خرابيش إيهاب موسى

خرابيش هوا
صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع بالقاهرة ديوان شاعر العامية المتميز إيهاب موسى بعنوان ( خرابيش هوا ) فى طبعة أنيقة وكتب المقدمة للديوان الشاعر عاطف الجندي سكرتير عام اتحاد كتاب مصر وقال عنه (أحد الشعراء الشباب الواعدين في مجال العامية المصرية الذين ينتظر منهم أن يكونوا إضافة لسجل العامية الحافل بعدد كبير جدا من الشعراء ، والأجمل أن تكون هذا الإضافة على مستوى الكم النوعي المتميز الذي يمتلك أدواته الشعرية ، والقادر على طرح رؤية مغايرة للعادي والمألوف .. ألا وهو الشاعر إيهاب موسى الطالب الجامعي ، وبلدياتي ابن حوش عيسى بمحافظة البحيرة ، والذي قدم نفسه لي بهذا الديوان الجميل ، والذي يحمل عنوانا دالا على محاولات الشاعر أن يراوح بين المادي في كلمة خرابيش ، والَّا مادي في كلمة هوا ويقصد بها الهواء بالطبع فجاء العنوان ( خرابيش هوا ) وجاءت قصائد الديوان مشاكسة لحالة السكون والرتابة لتنبه القارئ إلى وجود شاعر يستطيع أن يجذب الانتباه حتى يكمل قراءة قصائد الديوان ،وسأتحدث عن قصيدة تكون نموذجا لذلك ، ففي قصيدة بعنوان: خيط العنكبوت يشبه فيها حبه لحبيبته والعلاقة بينهما بخيط العنكبوت على الرغم من أن هذه الخيوط واهنة إلا أنها قادرة على جذبه والاحتفاظ به ، و كلما حاول الفرار منه يقع أسيرًا له ، بل وتزداد حالته فى الأسر تعقيدا وغرقا ، والحبيبة هنا قد تكون الوطن مصر الأم ،أو الحبيبة الإنسانة فالدلالات قادرة على تحمُّل ذلك فيقول في القصيدة :
" حُبك إنتى زى خيط العنكبوت
جوا منه قلب عايش
قلب قرب فيه يموت
دارى فيكى حبى ليكى
فاحرسيه برموش عنيكى
مش راح أزعل لو همو".
رأيناه هنا يقرر أن حبها كخيط العنكبوت ، وبالرغم من ذلك فقلبه معلق لديها أسيرا في شباكها ، ومع قرب موته إلا أنه يداري حبه فيها وما يطلبه فقط هو الأمن وأن تحرسه حتى ولو مات فهو لن يحزن ، ويأتي المقطع التالي طالبا بما هو أكثر فهو يطلب السكن حتى ولو فى الغار ، وهنا يتكئ على الموروث الديني وقصة غار حراء الذي احتمى فيه الرسول الكريم من الأعداء والعنكبوت الذى حماه بنسيجه الواهن الضعيف فيقول:
" سكنينى بس غارك
وارسمينى فوق جدارك
لونينى بالخيـوط.
وإكسـرينى تلقى فيا
ليكى ألف وألف رسمه
حبـك إنتـى ليا قسمه
فأسكُنينى مـن سكـوت "
تتواصل مطالب الشاعر المحب لوطنه والطالب لمعرفة كيف يحبها وماذا تريد منه ليكون الابن البار لها فهي الحبيبة الذي يتمنى أن يتوحد معها فيواصل تغريده ويقول :
" علمينـى ازاى أكـون لك
أبقى صوتك أو سكوتك
وأبقى ضلك وأبقى شمس بتملكيها
وأبقـى ميـه بتشـربيها ..
إيه فاضل لك.!
ثم يتكئ مرة أخرى على التراث الديني
فيرى نفسه يوسف النبي ويتحدث عن البئر ثم يتكئ على التراث الفرعوني ويأخذ مثالا على ذلك ملكا عظيما مثل خوفو وهي إشارات سريعة ولكنها دالة على المقصود فكلمتي البئر وخوفو تجران خلفهما الكثير من الدلالات الدينية والتاريخية فيشير فقط لكل منهما فيقول برشاقة الحروف والقافية الجميلة .
" وصـليـنى لبيـر نهـايـتك
واحكـى عنـى للحـروف
واحملينـى زى (خوفو(
هتلاقينى ألف حد
خلى كل الناس يشوفو
قد إيه الحب ود
وإعكسى الأفكار وشوفى
إن جزرى ليكى مد
إنتى حاله فيا ساكنه
ف استحاله تكونى ضد "
ونراه هنا يتكئ على التراث الديني المسيحى المصري وفي إشارة واحدة بكلمة الدير والأغرب أن يطلبه منها عبادته ، وألا تخاف من ذلك ويطالبها فى نهاية القصيدة بأن تقوي خيوط العنكبوت كما فى قوله :
" علمينى إزاى أعيش
سكنينى ف دير عبادتك
وأعُبُدينى متخافيش
وإنسى فيا الكون سيادتك
صدقينى متخافيش.
وصلى للحب صوت
صوت بحبك للنهايه
مين دا قال الحب موت
ياللى ساكنه ف القصيده
قوى خيط العنكبوت !"
وهذا مثال واحد وقصيدة واحدة من ديوان كامل يستحق القراءة لشاعر موهوب هو إيهاب موسى والذي أتمنى أن يأخذ فرصته وتكون له مكانة لائقة بين أبناء جيله من شعراء مصر فهو يستحق ذلك .

» عيونك والمطر (إيهاب الأمين)
» خرابيش
» المهنة : عصفووووور - حبة خرابيش
» احتفالية جماعة خرابيش الأدبية
» احتفالية جماعة خرابيش الأدبية