أيها الجهلة مثلي .. هذه عيوب مرسي !

============

كبسولات صحفية


محمد خضر الشريف
makhder2004@hotmail.com

=============
كنت أقرأ سيرة الرئيس محمد مرسي، فعلمت ما كنت أجهله ويجهله الكثير عن الرجل، وعلمت أن الجاهل عدو نفسه قبل أن يكون عدو ما يجهل، و العائبون له له جاهلون به..
فإن قلت إن عيبه أنه لم يكن ذا منصب عال، فخطأ كبير، لأن الرجل حاز المناصب العلمية الرفيعة وعنها حدث وأنت مطمئن، ولمن لا يعلم فقد حصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة 1978، و حصل على منحة دراسية من بروفيسور كروجر من جامعة جنوب كاليفورنيا لتفوقه الدراسي، وعلى ماجستير ودكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 في حماية محركات مركبات الفضاء..
وقد عمل معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرس مساعد بجامعة جنوب كاليفورنيا وأستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا، نورث ردج في الولايات المتحدة بين عامي 1982 -1985 وأستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة - جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى العام 2010.و قام بالتدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة كاليفورنيا، نورث ردج و جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس وجامعة القاهرة وجامعة الزقازيق وجامعة الفاتح في طرابلس في ليبيا، له عشرات الأبحاث في ”معالجة أسطح المعادن“، وانتخب عضوًا بنادي هيئة التدريس بجامعة الزقازيق..
وإن قلت عيبه أنه لا يعرف الله وليس بمتدين، فخطأ واضح فادح، فالتدين الذي نحبه في كل مصري، قد من الله به عليه، وقل عنه أيضا وأنت مطمئن: انه رجل ذو دين، وقد تعلم من أدبيات وأخلاق القرآن والإسلام ما يجعل دينه معتدلا شفافا لاغلو فيه ولا تطرف ولايعيبه أنه انضم لـ" الإخوان" الذي اعتبرهم يدافعون عن البلد بإخلاص ومن منطق ديني، فتعبهم، وقد تعلم من دينه ومنهم الشيء الكثير مثل الحب والإيثار وحفظ الله في السر والعلن، ومراقبة الله تعالى في كل ما يتولاه من مناصب، وعدم الموالاة إلا لما يراه في مصلحة الوطن ويرضي الله قبل كل شيء.
وإن قلت أن عيبه أنه لم يكن سياسيا، فمخطيء أيضا، فالرجل كانت المشاركة السياسية من أجل خدمة البلد فلم يبخل بجهد ولا وقت من أجلها وذاق السجن بضع شهور بسببها.. واقد ختير عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.وشارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004..و شارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع د. محمد البرادعي عام 2010، كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا 2011، وانتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب "الحرية والعدالة".
وإن قلت إن عيبه أنه لم يكن برلمانيا ومتحدثا وصاحب بصمة برلمانية تخدم الشعب، فمخطيء وبالثلث؛ لأنه ترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995، وانتخابات 2000 ونجح فيها وانتخب عضوًا بمجلس الشعب المصري وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان. وفى انتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها- بقدرة قادر- فوز منافسه.. وكان الرجل من أنشط أعضاء مجلس الشعب، وصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.
وإن قلت الطيبة والتواضع ومحبة الناس فجملته الحميمية :" أهلي وعشيرتي" التي خاطب بها شعب مصر جميعا في أول خطاب له، وفي كل خطاب بعد صلاة جمعة أيضا، دليل قاطع على ذلك، و لم يخاطب بها رئيس شعبه من قبله..
وإن قلت الزهد في الدنيا الزائلة وعدم التشبث بها ، فعدم ملكيته لشقة حتى الآن - رغم كل المناصب العلمية والسياسية التي حازها- فهذا دليل أكبر على ذلك الزهد الحقيقي غير المصطنع، ولعل مقولته للعامة والخاصة وللشعب كله في ذكرى أكتوبر بالاستاد الرياضي:" إلى الآن أسكن في شقة بالإيجار ولو وجدتموني أمتلك شقة أثناء الرئاسة فحاسبوني عليها"، أكبر دليل على صدق الرجل وإخلاصه وعدم تخوله في أموال شعب مصر وعدم اعتباره مصر "عزبة" يملكها ويملكها من أولاده وأحفاده من بعده.
وإن قلت عيبه أنه ليس بوطني، فخطأك أكبر، فهو يملك الوطنية الصادقة التي يدفع الإنسان فيها كل شيء من أجل وطنه، فقد لاقى مرسي من العنت والمضايقة والسجن والاعتقال، ولقي أبناؤه أيضا أثناء الثورة ما لاقوا في الوقت الذي كان أبناء الناعقين -فضلا عن الناعقين أنفسهم- بالوطنية الجوفاء يرتعون في بيوتهم المزخرفة وقصورهم المشيدة، وينامون ملء جفونهم على أسرتهم الناعمة وفرشهم الهنيئة، ثم يتشدقون بالوطن والوطنية ( يعني أكل عيش والسلام) واقرؤوا إن شئتم ما عاناه الرجل وأسرته حتى تعرفوا الفرق بين النائحة والثكلى والمصري الوطني الأصيل والمدعي الوطنية بزخرف القول لا بالفعل والعمل والثبات على المبدأ .. وإلا مااعتقل عدة مرات، منها سبعة أشهر في السجن بدأت من صباح يوم 18 مايو 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية وهما المستشاران محمود مكي وهشام البسطاويسي، بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005 واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين ، ثم أفرج عنه يوم 10 ديسمبر ، كما اعتقل في سجن وادي النطرون صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير .
وإن قلت إن أبناءه يتدخلون في سياسة أبيهم- مثل سلفه- فمخطيء خطأ كبيرا فقد التزموا الصمت منذ تولي أبيهم الرئاسة وقد تعرض ثلاثة من أبنائه لحوادث أثناء الثورة، منها ماحدث الأربعاء 2 فبراير 2012، حيث حاصر 300 من البلطجية ابنه «عبد الله» وكان معه 70 في داخل جامع، وطلبوا فدية، فدبر "أسامة" أخوه الفدية، وسار مشيًا ومعه الفدية لعدم توفر مواصلات آنذاك، فمسكه رجال أمن، واعتقلوه، وربطوه في شجرة داخل معسكر أمن بالزقازيق لمدة 35 ساعة، وضربوه وكسروا عظامه وقطعوا ملابسه، وسرقوا الفدية وماله وبطاقة هويته. وعُمر كان في ذات اليوم مشاركًا في مظاهرة، فطارده بلطجية ورجال أمن في الشارع، ووقع، فانهالوا عليه ضربًا بالهراوة، وخُيّطت له غُرز في رأسه، وجلس في البيت مدة أسبوعين على السرير..
هذا هو مرسي بمناصبه العلمية وتاريخه السياسي والوطني المشرف وسيرته العطرة وإخلاصه لبلده وقضيته، وتحمله المشاق من أجل أن يكون مواطنا مصريا شريفا يشعر بآلام بلده، ولو شاء لجلس في أمريكا التي درس بها طالبا ودرس بها أستاذا معززا مكرما آمنا مطمئنا ثريا وعنده قصر شامخ بدلا من الشقة التي لا تزال بالإيجار..
إذن ما يعيب مرسي أيها الكارهون له والناقدون له والشانئون له والحاقدون عليه؟! هل لأنه تربى في حضن الإخوان" أعتقد أن هذه هي "القشة التي قصمت ظهر البعير" في نظر كارهيه ومبغضيه "من الباب للطاق"، وما العيب في أن ينتمي أي مصري لجماعة ما أو تيار ما أو حزب ما يعمل في النور ويشارك في نهضة مصرن وقد شارك مرسي إخوانه هموم الوطن المسلوب الذي كان يعرى أمام عينيه من أخلاقه وقيمه وثرواته وحضارته ومكانته ومنزلته، فوضع الرجل مع المخلصين من أمثاله من محبي مصر بصمته وقال لا للظلم، ولا للقهر، ولا للفساد؟ لم أجد في الرجل عيبا إلا "عيب التفاح" الذي عيروه في المثل الشعبي فقالوا له: "يا أحمر الخدين".
دمتم بحب
makhder2004@hotmail.com
================
المقال نشر في المصريون = عدد الثلاثاء 23-10
رابط المقال

http://www.almesryoon.com/permalink/40280.html

شكرا على المقالة و على المعلومات المفيدة...

لعل الناس يتركون له الفرصة ليعمل ... و أفلح إن صدق


كل سنة و حضرتك بخير و عيد سعيد

بارك الله فيك استاذى

عاطف عبد العزيز الحناوي كتب:

شكرا على المقالة و على المعلومات المفيدة...

لعل الناس يتركون له الفرصة ليعمل ... و أفلح إن صدق


كل سنة و حضرتك بخير و عيد سعيد

********
وحضرتك بألف خير أخي الكريم أ عاطف ..
وتعليقك جميل مثل روحك الجميلة.

محمود الشاعر كتب:

بارك الله فيك استاذى

وفيك ربي يبارك أخي الكريم الشاعر محمود الشاعر
شكرا لمرورك الكريم..