(مفاتيح ، الفرار ، الباب الكبير ، تقاطع ، حصة الرسم ,,,)
تابعت على مدار أسابيع تطور كتابة المبدع خالد غلاب بالمنتدى للقصة القصيرة جدا منذ أن وضع اول أقصوصة وبالفعل وجدت قاص عملاق يرتدى زى التواضع الأدبى .
وفى غضون أسابيع قليلة كان خالد غلاب يمسك بقوة بكل مفاتيح وأغوار وأساليب القصة القصيرة جدا فبدءا من قصة مفاتيح والتى هى كانت مفتاح الانطلاق لخالد مرورا بالباب الكبير وفرار وغيرهم حتى الوصول إلى أضواء المدينة ومضات فنية لا تبارى وأقاصيص عميقة الحس بالغة القوة ..والآن يأتى خالد غلاب بتحفة فنية هى حصة الرسم حيث يجعلنى أقع فى حيرة حيث لا أجد كلاما يليق بهذه الومضة الفنية الشجية !.. ا
فهى قد تبدأ من الحاضر ثم تعود بك للماضى والعكس فحيث الطفولة البريئة فى حصة الرسم قد تأخذك للحاضرالأكثر إيلاما لتذكرك بالأوضاع الاجتماعية القاسية والاحباط لضياع الحلم وبالأحوال السياسية التى تمر بنا ثم بالأحوال الدينية وما بها من مفارقات مؤلمة وكذلك العكس !! فياله من ابداع هذا الذى يسير بك فى طريقين متعاكسين فى آن واحد !
فمن البراءة الطفولية لحصة الرسم يرسم خالد عينى المحبوبة والتى قد تكون امرأة أو وطن أو غاية ..ومن البراءة النفسية والجمال تنتهى حبات المسبحة بخنجر !! فهل هذا الخنجر هو الطعنات الموجهة إلى الأحلام ؟
أم هو ما يوجهه الكاتب إلى مقتنصى الأحلام ؟
أم هو رمز .. أم تشبيه للاوضاع الحالية حيث يبدو جليا بالقصة التضاد الفكرى للدين مع أساليب العيش بالدنيا بالسياسات الدينية المغلوطة؟!
كل هذا يمر بالقارىء وهو يسير مع سطر ونصف فقط وبالرغم من أن العنوان والقصة كلها ربما لا يكونان لهما علاقة بماضى الطفولة و حصص الرسم .. ولكن خالد غلاب ينبش فى ذكريات المتلقى ليخرج ما بداخلها وهذا هو قمة الابداع والقوة والقدرة .
تنتهى القصة نهاية أكثر من رائعة ويتفوق خالد بهذه النهاية على نفسة
نهاية غاية فى الروعة و بصورة فائقة الجمال .
ومن يريد أن يدخل بالقصة من حيث البدايات فهناك مساحة ومن يريد أن يبدأ من الحاضر فهناك أيضا مساحة بالقصة ..فهى تفتح مجالات كثيرة للتأويل ....!!!!
أكثر من رائع يا خالد وبانتظار المزيد من تلك القصص القصيرة جدا أو قصص الومضة ..وأمضى وأنت واثق الخطى ..تحياتى