| هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد | |
|
+4الشاعرة عزة الزرقانى ممدوح عزت موسي عادل عوض سند فاطمة أحمـد 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
فاطمة أحمـد أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 80 الهواية : الرسم نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 02/01/2011
| موضوع: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الثلاثاء يناير 04, 2011 1:18 am | |
|
هي والثعبان والحب
* قبل أن تترك له البيت ـ كتبت له رسالة من كلمة
واحدة .. سأرحل ..!! كان الجو في ذلك اليوم شديد البرودة ـ والسماء ملبدة بغيوم رمادية داكنة.. كان ما بداخلها يفوق دكونة تلك الغيوم ـ التي انعكست على وجهها فأصبح يميل الى الزرقة..!!
*****
*فكرت واختارت وقررت أن تغرب كما غروب الشمس في أحضان البحر ..! لكن .. غروب ـ بلا شروق..!
* وصلت قبل الغروب بوقتٍ ما كانت تريده .. خلعت حذائها وألقت به بعيداً.. غاصت أقدامها في الرمال البيضاء الناعمة ـ الممتدة بطول الشاطئ... كان البحر في ذلك اليوم غريـباً للغاية.. لأول مرة طيلة حياتها تراه هكذا.. هائجاً صاخباً.. مرتفعاً.. وأمواجه تتلاطم على الشاطئ في عنف شديد..!! إنقبض قلبها بشدة.. نظرت الى السماء ـ لم ترى الشمس ـ فقد توارت خلف الغيوم ... أخذت دقات قلبها تذداد ـ والقشعريرة تهز أوصالها ـ وهي تفكر في اللحظة التي جاءت من
أجلها .! يصرخ الخوف بداخلها : عودي من حيث أتيتِ.. تصرخ: لا.. لن أعود.. لن أعود..!! تصطك أسنانها برداً وخوفاً ـ تضم شفتيها اللتين أخذتا اللون الأبيض .. تغمض عينيها قليلاً .. ثم تفتحهما.. تنظر الى البحر ثم الى السماء.. فلا ترى جديداً.. البحر مازال هائجا ًـ والشمس مازالت مختفية خلف الغيوم..!! تخرج من صدرها تنهيدة عميقة ـ وهي تقول لنفسها بألم شديد: حتى أخر أمنية لي في الحياة هي أيضاً صعبة المنال وسأرحل دون أن أرى الغروب..أخر غروب..!! تساقطت الدموع من عينيها بغزارة شديدة ـ وكأنها تودعها قبل أن تتركها.. تساقطت الى أن انتهت من عينيها ـ وأخذ الهواء البارد معه ما بلل وجهها وملابسها... تملكتها في تلك اللحظة فكرة الانتحار التي أصبحت لا بديل لها..!!
* الشاطئ خالي تماماً من الناس.. فلا أحد يستطيع أن يقربه في ذلك الجو القارص... كانت حقيبة يدها مازالت معلقة فوق كتفها ـ ولم تكن تشعر بها إلا ّ تلك اللحظة.. فما كان منها إلاَّ أن ألقت بها بشدة بعيداً عن الشاطئ ـ وكأنها تلقي بها في وجه الذي قد أوصلها الى تلك الحالة من اليأس من الحياة .!!
* أخذت تسير بخطوات مثقلة تجاه البحر وهي تنظر إليه بعمق شديد.. في تلك اللحظة تمنت أن يتحول البحر الى رجلاً عملاقاً تلوذ في عمقه الدافئ تستحث منه الدفء التي تتوقه ..!
* توقفت قليلاً ـ ثم غاصت بقدميها في المياه ـ الى أن وصلت المياه الى الى ركبتيها.. وحين أخفت المياه ردفيها واقتربت من وسطها شمت رائحة دخان تنبعث لاتدري مصدرها..!. هزت رأسها وكأنها كانت في غفوة وقد استيقظت منها..! إستيقظت أحاسيسها التي كانت قد توقفت لحظة أن لمست قدماها المياه ... إلتفتت خلفها بسرعة فرأت حقيبتها التي ألقت بها قد اشتعلت بها النار..! سألت نفسها بدهشة شديدة : ترى من يكون فعل ذلك .. والشاطئ ليس به أحد سواي.؟! خرجت من المياه ـ جرت تستطلع الأمر.. رأت أنها حين ألقت بحقيبتها سقطت فوق بقايا نار يبدو أن أحدهم كان قد أشعلها وغادر قبل مجيئها ـ وشدة الرياح عملت على اشتعال النار من جديد ـ ساعد على ذلك أن الحقيبة قد فتحت فوق النار عند إلقائها بشدة..! شعرت أن النيران بداخلها أشد اشتعالاً رغم برودة الجو.. أخرجت تنهيدة من صدرها وكأنها اللهيب بعينه وهي تقول لنفسها : حتي حقيبتي التي فيها بطاقتي وأشيائي أراد لها القدر أن تموت معي ..!
* جثت على ركبتيها ـ ومدت يدها تستحث الدفء ـ لكنها تسحبها بسرعة ـ وتهب واقفة.. تنظر الى النار بهلع .. ثم استدارت ونظرت الى البحر .. أطلقت صرخة مكتومة وهي تنزع بقوة عن رأسها إشاربها الحريري وتلقي به في النارـ التي اذدادت به اشتعالاً.. وقفت تنظر إليها ـ وكأنها ترى النار لأول مرة .! مدت إصبعها داخلها النار التي لسعتها بشدة .. سحبت إصبعها بسرعة.. وضعته في فمها ـ فلم يجد إصبعها ما يبرده ـ فحلقها جافاً تماماً كحياتها التي تركتها..! أخذت تبكي بشدة ..أخيراً لبت نداء الخوف من الله ـ ألقت بنفسها على الأرض بجانب النار التي كانت قد انطفأت وصارت رماداً ينبعث منه فقط الدخان..
* بتثاقل.. تنهض عن الأرض .. تجلس تحت نخلة من النخيل الذي يمتد بامتداد الشاطئ.. يتطاير شعرها الأسود الطويل على وجهها الخمري الرائع الجمال ـ تستند بظهرها على جزع النخلة وقد امتلأ حلقها بمرارة شديدة..!
* بجوار بقايا النار (جُحر) مستدير غائر يسكنه ( ثعبان كبير ).. حين ملأه الدخان الذي كان موجهاً ناحيته بفعل الهواء .. خرج زاحفاً من خلفها متسلقاً جزع النخلة ..!!
* أخذت تحدث نفسها بعد أن ابتعدت عنها فكرة الانتحار : لن أذهب الى أهلي فيطلبون مني العودة .. يقولون لي دائماً تحملي واصبري ـ فقد يتغير حين تنجبين له طفلاً... وها هما طفلان جميلان .. سامحني الله.. فقد فكرت أن أقتلهما قبل أن أقتل نفسي..!!
* حين تراءت لها صورتهما قالت بشوق جارف : سأعود من أجلكما .. سأتحمل بركان الغضب الثائر دوماً بحممه حارقة القلب.. قاتلة المشاعر.!!
**** **** ****
* ترامى إلى سمعها صوت نداءه من بعيد ..
ينقبض قلبها .. تنظر خلفها فلم تراه .!!
يعرف هو أنها حين يشتد بها الغضب تأتي الى هذا المكان تقضي فيه بعض الوقت ـ تعود بعدها وقد غلفها الهدوء.. ! أغمضت عينيها برهة أحست به يقف خلفها مباشرة ً.. أقسمت الاَّ تنظره ولا تتحدث إليه.. فقد فقدت الرغبة نهائياً في ذلك..!
قالت سأغمض عيني حتى يحسبني قد ( مِت ) فأرى ماذا عساه أن يفعل..!!
يا إلهي..! إنه يداعبني.. يلمس بيده وجهي ورقبتي..
لا أصدق..!! ما هذا الحنان ..وما هذه المشاعر..؟! إن يده بدأت تمتد إلي صدري..! سأظل مغمضة وأراه ماذا سيفعل..؟ يبدو أنه يحسبني قد انتحرت ـ أكون شربت سماً أو حبوباً ..! أشعر بأنفاسه تقترب من أنفاسي..يبدو أنه قد ندم.!! لقد عاد يلمس رقبتي وصدري..! أشعر ولأول مرة بجم حنانه.. يده أيضاً ناعمة رقيقة للغاية ـ وكأنها ليست يده التي أعهدها خشبة جافة باردة..! * و.. حين جاء ( ذيله ) من جديد على رقبتها بنعومة بالغة.. قالت لنفسها بسعادة : أشعر من قلبي أنه قد تغير تماماً .. لقد زالت عني البرودة التي كدت أتجمد معها.!
يا إلهي..! ما باله يغرس أظافره هكذا في ذراعي.؟! أيتصور حقيقة أنني قد فارقت الحياة..؟ أشعر أن أظافره قد اخترقت ملابسي وانغرست في ذراعي..!!
* بعد أن أفرغ ( سمه ) في ذراعها ـ أخذ مكانه خلف النخلة ـ وإلتف حول نفسه وراح في ثبات عميق..!!
* إقترب نداءه.. حتي وقف أمامها ..
أنبها بشدة .!
بتثاقل شديد رفعت عينيها ونظرت إلي وجهه المتجهم ..!
* وقبل أن تُسْبِل عينيها ـ تلمح بطرف عينها ( الثعبان ) راحفاً إلى جحره.. إرتسمت على شفتيها ابتسامة شاحبة ليس فيها خوف ..
وليست فيها حياة..!!!!
**********تمت*********
فاطمة أحمـد | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد السبت يناير 08, 2011 3:38 pm | |
| وكأنها كانت على موعد مع الموت
رغم تراجعها عن فكرة الانتحار .
الاستاذه القاصه
فاطمه احمد
قصه تعايشت معها . ولكن .
طريقتك الجميله فى وصف اللدغه لا تتلائم ولمسة الرجل .
وهل هى تغيبت لدرجة انها لاتفرق بيت انامل الرجل والثعبان ؟
طرح جميل والقصه فى حد ذاتها مشوقه ... | |
|
| |
ممدوح عزت موسي أديب
الدولة : عدد الرسائل : 1081 نقاط : 1248 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الإثنين يناير 10, 2011 3:18 pm | |
| الاديبه الواعده فاطمه احمد تحياتي مره اخري الله عليكي وعلي افكارك الرائعه والتي تصوغينها في قصص جميله وحوار اجمل وكما اشار استاذنا عادل سند ان سقطة القصه الوحيده هي لمسات الثعبان وعدم مقدرتها علي التمييز بين لمسة الرجل والتي نعرفها جميعا سواء كانت يد الرجل خشنه او ناعمه كله خير,وبين لمسة الثعبان وقانا الله منها وبرغم انك استرسلتي في وصف لمسة الثعبان والتي اشعرتها بالدفئ وتمنت ان تكون هي لمسة زوجها وعشنا معكي خيال اللحظه برغم ذلك افقتينا مما نحن فيه من نشوه بتذكيرك لنا انه الثعبان عندما قلتي (الذيل) ممدوح عزت موسي | |
|
| |
فاطمة أحمـد أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 80 الهواية : الرسم نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 02/01/2011
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الإثنين يناير 24, 2011 11:11 am | |
| - عادل عوض سند كتب:
-
وكأنها كانت على موعد مع الموت
رغم تراجعها عن فكرة الانتحار .
الاستاذه القاصه
فاطمه احمد
قصه تعايشت معها . ولكن .
طريقتك الجميله فى وصف اللدغه لا تتلائم ولمسة الرجل .
وهل هى تغيبت لدرجة انها لاتفرق بيت انامل الرجل والثعبان ؟
طرح جميل والقصه فى حد ذاتها مشوقه ... كما قلت حضرتك هي حقاًكانت علي موعد مع الموت رغم تراجعها عن فكرة الانتحار.. صدِّق أستاذ عادل أن هناك لدغة ثعبان أحن من لمسة من أنامل رجل لا يعرف الحب وذو قلب قاس .. أشكرأستاذ عادل عوض ردكم الراقي ومداخلتكم التي ذادت نصي القاً .. تحياتي ومودتي | |
|
| |
فاطمة أحمـد أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 80 الهواية : الرسم نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 02/01/2011
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الإثنين يناير 24, 2011 11:39 am | |
| - ممدوح عزت موسي كتب:
- الاديبه الواعده فاطمه احمد
تحياتي مره اخري الله عليكي وعلي افكارك الرائعه والتي تصوغينها في قصص جميله وحوار اجمل وكما اشار استاذنا عادل سند ان سقطة القصه الوحيده هي لمسات الثعبان وعدم مقدرتها علي التمييز بين لمسة الرجل والتي نعرفها جميعا سواء كانت يد الرجل خشنه او ناعمه كله خير,وبين لمسة الثعبان وقانا الله منها وبرغم انك استرسلتي في وصف لمسة الثعبان والتي اشعرتها بالدفئ وتمنت ان تكون هي لمسة زوجها وعشنا معكي خيال اللحظه برغم ذلك افقتينا مما نحن فيه من نشوه بتذكيرك لنا انه الثعبان عندما قلتي (الذيل) ممدوح عزت موسي أقسم أن هناك من الرجال من له لساناً كذنب العقرب بسمه الزعاف .. يسمم به البدن وينفر منه القلب .. ويجعل عضة الثعبان أرق من لمسة يده.!! وأنا قصدت أن أجعلها لا تميز بين اللمستين..لمن ليس له لمسة الثعبان الدافئة.!!! أشكرك أستاذ ممدوح عزت علي ردكم الراقي ومداخلتكم التي ذادت نصي القاً .. تحياتي ومودتي | |
|
| |
الشاعرة عزة الزرقانى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 10688 نقاط : 11193 تاريخ التسجيل : 27/04/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الإثنين يناير 24, 2011 12:22 pm | |
| رائعه قصتك ايتها الحبيبه قرائتها اكثر من مره لأقول ما أروعك دمتِ متألقه | |
|
| |
شيماء سمير أبوعميرة مرحبا
الدولة : عدد الرسائل : 8 نقاط : 10 تاريخ التسجيل : 05/12/2010
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الإثنين يناير 24, 2011 5:58 pm | |
| قصة رائعة معانيها عالية الإحساس الموت قدر لامهرب منه والحب قدر لا مهرب منه إلا بالموت | |
|
| |
فاطمة أحمـد أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 80 الهواية : الرسم نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 02/01/2011
| |
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الخميس مارس 10, 2011 2:04 pm | |
| القاصه الراقية فاطمه احمد فكره جيده ومضمون أراه يلتقى مع المثل القائل تنوعت الاسباب والموت واحد اضم رأيى الى رأى الاستاذ عادل عوض سند فى الفارق بين لمسة الرجل ولمسة الثعبان وتلك اللدغة التى أوت بحياتها فيما عدا ذلك فقصتك جيده جدا طرحا واسلوبا مع ارق الامنيات
| |
|
| |
سميرة حسن مرحبا
الدولة : عدد الرسائل : 3 نقاط : 3 تاريخ التسجيل : 26/01/2011
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد الجمعة مارس 25, 2011 8:07 pm | |
| قصة من أروع القصص التي قرأتها.. السرد السلس والوصف يمتلئ بالإحساس دمتي أستاذة فاطمة ودام رقي حرفك قصة تستحق الفوز .. صوت لها .. تحياتي ومحبتي
| |
|
| |
بنت النيل عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 3733 52 نقاط : 2683 تاريخ التسجيل : 03/05/2007
| موضوع: رد: هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد السبت مارس 26, 2011 4:37 pm | |
| أستاذ فاطمة أنت قاصة جيده جدا أحييك على العمل بس لى ملاحظة أن لم بتجزم الفعل المضارع و حضرتك لم تجزميه فى جملة = لم ترى = لازم تبقى لم تر دى ملحوظتى البسيطة على عملك لكن قصة جميلة جدا | |
|
| |
فاطمة أحمـد أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 80 الهواية : الرسم نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 02/01/2011
| |
| |
| هي والثعبان والحب .. قصة قصيرة .. فاطمة أحمـد | |
|