هل هناك فرق بين المشيئة و المحبة

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
سؤال سألته لنفسي والعلم عند الله أن هناك كثيرا من الناس سألوه ،

ليعرفوا الفرق بين المشيئة والمحبة وهل كل ما يشاءه الله يحبه ,

لو سألنا هذا السؤال: هل يريد الله أمرا لا يحبه ؟ وهل هناك فرق بين المشيئة والمحبة ؟
الجواب سيكون عندها نعم هناك فرق بين المشيئة والمحبة وليس كل مراد الله تعالى محبوبا له لذلك فالمراد نوعان :-
الأول: مراد لنفسه أي لما فيه من الخير, كخلق الأنبياء والمرسلين
والمؤمنين,وهذا كله محبوب .
الثاني : مراد لغيره بمعنى انه غير مقصود لذاته لأنه مبغض مكروه , وإنما
هو مقصود لحكمة مقصودة أو لمحبوب أخر , كخلق إبليس وخلق الكافرين , وخلق
المحرمات والفواحش ,فهذه كلها مبغضة لذاتها ولكنها مطلوبة لغيرها ,وكل
مقصود لغيره ينتهي في النهاية إلى مراد المقصود لذاته .
وعلى ذلك فقد يشاء الله تعالى ما يحب وقد يشاء ما لا يحب فليس كل ما شاء الله تعالى محبوبا له مأمورا به .
وأهل السنة يفرقون بين المشيئة والمحبة وأهل الباطل لا يفرقون بينهما ,
فيقولون : ان كل ما شاءه الله تعالى فهو محبوب له مأمور به وهذا من أعظم
الباطل .
وفي مشيئة الله تعالى لما هو مراد لغيره حكم كثيرة , ومن جهل ذلك فقد نقض
في حكمة الله تعالى وربوبيته , ومن فقه ذلك فقد وقف على كل أصول الإيمان
والإسلام والإحسان , واثبت صفات الله تعالى كلها وأفعاله واثبت أثارها
ومقتضياتها .
أخواني وأخواتي لا تؤاخذيني إن أطلت عليكم الموضوع لكن هناك سؤال عكسي لا
بد أن نسأله ونعرف الاجابه عليه كي نسقي أرواحنا الطاهرة من أجمل الكلام
كي يزداد إيمانها وبهذا تصبح نقية صافية كالثوب الأبيض الخالي من الدنس .
السؤال هو : لماذا يشاء الله تعالى ما لا يحب وخلق ما يكره ؟
الجواب لهذا السؤال يفسر بتفسيرين وهما :
الأول : لان ذلك من لوازم الربوبية , فالله تعالى قادر على خلق المتضادات
والمتنوعات , فهو يخلق ما يشاء على غير مثال , وذلك حتى لا يجد طاعن
مطعناً في إرادة الله الشاملة الكاملة , فيقول هو يقدر على كذا ولا يقدر
على كذا , بل هو جلت قدرته على كل شيء قدير , فيخلق ذكرا ً كآدم عليه
السلام من طين ويخلق من الذكر بمفرده أنثى , ويخلق من الذكر والأنثى معا ً
ذكرا ً وأنثى , ومن الأنثى بمفردها ذكرا وذلك كما قال تعالى : ( كذلك الله
يخلق ما يشاء ) - آل عمران آية 47 .
الثاني : إن هذه المخلوقات التي شاء الله إيجادها مخلوقة لغيرها , وليست
مخلوقة لذاتها , أي : مخلوقة لمحبوب مراد لا يتأتى إلا بوجودها كما تقدم .
فالله تعالى شاء ما كره من الأشياء وخلقها وأوجدها , لأجل إظهار صفاته
تعالى على أحسن حال وأكمل بيان , وحتى تنشأ عبادات واستغاثات ونداءات لا
يمكن أن تكون إلا في وجود هذه المخلوقات الفاسدة أو الكافرة .
فالاستغاثة لطلب النصر من الله تعالى تقتضي وجود ظالم ومظلوم وظلم , وطلب الهداية يقتضي وجود ضال وضلال ومريد للضلال .
لهذا سؤال الله تعالى بصفاته وأسمائه يقتضي وجود مقتضات تستوجب ذلك السؤال .
أخيراً وليس أخرا نحمد الله العظيم رب العرش العظيم الذي بفضله ورحمته تتم
الصالحات , ونشكره على عظيم نعمه وجليل آلائه ونعتذر إليه من سوء تقصيرنا
, ونبرأ إليه من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب , ونسأله جل ثناؤه أن
يحيينا ما أحيانا على الإسلام ,وان يتوفانا ما توفانا على الإيمان , وان
يمن علينا يوم القيامة بصحبة الأخيار , وألا يحرمنا من شربه هنيئة من حوض
سيد المرسلين والأبرار , صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الطيبين الأطهار .
ولا بد في النهاية أن ندعو للموقع القيم بانيت وصحيفته بانوراما بالنجاح
والتوفيق , ونسال الله أن يجعله وسيلة لنشر الإسلام والإيمان وكل ما يرضاه الله كي نحيا بسلام وأمان بطاعة الله ورضاه وعلينا .

اشكر عزيزتى سارة على
روعة موضوعك لكى جزيل الشكر
تقبلى مودتى أختك رنا

بارك الله فيك

شكرا لك

» الفرق بين ( إنشاء الله ) و ( إن شاء الله )
» نكت من هنا و هناك
» حدش هنا ؟ .... حدش هناك ؟
» هناك فرق ؟!
» هناك