عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح شاعر فلسطين الكبير محمود درويش / د. لطفي الياسيني
شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2023 1:11 am من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 شهادة الشاعر لطفى مطاوع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

شهادة الشاعر لطفى مطاوع Empty
مُساهمةموضوع: شهادة الشاعر لطفى مطاوع   شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالسبت مايو 22, 2010 2:00 am

للأرض ذاكرة أخرى
لطفي عبدالمعطي مطاوع

مؤتمر مطروح مايو 2010

كان مولد سيدي (أبى حجر) وكان المنشد الشعبي في عز تجلياته على المنصة وأهل قرية القيصرية يتحلقون حوله، وقد أخذتهم سكرة الشوق، فراحوا يتطوحون يميناً ويساراً على إيقاع أناشيد المتصوفة التي تصحبها الدفوف التي تأخذهم إلى عالم سحري يغسل أرواحهم من أدران الواقع، خاصةً بعد مشقة جمع القطن في الغيطان طوال النهار صبية و نساء وشيوخاً تحت شمس سبتمبر 1970 (وارحمتا للعاشقين تكفلوا.. ستر المحبة والهوى فضاح / بالسر إن باحوا تباح دماؤهم/.. و كذا دماء البائحين تباح).
وفجأة ظهر شيخ الخفراء كالعفريت على المنصة، وخلفه خفيران وخطف السماعة ناعياً بصوت يتهدج حزناً : أهالي القرية الكرام جاءنا الآن ما يلي، وراح يقرأ من ورقة صغيرة (على إثر أزمة قلبية حادة توفى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فالرجا الحفاظ على الأمن).
وقبل أن ينهي الجملة الأخيرة سقط الكثيرون مغشياً عليهم، وانسحب الناس مذهولين منكسي الرؤوس وفيما كان يمشي الصبي مكتئباً، الصبي الذي كنته، يردد شعار الإصرار والشموخ (ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة)، سمعت أحد فلاحي القرية يفتي قائلاً : مادام عبد الناصر مات فلا بد أن اليهود سيتسللون إلى فراشنا ويقتلوننا بيتاً بيتاً، يومها أتذكر أني توسدت سكينة المطبخ وبعد أن نام أخوتي تسللت تحت السرير بالسكين متحفزاً حتى إذا ما هجم اليهودي أفاجئه وأقتله، أقتله كما قتل الأطفال في بحر البقر و دير ياسين، في الصباح انكشف أمري وضحك إخوتي علىّ، لكني بكيت على ناصر. كنت أكره صهاينة إسرائيل وما زلت أكرههم وكرهت أن يشمتوا فينا بعد رحيل ناصر، وحين عرفت أنهم قتلوا جارنا الطيب الشهم / الإمام بالنابالم المحرم دولياً في سيناء 1967 كرهتهم أكثر وأكثر، كان عمي الأزهري يقول عنهم إنهم عصابة لقطاء لا جذر لهم و يحاولون أن يغرسوا شجرتهم الشيطانية في الأرض المقدسة بدعوى أنه وعد الله و يرد ساخراً على نفسه وعد الله أم وعد بلفور يا أولاد الأفاعي؟!.
منذ ذلك الحين بدأ حسي السياسي والقومي ينشط، ورحت أقرأ وأقرأ، ومنذ بدأت أفك الخط طفلاً على يد عمي وأنا أقرأ له الجرائد والخُطب ورويداً رويداً بدأت أفك طلاسم مقالة (بصراحة) لمحمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس ومصطفى أمين ويوسف إدريس وقرأت في وقت مبكر (أحجار على رقعة الشطرنج) و (بروتوكولات حكماء صهيون) و ترسخت في ذهني كراهية هذا الدماغ الصهيوني المتآمر على كل ما هو عربي وإسلامي، بل وإنساني وعبثاً يحاولون في هذا العصر اللعب في ذاكرتنا ولكن هيهات فللأرض ذاكرة أخرى.
وبدأت الرحلة، رحلة الكشف وبدأت أصغى إلى كلام نخبة القرية الذين كانوا يرتادون مقهى يملكه أبي، وكان أقرب إلى المنتدى السياسي والثقافي في القرية منه إلى محل للمشروبات، يضم عينة من كل فئات القرية، من العمدة إلى شيخ البلد والعمال والفلاحين وطلبة الجامعات وشيخ الجامع وناظر المدرسة ومسئولين كبار، كنت أقبع منزوياً في الركن أرهف السمع جيداً وأستوعب وأفكر فيما يتناقشون، وكنت أقرأ في ملامحهم شخوص نجيب محفوظ التي كنت أشاهدها في سينما مركز المحلة، فالسينما تعتبر من أهم مصادر ثقافتي، وكانت المحلة بها آنذاك خمس سينمات، فهذا سي السيد أحمد عبدالجواد بشخصيته المزدوجة، وهذا كمال المثقف الذي شاخ فجأة، وهذا ياسين بظرفه وعبثه.. وهذا.. وهذا.. كأنهم خرجوا من ثلاثية (قصر الشوق – بين القصرين – السكرية) وهذه الأنثى في حارتنا أشبه بحميدة في (زقاق المدق) وتلك نفيسة الحنونة منسحقة الأنوثة و التي سقطت نتيجة للحرمان والفقر. وهذا حسنين المتطلع المتعالي على واقعه في رواية (بداية ونهاية)، وهذا محجوب عبدالدايم العبثي و الذي شكل قناعته واقع (القاهرة 30) المتردي، كنت أعشق أيضاً أفلام رعاة البقر و أتمثلهم في صباي (جاري كوبر و جوليانو جيما و.....).
وبدأ وعيي يتفتق و يدرك الأشياء من حولي ويحللها، وكنت في ذلك الوقت أملك خطاً بديعاً رشحني لنسخ مسرحيات لخالي من تأليفه، يقلد فيها مسرح نجيب الريحاني ويوسف وهبي وأفلام يوسف شاهين ويختار الممثلين من متعلمي القرية، كنت أعلق أذني على شباك عمي وهو يرتل (الرحمن //علم القرآن //خلق الإنسان// علمه البيان// الشمس والقمر بحسبان) فتشعل ذهني الحروف التي في نهايات الآيات (آن – آن)خاصة تكرار آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وكان لها أكبر الأثر على نفسي، وأسمع أخي الكبير تلميذ الثانوي يردد بصوتٍ عالٍ درة أبى العلاء (غير مجدٍ في ملتي واعتقادي.. نوح باكٍ ولا ترنم شادي)، وتسحرني نهايات الأبيات (آدي – آدي) وأسمع بنات الحارة وهن يشبكن أياديهن حول العروس منشدات (مشي على مهلك – دي السكة بتاع أهلك)، وأسمع العديد من النسوة اللابسات السواد عند الجامع المجاور لنا (يابو العيال – فايت العيال على مين ؟.. دانت سايبهم صغار.. هيروحوا بعدك فين ؟!) وأسمع حواديت أمي و هي تحكيها لي على جرعات تحكي وتتثاءب.. تنام فأوقظها (هه..) فتحكي وتتثاءب.. تنام.. فأوقظها..(هه....).... و أسمع موال "عبدالنبي" على الساقية وهو يشق الليل سحراً و رهبة وما زال في أذني بعضاً منه (عن الصاحب الخوان):-
{ الصاحب اللي يخونك .................. يَـــأَّن أنه مـــات
واهجر سبيله ولا تندم .................. عـلى اللي فـــــات
الصقر بيطير لفــوق ................. و له طلعـــــــات
يقعد في الجو عـام .................... ولا عـــــــامين
يموت م الجـوع ولا .................. ينزل على الجيفـــات}
وأسمع شاعر الربابة الذي يجئ كل عام مرتين على المقهى يحكي سيرة (أبى زيد الهلالي و الزناتي خليفة) و يزجره عمي الأزهري قائلاً:- اعزف فقط على الربابة و لا تحكِ هذه الخرافات، لكني كنت أحب هذه الخرافات وأعشق هذه الأساطير منذ طفولتي، وكنت أحلم أن تنشق الأرض و يخرج أبو زيد الهلالي و يقطف رؤوس صهاينة إسرائيل الملاعين من فلسطين، و كنت أعرج أنا و شلتي إلى حارس عجوز يحرس أحد الغيطان لرأسمالي معروف بالقرية – كان منشداً شعبياً و لم يساير العصر – فأهمله الناس وأخذوا يستقدمون المنشدين الجدد بعشرات الجنيهات، كان يشعر بالظلم، هو الذي يحفظ أصول الثرات عن ظهر قلب (ألف ليلة وليلة، وسيرة أبى زيد الهلالي، و سيف بن ذي يزن) كيف يهملونه.. وينعي نفسه قائلاً :- صحيح.. (الشيخ البعيد سره باتع).... حكى لنا هذا الرجل ألف ليلة وليلة بكل جرأتها و خيالها الجامح وسحرها وعبلها كله، كنا نجلس على رؤوسنا الطير مشدوهين، وكنا نضحك.. نضحك.. حتى نستلقي على ظهورنا حين يرمز إلى قُبِل الرجل (بالوتد) وقُبل المرأة (بشق القمر) وكنا في نهاية كل ليلة يغمز بعضنا بعضاً، ونلملم بعض القروش و نعطيها له، وننصرف إلى أسِرَّتِنا نحلم (بلص بغداد ومصباح علاء الدين و السندباد البحري و بساط الريح) وكنت أحلم بالمارد الذي سيخرج يوماً من القمقم... ليحرر القدس.
في هذه الفترة بدأت تظهر علىََّ أعراض الكتابة، وكانت أقرب الأجناس الأدبية إلى نفسي "الشعر" بإيقاعاته وقوافيه وخياله الجامح، فقد حاولت أن أكون لاعب كرة قدم متفرد، لكني لم أستمر و ذلك لضعف بنيتي و انكفائي باستمرار، وحاولت أن أنتمي لجماعة دينية فنبذوني لأني على حد فتواهم (ولد بتاع سينما وشعر ولعب عيال).... تنقلت كثيرا بين النشاطات ولم أجد غير الشعر رفيقاً لي، فهو لا يتطلب بنية بشروط معينة ولا نفساً متجهمة عصبية، بل هو عمل خاص جداً وفردي ولذيذ ويستوعب كل الثقافات والفنون، وبدأت مرحلة الكتابة الشعرية.. في البداية كان إذا استقام معي المعنى لا يستقم الوزن، وإذا استقام الوزن لا يستقيم المعنى، كنت أقلد المتنبي والمعري في بعض نصوصهما المقررة علينا في المرحلة الثانوية، و حين صارحت أخي في الرضاعة ورفيق الصبا / فراج مطاوع/ في رحلة من رحلات السينما الأسبوعية أن لي محاولات شعرية...جاوبني على استحياء كعادته أنه أيضاً يكتب الشعر منذ فترة.
كنا في المرحلة الثانوية و بدأت لياقتنا الشعرية تنشط بجانب اهتماماتنا السينمائية، وكنا قد تعرفنا على صديقنا المشترك الأزهري / نشأت كامل وكان أيضاً يكتب الشعر وقال : إنهم يدرسون في الأزهر علم العروض للخليل بن أحمد، وبدأ ثلاثتنا رحلة السهر والقراءة والجلسات الأدبية المتنقلة ما بين البيوت و الهواء الحر في الغيطان، وأبحرت زوارقنا الصغيرة في البحور الشعرية ما بين الطويل و البسيط والكامل و.............، وخوضنا في محيط القراءات الثقيلة في التراث والكتب الصفراء، قرأنا عائلة (آت) كما كان يحلو لنا أن نسميها (المُعلقات العشر – والمفضليات للضبي، واللزوميات للمعري، ومقامات الحريري، ومنامات الوهراني، والأغاني، وفقه السنة، وفقه المذاهب الأربعة و......).
وتنقلنا بين الاتجاهات الشعرية و روادها من كلاسيكي إلى رومانسي ومن مهجر إلى أبوللو والديوان، و شاعَرَ بعضنا بعضاً وعارض بعضنا بعضاَ، وهجا بعضنا بعضاً، وكنا نهجو من لا يعجبنا أو يتعالى علينا من أهل القرية، ونمدح من يجود علينا، وكان يُعمل لنا حساب بين الأصدقاء، كنا نحذو حذو الشعراء القدامى أمثال (طرفة بن العبد و الأعشى وجرير والفرزدق وأبي العلاء و المتنبي)، كنت أميل أنا إلى المتنبي و أبى العلاء وفراج كان يميل إلى طرفة والفرزدق، وتدرج بنا العمر و أسسنا في أوائل الثمانينات منتدى فكرياً ضم كوكبة من مثقفي القرية وبعض القرى المجاورة أصبحوا فيما بعد رموزاً في الحقل الأدبي والديني والفكري على مستوى الإقليم، وكنا نأخذ موقف الرفض والقطيعة من الشعر الحر (صلاح عبدالصبور و أمل دنقل.....) دون أن نحاول أن نتعرف على هذا الشعر أو نتفهمه، بدعوى أنهم يخرجون عن الأصول والقواعد و الدين أيضاً (وتلك هي التهمة الجاهزة لكل مجدد جرئ)، وذات يوم دخلت على فراج مطاوع فوجدته يواري شيئاً تحت الوسادة و اكتشفت أنها مسرحية (الحلاج) لصلاح عبدالصبور، فزعقت فيه :- أصبأت ؟!!! و تركت دين المتنبي وشوقي واتبعت دين صلاح عبدالصبور و أمل دنقل ؟!.. وانخرطنا فى ضحكة طويلة، وفي آخر الجلسة أخذت المسرحية منه بحجة أنني سأُحرقها، وحين خلوت إلى نفسي و بدأت أقرأ المشهد الأول والثاني وقع في نفسي الشعر موقعاً له طعم آخر.. ولكني كابرت وعاندت وزاد الطين بلة.. حين أنشدني فراج مطاوع قصيدة له من الشعر الحر يقلد فيها صلاح عبدالصبور، ولم يمر أسبوع إلا و اشتريتُ دواوين صلاح عبد الصبور، وعكفت عليها بغرض اكتشاف نقاط الضعف و أهجوه منها، وحين اندمجت في القراءة ودون أن أشعر وجدت نفسي أسيراً لهذه اللغة والأخيلة والصياغات الجديدة، وانفتحت أمام عيني عوالم مغلقة وإمكانيات رحبة، وبدأت أطرح على نفسي أسئلة كثيرة، خاصة وأنني كنت متابعاً جيداً للسينما الواقعية الجديدة وروادها الذين سطع نجمهم في أوائل الثمانينات مثل (على بدرخان ورأفت الميهي ومحمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة) وكانت تعجبني لغتهم السينمائية، وأشعر أنهم امتداد طبيعي لعبقرية (شادي عبدالسلام ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف ونجيب محفوظ)، وكان يسحرني في لغتهم السينمائية قربهم من عالم المهمشين وخاصة بعد قراءتي لمجموعة (أرخص ليالي) ليوسف إدريس، وكذلك رواية (الحرام)، وقلت لنفسي أن هذا الشعر وهذه السينما لابد أنهما من معين واحد، وهذا ما يسمى بالواقعية والواقعية الجديدة، وتعلمت درساً دخل في نسيج حياتي لا أنساه أبداً وهو ألا أقف موقف القطيعة أو الرفض من أي اتجاه جديد دون الوقوف على حججه وإيجابياته وسلبياته، وبلا تشكيك أو توجس، وبقراءة موضوعية محايدة ومنصفة أحكم بها على الأشياء.
ومن هذا المنطلق انفتحت على عالم (أمل دنقل والسياب ودرويش والبياتي ومعظم رواد الشعر الحر وقصيدة النثر...).
وانفتحت أمامي عوالم مقفلة وإمكانات وآفاق رحبة وحرية أكثر للإبداع شكلاً ومضموناً، مثل تطوير اللغة وهضم الأسطورة وإعادة فرزها والتضمين والوحدة العضوية والانفتاح والاستفادة من الفنون الأخرى مثل السينما والفن التشكيلي والمسرح والقصة القصيرة.. عوالم يصعب جداً تطويعها وتوظيفها في العمود الشعري.
وكونت قناعات جديدة ومفاهيم جديدة ورؤى جديدة، أتلقى وأكتب بها الشعر، وكتبت المزيد من الشعر الحر، وكذلك رفيق رحلتي فراج مطاوع.
وفي منتصف الثمانينات تواصلنا مع الحركة الأدبية في وسط الدلتا بعد أن امتلكنا (فراج مطاوع و أنا) أدواتنا فكراً وفناً بشكل أثار دهشة وإعجاب بعض نجوم الشعراء من الجيل السابق أمثال/ محمد صالح/ عبدالحفيظ صقر / فريد أبو سعده / أحمد الحوتي / نشأت الشريف/ مختار عيسى/ محمد أمين / مجدي الحمزاوي....ثم لحق بنا ورافقنا الشاعر/ محمد الدش.......، أما عن المادة التي أشكل منها تجاربي فأنا اغترف وأنتقي شخوص قصائدي بدقة وبلا حذلقة أو شطارة أو زخرفة من تربة وحواري القرى وأنفض عنها التراب وأصوغها صياغة واقعية و أحياناً أسطورية.. وعلى سبيل المثال قدمت في الثمانينات قصائد (بائع الترمس – عاشور الاسكافي – داود الشيال – الخالة نظلة – حكاية سيدي الوطواط...).
كما قدمت على المستوى القومي مجموعة من النصوص نشرت في الدوريات المصرية و العربية تتعرض للقضايا (الفلسطينية واللبنانية والعراقية).
ومما يفزعني حقاً أن أسمع من بعض الشعراء دعاوى مثل سقوط القضايا القومية بتفخيم الكلمة بقصد السخرية، وفي رأيي أن القضايا القومية لم تسقط ولكنهم هم الذين أفلسوا وينقصهم الوعي السياسي والوعي الفني، ولا بد أن يعودوا إلى مدرجات الدرس، لأن الذي سقط هو التناول القديم والرؤية القديمة فلم يعد الأمر مجرد ضجيج وعجيج، لا، ولكن لابد من الهدوء العميق والعقلانية والهمس الدامي والبعد الإنساني في التناول وكيف تعقل دعواهم و نحن نرى نماذج رائعة لبعض الشعراء الرواد وغيرهم تتناول قضايا أشد كلية و أعلى عمومية مثل القضايا الميتافيزيقية والصوفية وغيرهما من القضايا، فما بالنا نقبل هذا ونرفض ذاك، اللهم إلا إذا كانت هناك أياد خفية تحاول أن تحرك مسرح الأحداث، فلمصلحة من نحارب القضايا القومية و الحلم القومي بالوحدة؟!!... ونحن نرى الأحلام تتحقق من حولنا – ولو في بعض المجالات - مثل (أوروبا الموحدة) وتكتل (النمور الأسيوية) وغيرهم....، أليس من باب أولى وقبلتنا واحدة و لغتنا واحدة و نبينا واحد أن نحلم بالوحدة العربية المشتركة بل بالوحدة الإسلامية المشتركة!..، أليس من المنطق هذا ؟!!!.. أم سأتهم أنا بالرجعية والتخلف؟!!!.
أما عن قضية الحداثة والتراث فرأيي أننا لا نعيش بالتراث وحده، فمن عاش بالتراث وحده فهو نصف إنسان ومن عاش بالحداثة وحدها فهو أيضاً نصف إنسان " كما قال طه حسين"، ولكن الإنسان المكتمل هو الذي يعيش بهما معاً يأخذ من هذا ومن ذاك وينهض بالجناحين معاً، فالحداثة في البدء تتخلق ملامحها في رحم التراث ثم تنمو وتتطور وتتجاوز واقعها، وإلا أصبنا بفقر في الدم و أنيميا ثقافية حادة، كما يقال، إن النصوص التي نحتفي بها الآن سواء لأبي العلاء أو لأبي نواس أو لبشار أو لأبي تمام هي التي أخذت من ماضيها ومن حاضرها وفي نفس الوقت تجاوزت عصرها لتترك أثراً على مدى العصور السابقة واللاحقة، ففيها صفة الديمومة، كالبذرة التي تحمل في جوفها الحياة دائماً، فأنا لست مع الجمود والتحجر باسم التراث، ولا مع التميع والتخنث باسم الحداثة.

إن الجري وراء التقليعات الغربية خارج سياق القصيدة العربية تورثنا قصيدة لا عربية ولا غربية، ولكن قصيدة مشوهة مستنسخة، وذلك لأن الغرب له سياقه التطوري، ففي الوقت الذي ما زلنا نحن نعاني من طوابير العيش و حكم الفرد ووطأة الجهل يعاني هو من التخمة و فوضى الحريات والترف وسيطرة التكنولوجيا، وبعد أن اكتملت حرياته يبحث عن حريات القطط والكلاب و يطالب بحقوقها ويؤسس لها نوادٍ للهو واللعب، فأين قضاياهم من قضايانا وأين سياقاتنا من سياقاتهم ؟!، وأي تبعية يريدونها للقصيدة العربية التي واقعها بهذا الشكل غير تبعة المتخلف للعارف، تبعية العبد للسيد، إننا ننشد الندية لا التبعية، ومن هذا المنطلق نسمع في الآونة الجديدة عن قصيدة الجسد و العدمية بحجة أن كتابها من الشعراء الجدد لا يملكون الزوجة ولا الشقة و لا أي متاع و لكن يملكون أجسادهم فقط، ولهم الحق في التصرف فيها كما يحلو لهم، ولذلك نجد نصوصهم مليئة بأعضاء الذكورة والأنوثة. أي منطق هذا؟!!.. الذي يدعو إلى التعامي عن قضايانا ونفيها وإلغائها والهروب منها والتشرنق داخل الجسد، أفلا يدعو هذا إلى اليأس والتدمير؟!!.
أفلم تكن الرومانسية بهروبها وانعزالها أكرم وأنبل ؟!.. نحن لسنا ضد أن يكون الجسد موضوعاً شعرياً شأنه شأن أي موضوع يتم تناوله، أما أن يكون الجسد تياراً شعرياً واتجاهاً فنياً فهذا هو الخطر بعينه. وهو تقليد أعمى لأناس حلوا مشاكلهم والتفتوا إلى الترف والعبث والتسلية.
أما عن قراءاتي و قناعاتي فأنا أكتب وإحدى عيني على البيئة وعلى آحاد الأمة الذين اغترفوا وشكلوا من صلصالها وأوجاعها وطموحاتها أعمالاً خلدت على صدر التاريخ كالوشم أمثال (سيد درويش – محمود مختار – حسن فتحي – جمال حمدان – سلامة موسى – عبد الرحمن بدوي – نجيب محفوظ – يوسف إدريس – يوسف شاهين – شادي عبد السلام – حسن حنفي........) والعين الأخرى على القيمة والمعاني الإنسانية الدقيقة، وعلى تجارب الكُتاب الأفذاذ الذين شكلوا الذاكرة الإنسانية بعبقرية وتفرد، أمثال (طاغور – تشيكوف – ديستوفيسكي – جاك بريفير – تنسي ويليامز – ماركيز – بيكت – كافافيس – و..........).
وفي النهاية أنا أقرأ و أكتب لا لشيء، ولكن لأني أحب صحبة الكلمات، وأسمع رنيناً ساحراً لتجانسها وسكناتها وحركاتها، وأشم و أتفقد رائحة لها، وأحاول أن أقبض عليها عند القراءة والكتابة، قد أصيب مرة، وقد أخيب مرة، لكن عزائي أنني أرى الهدف جيداً وواضحاً ومثلي الأعلى ذلك الشاعر الوهمي المغمور الذي يحول كل شيء يلمسه إلى شعر بعبقرية وسحرية وفي هدوء وصمت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
محمد الزينو السلوم
مبدع كبير
مبدع كبير
محمد الزينو السلوم


الدولة : سوريا
الحمل الكلب
عدد الرسائل : 1390 78
نقاط : 2122 تاريخ التسجيل : 14/08/2009
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

شهادة الشاعر لطفى مطاوع Empty
مُساهمةموضوع: رد شكر..!   شهادة الشاعر لطفى مطاوع Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 08, 2010 9:35 am

للأرض ذاكرة أخرى
لطفي عبدالمعطي مطاوع
الأخ عاطف الجندي
جهد مبذول تشكرعليه
بوركت.حفظكم الله
تحياتي
وإلى للقاء
شهادة الشاعر لطفى مطاوع 798642
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شهادة الشاعر لطفى مطاوع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شهادة الشاعر جابر بسيونى
» شهادة بقلم الشاعر الدكتور / حسن فتح الباب
» شهادة الشاعر علاء أبو خلعة
» شهادة الشاعر عبد المنعم العقبي
» شهادة الشاعر د توفيق على منصور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: