مساجلة شعرية بين الجندي والخنساء

إخوتى
سعادتي كبيرة بالدخول فى مساجلة خاصة بينى وبين الأخت الشاعرة الجزائرية فضيلة زياية ( الخنساء ) على الفيس بوك وننقلها هنا فى المنتدى إكراما وإعزازا لكم
برجاء عدم الدخول فى المساجلة فهى خاصة وعدم الردود حتى لا تتشتت الأذهان
وإن شاء الله تستمتعون بهذه المساجلة القيمة التى اتفقنا أن تكون كل مساجلة خمسة أبيات فقط على نفس البحر الشعري
تقبلوا خالص ودي

أحب من الدنا وجها نديا
يقبّلُ في الصباح وفي المساءِ

وعينا تحتوي عسلا مصفَّى
لتُسكرَ ما تشاءُ من اشتهائي

وقلبا ناصعا بربيع شعرٍ
ينسِّقُ دهشتي ويزيل دائي

أيا قمرية الخدينِ كوني
ضياءً يشتهي حِضن احتوائي

فإني للجزائر طار لحني
وعاد لمصر مبحوح النداء ِ
***

على عينيّ بارقة المساء
بشعر ناصع مثل السّماء

زجاجية الرّؤى، أبكي أنيسا
يغيب يحلّ بنوره عند المساء

ولكن للقصيدة ماتمنّت
رؤى الفردوس من بنت النّقاء

تداعبني القصيدة كلّ حين
تناغيني وفي هذا رجائي

ألا ياطائر الفردوس إنّي
أناجي الورد في كلّ النّساء

لأنك من نساء الكون أحلى
وأجملُ ما رأت عيناي بدرا

يطلُ بواحتي صبحًا وظهرا
ويُسهرُ ليلتي ويذوب فجرا

أبنت الضوء يا خنساء ردي
عيونك كي أقول بهن سطرا
لأني غارقٌ في بحر شوقٍ
فمدي من رموش الحسن جسرا

لأُقتلُ فوق خديك انصهارا
وليس سواك يا دنياى أدرى

تميس قصيدتي تختال سحرا
وترشف من ورود الرّوض عطرا

وللشّعراء عطر ذو نفوذ
فإن شمت العطور، عطست شعرا!

حريق البدء "فوز" مستحقّ
وفي الأعماق يسكن مستقرّا

طيور الشّوق، طارت بالأغاني
إلى القلب الجريح، لكي يقرّا

أيا من زار موقعنا تبسّم!
فأحرى بالقصيدة أن تبرّا.

أزورك كالنسيم وكالأغاني
وأمدح غصن فاتنة البيان ِ

فإن شفَّت عيونك واحتوتني
وفاض اللحن من ثغر الكمانِ

سيقرأ كلُّ ذي لبٍّ قصيدي
ويقسم أن شعريَ كالجمانِ

فلا قيسٌ سيعرف طعم عشقي
فحبي لا يقال على لساني

ومن يهوى بياني سوف يلقى
له التمجيدُ عند الأصفهاني
***

طيور الشّعر تعزف بالبيان
ترتّل نايها في كلّ آن

وتزرع بالقصيدة نغمتيها
حفيفا ناطقا سحر البيان

وتنبجس المحبّة بالقوافي
ولحن الطّير من كفّي أتاني

أيا نهر القوافي زد خريرا
ودوّح للرّبيع غصون بان

وجد لطفا وغادر في انشراح
ولا تبخل علينا بالأماني!

سأبخل بالتعقل إن أتاني
واستقوى بطيف ٍ من جناني

فلا عقلا أرومُ بدرب حبي
وسمتُ الحسن يشعل لي مكاني

ألا هُبِّي وكوني نار وجدٍ
كفاني من سكوتك ما أعاني

على شوك التصبُّر عاش يومي
وليلي بالتسهد قد رماني

ولو عشت انتظارك كل عمري
وعمرًا بعده ، ما قد كفاني !
***

من الأشعار، تنبجس الأغاني
تموسق نغمة من قلب حان

وينطلق الحنين، يقول مرحى
وأهلا بالقريض وقد أتاني!

ونهر يغرف الشّعراء منه
بكأس من تسابيح البيان

وتلتهب الضّلوع مع الحنايا
وترسل صوتها ملء الحنان

إذا ارتجفت أراجيح القوافي
فسبّح وانطلق مرخى عنان.

أراكِ قد ارتبطتِ مع الحيادِ
وتلتزمينَ خارطة اتئادِ

تخافينَ الهوى وجنونَ شعري
كأني مُمسكٌ شررَ الزنادِ

أقول أحبُّ تخترعينَ دربًا
يباعد في العواطفِ والرشادِ

أتخشين الندى والزهر يهوى
رضابَ الشوق من خافٍ وبادِ ؟!

أحبك يا جنونا يعتريني
ويقتلني ارتعاشك في الودادِ !
***

قريضي جائب كرم البوادي
لينثر نجمه في كلّ وادي

يداوي بالمحبّة جرح صبّ
ويعزف خفقة في كلّ ناد

وأنفاس الورود تضوع مسكا
تقاطر من شراشيف الوداد

وحين الموج، غنّى في جنون
أراح القلب من ألم البعاد

يطير بحيرتي ورق وورق
فلم أكتب على غير اتّقاد.

كلامك في العموم وليس إلا
هروبًا من هواي ومن سهامي

فأين الحبُّ في ردٍّ لديكِ
وشعري واضحٌ يحوي غرامي

فلم أسمعْ بعزفك لحنَ وصلي
كأنك قد عزمتِ على الصيامِ

قريضك رائعٌ.. نعمٌ ولكن
به خجلٌ يفوق على الغلامِ

فقولي يا صبية أنتَ حبي
أو أترك دوحتي ،هذا مرامي
***

قريضي صائم من ألف عام
ولكن بالتّغنّج والتّسامي

فلي ظبي هفوت له زمانا
ولم تخطئه قاتلة سهامي

إليه كلّ خافقة شرود
ودمع العين ينذر بالسّقام

يجور الشّعر، إن ظلم العطاشى
ويزري بالحيارى والكرام

فلي قلب، يخافقني كميدا
سمير اللّيل لمّاح الكلام

غلامُك تائهٌ من ألف عامِ
وطولُ البعدِ يُنسي في الغرامِ

يشيبُ النبضُ والوجدانُ يُمحى
وماضي الحب يعبره ابتسامي

له ذكراه .. لكن لو رجعنا
وفاض الوجدُ لن يرقى مرامي

أحب الحاضرَ المنقوشَ وعدا
وأسبح في بحارٍ من تسامي

وعندي ألفُ فاتنةٍ تُمنِّي
وعندكِ قد وقفتِ على حطامِ !

كلامك محرق حدّ اضطرام
وخير الشّعر من دمع سجام

أحبّ من القوافي رجف ناي
فجد لطفا ولا تزجر "غلامي"!

بروضتك الأخوّة والتّصافي
وروضته تهاطل بالهيام

وكلّ منكما يحنو ويحنو
رهيف القلب، منشرحا أمامي

هو الحبّ المؤثّل منذ دهر
وأنت الفيض يا حلو الكلام.

عشقتُ غزالةً مالت لغيري
وأورثت الفؤاد الصبَّ قهرا

وأرخت رايتي وجميل فعلي
وأجرت دمعتي بالحزن نهرا

أقول شكايتي فترد مرحى
وتحكي عن فتاها الغضِّ شهرا

فليس لنا التقاءٌ رغم أنِّي
وآهة عاشقٍ تغتال صدرا

سَيشفى كل جرحٍ بالطبيبِ
وسهمك في الصميم وليس يبرى

وأعلم أنّ لي في القلب ذكرا
وأن لي نبضكم لو زرت مصرا
ولي في مصر أمسية اضطرام
تضجّ من الفؤاد وليس يبرا
أحبّ الشّعر! رجّاج الحنايا
ليلهب خافقي بحرا وبرّا
فيا حرف اللّهيب! فأين تمضي
وبي شوق وليلي شاب قهرا
هلمّ، لتنثر الودّ استعارا
فإنّ لظى القصيدة داس جمرا.

لك الأحلامُ في مصرٍ تعالي
ونيلٌ يشتهي رؤياكِ دهرا

وأهرامٌ تشير إلى سناكِ
وتقسم أننا بالحب أحرى

وصبٌّ سوف يلقاكِ ابتهاجا
وينثر شعره تبرًا ودرَّا

لأنك من عبيرٍ فاق لحني
وأسكر مهجتي همسًا وشعرا

تعالي كي تنيري درب روحي
وخلي في عيونيَ مستقرا
***

غزالتك الشّرود، تجول شبرا
وتذرع بالقصيدة مستقرّا

وفي "أمّ الدّنا" شوق دفين
يذوب صبابة فيذيب صخرا

ويستعر الفؤاد مع القوافي
وكم عانى وكم عانيت صهرا!

وما من حيلة والنّبض ملك
لأوّل قانص قد ذاب صبرا

وماذنب المشاعر وهي تهمي
تجاهرك العناء، وكان سرّا؟!

رماك الحب من وجعٍ فأغشى
عيونكَ فانكفأتِ على فتاكِ

به حولٌ عظيمٌ ليس يبرى
وعقلٌ جامدٌ دون الحراكِ

وما غيري الوسيم بكل أرضٍ
وما شعري سوى نصب الشباكِ

كذا العرَّافُ أنبئني بسرٍّ
ولولا طيبتي وضحى لمَاكِ

لأدمنتُ التسترَ طول عمري
ولم أجرحْ شعورك يا ملاكي

مساجلة، تعجّل بالهلاك
ولي رشأ، يقول: "أيا ملاكي"!
له قلبي له أصفى عيوني
ولو ينأى، فلن يخطي شباكي
فمهما ينأ، يرجع في حنوّ
قرير العين مضطرم ارتباك
يفور بقلبه بركان شوق
وشوقي هائج بسلاح شاك
وما بيني وبينك سوف يبقى
مدى التّاريخ مشتعل اشتباك.

كراهب معبدٍ أتلو صلاتي
وأزهد في فنون المسكراتِ

وما أدمنتُ يومًا كأس خمرٍ
ولكن من عيونٍ كالمهاةِ

سأذهب للجزائر فوق غيمٍ
وقلبي من غرامِك في ثباتِ

وأسمع شدوكِ المسقيَّ فجرًا
وأنهلُ من رضابٍ كالفراتِ

وأرجع في يميني خير ظبيٍ
تملَّك خافقي وغدا حياتي

سعير الشّوق فاق المحرقات
وفي مصر الحبيبة كلّ ذاتي

وفي"أمّ الدّنا"، قد شاد حبّي
بناء مشمخرّ الرّاسيات

صلاة الشّكر، يتلوها محبّ
بصهر الشّوق جريا في فلاتي

يطاردني، لهيبا، ثمّ يرنو
بطرف دامع يحوي شتاتي

يكبّلني بقيد من شهيق
صفيّ البوح، معطاء الهبات.

سأجعل منك أحلاما تغني
وأشدو بالقصيدة من وريدي

وأرسم مقلتيك على زراعي
ويعزف لحنك الأحلى نشيدي

أيا بنت الجمال وكم يغني
فؤادٌ للفتي حَسَنُ الوعودِ

إذا كان الكلامُ على عيونٍ
بها العسليُّ في زهو السعودِ

ففي باب الشفاة وجدت موتي
يوصلني إلى باب الخلودِ
***

على رغم "التّحفّظ" و "البرود"
فلي في "النّيل" معترك الخلود
هرقت "تحفّظي" حبّا دفينا
يجلجل في الفضاء، يقول: "عوديّ!
وبالأهرام، رحت أطوف غنجا
بصدق النّبض من غصن مليد
لقد دوّختني، وسلبت منّي
مداد العقل! يا عصب الوريد!
أناجي فيك "شوقي" مستهاما
وأنشق منك نافحة الورود

» مساجلة شعرية فهل من دخول ؟
» يا دبوسك - مساجلة شعرية جديدة
» دكان عادل ( مساجلة شعرية )
» ترام أم القوافي مساجلة شعرية
» بين الفصحى والعامية (مساجلة غير شعرية )