قصة قصيرة بعنوان زكية وحشة

زكيــــة وحشـــــــــة

ليلى زوجة ثانية لسعداوى وكانت زكية ضرتها الزوجة الأخرى ، كانت زكية ذات خلق وصدق ، بينما ليلى كانت مرواغة شيئا ما ، ولاشك أنه توجد غيرة بين زوجات الرجل الواحد ، وكانت ليلى تغار من زكية ، دفعتها الغيرة إلى تشوية صورتها بين الناس بكثرة الحديث عنها وتختلق عنها المثالب والعيوب وتنشرها بين الناس ، فكانت تجلس إلى الجارة ولاحديث إلا عن زكية فتقول عنها :
- دى كدابة وعاملة طيبة وكويسة دا كله توششة وكدب هى مش كويسة دى بتعمل حلوة قدام الناس علشان الناس تفهم إنها طيبة ، بتضحك يا أختى على الناس
- وبتعمل كدا ليه ؟
- علشان الراجل يحبها هى بس ويكرهنى وتاخد هى الراجل لوحديها وما يكنشى حد معاها ، دى طمعانة ف الراجل لوحديها دى واخدة الطيبة سكة علشان توصل للى عايزاه ، هى مش طيبة ولا حاجة ، دى بتدعى الطيبة
- وهى فيها عيوب تانى ؟
- أيوة يا أختى ، دى بتاع مشاكل ، من يومها وهى بتاع مشاكل ، وهى صغيرة رمت بنت محروس ف الترعة ، وهى شابة خبطت زينب ف راسها ، دى حرامية تسرق أى حاجة ، وفتانة وخباصة توقع الناس ف بعضيها ، وبتنقل سر جوزها وبيته برة
لم يقتصر تشوية سمعة زكية على ليلى بل كانت أخت ليلى تفعل ذلك وتتحدث بالكلام السئ عنها أمام الناس ، بل كان أخو ليلى يتحدث عنها أمام الرجال ويجلس مع النساء يسئ لزكية ، حتى أبو ليلى الرجل الكبير العاقل يفعل ذلك مع الرجال والنساء ، حتى الطفل الصغير حمادة ابن ليلى كانت أمه كل يوم تلقنه قائلة له : زكية وحشة ، زكية زحشة ، فكان الصغير يردد : زكية إحشة ، زكية إحشة
كانت زكية إذا مشت فى شارع لم تجد إلا العدواة والسخرية من الناس الذين يتهمونها بالكذب والشر والسرقة والنفاق ، وفى يوم كانت زكية تسير فى شارع فإذا بامرأة تسبها دون أن تخطئ زكية فى حقها ، بل إنها لم تكلمها على الإطلاق ، فسكتت زكية ولكن المرأة اذدادت فى السب دون سبب ، اغتاظت زكية ووجهت لها لكمات من يدها حتى تجعلها تسكت ، وهنا هاج الشارع وماج ضد زكية بسبب صدى السمعة السيئة حول زكية التى نشرتها ليلى وأهلها واتهم الناس زكية بالشر والعربدة وبسوء الخلق وبأنها خرابة بيوت ، وهم رجال بضرب زكية ، بينما انهالت نساء عليها بالضرب حتى خلصت نفسها من بين أيديهم بصعوبة وسارت فى طريقها هاربة ، بينما تحدث الناس مع بعضهم فى الطرق وفى البيوت : " زكية وحشة ، زكية وحشة " ، لم يتعب الناس تفكيرهم فى سبب سوء سمعة زكية المظلومة ، لم يعرفوا أن السبب فى ذلك غيرة النسوان وحب التملك والانفراد بالذكر .
عاشت زكية فى هذه المعاناه سنوات ، ثم أكرمها الله عز وجل بموت ليلى ، وهنا فرحت زكية ليس فى موت ضرتها بل أنها سترتاح من حديث ليلى عنها وتشويه السمعة ، فعلا استراحت زكية وأحست أن الحق سيرجع لأصحابة وسيعرف الناس أن زكية بريئة وأنها حسنة الأخلاق .
وبينما هى تسير فى الشارع سمعت الهمس بالكلام العيب ضدها ، تعجبت ما هذا ؟ ألم تمت من كانت تكرهها وتغار منها ؟! من أين يأتى الشر والكره ؟وبينما هى تمشى أبصرت حمادة ابن ليلى وقد كبر وصار شابا ، نظر لها نظرة يتطاير منها الشرار وكان يحادث الناس ويشير إليها فى الخفاء ، قالت زكية فى نفسها :" ماتت زكية وتركت وراءها ابنها حمادة وقد كانت تلقنه وهو صغير بأن زكية وحشة ، فكبر وقد رضع من أمه بدون تفكير ولا تدقيق ولا عقل بأن زكية وحشة .
مصيبة أخرى ، الناس بدأوا فى الحديث :"زكية وحشة ، زكية وحشة " ، لم يكتف حمادة بتلطيخ سمعة زكية وأذاها ، بل وشى لأبيه بأن يطلق هذه المرأة التى سمع من أمه بأنها شريرة وكاذبة وحرامية وأنانية ، وما هى إلا أيام وأنذرها زوجها بمغادرة البيت وبعد أيام قليلة وبعد رفض زكية مغادرة البيت قام زوجها باستدعاء البعض للشهادة على الطلاق واستدعى المأذون وطلق زكية

» قصيدة بعنوان وحشة
» قصة قصيرة بعنوان عثمان
» قصة قصيرة بعنوان ام محمد
» قصة قصيرة بعنوان كان وهماً
» قصة قصيرة بعنوان عارية