قصة قصيرة بعنوان (الأنفاس الأخيرة) للمشاركة فى مسابقة سبتمبر

الأنفاس الأخيرة


كانت هادئة.. لا تقل فى سكونها وصمتها عن أنفاسهم الوهمية..
أنفاس ميتة .. أو بمعنى أدق تستعد للموت الذى كان معزوما على افطار رمضانى جماعى
هو .. الضيف الذى يعزم نفسه بالقوة والاكراه..
هو.. لا يحتاج الى عزومة "مراكبية" .. أو حتى عزومة جادة تقطع فيه الرقاب
هو.. لا يستأذن أبدا..
هو.. ماليس يضمنه أحد
وهم.. حماة الارض.. والعرض.. يعرف قاموسهم جيدا ما معنى كلمة وطن..
أنفاسهم تحمل رائحة الدم..
حركاتهم بطيئة.. متثاقلة .. فهو أت .. أت
هكذا شعر جميعهم..

" أنا ياعم الحمد لله هعيد فى بيتنا وسط أهلى وأخواتى"

هكذا.. خدعته الكلمات.. كلمات كانت ضحية لقدر صرف عن طريق اله أعلم..
هو.. لا يعرف ان عيده هذا العام سيكون فى السماء.. وسط الملائكة..
هو.. لا يعرف أن شهادته ستكون أكبر عيدية منحها فى حياته.

"أنا ان شاء الله هنزل اخطب جميلة بنت عمى"

هكذا قال.. أو قيل له
هو.. لا يعرف أن خطبته وفرحه سيكون فى السماء
هو.. لا يعرف انه سينكح الحور العين
هو.. لا يعرف ان جميلة ستكون أيضا زوجته هناك

"انا بقى كل اللى بفكر فيه دلوقتى ان افطر .. أنا جعان وعطشان أوى"

هكذا شعر..
العطش الشديد فى رمضان فى تلك المنطقة الحدودية النائية
حياة صعبة .. والتعود عليها أصعب
هو.. لا يعرف انه سيشرب من حوض النبى شربه ماء لا يظمأ بعدها ابدا
هو.. لا يعرف انه معزوم على وليمة فى السماء من كل انواع النعيم.. لذة للاكلين
هو.. لا يعرف ان بالامس كان سحوره الاخير فى الدنيا
هو.. لا يعرف انه لن يأكل طعامه الذى أعده منذ دقائق فيها

" أنا عايز ألحق اصلى العصر.. اصل المغرب هيأذن خلاص"

هو.. لا يعرف ان تلك هى اخر مناجاة دنيوية بينه وبين رب العباد
هو.. لا يعرف انه الان سيصلى صلاة مودع
هو.. لا يعرف انه سيبعث يوم القيامة وهو ساجد


هم.. فقط أصحاب الانفاس الاخيرة..

أخى القاص الرائع إسماعيل
تحية لك و تحية لحسك الوطني الجميل
قصة تتحدث عن مأساة جنودنا فى المنطقة الحدودية فى رفح
عبرت عن الموضوع تعبيرا صادقا أحييك عليه
و لكن لى ملاحظات بسيطة على العمل
و خاصة فى تكرار هو ..
و الذى يأتى بلسان الراوي العليم و هو الكاتب و الذى يعلم كل شيء
فهذا رأى الكاتب و تعليقاته و ليس من سياق القصة و حدث ذلك فى أكثر من موضع
و كلمة ( فهو أت .. أت ) هنا ألف مد فتصبح ( آت ٍ .. آت )
و هذا لا ينفي غعجابي بطرحك الجميل
تقبل ودي

شكرا لنقضك الذى اتفهمه جيدا شاعرنا الكبير .. عاطف الجندى
بالفعل فقد انصب اهتمامى اكثر ليصف تلك المأساه التى كنت انا شخصيا قريبا منها والف مد "ات" .. هو خطأ املائى ليس اكثر .. تقبل تحياتى فى منتداكم الرائع

شكرا لاطرائك الطيب سيدى الفاضل .. عادل عوض سند
تقبل تحياتى العطرة لشخصكم الموقر ..