من عربى كمال في 18 سبتمبر، 2010، الساعة 08:33 مساءً ·
مسرحية من فصل واحد ( ثورة فجر )
( مهداه إلى الكاتب المسرحي لينين الرملي و النميري متولي )
المشهد الأول :
المنظر : كورنيش النيل ... احمد شاب تجاوز الثلاثين قليلا مثقف مهووس بفكرة ما تسيطر عليه وفي يده كتاب وبجانبه فتاة سمراء جميلة طويلة تبدو في طريقة كلامها مدى ما تتمتع به من بلاهة )
شيماء: وحشتني قوى ... كنت فين أنا مستنياك لي ساعة ونصف
احمد : مع الرفاق
شيماء: ممكن اعرفه
احمد : مين هو اللي ممكن تعرفيه
شيماء: الرفاق
احمد : أنت عبيطة الرفاق يعنى أصحابي وأنا كنت بناقشهم في كتاب الإنسان ضد الدولة
( يعطيها الكتاب ) عارفه هربرت سنبسر مؤلف الكاتب بيقول إيه
( ويكمل بسرعة )..
إن أقصى ما يمكن أن يقال عن أعظم رجل دولة انه اكتشف الخطأ وأصلحه .
وانه وجد دولة ترزخ تحت القيود فحررها منها "
إيه رأيك في الكلام ده
شيماء: أنا مش فاهمة حاجه يا حبيبي ديماً كلامك مليان كلاكيع
احمد : ده طبيعي لأن المجتمع اللي أنتي اتربيتى فيه مجتمع أمي
شيماء: (في ذعر): أمك مالها قول بسرعة هي تعبانة
احمد : مش بقولك انك عبيطة أنا أزاي حبيت واحدة مابتفهمش أي حاجة
شيماء: أنت زعلت منى حقك على بس أنت عارف إني بحبك يا أحمد
احمد : (في ثورة ) مين أحمد ده .. أنت وقعتي بلسانك
وأنا اللي فاكرك بتحبيني
شيماء: ( في دهشة ) احمد أنا بحبك انته
احمد : بس ماتقوليش أحمد : أنا أسمى أحمس .. وعايزك تبقى معايا علشان نطرد الهكسوس من مصر
شيماء: مين اللي نطردهم دول .. ثم أنت اسمك أحمد
احمد : ( و كأنه تذكر اسمه فجأة) صح أنا أسمى احمد
شيماء
تتنفس الصعداء ) الحمد لله افتكرت أسمك
احمد : هو فيه حد ينسى أسمه .. أيوة أنا أسمى أحمد .. أحمد عرابي .. فاكرة لما ركبت الفرس ووقفت قدام الملك وصرخت فيه .. لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نستعبد بعد اليوم؟؟
شيماء: بقولك إيه أنت حاتستعبط ..علشان تغطى علي الموضوع
احمد : (في بلاهة) موضوع إيه
شيماء : موضوع جوازنا
احمد : جوازنا ..؟ ! مستحيل اتجوزك قبل ما تبقى حرة
شيماء : (في ثورة) اخرس أنا حرة طول عمري
وماحدش غواني وضحك عليا غيرك
احمد : لا أنتي من سبع تلاف سنة لحد النهاردة عمرك ما كنتي حرة .. وأنا لازم أحررك
شيماء: (غير فاهمة ) تحررني من مين يا بنى أدم
احمد : أنا مش من بنى أدم أنا من بنى سويف
شيماء: (تضحك رغم ثورتها وتحتوى يده في رفق)
بالراحة ممكن تقولي .. مين اللي هاتحررني منهم
احمد : الهكسوس ..المماليك ... الفرنسيين .. الإنجليز .. الاقطاعين
ذيول الاستعمار ... الخونة .... الأفاقين في الصحف
القومية وأحزاب المعارضة .... الملك
شيماء: ( في دهشة ) الملك بس ده مشى ومات من زمان
احمد : الملك لامات ولا مشي.. الملك عايش بنّا ولازم أعلن الثورة
( يضع يده أمام فمه كأنه ميكروفون )
أيها المواطنون لقد تولى أمرنا إما جاهل أو فاسد
شيماء : (تقاطعه في خوف ) .. أنت عايز تحبسنا ..
أحنا قدام الإذاعة والتليفزيون والأمن في كل حتة
احمد : الإذاعة .. صح.. يلا بينا نعلن الثورة من جوا
شيماء: ( وقد أدركت إن أحمد غير طبيعي فتفكر في سرعة )
غلط الثورة كده هاتفشل
احمد : تفشل ليه
شيماء: هو فيه ثورة من غير جواز
احمد : (في استغراب) وأية علاقة الثورة بالجواز
شيماء: مين قائد الثورة
احمد : أنا طبعا
شيماء: بس أنت عازب والناس علشان تأييدك وتصدقك لازم تثور على العزوبية الأول وتتجوز
احمد : قصدك لازم أثور على نفسي الأول
شيماء: تمام .. يلا بقى نثور في بعضينا.. قصدي نتجوز بعض .. وبعدين تقوم بالثورة
احمد : ( في دهشة ) أنتي جبتي الفكرة الجهنمية دي منين
فعلا الثورة كان ممكن تنهار بسبب تافه زى ده
شيماء: (في سرعة وكأنها تخاف أن يخرج من جنونه )
تلميذتك .. يلا بينا
احمد : لآ .. أنا عندي شرط
شيماء: (في خوف وقلق) أشرط يا سيدي
احمد : نتجوز عرفي
شيماء: ( في مكر) كده الثورة تفشل برضه
أنت عارف ليه سموا الزواج العرفي .. عرفي
احمد : ليه
شيماء: علشان يا حبيبي الناس كلها تعرفه ... والثورة
عايزة كل حاجة تكون مش مفهومة
احمد : (في اقتناع) فعلا .. على فكره أنا مش عارف من غيرك
كنت هاعمل إيه ؟!
شيماء: ( تسحبه من يده في سرعة وتلقى بالكتاب خلفها)
كنت هاتروح في داهية .. يالا يا احمد الثورة مستنياك
علشان تحرر مصر من الملك
( يسرع معها الخطى ويغنى بصوته الأجش )
قوم يا مصري خد بنصري
مصر ديما بتنديك
( إظلام )
المشهد الثاني
المنظر : ( مقهى عند الناصية ... يجلس احمد وبجانبه أكياس
مليئة بالخضروات والفاكهة .. وعلى يمينه رجل
تجاوز الخمسين يبدو مهموما جدا)
الوقت ظهرا
احمد : (..شاردا يحدث نفسه بصوت مسموع ..)
تلت شهور.. وسبع تيام.. وتولد شيماء
راجل الثورة لازم يكون عنده ولد أو بنت
علشان ثورته تنجح
شيماء حلفت على كده ... وأنا مصدقها
اللي زيها مايعرفش يكدب
إن جابت ولد اسميه فجر
وان جابت بنت برضه اسميها فجر
أول ما اسمع صرخة الولادة .. أعلن الثورة
واسميها فجر الإسلام ..
( يضرب رأسه بيده في عصبية.. )
... قصدي فجر الثورة
الجالس
في إشفاق ) لا حول ولا قوة إلا بالله
الناس أتجننت .. وبقيت تكلم نفسها
احمد : (صوت الرجل يخرجه من شروده ).. بتقول إيه
الجالس: ولا حاجة يا بنى .. مالك شايل الدنيا فوق رأسك
سيب الأمور على الله .. وبكره كل حاجه ها تتغير ؟
احمد : ( في ثورة ) لا .. مش بكره.. بعد تلت شهور.. وسبع تيام
الجالس
في هدوء) أنت واضح إن مشكلتك اكبر من مشكلتي خالص ..؟
احمد : مشكلتك هي نفس مشكلتي .. ولازم يكون هدفنا مشترك
الجالس : في دهشة : الله ... أنت كمان مراتك محتلة الشقة وطرداك .. (ويضحك)..بسيطة
احمد : متّبسّطش الأمور..هو ده اللي مضيعنا ومآخرنا..كل كارثة نقول بسيطة..
البلد كلها محتلة ..؟
الجالس: ( في تأثر ) معاك حق .. هي كارثة فعلا ..هما النسوان سيبين حد في حاله ..
تقولش وخدين البلد تمليك !!!
احمد : تبقى لازم تنضم للخلية بتاعتي علشان نطرد المحتلين من البلد
الجالس : نطرد مين يا عم .. دول حد يقدر عليهم .. الله يهدهم
قعدوا في الشقق ومدو رجليهم على الآخر
احمد : ( بعد تفكير عميق ) بلاش الانهزامية دي .. إحنا نبدء بالشقق الأول:
قوم لازم تتحرر من أي حاجة تستعبدك
الجالس : شوف يا أستاذ.. أنا أتحررت كذا مرة .. من الهدوم ..والفانلة
وقعدت في الشقة ملط
عارف الجماعة بتوعي عملوا إيه ؟؟
احمد : أكيد مشو.. الاستعمار لما يلقى الشعب أتحرر من كل حاجة
لازم يهرب
الجالس : لا وأنت الصادق ... الجماعة قعدوا يصرخوا ويلطموا
لما لموا علىّ الجيران فرموني
في الشارع
احمد : العملاء المتعاونين من الاستعمار أصبحوا في كل مكان
الجالس : ( في استغراب ) عملاء ومتعاونين إيه يا مولانا
بقولك الجيران
احمد : فاهم.. مش هما جم مع الجماعة
الجالس : ايوة ..
احمد : يبقى خونة وعملاء
الجالس : ( يتذكر شيئا ) كلامك صح .. أنا كنت ديما بشوفهم .. بيتعاملوا مع أم سيد
احمد : مين أم سيد دي
الجالس : (في فخر).. مراتي
احمد : وازاي تسمح لمراتك تتعامل مع الخونة
الجالس : ماكنتش اعرف أنهم وطيين بالشكل ده ..والجار للجار..
وأنا راجل في حالي.. عايز اربي الخمس بنات من غير مشاكل
احمد : خمس بنات مرة واحدة .. ومعاك كام ولد
الجالس : (يتنهد) بحمد ربنا ... أن خلفتي كلها بنات
احمد : أنت يا رجل هاتستعبطني
الجالس: (في دهشة) ليه الغلط ما كنا كويسين
احمد : مش بتقول إن مراتك أسمها أم سيد
الجالس: أيوه
احمد : أمال سيد ده أبن مين
الجالس : أحترم نفسك .. أنت بتطعن في شرفي
احمد : يا أخينا .. مين سيد
الجالس : (في شرود) صحيح .. مين سيد .. الخاينة أنا لازم انتقم لشرفي..
وأحرر بناتي من أم ما تشرفهمش
ما تمرش فيها العيش والملح.. دانا عمري ما قصرت في حقها
احمد
في خبث ) يا راجل !!
الجالس : (وقد اخذ يحدث نفسه)
طيب وأنا اعمل إيه.. الحاجة بتغلا
والشغل يهد الحيل.. وأنا بلف زى التور في الساقية
علشان أكفى طلبات البنات
تلتاشر ساعة شغل.. وأول ماروح مش ببقى قادر أسند طولي
( يلتفت فجأة لأحمد )
بس يوم الخميس لازم أقوم بالواجب .. أمال إيه
أنا راجل صعيدي.. ومهما كان دي وليه
ثم الجواز مش الواجب وبس يا أستاذ
الجواز عشرة وأولاد.. ولعلمك أنا بحب خلفة البنات
وبالذات البنت الشقية.. أخر العنقود.. سيد
احمد : ها يقولي سيد تاني
الجالس : أيوه.. سيد مش ابني .. سيد بنتي
احمد : أنت شارب حاجه
الجالس : أنا يا دوب معايا حق كوباية الشاي
شارب حاجة..؟ يا راجل حرام عليك
احمد : أمال ليه مش فايق و بتلخبط
الجالس (يتنهد).. : هو فيه حد فايق من اللي بنشوفه
الدنيا بقيت غابة.. الكبير بياكل الصغير
و ماحدش راضى بقسمته.. عارف الجماعة بتوعى
كل ما يخلفوا يدعو ربنا ويقولوا اللى جاى ولد
وتيجى بنت ... أنعام.. يارب ولد وتيجى بنت.. رحمه
وفى الآخر قرروا الجماعة يسموا آخر مولود.. سيد
والكل بقى ينادينى يابو سيد .. وينادوا مراتى يأم سيد
عقل نسوان.. تعمل فيه إيه يا أستاذ
احمد : الاستعمار هو اللي عمل فيك كل ده
الجالس : ( في دهشة ) إستعمار..!! وإيه دخل الاستعمار في الخلفة
احمد : لأنه قدر يخليك تيأس وما تعرفش تركز
الولد هييجى لما مصر تتحرر من الملك
الجالس : قصدك الريس
احمد : الريس..الملك.. وإيه الفرق!!
الجالس : (في ذعر) الله يخليك أنا ماليش في السياسة
أوعى تكون مخبر وشغال تجرجرنى في الكلام
(ويقوم واقفا بسرعة)
لعلمك أنا بحب مصر.. وبأييد الريس.. ومحفظ بناتي أغنية اخترناك
(ويغنى)
اخترناك.. اخترناك..علشان كده إحنا اخترناك
(ويمضى مسرعا مرددا الأغنية)
( إظلام )
المشهد الثالث
المنظر : ( شقة ضيقة دخان كثيف يملآ المكان عدد ضخم من أحجار المعسل المطعم بالحشيش
يجلس صبى المعلم القرفصاء ويمد يده بالحوزة لمعلمه العجوز احمد يجلس في سكون غير مبالي بأي شىء )
المعلم : مساء النور على البنور .. الصنف عالي والمزاج معدول
الصبي : ( في سعادة ) ده صنف جديد فله .. أول مرة ينزل السوق
المعلم : اسمه إيه يا بندق
الصبي : حسن نصر الله يا معلم
المعلم : مش دا الراجل الشيوعي اللي هزم إسرائيل
الصبي .. الأستاذ أحمد بيقول انه شيعي يا معلم
المعلم : وإيه الفرق يا حمار ... الاثنين كفره
( يلتفت لأحمد ويمد له الحوزة)
مش باتكلم مظبوط يا أستاذ
الصبى : (يسحب الجوزة لنفسه).. سيبك منه يا معلم.. الأستاذ عنده ظروف
المعلم : ( في سخرية ) ليه .. هي الدورة الشهرية بتعته لسه مخلصتش
(ويضحك بشدة)
احمد : (في عالم آخر يردد )
الولد نزل ميت..؟
الولد نزل ميت..؟
الصبى : (يأخذ نفسا عميقا ويسعل بشدة)
على فكرة يا معلم .. الولد ده مش ابني
المعلم : قصدك إيه يا حمار ... أنت عايز تلبسني الطاسة
ماحنا دايما بنشرب مع بعض
عمري لمست الأستاذ احمد.. ما تقول حاجة يا أستاذ
احمد : (في بكاء).. كان الليل غطيس .. وشيماء بتصرخ وتتوجع
وأنا واقف مش عارف أبكى وألا افرح.. وبصرخ
شيدى حيلك ياشيماء.. مصر مستنياكى .. الدنيا كلها ها تتغير
ابنك فجر أمل الناس كلها.. وزى ما اتفقنا
أول ما سمع صرخته هاعلن الثورة
وانضف البلد من الاستعمار والخونة.. ومن اللي نهبوها
وأحاكم اللي سرطنوا الأطفال.. وحرقوا الناس في القطارات
وغرقوا الغلابة في العبارات.. الغلابة اللي مش لاقين علاج
ولاميه نضيفه ما فيهاش صرف صحي وفشل كلوي
ايوة يا شيماء.. مصر مستنيه صرخة فجر
لجلن الثورة تقوم.. ويرحل الملك
الصبى : ( يخرج دخان كثيف من فمه ) هو الملك مش راح يا معلم .. وإحنا أتحررنا
المعلم : ودي محتاجة سؤال يا بقف
الصبى : طيب ولا مؤاخذة يا معلم مين اللي أحسن.. الملك.. ولا الريس
المعلم : طبعا ريسنا يا حمار
الصبى : ليه
المعلم : ( وكأنه فوجئ بالسؤال )
ليه .. ليه ... أيوه.. علشان الملك كان بيخاف من الإنجليز
الصبى : طيب ريسنا ولا جمال عبد الناصر
المعلم : ريسنا يا غبي
الصبى : ( في إصرار ) برضه اشمعنى
المعلم : علشان جمال كان بيخاف من روسيا يا حمار
الصبى : الله يا معلم.. طيب والسادات
المعلم : مش بقولك حمار .... ريسنا بالتلاتة
الصبى : أنا بس بسأل يا معلم
( وقد أعجبه الأمر )
ليه..؟
المعلم : علشان السادات كان بيخاف من أمريكا
الصبى : صح يا معلم.. ريسنا أحسن من كل دول
طيب هو أحسن ولا عمر بن الخطاب؟؟
المعلم : ( في سرعة ) أستغفر الله العظيم .. (ويسحب نفسا عميقا)
ريسنا
الصبي : ليه بقى
المعلم : ( يلتفت يمينا ويسارا في خوف ).. علشان عمر بن الخطاب كان بيخاف من ربنا؟؟
(وينفجر بالضحك غامزا احمد في جنبه)
الصبي : والنبي أنت تنفع زعيم سياسي يا معلم
المعلم : (يلتفت إلى احمد) ما تمسكني وزارة في البلد يا أستاذ
بعد ما تعمل الثورة اللي بتحلم بيها
احمد: (في عالم أخر).. شيد حيلك يا شيماء
فجر هينور البلد.. وصرخته هتهد جدران الزنازين
والمعتقلين هتبوس عيونهم شمس النهار
والانتخابات مش هتزّور.. والناس هتختار اللى عايزاه
مهما كان.. أخواني.. شيوعي.. وفدي.. أي حد
المهم يكون بيحب البلد.. وبيكره اللي خربوها
يالا يا شيماء أضغطي.. أضغطي أكتر..أيوه
(في فرح شديد)
أنا شايفه.. خلاص ارتاحي يا حبيبتي فجر جه
المعلم : (في دهشة) فجر.. فجر إيه يا مولانا .. إحنا لسه الساعة أتنين بالليل..
يكونشي اتسطلنا يا بندق
الصبي : لا يا معلم هو بس اللي اتسطل من الريحة
المعلم : غريبه.. ليه سنتين بيشرب معانا
وما بيتسطلش بالشكل ده
الصبي : ( يصفق في سعادة ) بركات حسن نصر الله يا معلم
احمد : ( مرتعدا ) فيه إيه يا شيماء.. فجر ليه مالوش صوت
ما بيصرخش ليه.. طيب حتى يتحرك أو يدينى إشارة
ماله فجر يا دكتور..
(ويمسك برقبة المعلم.. ويضغط عليها)
ماله فجر أتكلم.. قول بسرعة يا دكتور
الصبي : (و قد رأى معلمه بالكاد يأخذ أنفاسه فيرتمي على احمد ويفلت منه المعلم)
..أجرى يا معلم.. الأستاذ أتجنن.. والصنف طلع مغشوش
( ويولى الفرار )
احمد ( وقد وقع على الأرض ) .. فجر نزل ميت..مين هيدينى الإشارة..
علشان أحرر مصر من الملك ..الملك اللي ماسك بأيده وأسنانه أكثر من عشرين سنة
البلد خربت ومش عايز ينزل من على الكرسي ..وكمان عايز يورثها لابنه
البلد ضاعت.. والضلمة غطت على كل حاجة كويسة
الناس بتموت..لآ .. الناس ماتت.. وما فيش حد بيصرخ وبيقول لآ
فجر نزل ميت
( ويضحك في هستيريا )
فجر نزل ميت..
( يغنى في بكاء )
وطني حبيبي الوطن الأصغر
يوم ورا يوم أحلامه بتصغر
وانكساراته مليه حياته
وطني بيصغر وبيدمر
(ظلام تام)