ربيع حزين
عندما شددت وثاقي يوماً بعسل الكلام كان صليل قيدك يعزف أروع نغمٍ اطرب روحي ’ استسلمت لوثاقي وقد أطربني رنين السلاسل القابضة على معصميَّ انطلقت أحلامي نحو حدود الشمس التي تشرق في كل يوم بأمل جديد , وأراني ألوذ بعظمة حبي لك وشعرت بالشموخ أمام جبال العشق الناهضة في أقحوان عينيَّ وعينيك , لذت بحنانً يطفح من بريق عينيك كي أنعم بالأمان وأحلم بالقصص الجميلة وحكايات الفراشات المشبعة فرحاً ربيعياً وأغاريد الطيور الشجية, هزجت لحبنا مع أغاريد الطيور المحلقة في رحاب الكون والغابات فأيقنت بأنك وطني وتبادر إلى ذاكرتي صوت الربابة ونغم الناي الحزين
قدمت لك سلالي الزاخرة بأجمل الزهور وأبقيت لنفسي سلال الأحزان
كنت أدنو لأجس نبض قلبك, لكن غمد غدرك سبقني مغادراً كل ابواب الأمان , نحرتني قبل أن يبلغني النبض
أتراك شعرت بحرقة الخيبة ومشاعري تحترق بسياط غرورك
أم تناسيت الوداد الذي جمعنا في يوم هطلت به السماء عطرا وتناسيت أحاديث السمر والمساءات المشرقة بقناديل المحبة
بئس الغرور الذي حال بيننا أيها الحبيب الراحل من مملكة أفكاري
خذ أسرار روحي وجميع مفاتيح الفرح ولا تعبث بسلال الذكريات , خبز الصمت أصبح زادي وأنين الأمنيات أهزوجتي
أيها الحبيب الراحل تذكر عندما شددت وثاقي في يوم ٍ ليس كغيره من الأيام كنت ُ أنعم بنشوة الحرية أما اليوم وبعد أن أضحت الوحدة زنزانتي والغربة وطني , طوبى لسجنٍ أنت به سجاني لكن تذكر أن شرعة الحرية مبدئي و أن الربيع قادم لا محال
تذكر أن خبز الصمت زادي وصليل قيدك لحني ولا تنسى أن موعدنا الدائم عند
كل ربيع لعلك تتعلم منه التواضع عندما تنحني لتنعم بجمال الأرض والطبيعة اجل خذ من الربيع ثقافته الإنسانية وفلسفته في الحب والجمال أيها الحبيب الراحل من مملكة أفكاري