الحزن القادم
مرت الأيام متشابهة كما ينبغي لها أن تمر, نسج الزمن كل لحظاتها الحلوة والمرة وتنقلت الأمنيات المجنونة بين سطورها.؟ ظننت أنه الرجل المصنوع من أديم الفرح سيعيد لي أيامي الآفلة ويجدد فيها الألوان والظلال , قال لي :
سوف أشيد لك قصراَ بين النجوم, كان الواحة الوارفة التي تظللني من سعير الحياة, والبلسم الشافي لأحزاني, ما نام الليل على فرحي ورقصت لي أقمار الليل المتألقة بشعاع أزرق.
يالبهجة الروح .. وهي تعيدني طفلة على أغصان شجرة الفرح ومرت الأيام تتراقص مسرعة حتى جاء يوما عبوساَ غابت شمسه الدافئة ورحلت أقماره وبات درب التبان معتماَ, راودني شعوراَ كتمته في طيات ضلوعي واشتعلت حواسي ترقباَ لحزنِ قادم ِ لا محال .
تأبطت خوفاَ وتكورت حول أفكاري أغمضت عينيًّ لأحضن ملامح وجهه المطبوعة في أعماق ذاكرتي في أخر لقاء, وطال انتظاري.
مرت الأيام كما ينبغي لها أن تمر في رحلة الحياة الماكرة ووجدتني فجأة بين أنياب وحدة قاتلة تلعنني كل يوم بسياط البرد والصمت والخوف.
ألوذ بروح متهرئة لا تكاد تحرك النبض في عروقي
تذوقت مرارا الغربة ً في الليالي الباردة
كان الثمن نفيساً ...اغتال من قلبي باقات الفرح.
رحل دون وداع , ما تعانقت النظرات ولا لوحت له بمنديلي , كنت أشيع خطواته حتى يغيب عن ناظري وأنا أعلم أنه سيعود غداَ , كان رحيله قاسياَ كيد الموت التي تنزع الروح من الجسد , قلبي عصفور مذعور يئن بين ضلوعي , والحزن الأسود يشهر طقوسه الكئيبة في روحي
مرت الأيام متشابهة كما ينبغي لها أن تمر في رحلات الحياة المظلمة .لذت بقلبي أغزل رداء الصمت من نسيج الذكريات , أبث دفاتري بعضاً مما يختنق في صدري من ذكريات وانتظر عودة البدر في ليلة قمراء 0