دع العتاب

مفتتح

أمط اللثام ولا تخبئ غدرَك *** ودع الكلام لكي تسامر هجرَك
تهب السماء لمن تشاء جمانها *** وعليك غضبى . صه ستعرف قدرَك
خسر الرهان من استباح محبتي ** هذي أنا .. فاحفر بكفِّك قبرَك

دَعِ العتابَ

ها قد بدا قمري بالسحر مكتحلُ
فاقصر فديت بقلبي أيها الرجلُ

ها قد رجعت ولا خوفٌ ياصاحبني
إنـــّي شفيت وعنْــك اليوم أرتحلُ

يامن نسجت من الأوهام قصتنا
دَعِ العتابَ فذا جرحي سيندملُ

فكم مشيت على الأشواك راضيةً
لأجل عينيك كان السحر والدجلُ

تلك المكاتيب أنَّـــت من ملامستي
عادت إليَّ وفيك احتارت الرُسُلُ

زيْفٌ كلام الهوى زيْفٌ محبتنا
يافاتني قل أزيفٌ كانت القبلُ
**
أقصر كفاك فإنَّ الأرض غاضبةٌ
وما لكَ الآنَ مرّيخٌ ولا زحلُ

ذابت جبالٌ من الثلج العتيق كفى
ما عاد يجديك قولٌ لا ولا مُثُلُ

كنَّــا كروحين والأنفاس واحدةً
من فرط أشوقنا ناحت لنا المقلُ

كان الغمام إذا سرنا يصاحبنا
والليل عن حبّنا يشدو ويبتهلُ

كنَّــا فيا ويح ما كنَّـــا ولوعتها
يا لائمي لا تسلْ ضاقت بنا السبلُ

بين الجراح تركت القلب منفرداً
والّدمع نارٌ وفي الأحداق تشتعلُ

خلف الغواني قضيت العمر في لهفٍ
واشكو إليك فلا تحنو ولا تسلُ

فارحل فما عاد قلبي مثل سابقه
واليوم عنّي بعيداً يرحل الوجلُ

كفكفْ دموعك عين القلب قد سملتْ
ما عاد متســـعٌ .. فالدّمـــــع يرتجلُ

رفَّ الفراش طويلاً خلف نافذتي
والطير والورد والأشجار قد ذهلوا

كفكفْ دموعك إن الروح غاضبة ٌ
والموج يهدر .. والأنواء تنسدلُ

لملمْ شباكك فالأسماك تعرفها
واركب شراعاً عسى للشط قد تصلُ
**

إنِّــــي خلعت ثياب الحب من زمنٍ
واليوم دونك أشعاري ستكتملُ