جلس صامتاً يتأمل التلفاز وأشلاء القتلى ما تبرح مخيلته وبنزق الأحداث ينادي النادل هات الأركيلة 000
يتأمل الجمرات المتأججة في قبة الأركيلة , يسحب النفس قوياً تفور الماء داخل الزجاجة وتصدر صوتاً يشبه أصوات الرقص الجنوني الذي يعرض على شاشة التلفاز ,ثم يحرك الجمرات بالملقط وينفث الدخان في سماء المكان فيظلله الغمام الرمادي, يتناول جهاز التحكم يغير القناة , دم أشلاء حطام, دمار, يغير القناة بكاء,نحيب,عويل. يغير القناة هجوم ,اعتقال , اغتصاب , يصرخ بأعلى صوته :
مزقوا جدار الصمت وارفعوا الصوت ولتثور الدماء في عروقكم ثم يصمت ويرتد إليه الصدى , يتابع موجات الأقنية تتكرر المشاهد تثور الدماء في عروقه , يزداد النبض في شرايينه , يركض في الشوارع المعتمة يرى كثيراَ من الغاضبين يرددون معه :
مزقوا جدار الصمت , لما سكن الليل والناس نيام اخترقت أصوات كثيرة أجواء المدينة وهدير الغضب يدمر الصمت وقبل أن ينبثق ضياء الفجر وإذا بالأشياء جميعها تصبح متأججة كجمرات الأركيلة 0