التعليم الملوث وطفل الحشرة

اه والله صحيح. التعليم كالماء والهواء ولأن الماء والهواء أصبحا ملوثين أصبح التعليم مثلهما ملوثا.
ذاكر
يا واد ذاكري يا بت طول السنة وخد عندك مصروفات دراسية وتبرعات عينيه
ومادية وهدايا لست الناظرة وهدايا للمستر وللميس في عيد الحب وعيد الأم
وعيد الفلاح وهاتك يا دروس خصوصية وحرقة دم وشدة أعصاب أيام الامتحانات
وآخرة المتمة تلاقي الأسئلة من خارج المقرر. بالذمة هذا كلام؟
لم تشهد الثانوية العامة كوارث متلاحقة مثلما شهدت هذا العام. كنا نسمع
زمان عن ضياع أوراق الإجابة أو تمزيق بعض صفحاتها أو وجود خطأ في جمع
الدرجات بعد تقديرها أو إصابة بعض الطلبة بحالات مرضية نتيجة غياب الجو
الصحي المناسب لتأدية الامتحانات. خاصة في الأقاليم التي تعاني درجات
الحرارة المرتفعة في عز الصيف. لكننا أبدا لم نسمع عن تسريب ورقة الأسئلة
قبل بدء اللجان بساعات وبيعها بمبالغ كبيرة أو تكالب أولياء الأمور علي
شرائها وإعداد إجابات نموذجية لها وتوزيعها علي الطلبة بمبالغ كبيرة أيضا.
كما لم نسمع عن تورط مسئولين كبار وشخصيات مرموقة في هذه الجريمة
الأخلاقية والاجتماعية. ولم نسمع عن أسئلة من خارج المنهج أو أن واضعي
الامتحان لا يعلمون شيئا عن المقررات. ولم نسمع عن حالات انتحار أو تجمهر
وتظاهر لأولياء الأمور أمام بوابة وزارة التربية والتعليم. وغير ذلك مما
ارتبط بامتحانات الثانوية العامة هذا العام.
كانت مشاكل الثانوية العامة زمان قليلة لا تكاد تصل إلي وسائل الإعلام.
لكنها الآن مادة أساسية نصحو عليها وننام ونحن نضرب كفا بكف ويعتصرنا
الألم علي حال أخوتنا وأبنائنا الذين يتعرضون خلال امتحاناتهم مع كل مادة
إلي مفاجأة جديدة تهدد مستقبلهم وتنسف جهودهم التي بذلوها طوال ثلاث سنوات
في المرحلة الثانوية بأكملها وتجعل ما أنفقه أولياء الأمور علي هذه
المرحلة من حصاد عرق جباههم في خبر كان.
وأظن أن ذلك وضع طبيعي ونتيجة حتمية لما وصل إليه المجتمع من فوضي
وعشوائية في كل المجالات وغياب الشعور بالولاء والانتماء. حيث لم تعد هناك
إلا ذمم خربة وأفئدة خاوية علي عروشها تعزف علي أوتار التسيب لحن الخسارة
والتراجع والتردي. ويا ليت الأمور توقفت عند هذا الحد. بل أصبح بيننا من
يهييء الظروف لها.
العملية التعليمية علي هذا النحو "مفكوكة" مثلها مثل أمور كثيرة في
حياتنا. لا رابط ولا ضابط يحكمها. وطالما وصلنا إلي حيث لا تربية ولا
تعليم. فانتظروا ما هو أسوأ. وترحموا علي أيام كان من ثمارها محفوظ وزويل
ويعقوب وغيرهم. فما يحدث اليوم ليس أقل من أن ينبت مسوخا مشوهة وجهلاء. كل
واحد منهم أجهل من طفل الحشرة الذي نناديه حين ندلعه "يا عم الحمير كلهم".

بارك الله فيك
أخى الفاضل

أستاذنا الكبير حسن حامد
بارك الله فيك
شكرا لك

شكرا لكم جميعا على روعة المرور

شكرا استاذ حسن على موضوعك
ورايى ان الثانوى العام ليس مقياس لذكاء الطالب لان فى موظفين بيصححوا الامتحانات بنموذج اجابة
يعنى لو الطالب حل صح بس غير النموذج يبقى هو غلط
وكمان انا قريت ان تهريب نموذج الاسئلة بيحصل من 20 سنة بس كان فى تكتم

شكرا أخى سعيد و اتفق معك فيما قلته
تقبل شكرى

» اشتعال الاحتجاجات ضد وزير التربية و التعليم
» التعليم والثقافة
» التعليم فى الكويت .. وعندنا
» ترجمة ( رحلة مع عصفور وطفل ) لأحمد مليجي
» ترجمة قصة ( رحلة مع عصفور وطفل ) للغة الصينية