ردعلى مقالة الأستاذة زينات القليوبى / وقفة حداد

الأستاذة الشاعرة العظيمة زينات القليوبى
بداية :
أقدم شكرى و تقديرى لقراءتك الواعية للموضوع
و ما طرحتيه من توضيح مفصل للعديد من الصور السلبية
الموجودة بمجتمعنا و أتفق مع سيادتك حول الكثير منها ..
أما فيما انتهيت إليه من :
(أن مجرد طرح هذه الأفكار المتحضرة جداً .. في ظل مجتمع كامـل .. تم تعريضه وتلويثه .. بكل النفايات الفاسدة والمفسدة التي سبق عرضها .. لهو مدعاة ..
لأن يتخيلنا البعض / وهم قلـــة ..
مجرد / شعــراء .. يقولـــون مــالا يفعلـــون .
أو فلاسفة / يستهوينا حلم .. المدينة الفاضـلــــة .
وقد يتخيلنا البعض الأخر / وهم كثر ..
مرفهيـــن .. حد / التــــرف .. أو مغيبين .. حد / الخرف !!!
حيث أن هذه الأسس :
لا بد لها .. أن تغـرس في تربة مجتمع صالح .. وإن لم يكن صالحاً
فلا أقل من أن تكون .. لديه رغبة جماعيـــة :
في وجوب وحتمية / إحداث تغيير جذري في كل القطاعات
وعلي كافة المستويات كي يصبح / مجتمعـــاً صالحــــاً ) .

فاسمحى لى أن أوضح الأتى :

1 - أدب الاختلاف في الرأي هو واحد من دعائم رقي وتقدم مسيرة الوعي لدى أبناء المجتمع أى أنه أحد أهم أسباب و مقومات التحضر
و الرقى و ليس مجرد مظهر من مظاهر التقدم أو نتيجة له ،

2 - الاختلاف ضروري لأنه يساعد على معرفة نقاط الضعف والقوة التي لا يمكن أن تعرف إلا في ظل الاختلاف ومن هنا تظهر أهميته والحاجة إليه والتكيّف معه بنحو من الإيجابية والعقلنة .

3 - الاختلاف بين البشر في الأفكار والآراء والتوجهات والمواقف أيضاً .. إنما يعود لأحد منشأين :

أ ـ منشأ النظر العقلي أو العلمي وهو المصطلح عليه ..
(بالاختلاف العلمي)
وهو الإختلاف المقبول لأنه أمر طبيعي خصوصاً بين أهل المعرفة والنظر والرأي من العلماء والمفكرين .
وبهذا النوع من الاختلاف تتقدم العلوم وتنشأ الحضارات ، وتنمو
المدارس الفكرية والمذاهب الفلسفية وغيرها، وفي ظله يصبح
من المألوف أن توجد المذاهب المختلفة والمجتمع الذي لا تنمو فيه
هذه الاختلافات
هو مجتمع سقيم غير منتج و لا مبدع
و ينتج من وراء تعدد المدارس والمــشارب والمذاهب والأقـــوال كنوز لا يقدر قدرها وثروة لا يعرف قيمتها إلا أهل العلم والبحث

ب ـ منشأ حب الذات والمصالح الشخصية وهو المصطلح عليه
( بالاختلاف المصلحي )
وهذا النوع من الاختلاف ينشأ عادة بسبب تضارب المصلحة الشخصية أو الفكرة مع المصلحة القيمية أو العامة، ومن هنا تنشأ التمزقات والعداوات والفرقة وتترتب عليه الآثارالسيئة والسلبية الخطيرة .

ففي الاختلاف العلمي تنمو الطاقات وتتفجر القدرات في أجواء
حـــرة إيجابيـــة
أما في اختلاف المصالح فيخبوا صوت الفكر والرأي لمصلحة
رأي واحد يقسر أحدنا عليه الآخر .
وربما يستثمر أصحاب الأغراض والمصالح هذا النوع من الاختلاف
في تصفية حسابات مع هذا أو ذاك من أطراف الرأي الآخر ..
ومــــن أهـــــم آثـــــــــــــاره :

* قتــــل الكفـــــــاءات .
* عـدم بروز الطاقــــات .
* هجرة بعـض الكفـــاءات .
* الاعتماد على الفكر الواحد .
* زيادة التأخر والبعد عن ركب الحضــارة المدنيـــــة .

ففي الوقت ..
الذي يعيش فيه العالم الثورة المعلوماتية وعصر الإنترنت
وما هو اعقد منه وفي الوقت الذي ينفتح العالم على الرأي الآخر
ويتفاعل معه غير أن البعض لا يزال يعيش بعقلية العصور الوسطى الظلاميــــــة أو الجاهليـــــة ..

إن الاختلاف ..
أمرلابد منه وهو كائن قديم ـ كان ولا يزال ـ يعيش معنا وينبغي أن
نسلم به ونتكيّف معه ونحاول تطويره والانتقال به إلى :
الحالة الإيجابية وأن يكون هدفنا جميعاً البحث عن الحقيقة متسلحين
بنقد الذات قبل الآخر سواء كان فكراً أو رأياً أو شخصاً .
و أتفق مع سيادتك
فى حتمية غرس أداب الإختلاف فى نفس وعقل النشئ فى المدارس ليشبوا على اتباعـــه .
فلا بد أن نعلم أولادنا منذ صغرهم أدب الاختلاف وإقناعهــــم بأننا :
لا يمكن أن نسوق العالم كله لأفكارنا دون أن نعطي للطرف الآخر
إبداء ما عنده وحرية التفكر والتصرف .

و لا يعقـــــــل :

أن ننتظر معجزة توجد مجتمعـــــــــا أفضل لنطرح فيهــــا
أداب الإختلاف ليحترم فيها كل صاحب رأى الرأى الأخر
و إنما أداب الإختلاف أحد أهم الأسباب التى تؤدى إلى
التقـــــدم و الرقـــى .

و فى النهاية ..
أكرر شكرى و تقديرى و إحترامى لكل ما ورد بردكم من أراء قيمة وغيرة محمودة .. على حاضر و مستقبل مجتمعنا .
نجاح القطان

موضوع: رد شكر..! السبت مارس 06, 2010 2:32 am

الشاعرة المتألقة والرائعة الأخت / زينات القليوبي
( المشرف العام )

الأخ الفاضل الباشمهندس / نجــــــاح القطـــــان
( المفكر المصري الكبير )

تحية الحب والحرية والإبداع وبعد :
#

ماذا.؟! الأخت زينات عندنا.؟!
يا مرحبا ... يا مرحبا ..!

#

كل الشكر لكما :
على هذه المشاركة الرائعة وستكون إن شاء الله
مكان مشاركات كثيرة ن فيها ورد الكلام النابع من فضة القلب
وحرير الروح..!
تحياتي
Very Happy

محمد الزينو السلوم

جميل أن نختلف
و الأجمل ان نظل أصدقاء
فالاختلاف رحمة

المفكر الكبير والخبير المصري العالمي مهندس / نجاح القطان
سيدي الفاضل ..
شكراً عاطراً وجميلاً .. علي سعة صدرك ..
وأتمني أن تسمح : لتلميذتك وطالبــــة علمك ..
بالتواصل مع بليغ / ردك ..
فالتواصل مع مفكر كبير .. ومثقف موسوعي له مالسيادتكم
من ثقل ..
لهو : إنعاش لذاكرتي .. وتأصيل لعلمي .. وإتساع لمداركي ..
وإشعال لحثي علي مواصلة الإجتهاد .. في أن أصل ببعض
علمي .. إلي أعتاب علمكم .. وعظيم حكمتم .. ورفيع مكانتكم .
فشأني أمامكم .. حاشا لله .. أن يكون :
شأن مجنون .. يسعي لأن / يناطح السماء بل شأن :
تلميذة .. تسعي جاهدة .. لمقارعة أستاذها :
الحجـة .. بالحجة .. سعياً وراء أن يري الأستاذ :
أن بذور علمـــــــه .. قد أثمرت في / تلميذتـــــــه
فأحظي من سيادتكم .. فقط :
بنظرات التشجيع حسان .
...
معلمي الفاضل ..
حيث أنه لا مجال : للمزايدة بيننــــــــا .. علي :
(( حــــب مصــــــــــــــر ))
!!!
ولا علي :
(( غيرتنــا المحمودة والمحمومة عليها ))
!!!
فلكل منا تاريخ يشهد له .. بما لا يدع مجالاً شك ..
في أننا قد أفنينا عمرنا .. في هذا الحب ..
كل منا في مجال عمله ..
يحمل سلاحــــــــــــاً مختلفاً .. للدفاع عن نفس الهدف ..
في مواجهة / عــــــــــدو واحـــــــــد .
ألا وهو :
( الفســــــــــــــــــــاد )
...
ومثلي ومثلك :
كمثل طبيبين / متخصصين في علاج داء / المـــــــــرارة
أكتشفا : أن أمهمـــــــا الحبيبة ..
مصابة بحصوات مرارية ..فرأي الأول :
أن المرارة بها حصوات ..
وتحتاج لعلاج بالأدوية .. لتفتيت هذه الحصوات .. دون
تدخل جراحي .. وهو علاج ناجح ولكنه يأتي بنتائجه :
(علي المدي الطويل ) ..
في حين أنهمن وجهة نظــــــــره :
يري أنها الطريقة الأسلـــــم :
حتي لا تتعرض الأم المسنة .. إلي مضعافات قد تؤثر
بالسلب علي حياتها .. إذا تسرع بالتدخل الجراحي .
ورأي الأخر :
أن هذه الحصوات .. قد تضخمت .. بحيث باتت تهدد
بإنفجار المرارة .. فيتسمم الجسم كله .. فجأة
فتموت الأم !!! .. لذا فأنه ينصح :
بالتدخل الجراحي الفوري لتفتيت الحصوات بالليزر .
...
أي أن كلاهمـــــــــــا :
يعترف / بوجود حصوات ..
وكلاهما غايته / تفتيهـا .. بطريقته
خوفاً علي حياة الأم ..
أذن ..
فالوسائل .. هي الوحيدة / المختلفة ؟؟؟
ي أنهما معاً ..

يقران بالداء .. ويجتهدان في وصف طريقة
العلاج والدواء .. بغية / الشفــــــاء .
ولكل منهما / مبرراته المحترمة .
دون مزايدة / علي حب كليهمــــــــا .. / لأمـــــــه .
***
فها أنت ياسيدي الفاضل تقول :

و لا يعقل :
أن ننتظر معجزة .. توجد مجتمعا أفضل لنطرح فيها
أداب الإختلاف .. ليحترم فيها كل صاحب
رأى الرأى الأخر
و إنما :
أداب الإختلاف أحد أهم الأسباب التى تؤدى إلى ..
التقدم و الرقى .
...
في حين أنني أوردت في مقالي :
أن هذه الأسس .. لا بد لها .. أن تغـرس في
في تربة مجتمع صالح ..
وإن لم يكـــــــن صالحــــاً .. فلا أقل :
من أن تكون لديه رغبة جماعيـة .. يشعلها ويقودها
أعلام الفكر والأدب / المهمومين بقضايا الوطن
لإستنهاض وتحفيـــز .. كافة قوي الشعـــب
( بمنظومـــة تنوريــــــــــة كبــــــري )
تسعي إلي تفتيت :
( منظومـــــــــــة التخلــــــف )
بترسيــــــخ فكــــرة وجــوب وحتميـــة :
( إحـــــــــــداث تغييــــــر جـــــــذري )
قــــــادر علي إقتلاع جذور :
( الفســـــــــــــــــــــاد )
الضـــــــــاربة :
في كل القطاعات .. وعلي كافة المستويات
نفس قدرتــــــــــه علي إعـــــادة
( التأسيس والبنــــــــاء )
بأيدي :
( الشرفـــاء الأكفـــــاء )
من أبناء هذا
( الشعــــــب )
***
الذي لا أراك / فقـــــــــط
( واحــد منهــم )
...
بل أراك بكل / فخـــــــــــر
(( علي رأس قائمتهـــــــــــــم ))
...
والدليل القاطع ياسيدي الفاضل
علي أنني أنتهج نفس نهجهك في فهم الأمور .. وأبحث بجدية
تامة عنن إيجاد حلول منطقية .. وأنني أؤيد وجهة نظرك في أنه :
لايعقل أن ننتظر معجـــــــــــزة .. هو ماورد في عبارتي الآتية
التي إختتمت بها المقال :

ليس علينا .. أن نخــــــدر الشعوب بحلــــــــــم
(المدينـــــــــــــــة الفاضلــــــــــــــة )
هذا الحلم ..
الذي يستفيقون منه كل صبـــــــــــاح علي واقع
( مظلــــــــــــــــم )
...
بل علينــــــــــا أن نجعـــــل الشعـــــوب
( تستفيـــق من غيبوبتهـــا )
كي تقــــوي علي :
( بنـــــاء مدينتهـــا الفاضلة بسواعدهــا )
عندها .. فقط
يمكننا أن نغرس في / النفــــــــوس
( كــــــــــــــــل الآداب )
وليس فقط ..
( آداب الاختلاف )
!!!
***
أستذاي ومعلمي الأخير المفكر الكبير / نجاح القطان لا شك أننا علي السواء .. ودون تخطيط سابق ..
قد أنتهجنها .. نهج :
سبطي رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم ..
(( الحسن والحسين ))
حينما أرادا : أن يعلمان رجل طاعن في السن ..
كيفية الوضوء :
حيث ورد في : عيون المحاسن عن الروياني :
أن الحسن والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن ،
فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما : أنت لا تحسن الوضوء ،
فقالا : أيها الشيخ كن حكما بيننا يتوضأ كل واحد منا فتؤضئا ثم قالا : آينا يحسن ؟
قال : كلا كما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن
وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما .
***
هكذا .. تحاورنا ..
وأختلفنــــــــــا في وجهات النظر . وإحترم كل منا :
رأي الأخــــــــر ..
وأتاح له فرصة أنا يعرض وجهة نظره .. المخالفة تماماً ..
ورد كل منا علي الأخر .. بالحجة .. والبينان ..
منتصراً .. لوجة نظره ..
لنصل معاً .. إلي حالة الإستنفار الكبري !!!
من أجل الإجتهاد .. والسعي بكل طاقاتنا .. لإنقاذ أمنا الحبيبة
(( مصـــــــــــر ))
كل منــــــــا / بوسيلــــــــة مختلفــــــــة ..
وموقع عمل مختلف .. وجهد.. ومستوي أداء مختلف ..
في حيــــن .. تبقي / الغايـــة واحدة .
أن :
(( نحــــب مصـــــــــر ))

وأن يتعلم منا :
الأخــرون
(( فـــــــن آداب الاختــــــــلاف ))
!!!
مع خالص الاحترام والتقدير
دمت ..
(( نجاح القطان / معلمي الأخير ))

تلميذتك
زينات القليوبي

اشكركم على هذا الرقى
والروعة... والفكر..
والفلبسفة...وجمال الروح
وحوار العقول الرائدة

خالص الود.......
للمفكر الكبير المهندس / نجاح القحطان Very Happy

وشاعرة الشعب الكبيرة الأستاذة / زينات القليوبى Very Happy

» حلم العيـــال .. علي جثتي !!! ديوان في لهيب الحب والغضب
» وقفة حداد / بين آداب الاختلاف .. ومنظومة التخلف ؟!
» أم سحلول
» يعنى...ايه!!!
» وقفة تأمل بين / نقـد بنـّاء .. ومبدع يحتذي ؟! زينات القليوبي