الساعة س

"الساعة س"
ستظل حرب أكتوبر ولسنوات عدة ملهمة لي لا لأني اشتركت فيها وعبرت القناة مع إخوتي جند الله ضمن موجات العبور الأولي فقط لكن لأن السادس من أكتوبر العظيم هو يوم مولدي أيضا ولقد شاركني الإسرائيليين الاحتفال بهذا العيد بالقهقرة وإضاءة سماء المعركة بما أحرق من دباباتهم وآلياتهم هذا بالإضافة إلي أن هذه الحرب بأيامها التى لا تنسي محفورة في وجداني ووجدان كل من اشترك فيها لأن نصر الله وتوفيقه حالفنا منذ الساعات الأولي للعبور لقد صادفتنا ساعات شدة ولقد صادفتنا أيضا مواقف سواء كانت صعبة أو مفرحة لكنها كانت امتحان من الله ونصر لعباده المؤمنين لقد عبرنا في السادس من أكتوبر العاشر من رمضان وكان أغلبنا صائم يتمني احدي الحسنيين النصر أو الشهادة فمنا من لاقي ربه وهو فرح ومنا من ينتظر ويتحرق شوقا لهذا الانتظار لقد كنت تري الشهيد وهو في سكرات الموت فرحا بلقاء ربه مبتسما
ورائحته ذكية ووالله إن هذا لصحيح كالعنبر وليس علي سبيل المبالغة أومن قبيل الوصف فقط أما علي الجانب الآخر فلقد رأيت أنواعا وأشكالا ليس بينهم أية رابطة ولا نقاء في دماءهم كما يدعون لقد رأيت واحد منهم قبل الحرب وكان قابعا علي رشاشه ومتخذ مكان يشرف به علي قطاع كبير من أرض العدو الذي هو نحن بالطبع وكان الفاصل بيننا عرض القناة فقط حاولت رؤيته بموضوعية وكانت بجواري أنيستي نظارة الميدان حتى أراه أكثر وضوحا 00 تصوروا معي ماذا رأيت ؟ رجلا دون الثلاثين ملامحه أشبه بملامح غير الآدميين عيونه تتحرك في كل اتجاه فيه برود القطب الشمالي لون بشرته يميل إلي السمرة ملابسه رثة لونها أخضر قاتم كنفسه ليس فيه شئ يشد أو يجعل الإنسان يقول حقا هذا أفضل مني في كذا لا يوجد ثم دارت في النفس محادثة عنيفة كل هذا وأنا أنظر إليه تصوري يا نفس هذا من حضارة وأنا من حضارة هذا من بلد وأنا من بلد هذا يؤمن بأشياء تعتبر بالنسبة لي أصنام يجب تحطيمها لكي أخرجه من الظلمات إلي النور تصوري يا نفس ذلك المخلوق قابع علي جزء عزيز من ثوبي الذي لا أملك سواه وكم أعتز بهذه الملكية وأخاف عليها تصوري يا نفس هذا عدو الله وعدو البشر لا يفصلني عنه إلا عرض القناة فقط في هذه اللحظة كنت أقف عند نقطة الدفرسوار الحصينة الجديدة والخاصة بهم في ذلك الوقت لكنها دكت في الساعات الأولي للحرب وفي هذا المكان لا يذيد عرض القناة عن 250 متر فقط لكن عزائي يا أيها الإسرائيلي أني دائما ممتحن من قبل الله سواء منك أو من غيرك لكن سرعان ما أخرج مرفوع الرأس منتصر أقوي مما كنت لأني مؤمن وموحد من آلاف السنين صحيح تجدني صبور لكن حينما يدعو الداعي ستراني وأمثالي من بني وطني وقومي وجنسي لا نخاف من دبابة أو مدفع أو طائرة فما بالك أنت شخصيا0
وإلى اللقاء في الجزء الثاني

أستاذنا الكبير .. عاطف الجندي
إنما كل الشكر لك يا أخى لاهتمامك ولكلماتك التي أشعر أنها من القلب
دمت رائعاً صديقي العزيز

الاستاذ الصدوق .. عادل عوض
أشكرك يا أخي على آرائك التي دائما ما تكون دافعاً لنا لنخط ما رأيناه من بطولات أتمنى أي يخطها قلمي في يوم ما ...
تقبل مودتي أخي الغالي