عودت عيني :: مجموعة بورتريه ::

إهداء إلى .... .....



قرقعة الماء على الزجاج أقلقتها من نومها ، بل الأرجح أنها لم تعد تنام في هدوء كعادتها ، من خلف النافذة تقف مشعلة لفافةالتبغ التي أصبحت الصديقة الوفية لها بعد غيابه تحكي لها مدى إشتياقها له و حزنها لبعاده الذي طال كثيرا ، من المذياع تشدو أم كلثوم " أقولك إيه عن الشوق يا حبيبي أقولك ايه و مين غيرك داري بي ...." .

تنتظر أن ترى ضوء سيارته يظهر من بعيد و تنصت إلى الباب الخارجي لعلها تسمع صوت مفاتيحه ترن وهو يدفع الباب ، وضع يده على كتفها برقة ، غاصت بها في عالم ملىء بالحنان ، إستدارت ، مد لها يده ترنحا سويا على موسيقى أم كلثوم و هي تقول " ياريت في كلمة أكتر من حبيبي ... " لم تصدق السعادة التي إمتلكتها في تلك الساعة أم كلثوم تغرد " و بالفرحة و انا جنبك بعيش في كل لحظة حياة .. " ، خرج معا إلى البستان قطف لها زهرة جميلة ، و طبع قبلة على خدها الرقيق ، وضعت رأسها بين راحة يده متبسمة ، متنهدة ، سحب يده رويدا رويدا ، إرتسمت علامات الرفض على وجهها الملائكي ، إبتعد عنها ، طلت من مقلتيها الدموع تستعطفه بالبقاء ، لم ينبس مستسلما و إختفى عن أنظارها ، ترقرقت القطرات من عيناها و إنتبهت لحرارة لفافة التبغ تقترب على أصابعها و حبات المطر تنزلق على صورة وجهها على النافذة و المذياع يعلن ضياع الإرسال .



(( الأول من آزار مارس 2010 ))
https://2img.net/r/ihimizer/img543/5116/61294874.jpg

حاجة بديعة جدا

قرأت واستمتعت

احييك اخي الكريم

دمت بخير

جميل

ابداعك

مودتى

ما اروعك شريف

مرورك شرف كبير أ- معيط اتمنى ان احظى به دائما

أختي العزيزة أسماء منصور سررت جدا بمرورك

أ- عبد التواب مرحبا بك أولا في منتدى عاطف الجندي و مرحبا بك ثانيا في قسم القصة و مرورك على سطوري أضاف لي و لها الكثير اتمى ان نحظى بنقدك دائما

القاص الرائع شريف العجوز

انزلقت حبات المطر على مداد قلمك الرائع ليبدع لنا أجمل النصوص الأدبية لغة وبلاغة وألفاظاَ

يا ه ه ه ه ه المبدعة الكبيرة بحق الجولانية مرحى مرحى اشتاقت سطوري لتعليقاتك الجميلة و اشتاق قسم القصة لأعمالك الرائعة فاستحلفك الا تختفين أخرى و سعيد جدااااااااااا ان القصةنالت إعجابك

دائما متألق ومتميز
ما اجمل ابداعاتك
لا اجد كلاماً يكفي كي اعبر عن مدي اعجابي بالقصه
لكن لك جزيل الشكر علي هذا الابداع الرائع و الاكثر من رائع
واتمني لك المزيد من النجاح والتقدم
تقبل مروري المتواضع

الأخ الفاضل والمبدع شريف .. تحية طيبة ..
نص جميل يرسم لوحة زمنية مزج فيها السارد لون الواقع بلون الخيال ، واقع تطغى عليه الوحدة والإحساس بالتهميش والفقد ..عمل السارد على انتقاء منبهات لتأثيث بنية النص ، فرقعة الماء /غناء أم كلتوم / كلمات الأغنية / كلها عوامل مساعدة لخلق عالم رومانسي يوقظ النفس ،الذات ، الذكريات .. عالم يجمع بين ما هو خارج النافذة وبين ما هو داخلها ..
بني النص على مجموعة من الأفعال كلها تشع بالحركة والحيوية ،أفعال وسلوكات هادئة ورصينة ،يحضر فيها العقل أكثر من العاطفة .. الغاية منها هو تفتيت الزمن والتخفيف من وطأة أزمة الانتظار والترقب .. / الخروج إلى البستان / قطف الزهرة / القبلة / ..كلها تصورات خيالية منتزعة من الماضي ، حاولت البطلة استحضارها ، بطلة لا تعيش الواقع ،وإنما تعيد شريط الأحداث كما تعودت أن تعيشها في الواقع ..
بطلة تعيش على الوهم والتخيل ،تقتات من ذاكرتها ،تنتظر وتترقب بدون جدوى ،لأنها كانت متيقنة من نفسها وذاتها أنه لن يعود بعدما غادرها في آخر مرة ..
قصة تتميز في بعدها الواقعي بحضور المكان ـــ / النافذة / البيت/ المؤثرات الصوتية / ـــ من خلال فضائه وتأثيثه باعتباره مكاناً واقعياً ،تتحرك داخله بطلة كإنسان يحس ويشعر ويتأثر بالحياة اليومية ...نص يتميز خطابه القصصي بالتسلسل المنطقي ، واللغة الشيقة ، والكلمة الأدبية المنتقاة بعناية ،وقد بنى السارد نسيجه السردي على ما يصطلح عليه في الأدب / بالبنية الدائرية الحلزونية / فالبطلة انطلقت من وضعية الوحدة في بداية النص ، فرغم التطورات التي حدثت داخل رحم النص ، فإنها لم تستطع أن تغير وضعيتها ، مما جعلها أن تعود إلى نقطة الانطلاقة / الوحدة ..وهذا ما يبرر أن البطلة عملت على استحضار الماضي وجعله يحيا من جديد في الحاضر ..
جميل ما كتبت وأبدعت ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

حسناء المنتدى سارة الجندي و بعد كلماتك لا أجد ما ارد به على تعليقك تعبيرا عن سروري بتعليقك و إعجابك بسطوري و اتمنى أن تظل كذلك دائما

أستاذي الفرحان بو عزة لأن تحظى سطوري بهذه القراءة المتأنية و أن أحظى بهذه الشهادة الكبيرة فقد بلغت سعادتي عنان السماء و حقا سأظل اردد كلماتك كلما قراءت قصتي أعدك بأن أقدم ما ينال إعجابك دائما سررت جدا بمرورك سيدي