[SIZE="5"]
رسالة السيدة زينب صارمي بنت السيد علي صارمي إلى روح والدها الشهيد بعد إعدامه
واع - كندا
أكتب هذه الرسالة إلى روح والدي الكريم لتسمعها..
يا والدي العزيز، وددت لو أعلم هل أحسست وجودنا خلف جدار سجن «إيفين»! كنا قد تجمعنا هناك في ليلة قارصة البرد من ليالي الشتاء. كنا جميعًا نرتجف من شدة البرد فيما كان رجال الشرطة قد أوقدوا المدفأ قابعين في سياراتهم بهواء دافئ.
يا والدي، جئت هنا لأرى وجهك الجميل.
يا والدي، جئت هنا ليطلقوا الرصاص على قلبي وقلب أمي وشقيقاتي! ولكن لتبقى أنت حيًا لتدافع عن وطني..
يا والدي، لم تلبث أكثر من 20 دقيقة حتى وصلت سيارتا إسعاف قبيل موعد أذان الفجر وحاولتا دخول سجن «إيفين» الرهيب في طهران عبر بوابته الحديدية.. كانت تبدو على إحدى سيارتي إسعاف كلمة «التفتيش».. لم تكن السيارتان بعد قد دخلتا السجن حتى كسرت هتافات «يا حسين، يا حسين، يا حسين» الصمت المطبق الواجم السائد في فضاء السجن وامتزجت بصوت المؤذن الذي كان يؤذن بصلاة الفجر تحت سماء مقمر مكتظ بالنجوم..
كانت قامتي بكاملها قد جفّت بحيث لا يمكن وصف هذه الحالة، أحسسنا جميعًا اقشعرار جلودنا.. وبعد انتهاء الأذان ذهب رجال الشرطة ولكننا بقينا هناك.
يا والدي، رأيت أنك طرت ولكن تركتنا ماكثين على الأرض.. ولكن، كلاّ، لم نمكث، فنحن سائرون على دربك الوضاء.. انظر إلى موطئ قدمك.. لترى العالم كله قد اصطف خلفك وأبناء شعبي يمشون وراءك حتى برؤوس مكسورة بهراوات القامعين..
يا والدي، أحبك بملء قلبي، أحبك، أحبك...
بنتك – زينب صارمي
[/SIZE]