الساعة

الساعة

ما أن دخل من باب شقته حتي أستلقي من الإرهاق علي أول مقعد صادفه ...
ينادي علي زوجه بسرعه لتمتص تعب اليوم بإبتسامتها ...
تهرول لتحضر له طعام الغذاء و هي تحافظ علي إبتسامتها ...
يتلفت حوله بحثاََ عن أي جديد ينتزعه من إرهاقه ...
تحتضنه ساعة متوسطة الحجم تتوسط الجدار أمام رأسه تماماَ ...
ساعة يبدو أنها أثرية من لونها الخشبي و عقاربها الذهبية اللون و التي شكلت بدقة علي هيئة نقش طويل و أخر قصير للتفرقة بين العقارب ...
و ذلك الشريط الاحمر القاني يمثل عقرب الثواني ...
- من هذا المعتوة الذي أختار هذه الألوان و هذا النقش ؟...
هتف لنفسه و هو يقترب أكثر و أكثر من الساعة ... ثمة شئيا غامضاَ ...
شئ لا يتضح علي الأطلاق إلا بتركيزه في الساعة ...
إستمر أكثر من خمسة دقائق كاملة واقفاَ أمام الساعة مستغرقاَ بتفكيره ...
و النقش يتحول الي ثعبانين يطاردان بعضهما البعض ...
هل نبتت رأسا لأحدهما ؟... هل كانت هناك أخري ...
هل يلتفت الأن الرأسان و يمتدان إلي ... لماذا لا يستطيع الفرار من إقترابهما ...
هل يسلم لهما رقبته بهذه السهولة ...
يحاول الأبتعاد قليلاَ و لكن الرأسان يبتسمان ... و العيون المشقوقة تراقبه و هو يسير تحت تأثير ما إلي الشرفة ... و يلقي بنفسه من الطابق العاشر حيث يسكن و يهوي دون صرخة واحدة قبلما يرتطم بالأرض بمنتهي العنف ...
- المسكين... كنت أجهز له الطعام في المطبخ حين سمعت صوت إرتطامه ب ... ب...
أجهشت الزوجة بالبكاء أمام رجل البوليس و هي لا تستطيع تمالك نفسها و لا إكمال عبارتها ...
ينظر لها في شك لم يستطع إخفاءه ...
يسألها :
- هل تعتقدين إنه كان يعاني من أي إضطرابات نفسية ؟
قالت بسرعة :
- أبداَ لقد كان في أحسن حال ...
يستمر رجال البوليس في أسئلتهم ...
وعدم الوصول لأجابات يجعلهم بقيدون الحادث مجرد إنتحار ...
عدة أيام تمر ببطء علي الزوجة و هي تتستر بالظلام لتنطلق لمكان غريب الشكل لتقابل أحدهم الذي يبتسم عندما ناولته الساعة ...
- إن ساعتك تلك مذهلة ... لقد قتلته خلال خمس دقائق فقط ...
- من الأفضل لك أنه لم يكن يرتدي نظارة ...
يقولها بسخرية و هو يمسك ساعته في فخر قبل ان يردف ...
- و إلا كانت المهمة ستكون أصعب علينا ... و علي الساعة ...
و تنطلق ضحكاتهما و الساعة تواصل تحركها و هي تدور و الثعبانان يطارد كلاهما الأخر ...
و تدور...
و تدور ...
وتدور ...