مقاطع من رسالة السجين المحكوم بالاعدام في ايران علي صارمي1/3/2010
03/01/2010
حين تنضح الحروف دمًا .. وادانة وتحذيرًا
الملف- عبدالكريم عبدالله: يا صارمي شعبي العراقي انا ايضًا يتجرع افانين الظلم والبطش على ايدي المحتلين وعملاء ايران ولكن غدًا لناظره قريب
حين قرات هذه الرسالة شعرت ان جلدي كله يقشعر مع كل حرف مكتوب فيها، فهي تنضح بالدم البريء والادانة وتشهد امام الله على ظلم الملالي وطواغيت طهران وتحذر من بطشهم المقبل تقول الرسالة التي نقتطف مقاطع منها لنثبت فقط طبيعة نظام مصاصي الدماء:
بسم الله الرحمن الرحيم
تزامنًا مع تنامي انتفاضة الشعب الإيراني من أجل الحق والعدالة ومن أجل تحقيق الحرية وإنقاذ الوطن من الاستبداد والديكتاتورية، يريد النظام وباعتقال وحتى إعدام عدد من المواطنين الأبرياء أن يخلق أجواءا من الرعب والخوف في أوساط المواطنين والشبان ليخمد بذلك ثورة غضبهم واحتجاجاتهم.
ولهذا السبب وبإصدار الحكم بالإعدام علي والذي تم إبلاغي به يوم أمس ربما يكون النظام قد خطط لمجزرة أو عمليات قتل جماعي أخرى، وذلك في الوقت الذي لم أرتكب أنا أية جريمة حتى في إطار القضاء والقانون في هذا النظام إلا حضوري في مقبرة «خاوران» الجماعية قبل عامين ونيف لأداء الاحترام وقراء سورة الفاتحة لأرواح السجناء الذين قتلوا جماعيًا في مجزرة ارتكبها النظام في عام 1988.
ويمضي السجين علي صارمي قائلا: بالتأكد ليس دمي أغلى من دم نداء ودماء أمثالها من الشبان والشابات الآخرين التي تراق يوميًا على قارعة الطريق وارصفة الشوارع ولا تزيدنا إلا جرأة وفخرًا واعتزازًا وبروزًا لعدالة قضيتنا وبخاصة عندما تراق هذه الدماء في شهر محرم وعلى يد أشقى الأشقياء.
وفي الختام ألفت انتباه جميع شعوب العالم ومحبي الإنسانية إلى أن النظام ينوي أن يعدمني أنا وأمثالي أو بعضًا من الشبان والسجناء شنقًا ليعرض جثثنا كما فعل ابن زياد بهدف إلقاء الخوف والرعب في قلوب جميع المواطنين الإيرانيين.
ويقول صارمي في رسالته انه سيترك ارثاً عظيماً يتمثل بالنزاهة والكرامة لابنائه ولشعبه من بعده، وفي الحقيقة ان ادب الرسائل التي يبعثها السجناء السياسيون حافل بامثال كتابات علي صارمي، لكن ما يلفت الانتباه هنا ان صارمي برغم كبر سنه لم تنكسر ارادته وبرغم معرفته انه لم يجن ذنباً يستحق الاعدام عليه، يدرك ان امثال الملالي يقدمون بلا تورع على الجريمة املا الذي يدفعه الى التذكير بانه لو لم يكن نزيهًا وشريفاً اذن فهو لا يستحق هذه الشهادة التي ستخلده في ضمير شعبه وتترك لاولاده وشعبه ارثاً كالجبل الاشم من الكرامة ما يثبت ان الشعب الايراني وفيه امثال صارمي انما يؤكد ان ثلاثين عامًا من البطش الخميني لم تقتل في هذا الشعب روح الحياة بل لم تدع نور شمعته يخفت وانما يزداد تالقاً مع كل شهيد، ساحتفظ برسالتك وانا العربي يا صارمي ليقرأها اولادي فشعبي العراقي انا ايضًا يتجرع افانين البطش والظم على ايدي المحتلين وعملائهم وعملاء ايران.