حرب الشوارع / مسرحية هزلية

مسرحية هزلية رأيت مسرحية ،،، إنهامسرحية من الحياة ،، رأيتها بعيني رأسي ،، كنت في الماضي أجد مثل هذا الذي رأيته ولكن أقل حدة مما رأيت هذه المرة ،،، إنه إنذار لما نبهنا عنه في كتابات أخرى ،،، تصورت أن الحرب قد قامت مرة أخرى ،،، أو أن حرب الشوارع التي حدثت في لبنان انتقلت إلى هذا الحي ،،، ماذا يحدث الآن ؟ ،، حرب شوارع بمعناها الذي تقشعر منه الأبدان ،، يا للهول !! هل أصبح الحال كذلك في ذلك الحي الذي امتلأ بالمجرمين على اختلاف أطيافهم ؟؟ ،،، فعلاً عادت لي الذاكرة إلى الوراء عندما هب الشعب اللبناني على اختلاف أطيافه بهذه الحرب ،، حرب الشوارع وعندها قامت الدول لمساعدة هذا الشعب لتخطي هذه المحنة ولكن من الذي يقوم بمساعدة هذا الحي الذي أصبح قنبلة موقوته داخل مصرنا الحبيبة ،،، والآن سأروي قصة ليلة من ليالي منشأة ناصر التي أصبح الآنسان لا يأمن علي كل شئ فيها ،،، سلم يارب !! يارب سلم !! قصة تحكي عن مأساة حقيقية نعيشها دوماً ولا مجيب للشرفاء بها ،، إنهم قلة ،، قلة من الشرفاء يعيشون بهذه المنطقة ولكن الغالبية والسواد الأعظم من البلطجية يقطنون بها ،،، بلطجية مصر وقد تجمعوا على قلوب مختلفة ليروعوا السكان الآمنين في منازلهم حتى وأنني شعرت وكأنها الحرب اللعينة حرب الشوارع عندما تطل على شعب تجعلة في يأس كامل ،،،تأكل معها الأخضر واليابس ،،، لا يأمن فيها الإنسان علي أي شئ .. نفسه وماله وعيالة وحياتة .. كل شئ قد يكون معرضاً للبلطجة من النشالين والخارجين عن القانون والمعاكسين لبنات الناس و....... إلى أخره من أنواع البلطجة ولكن في تلك الليلة التي زاد الحد عن معياره بدرجات كبيرة ،،، تركت مكتبي متوجها إلى منزلي وما أن دخلت إلى الشارع الذي أقطن به وإذا بي أري ضفوف من الشباب الفالت وقد تذرع بذروع الحرب ويحمل في كلتا يديه إحدى الآلات الحادة ما بين مطواة وخنجر وصاطور وما يطلق علي بالبلطة التي سمي بها هؤلاء بالبلطجة ،،، يا للهول ،،، هكذا قلت في نفسي ماذا أرى ،، ولكن بسرعة حتي أقي نفسي من شر ضربة طائشة أسرعت الخطى بجانت حيطان البيوت المتراصة ،،، أسرعت لألا أجد ما يؤدي بحياتي ،،، أسرعت وكلى أمل فقط أن أصل منزلي بسلام ،،،هذه كانت أمنيتي في تلك اللحظات المرعبة ،،، وما أن زلفت داخل منزلي حتي بدأت الحرب تشتعل وتأخذ منحى آخر ،، أخذت موقعي من البلكونة كي أشاهد رؤي العين ماذا يدور في أحد شوارع هذه المنطقة الموبوءة ،،، رأتيت التجهيزات يقوم بها هؤلاء البلطجية ويوزعوا أنفسهم بشكل حربي تماماً ،، هؤلاء هنا وآخرون هناك ،،، رأيت زجاجات يمسكونها في أيديهم ،، رايت جراكن مملوءة بسوائل حارقة لم أعرف ما بها للحظتها ،،، كل ذلك يدور من حولي في هدوء شديد ،، كلُ يعرف دوره في هذا المعركة التي لم تبدأ بعد ،،، الساعة تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل ،،، السكان منهم المستيقظ والنائم استعداد لصباح يوم جديد ،،، والاستعداد تجري على أشدها ،، فجأة تعلوا الأصوات ،، طلقات الرصاص ،،، جراكن البنزين توضع على واجهة أحد محلات الجزارة وتشتعل ،، السكان في ذعر النائم يصحو من نومه ،، الجميع في هلع شديد ،،، الصبية الصغار تصرخ من شدة الخوف ،،، الأهالي يصرخون ويتساءلون ماذا يحدث ؟ماذا يحدث ؟؟ ما من مجيب سوى طلقات الرصاص وأصوات الخناجر مع الدروع ،،، يا لها من لحظات مرعبة ،،، نقوم باستعداء بوليس النجدة ،، لم يصل بوليس النجدة بسرعة كما كنا نظن ،، يعلو صوت المعركة بشكل مخيف ،،، الكل يضرب في الكل ،،، من ضد من ! من مع من ! الكل في الكل ،، يالها من لحظات ،، الجميع ينتظر تشريف البوليس ليفض الاشتباك ،، الاطفال يزداد صراخها ،،،، تعلوا الاحتجاجات ،، أين نحن ؟ أين البوليس ؟ يزداد وطيس الحرب المشتعلة ،،، لا بوليس ولا عقل يستطيع التدخل بين الأطياف المتحاربة ،،، لا حل ،، لا حل سوى صرخات الأطفال ،،، أجد أولادي يقومون من نومهم على ذلك المنظر الرهيب ،،، ليتهم ما صحو من نومهم ولكن شدة ما يدور حولهم جعلهم مذعورين كبقية السكان ،، رأو معي ذلك المنظر الذى هالهم من شدته ،، أقوم بإدخالهم حتى لا تطولهم شطية من هنا أو ماء من النار أو ما إلى ذلك من معدات شتي في أيدي هؤلاء البلطجية ،،، أدخل أولادي حتي لا يتأثرون نفسياً من هذه المناظر وليتهم ما صحو من نومهم حتي لا يكون لما يدور أي تأثير على نفسياتهم مستقبلاً ،،، أشياء وأشياء فكرت فيها للحظتها ،،، توجهت إلي التليفون في المرة الأولى لأطلب رقم بوليس النجدة فإذا بمن يجيبني من الداخلية أنه تلقي بلاغاً من قبل بهذا الخصوص وجاري التنفيذ ،،، هكذا كان الرد ،،، وكلما مر الوقت والشارع يزداد تأزما ، أذهب إلي التليفون وأطلب نفس الرقم ،،، 122 ،،، يرد سيادة المتحدث ويقول جاري الرد ،،، وفي المرة الثالثة لطلبي هذا الرقم وبعد مرور ساعتان كاملتان أجد نفس أشد إنفعالاً علي من يكلمني بهذا الرقم ،، أقول له بانفعال شديد اللهجة ،،، الشارع يحترق ،،، المنازل تبدأ بها النيران ،، طلقات البنادق الآلية تنطلق في كل اتجاه ،،، إنتو في ،، فين انتو من هذه الأحداث ،،، لو أن بوليس النجدة أبعد من مدينة بنها مثلاً كان سيحضر قبل مضي ساعتاتن ،،، وجدت نفسي أفكر في أشياء وأشياء ،، أين توجيهات السيدة سوزان مبارك وهي أكثر من ينادي بتطوير هذه المناطق العشوائية ،،، أين هذا النداء ؟ ،، أين المسئولين عن تنفيذ توجيهات عشرات من المسئولين الذي ينادون دائماً ودائما ما يقوم المنفذين لهذه التوجيهات بكتابة تقارير وهمية عن مستوى هذا التطوير ،،، والحياة في تلك المناطق العشوائية أصبحت مستحيلة ،،، ألم يكن هناك ميزانية قد رصدت لمحاربة الجهل في تلك المناطق العشوائية ،،، أخص منها منطقة منشأة ناصر التي أصبحت فعلاً قنبلة موقوتة داخل مصرنا الجميلة ... أي جمال هذا الذي يوجد به منطقة كهذه وسط مصر ،،، إنها في قلب مصر ،،، خمس دقائق وتتوسط البلد ،، خمس دقائق وتصل إلى ميدان التحرير ورمسيس مثلاً ،،، أما آن الوقت لإزالة هذه المنطقة من على خريطة مصر ووضعها في صحراء مصر الشاسعة مع توفير الخدمات الضرورية وأيضاً تفعيل دور المجتمع المدني في هذه المناطق التي أنشئت خصيصاً لسكان هذه المنطقة ،، فإلي متي يتم ذلك ،،، نسمع عن منطقة كاملة وكبيرة قد تم إنشاؤها لهذا الغرض ،،، فمتى ستنفذ هذه التوجيهات التي ملأت الجرائد ونشرات التليفزيون ولم نرى شيئاً منها قد تحقق ،،، إين حقوق السكان المطحونين فى هذه المنطقة ،، أما يجب أن يجدوا ولو الأمان في منازلهم وهي أبسط الحقوق بالنسبة لهم ،،، أين البوليس الذي تأخر لمدة ساعتين كاملتين حتي الآن وأنا أرى أرض الشارع وقد اشتعل ناراً ليزداد معها الصرخات والأنين ،،، أين المفر ؟ لم يكن هناك من يجيبونا عن هذه الأسئلة !!! وعجبي ،،، حقاً ازدادت حيرتي ،، أين الأمن العام الذي يقوم على الفور بإبلاغ أقرب أقسام الشرطة على الفور ؟ قسم الشرطة لا يبتعد كثيراً عن هذه المنطقة ،،، إنه على مقربة ثلاث دقائق من موقع الأحداث ،، ساعتين يمرا دون تدخل أمني ،،، مستحيل ،، لابد وأن يكون ذلك القسم منشغلاً بما هو أهم من اشتعال النيران في منطقة بأكملها وقد سيطر عليها البلطجية بهذا المنظر الذي أراه من أمامي ،،، لم أري مثل ذلك الذي أراه الآن في شكله ومضمونه ،،، أما يشعرون هؤلاء المتقاعسون عن عملهم بما نشعر به الآن ؟ ياله من حال وصلت إليه تلك المنطقة !! وعندما أرى الفزع والهلع الذي انتاب جميع السكان وقد زاد عن الوصف ... فإلى من نشكو ،،، حزبي الله ونعم الوكيل .. ربنا إننا مغلوبون فانتصر ................ - جزء من كتاب سطور في حياتي - تحت الطبع

يبدو أن هذه المسرحية رآها كل قارئ حيث أنها تتكرر بشكل يومي