قمة الفلول
بقلم: المهندس / مدحت مطر
ذاك القوام الممشوق , تلك العيون النفاذه التي تحملق في السماء دائماً وهي تأخذ أنفاس طويلة ثم تخرج ذفيرها وتستمع إلى الموسيقى الهادئة , تلك الرجلين التي تمشي على الأرض وكأنها عروساً تغرد والرجل اليمنى تسابق الرجل اليسرى وكأنها تقول لها أنا أجمل منكي , نعم أتذكرها جيداً , صديقتي سارة لا بل الفنانة الكبيرة سارة ؟
دائماً كانت تلاحقني في حوش المدرسة وكانت دائماً ضحوكة وأنا كنت أبادلها تلك المشاعر لا أعلم أن كانت من ناحتيها حقيقية أم لا , ولكن كنت أشعر أو أتمنى أن تكون حقيقية , فأحياناً أشخاص يهتمون بك لصغر سنهم وخبرتهم في الحياة وبساذجة تامة يحبونك ويعتمدون عليك في كل شىء ولا تفهم ما نوع تلك المشاعر قد تكون مشاعر صبيانية , أو مشاعر أخوية ...سارة كانت صديقتي أيضاً في الجامعة , كانت عائلتها تقطن في ذات الشارع الذي أسكن به , كنت أهتم بها جداً وكنت فخورا ًجداً بذلك , قد يكون لأني لم يكن لي أخت , ولكن زادت تلك المشاعر بعد تخرجت من الجامعة...وكنت أعتقد أن سارة كالأصبع في يدي وأن عائلتها هي عائلتي ولن نفترق أبداً.
أم سمير : مبروك يا ولدي لقد نجحت في الجامعة , فهذه فرحة لا تعلم كام أسعدتني وأسعدت والدك جداً.
سمير : بالله عليكي يا أمي أن لم أفعلها إلا لكي أشرفكم وأرد لكم جميلكم , ولكي تعلموا أني أصبحت رجلاً وأستطيع أن أعتمد على نفسي وأن أفتح بيتاً وأتزوج مردداً في لهفة ما رأيك يا أمي؟؟!!
أم سمير : ضحكت وكلها لهفة وسعادة ..بالله عليك يا بني هذا أجمل خبر سمعته في حياتي فسيسعد والدك بهذا الخبر أيضا.
سمير: يداعب أمه يأم سمير..ولكن ألن تحتاجي إلى من يحضر لكي الخبز من السوق..ولكن لا تهتمي لن أتزوج حتى يقوم رئيس دولتنا الجديد بعمل وسيلة دليفري للخبز..وأخذ يقهقه وأمه تضحك وتقول له يابني الرئيس الجديد على ماذا سوف يلااحق فيكفي شؤون البلد والكهرباء التي هي الأن مأساة الوطن والتي أهمل فيها الرئيس السابق حتى جاءت بتتابعات التي نراها في تلك الأيام.
سمير : أرجوكي يا أمي لا تغيري الموضوع أن قد أقترحت عليك موضوع أرجوي أن تبدي الرأي به؟
أم سمير : موضوع ماذا الخبز؟ََ
سمير بغيظ : لا موضوع الرئيس...
ضحكت أم سمير بصوت عال..كان حينها والد سمير عائداً من العمل وهو حزين ووجه يبدوا عليه بأرهاق شديد..مما جعل سمير ووالدته يسألونه بأهتمام ماذا بك هل أنت على ما يرام؟
والد سمير: لا شىء ..لا يوجد شىء..
سمير ولكن يبدوا عليك التعب يا والدي مابك هل يوجد أي شخص في العالم يستطع أن يحزنك أو يشعرك بالظلم عليك أن تقول لنا فسوف أمحيه من على وجه الكره الأرضية..أنا لا أمزح..
والد سمير يرفع وجهه من على الأرض : لا يوجد شىء يا بني...قلت لك أرجوكم دعوني الأن.
والدة سمير أشارت إلى سمير بأن يدخل إلى غرفته لكي تتحدث مع والده قليلاً..
والده سمير : ما بك يابعلي هل حدث لك مكروه أرجوك قول لي الحقيقة فأنا دائماً سندك وظهرك..و..
لم يدعها تكمل حديثها : هذا الموضوع لم يحدث لي أنا ثم أنهار وبكى..لقد أتخذت أدارة الشركة اليوم قراراً بتسوية معاش والد سارة من العمل..هذا فقط ما يحزنني.
بدا على سمير ملامح البؤس واليأس ربما لم يحزن لأن والد سارة فصل ولكن الحزن العميق والأكبر ما فهمه من والده هو أنهم سيرحلون إلى أروبا نظرا لما حصل عليه والد سارة من تأشيرة عمل هناك وهذه ما سيجعله هو وسارة بأن يفترقا ولن يكمل مشروع الزواج.
صرح سمير لوالده بحبه لسارة الحقيقة لم يكن هذا التصريح غريباً فكان والده يعلم هذا ولكن ما بيده حيلة.. فخلاال يوم واحد سوف تسافر عائلة ساره إلى الولايات المتحدة الأمريكية والا سوف تضيع فرصة العمل.
قرر سمير أن يفعل أي شىء ..أي شىء يكاد أن يسعده ويسعد سارة حبيبة قلبه المسكينة..قام بكتابة خطاب وكتب على ظهره مرسل إلى "رئيس الجمهورية" وكتب العنوان ووضعه في صندوق البريد.
كان كل يوم يمر من الأيام كان سمير يذهب الى شركة البريد لكي يسأل عن أي خطاب قد وصله..ولكن الساعي يقول له للأسف يا أستاذ سمير لم يصلنا أي بريد بأسمك ..كان سمير يتمنى أن يوصل خطابة للرئيس ويقوم الرئيس الحالي بمساعدته و بعثه إلى أمريكا أو أرجاع سارة له.
في صباح يوم جديد ذهب سمير كالعادة الى شركة البريد وسأل الساعي مرة أخرى...أجابه الساعي يا أستاذ سمير أن قلت لنا ماذا يحتوي هذا الجواب أو إلى أي جهة مرسلة قد نفيدك..
تردد سمير قليلاً..ثم قال أنه مرسل لرئيس الجمهورية..ضحك الساعي وأخذ يضحك حتى أنه سقط على الأرض وأخذ يتلوى بجسدة كالثعبان..ويضحك..
نظرا اليه سمير بغيظ بالله عليك تضحك لأني أرسلت الجواب له هل تعلم أن مصر الأن بها ديموقراطية.
الساعي: بالله عليك أنت أنا أضحك لأن الساعي الذي يوصل الجوابات فلول.
تمت