للموت مهابة ... ليست لهؤلاء !!
حسن حجازي
//////////////////////////
تقدم الركبُ في مشهدً عسكريٍ مهيب , بعد الصلاة عليه وسط حشدٍ من الآلاف يشيعونهُ لمثواه الأخير , رغم الحر الشديد وصعوبة الصيام في هذا اليوم المهيب , بالدعاء والرحمة وأطيب الكلمات , انبرى قلة قليلة مغرمة في تشويه صورة مصر الجميلة وشعبها الوفي في الهتاف والصراخ :
- ارحل ! ارحل !
فنظر أحدهم وغصة في الخلق ودمعة سالت ليس على خده فقط بل على خد مصر , مرطبةً العلم الذي لف جثمانه في عطف وامتنان وقال :
- ارحل ؟! إلى أين ؟ هو ذاهب لِمَن لا يغفل ولا ينام .. لمحكمة لا يحوطها متظاهرون ولا مرجفون في المدينة .. محكمة حكمها نهائي
دستورها العدل ونبراسها الرحمة والغفران .. فرد عليه أحد الحاضرين وقد سمع همسه الحزين :
- للحكم حسابات وللكرسي ترتيبات ولمصر رجالٌ ( ... صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...") ورجال ما زالوا على الدربِ ينتظرون .
وسارت الجنازة نحو مثواها الأخير وصارت مشهداً للمزايدات والحسابات والمشاحنات وصارت هدفا للفتاوي والمزايدات في يومٍ مصر فيه ليست في أفضل أيامها وشابَ وجهها الوردي الكثير من القتامة والسواد !
واري الفقيد الثرى ومعه الكثير من صفحات مصر وأسرارها ..كتاب مُغلق تم غلقه وحجبه ليضاف لأسرار الفراعنة والأهرامات.. من حاول فك طلاسمهُ وفهم أسراره , بلا شك ستصيبه لعنة الفراعنة .. فللموت مهابة
يا سادة .. والمجدُ لصاحب ِ المُلكِ والملكوتْ !!