اللعبة ( من سلسلة ترجمة الموت )

فى حى راق نظيف الشارع وكأن لا أحد يسير فيه ، على جانبي الطريق سيارات فارهة بنايات فخمة على مداخلها حراس أمن فى ملابس جميلة نظيفة ذات لون واحد كل شئ جميل كل شئ هادئ ولكن ذلك فى الخارج أما ما يحدث فى كل شقة من تلك الشقق هل هو جميل هل هو هادئ لا أحد يعلم .
المنظر كله وكأنه صورة فوتوغرافية ألتقطها فنان ثم ألصقها على الحائط ولكن لا تكتمل الاشياء فهناك شقة شذت عن تلك المنظومة الثابتة الجميلة فكل الشقق أما مضاءة أو مظلمة ألكن تلك الشقة كان أمرها عجيبا قليلا فتارة تضاء غرفة فيها ويتحرك فيها أشخاص وكأنهم أشباح وما هى ألا دقائق قليلة ثم تظلم ثم سكون ثم تضاء ثم حركة كثيرة ثم تظلم .
داخل الشقة لا يوجد فيها أحد الا غرفة واحدة أمتلئت عن اخرها بشباب تحت العشرين يلبسون زيا واحدا وكأنهم فى فريق ما أو فى مهمة ما ، على الأرض وشم غريب وعلى الجدران صورا أغرب يجلسون على الأرض ، الغرفة خالية تماما إلا من منضدة صغيرة وحبل يتدلي من أعلي الغرفة وشخص فوق المنضدة يضع رقبته داخل ذلك الحبل فيدفع بقدميه المنضدة فيقع من عليها متدليا فى الهواء ملوحا بيديه ورجليه فى الهواء متصارعا مع الموت قد أحمر وجهه وأنتفخت أوداجه وابيضت أطرافه وكادت أن تتصلب من عدم وصول الدماء إليها يريد أن يصرخ ولا يقدر حتى أن يفتح فاهه وفجأة صوت قوي (الآن) فيسقط الشاب على الارض بالحبل المتدلي فيسرع شاب إليه ليفك الحبل عن رقبته فيسعل بشدة ويفتح فاهه عن اخره ويملئ رئتيه بالهواء ثم يدع جسده ليسقط مرة اخري فيسرع آخر ليضيئ الغرفة وآخر يعيد المنضدة فى مكانها وآخر يقترب من الشاب الساقط على الأرض ليحقنه بحقنة جاهزة فى يديه للحقن وكان الشاب يرتجف كالمصروع يتصبب عرقا كالمريض بالحمي وبعد ثوان قليلة ...
ينهض الشاب وكأن شيئا لم يكن إلا أنه فى غير كامل وعيه وكأنه مخدر ولكنه يجلس مع الجالسين ليراقب شاب واقف فوق المنضدة يثبت الحبل مرة اخري ثم ينزل فيرمق الجالسين بنظرة وكأنه ملك الموت نزل من على المنضدة ليقبض روح أحد ما فمد ذراعيه بطولها أمامه ثم دار حول نفسه وهو يردد كلاما ما غير مفهوم وكأنها تعويذة سحرية وأخذ الجالسين فى الترديد معه حتى وقفوا جميعا عند نهاية واحدة واذا بيديه وأصبعه تجاه شاب ما فوقف بدون تردد ليخلع سترته ويتقدم إلى المنضدة وكأنها منصة الاعدام بدون حراس يدفعونه أو حكم مسبق بلا تردد وبلا خوف .
أضاءت الغرفة كثيرا وأظلمت كثيرا وسقط أكثر من واحد وقام كلا يعرف دوره ويؤديه فى صمت وكأنهم عرائس بخيوط يحركهم الشيطان لا أحد يعترض لا أحد يتأخر عن مهمته لا أحد يتكلم إلا عندما يدور الشاب ملوحا بذراعيه يرددون تلك الكلمات الغريبة تلك ليست أول ليلة ولكنها بالتأكيد ليلة مختلفة .
وقف المشار إليه أو المختار وقف على المنضدة لف الحبل على رقبته طوح المنضدة تدلي به الحبل لوح بيديه ورجليه بعد وقت معلوم صدر الصوت الآمر سقط الشاب بالحبل قام كلا يصنع ما يصنعه من أول الليل لا أحد يعترض لا أحد يتأخر إلا ذاك الشاب صنع شيئا جديدا لم يفعله أحدا قبله لا فى تلك الليلة ولا الليالي التى سبقتها .
ذاك الشاب الساقط على الارض وفى رقبته ما زال الحبل ملفوفا فأسرع الشاب المنوط بفك الحبل بفكه فلم يسعل الشاب او يفتح فاهه ليستنشق الهواء أو يتحرك او يرتجف أو يتعرق لم يفعل شيئا من ذلك كله ، لكن سكن جسده وجحظت عيناه وأصفر وجهه وأبيض جلده ووقف كلا فى مكانه وكأن الخيوط الشيطانية التى كانت تحركهم قد انقطعت وثبتوا فى اماكنهم لا يقدروا على التحرك او أى شئ .
أظلمت الغرفة للمرة الاخيرة تلك الليلة وسرعان ما أفاقوا من الصدمة فتحركوا جميعا ليغادروا الغرفة بهدوء منظم وكأنه جيش صغير قد أمره قائده بالأنسحاب بعد أن استعادوا وعيهم جميعا إلا ذاك الشاب الملقي فى أرض الغرفة تحركوا جميعا إلا ذاك الشاب وندموا جميعا إلا ذاك الشاب .
الغرفة الصغيرة التى كانت ممتلئة منذ قليل أصبحت خاوية مظلمة إلا من ذاك الوشم الغريب على الارض والصور الأغرب على الجدران والمنضدة الصغيرة والحبل الملقي على الأرض جوار صاحبه الجاحظ العينين ينظر لأعلي فى منتصف الغرفة نظرة لا إرادية نظرة مباشرة إلى المكان الذى كان يتدلي منه منذ قليل وكأنه يحاول أن يتذكر ما الذى ذهب به إلى أعلي ليفعل ذلك حاول كثيرا ولكن لم يتذكر أبدا ولكن ما كان متأكد منه أنه لن يفعل ذلك مرة أخري أبدا أبدا .

عزيزى وصديقى/ أحمد رجب معيط:

كل هذا الغموض وهذه المساحة الصغيرة !
" القصة القصيرة رصاصة، تصيب الهدف أسرع من أي رواية"_ كما يقول يوسف إدريس.
لكنك ضغطت موضوع كبير فى مساحة صغيرة, ذلك بالإضافة انى لم أخرج بشئ منها, عليك بوضع مشكله حقيقية وعقدة , وأحداث , ثم تكتبها فى قصة كبيرة(كتيب-ربما)
لما لا؟
ولاأخفى عليك أنى رأيت أن الأسلوب يحتاج بعض التدريب والمتابعة, فالقصة القصيرة أصعب مما نتخيل_ أنا شخصيا_ عندما أكتب قصة أهيئ نفسى لمعركة مع كل ماأوتيت من علم, فأحيانا أوفق وكثيرا لا...
....
أدعوك أخى: أن تبلور موضوع القصة, وتهيئ نفسك لها ثم تتوكل على الله وتكتبها كمجموعة قصص متلاحمة. لأن موضوع كهذا لايكفيه قصة واحدة.
...
وبالتوفيق ان شاء الله,,,
تقبل تحياتى,,,

أخي محمد الشواف شكرا على مجموعة النصائح والتوجيهات المفيدة جدا من قاص وأديب ولكن هذا ليس بفني ولكن تراودني أحيانا اكتب شيئا كهذا فاكتبه ولا ادعي ابدا انني كاتب قصية او شئ من هذا القبيل ولكن اسعدني تعليقك ونصحك وتوجيهك . شكرا اخي الكريم على المرور والنصح . شكرا

شكرا اخي محمد

ودام مرورك

شكرا للعمل الجميل
قصة رائعة أخى

تقبلت دعوتك الكريمه للدخول على صفحتك
وها انا اسجل مرورى بابداء راى المتواضع
فانت تعيدنا الى زمن الحكائين الذى ندر فى
زماننا هذا
دمت بخير

مروه شاكر الشربينى كتب:

تقبلت دعوتك الكريمه للدخول على صفحتك
وها انا اسجل مرورى بابداء راى المتواضع
فانت تعيدنا الى زمن الحكائين الذى ندر فى
زماننا هذا
دمت بخير

شكرا قبولك دعوتي وقراءة نصي المتواضع

كلماتك قليلة لكن تجد طريقها الى القلب

دام الود

قصة قصيرة يصعب فيها امساك خيط الدهشة
ولكنها وصفية جميلة وسردية طيبة لواستثمرتها
يوما بعد يوم ان شاء الله ستبدع
عليك اخي الحبيب احمد ان تضغط المشكلة وتتنامى عباراتك مع الحدث الاساسي ثم اذا لم نجد نحن كقراء حل انتجت انت الحل وادهشتني به
و مع المران والتدريب ستؤتي الموهبة اكلها بإذن الله تعالى
استمتعت بها كثيرا شكرا اخي

سامى عباس كتب:

شكرا للعمل الجميل
قصة رائعة أخى

أنت الجميل

شكرا لكي اخي

الله عليك يا استاذ احمد على الخيال الجميل الى وصفته فى القصه الرائعه

خالد كرم ابراهيم مصطفى كتب:

الله عليك يا استاذ احمد على الخيال الجميل الى وصفته فى القصه الرائعه

انت الاجمل وتعليقك هو الرائع

شكرا مرورك الكريم

صديقى احمد

انا لست بناقدة

لكن شدنى الغموض

واعترف ان الكمال لا يوجد بأحد

لكنى على ثقة بأن اساتذة الماضى

كانت لهم نفس بداياتنا

فثابر

واستمر

عزيزى

دمت بكل خير

ونعمة من ربى

اسماء منصور كتب:

صديقى احمد

انا لست بناقدة

لكن شدنى الغموض

واعترف ان الكمال لا يوجد بأحد

لكنى على ثقة بأن اساتذة الماضى

كانت لهم نفس بداياتنا

فثابر

واستمر

عزيزى

دمت بكل خير

ونعمة من ربى

شكرً عزيزتي تواضع منك المرور على نصي

وتعليقك الرقيق كلماتك دائما جميلة كمرورك

فلا تحرميني ابدا من هذا كريم مرورك ورقة كلماتك