المحطة الاخيرة(من سلسلة ترجمة الموت)

فى مكان ما وفى وقت مبكر جدا وقف شاب فى اوائل العقد الثالث من العمر طويل القامة شاحب اللون رث الثياب كئيب المنظر تملئ نظراته اليأس واقف على واحد من خطوط السكك الحديدية الممتدة عبر البلاد وكانها خيوط العنكبوت .

خرج هذا اليوم من بلدته الصغيرة عازما الا يرجع إليها أبدا أو إلى أى مكان آخر كان واقفا ينتظر القطار وكان الصمت رهيبا يعتلي كل شئ حتى وجه هذا الشباب فإذ بصوت القطار يأتي من بعيد يشق ذلك الصمت وإذ بابتسامة تعتلي شفاهه وتزداد كلما أقترب صوت القطار وعلا حتى ركب كل صمت فى المكان وإذ بالشاب يقف فى منتصف قضيب القطار فاتحا صدره وذراعيه كأنه يستقبل أحد أصدقائه القدامي بشوق ولهفة ولا ينقصهما إلا العناق.

تتقلص المسافة بسرعة رهيبة بين القطار وبين الشاب ولا يظهر على وجه الشاب أى علامة من علامات التردد أو الرجوع ولا حتى علامات الجنون دقائق قليلة .. ثوانا قليلة .. لم يعد يفصل القطار عن الشاب سوي مسافة لا تقدر العين على قياسها ولا القلب عن أحتمال مشاهدة ما سيحدث وفجأة .

بكي الشاب بلا صوت وبلا دموع وعلت ضحكاته الهستيرية حتى كادت تعلو صوت القطار وصراخه المتتال مع خروج الدخان وكأنه يقول لذلك الشاب أبتعد أهرب وكلما كاد أن يكون الإرتطام كلما زاد الشاب فى ضحكه وبكائه ثم ......... توقف كل شئ فى عقل ذلك الشاب ومرت امام عينيه كل لحظات حياته المريرة التى لا تزيد ذلك الموقف إلا طعما مر المذاق .

تحرك كل شئ فجأة كما وقف فجأة فيفتح ذراعيه عن آخرهما ويغمض عينيه بكل ما أوتي من قوة حتى يظن من يشاهده أنه إنسان خلق بلا عينين اصلا وزادت ابتسامته على شفتيه الجافة المشققة وكأنها نهرا جف عنه الماء منذ أيام غير تلك الدموع التى لم تمنع هذا القطار من شق ذاك الصمت وجسد ذلك الشاب لم يمنع جسد الشاب القطار من المرور كعادته حتى وإن كان القضيب عليه اشلاء جسده واحلامه فى وقت ظن فيه إن هذا سيكون المحطة الأخيرة لكل بؤسه وشقائه ولا يعرف انه زاد بؤسه بؤس وشقاؤه شقاء وعنائه عناء .

1

35 مرور كريم من على كلماتي ولم يبد احد نقد او اعجاب . على العموم شكرا على المرور

بجد يا جماعة مش قادر اوصفلكم مدي خجلي من تشجيعكم لي ولما كتبت ؟!
يا جماعة ده انا لو كتبتها ورميتها فى النصف الاخر من الكرة الارضية او فى القطب الشمال كان حد هيبعتلي اى رد نفسي اي حد يرد ان شا الله يشتمني حتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
صح الصبر حلو ... ومش اى رد ..........عزيزتي بلقيس انا سعيد بقراءتك النص وتعليقك عليه . واعذري تعجلي . لاني ضيف جديد عليكم وليس عندي دراية كاملة بآليات المنتدي وكيف يسير الوضع . واني سعيد جدا باعتراضك على عدم وجود عمق او بحث فى اسباب الانتحار وذلك لسبب مقصود فى المجموعة كلها لسبب بسيط اني بتكلم عن اشكال الموت بشكل عام دون الابحار فى اعماق الشخصية لانها مجرد رمز مش اكتر . واشكرك مرة اخري وارجو التعقيب لاني استفدت جدا من تعليقك فلا تبخلي عليا بالنصح اختي العزيزة . واشكر مرورك الكريم

صديقى احمد

دمت بخير صديقى

الحياة صعب بطبعها

لكنى اشكرك على النص

ودام الود من ربى

اسماء منصور كتب:

صديقى احمد

دمت بخير صديقى

الحياة صعب بطبعها

لكنى اشكرك على النص

ودام الود من ربى

اشكر مرورك وادعوكي لقراءة قصة اخري

فى السلسلة هنا ايضا ( اللعبة ) لتقربك من

وجهة نظري وفكرتي من وراء تلك القصة . تحياتي

بكاء بلا صوت وصرخات قطارك العالى فوقه يؤكدان مدى حماستك للابداع
الجيد
دمت بخير وتقبل تقديرى

مروه شاكر الشربينى كتب:

بكاء بلا صوت وصرخات قطارك العالى فوقه يؤكدان مدى حماستك للابداع
الجيد
دمت بخير وتقبل تقديرى

تعليق رائع من اديبة كبيرة

اعتز بتلك الكلمات الرقيقة

وادعوك لقراة قصة اخري
https://elgendy.ahladalil.com/t19376-topic