً لخداع الأخرين و أيهامهم بعدم مبالاتنا ، أختارت أن تدخل حياته صدفة . كصدفة ضغطها على زر طلب الصداقة لحسابه .
و أنتظرت أياماً على باب صفحته ، ان يفتح لها الباب بالقبول ، و لكنه تأخر. راودتها كثيراً فكرة أن تبعث له رسالة، لتعرفه بنفسها ، لعله يسرع بالموافقة، ولكن شجاعتها كانت تخونها على أخر ضغطة زر . فكانت تفتح صندوق رسائلها ، و تبدأ بالحديث ، وما أن تنتهي ، حتى تمسح كل شيء . لتعاود الكرة اليوم التالي ، و هكذا مضى الشهر وهي تتابع أخباره ، وتكتب له عن حياتها اليومية ، و المواقف التي حدثت معها ، حتى في لحظات بكائها ، كانت تكتب .
عادت يومها مسرعه ، و بجعبتها الكثير من الحديث ، لتجده قد وافق على طلب صداقتها ، وبعث لها رسالة يخبرها فيها بأنها كانت جميله جداً اليوم ، و عندما سألته كيف عرف ذلك ؟. أخبرها بأن تتطلع في انعكاس صورتها على شاشة الكمبيوتر ، شتتها كلماته ، مبعثرةً أوهامها و احلامها ، كراكب الأفعوانه على كل جانب ، لتهوي كمن سقط على شبكة السيرك من السعادة. تنهدت و هي تنظر للصورة التي وضعتها خلفية لشاشتها ، بعد ان قام الفوتوشوب بعمل ما لم تستطع الحياة عمله ، بجمعهما معاً في أطار واحد، و أرسلت له تخبره بحبها له.
فأرسل يجيبها بانه يحبها أيضاً ، و يرغب بالتقدم لها ، أنقبض قلبها فجأة ، ربما شعرت بالخوف بأن يكون هذا حلماً ستفيق منه بعد لحظات ، أو وهماً يطاردها حتى في يقظتها .
- سماح ..
- نعم ..
- ماذا بكِ ؟
- هل أنت حقيقة أم خيال ؟
- أن كنت أنا خيالاً فأنتي حقيقتي..
- لا أصدق .. فلقد أنتظرتك طويلاً.. لماذا لم تخبرني بحبك؟
- منذ كنا ندرس معاً بالجامعه ، لسنواتٍ و أنا أحبك في صمت يا سماح؟ و عندما رأيتك اليوم لم أستطع منع قلبي ، وتفاجأت اكثر بوجود أسمك ضمن قائمة الأصدقاء المنتظرين ..  
صمتت هي لبرهة ، تتأمل كلماته التي يرسلها واحدة تلو الأخرى ، لتبادره و صدرها يجهش بالبكاء ..
- عذراً .. لست سماحك التي تنتظرها..

أشكرك سيدي الفاضل
أنه لمن دواعي سروري أن تمر على ما أكتب
تحياتي