الحالة 41- الجزء الثاني-

الحالة 41 الجزء الثاني
يقول هذا الرجل الْهَرِمْ ليكمل لنا قصته السابقة والمعنونة بنفس العنوان والتي كانت بمثابة الجزء الأول عن تلك الحالة الإنسانية لتلك الفتاة التي بدأ علاجها مسبقاً ............ قص قال :
كانت زيارتي لهذه الأسرة بعد خمسة عشر جلسة علاجية لتلك الإبنة المسكينة .. رأيتها وللوهلة الأولى شَعُرْتُ بقشعريرة ببدني .. بسم الله ما شاء الله .. أمورة هي .. إشراقة الحياة بدت على وجهها الجميل .. ابتسامة ما رأيت بمثيلتها في حياتي .. ابتسامة الرضا عن شئ ما بداخلها .. عندما تتبدل الأشياء إلى النقيض تماماً في تلك الفترة الوجيزة بمقاييس الأطباء الذين أوصلوها إلى ما كنت عليه قبل تلك الجلسات العلاجية .. أطباء على مستوى عال من الكفاءة حيث والدها الميسور حالاً .. علاجات يصل ثمنها إلى خمسة آلاف في الشهر الواحد ولمدة زادت عن الخمس سنوات .. سألت نفسي .. ماذا لو كانت هذه البنية لأب لا يمتلك من حطام الدنيا أقلها مثل باقي الحالات التي أتعامل معها يومياً !!.. ذلك من خلال الجمعية التي أترأس مجلس إدارتها وذقت في سبيها الأمرين – " كتاب سطور في حياتي للراوي " – وكانت الإجابة أنه لو كان ذلك المرض اللعين أصاب غيرها من غير القادرين لكانت في تعداد الموتى من سنوات .. نعم .. إلى هذا الحد كانت حالة من أراها أمامي الآن وكان ميئوساً من شفائها .. لابد وأن تكون هناك معجزة من عند الله لا تحدث كثيراً في هذا الزمن الغريب !! .. كيف كانت منذ خمسة عشر يوماً !! كانت عظام في قُفَة كما يقولون في الأمثال الشعبية التي قد تعبر عن تلك الحالة من خلال واقع هذه المسكينة .. كانت علتها بذلك المرض اللعين . . مرض الروماتويد " والعياذ بالله . ذلك المرض الذي جعل من جميع مفاصلها مصابة بشلل تام لانتهاء المادة الذلالية بفعل حُقَنْ وأدوية الأطباء وعقاقيرهم .. كانت لا تستطع الوقوف على قدميها .. وكان وصف والدتها دقيقاً لدرجة جعلتني أشعر بخوف شديد من تعرضي لتلك الحالة المرضية التي عجز عن شفائها هؤلاء الأطباء بما لهم من علم تعلموه ليقوموا بتدمير تلك البنية المسكينة .. عندها خالجني شعور غريب لقبول تحدي المرض باستعانتي بالله الذي قال في محكم آياته " يحيي العظام وهي رميم " سبحانه هو القائل ذلك وهاهو اليوم يريني سبحانه مقدرته على ذلك .. سبحانك يا رب عندما طلبت من تلك المسكينة السير أمامي غدوا وعودة في ركن منزلهم الموثر بعض الشئ .. سعادة الدنيا كانت تملأ قلبي في تلك اللحظات التي رأيتها تسير أمامي سيراً يقترب من الطبيعي إلا قليلاً ... وكانت عباراتي المتتالية .. بسم الله ما شاء الله .يحي العظام وهي رميم ...

إيه الحكاية .. أسأل نفسي الآن .. هل ما كتبت لا يحتاج- التعليق أم مشاغل الدنيا أخذتنا بعيداً عن القراءة .. كان الله في العون ..تحياتي لجيمع رواد منتدى عاطف الجندي الجميل