كابوس أم حقيقة ؟

كابوس أم حقيقة ما يحدث لمصر
أَؤغَيِبُ نفسي عن وعيي حتى أتوهم ان ما يحدث لمصر ما هو إلا أضغاث أحلامِ النائمِ أو فاقد العقل .. ماذا يحدث لمصر في هذه الأيام ؟؟ يحدث ما كنا نحذر منه مسبقاً بعدم الانسياق خلف شعارات واهية ..أو أطياف فلول لنظام سابق .. الشرطة تضرب رصاصاً حياً وقنابل مسيلة للدموع من نوع شديد الخطورة ومحرم دولياً .. الشباب أو المندسون بينهم يضربون الشرطة في المقابل .. يتساقط شهداء ومصابون .. ياويلتي !! ..ماذا يحدث ؟ هل الشرطة فقدت عقلها هي الأخرى حتى تقوم بهذا العمل الغير مبرر، أم أن هناك بعض الخارجين عن القانون يريدون إحراق مبنى وزارة الداخلية لتنتهي ملفاتهم الموبوأة لديهم ..مليونيات .. مليونيات .. ثم مليونيات .. والطريق طويلة كنا نحسبه قصيراً .. معضلة ما بعدها معضلة ولم يتغير شئ على أرض الواقع .. كر وفر بين الجانبين ويتدخل فلول نظام سابق لإشعال الموقف والانحدار بالبلد إلى نفق مظلم لا يعلم سوى الله مدى ما قد يعانيه شعب مصر على اختلاف أطيافه من جراءة ما يحدث دون مبالاة لمصر التي تئن وتئن …
أم أن ما يحدث في هذه الأيام حقيقة ؟؟ حقيقة أن نجد اشتعالاً يتم بين الأحزاب على اختلاف توجهاتها .. مطالب ومطالب تنادي بها رغم أن الجدول الزمني معروف مسبقاً ولم يعترضوا عليه في حينها !!!.. الاقتصاد ينهار .. البلد بدون حكومة بعد استقال حكومة شرف .. السياحة ضربت في مقتل بعد أن بدأت في التعافي .. الاقتصاد ينهار بشكل مخيف .. وسائل المعيشة الحياتية لملايين البشر بدأت في النقصان اللافت للنظر .. ساعات ومصر تقبل على صندوق الانتخابات .. انتخابات مجلس الشعب وسط هذه الظروف غاية في التعقيد .. الارتباك يعم الجميع مع نظرة تشاؤم لمستقبل مظلم .. كان الله في عونك يا مصر .. كبوة أو حفرة كبيرة ومطلوب أن نعبرها لنصل إلى بر الأمان .. ماذا يحدث ؟؟ عندما نرى الشعب متمثل في صورة متظاهرون عزل يضربون من الداخلية ليموت بعضهم ويختنق الآخر ويصاب الكثير منهم في عينيه برصاص محرم دولياً ، فإلى من نشكو حالِ مصر .. جميع كيانات البلد أصبحت مشلولة تماماً وهاهي الشرطة التي تدخل في آخر امتحاناتها لتكون أو لا تكون بعد هروبهم من الميدان في الأيام الأولى للثورة والتي ظَنَتْ أنها بذلك سوف تستعيد ماضيها المؤلم !!.. كيانات مصر جميعها سقطت إلا المؤسسة العسكرية .. عندما تسقط هذه المؤسسة رغم ما بها من شوائب تخص محاكمات سابقين مع تباطؤ في اتخاذ القرارت المناسبة في الوقت المناسب إلا أنه لا غنى عن هذه المؤسسة في تلك الأيام شديدة التعقيد من تاريخ مصر .. أكثر المتشائمون يستعيدون ذكريات الجزائر مع الانفلات الأمني والفوضى غير الخلاقة التي مرت بها .. لانريد لمصر أن تصل لهذه الحالة التي سوف تأكل اليابس والأخضر ويختلط معها الحابل بالنابل !! سلم يارب .. سلم يارب ... آلا من قائدٍ يلتفُ حوله المصريون في هذه الظروف شديدة الخطورة ؟؟ ألا يوجد من بين الشباب الذين قاموا بهذه الثورة من زعيم يخطط لمصلحة مصر ليتف حوله الثكالى والأرامل والمنعدمة دخولهم .. آلا من منقذ يظهر من بين هؤلاء الشباب الذين يتشدقون دائماً على وسائل الإعلام بأفكار رنانة لا تتحقق على أرض الواقع ولا يمكن لها ذلك ؟
سلبيات كثيرة نراها في هذه الأيام من أعمال بلطجة وترويع للشعب لم نسمعه يومياً من أعمال سطو على ممتلكات الغير .. انفلات أمني ليس له مثيل يحدث على مرأى ومسمع من الجميع والشرطة ما تزال تبحث عن دور لتعود من خلاله إلى سابق عهدها وأول ما تقوم به قتل المتظاهرون بحجة الدفاع عن مبنى الوزارة .. وأياً كان هؤلاء ثوار أو بلطجية !! شهداء من ماتوا أم أموات مدانون ؟ أهم من البلطجية الذين حضروا خصيصاً لإشعال الموقف حسب رؤية الفلول أم من الثوار الذين حضروا لفض الاشتباك بدروع بشرية !! ماذا يحدث إذن لمصلحة من ؟ فهل من مجيب ؟؟
نور الدين محمود
كاتب روائي