المواطن مصري

الصورة الوحيدة لماما اللي مش راضية تروح من ذهنى ، صورتها وهى حامل وماسكة فى إيدها أخويا الصغير ، عمره مش أكتر من تلات سنين وهى بتصرخ فيا وتقول: أطلبي بابا ييجي يوديني المستشفى ، بسرعة ، أنا باولد..باولد ...باولد ...باولد ..

على فكرة دا مش صدى صوت ، دا عد لانهائى لمرات كتير بعد كدا كانت ماما فى نفس الصورة ، بتولد وماسكة أخويا الصغير فى إيدها

المشهد دا إتكرر بمعدل مرة كل 3 سنين ، مش فاكرة إني شفت ماما غير ياحامل يابترضع .

بعد ماكبرت شوية ، فى جلسة صفاء سألت ماما: ما بتتعبيش من الحمل والولادة !!!؟

وكان الرد يحمل فى طياته أسمى معانى الأمومة وهى بتقوللى: أنا باتعب فترة الحمل ، من يوم البابى ما ينفطم ، بيبقى نفسى أشيل بابى تانى وارضعه فى ساعتها ، إنما غصب عني لازم أصبر 9 شهور.

ياعيني ، ياحرام ، بتتعذبي بجد ، إجابة ماما اللوزعية اللي كلها حنية كانت السبب في قراري الخطير إني لما أتجوز بعد عمر طويل مش ح اخلف غير طفل واحد بس ونفسى تكون بنت ، هادية ، لطيفة ، حنينة ، تبقى صاحبتى وحبيبتى ، مش عايزة أولاد تاني ، مش متصورة إنى أكون أم لقرد زي قرود الجبلاية اللي ماما مخلفاهم . أظن لو إنتوا مكاني ح تفكروا زيي بالضبط ، تخيلوا إن واحده فى سن محتاجة لخصوصية تدخل أوضتها تلاقى القرود اللي إسمهم إخواتها قالبينها فوقاني تحتاني ، بيتنططوا على السرير وفاتحين الأدراج ومطلعين كل حاجة فيها ، بيقلبوا فى صورى وأجنداتى وكتبي ، حاجة تجنن؛ المصيبة الأكبر إن ماما تستنكر إستنكاري لتصرفاتهم وتقوللي إنتى عندك إيه تخبيه؟

إنما للأسف أمنيتي مااتحققتش أول - وآخر - طفل ليا عبارة عن كتلة شيطانية بتجمع فيها كل رزالة وشقاوة إخواتى الصبيان ، بتفكرني بكل مقالبهم معايا ، القرد دا أثبتلي إن العوامل الوراثية فى عيلتنا قوية .

إبنى الوحيد مصري ، ماتستغربوش ، أنا سميته كدا لأن ملامحه كانت بتنطق من لحظة الولادة وتقول أنا مصري . القرد دا عمره 7 سنين ، إنما كبرني 70 سنة. ملامح مصري تشبه كتير لشخصية بكار ، قرد إنما مش مسلسل ، طول اليوم تنطيط وتخبيط ، مفيش حاجة بتستنى فى مكانها ولو زعقتله يرد عليا بشخط وهو بيقوللى: يعنى ماالعبش!!؟إلعب ياحبيبي براحتك وان شالله عنى ماارتحت ، هى دي الإجابة الوحيدة الممكنة لسؤاله لأن أي إجابة تانية ح تكون كارثية ، شكلي ح يبقى وحش أوي وهو بينفذ اللي فى دماغه ويصدرى طز كبيرة لكل أوامري وتنبيهاتي.

نوادر مصري بدأت من لحظة ولادته ، كان بيصرخ صريخ فظيع لدرجة إني خفت وعيطت وقلت لماما إبني فيه إيه؟ ضحكت وقالتلي حطيه على صدرك ، شلته على صدري مابطلش عياط ، ماما ضحكت أوي وهى بتقوللي حطيه على صدرك يعني رضعيه.

أول ماشاف حلمة صدري وكأنه مدرب على الرضاعة ، عينيه وسعت وقام لقطها فى بقه وهات يارضاعة، صرخت من الألم، كنت حاسة إن روحي بتطلع مع كل مصة بيمصها ، ماما من فرحتها بيه قالت : بسم الله ماشاء الله ، أوعي ترضعيه قدام حد ، ولا حتى خالاتك ، فاهمة؟
يتبع

اسمحيلي مشاركتك فرحك واحزانك . سرد جميل ادبي لا يخلو من حس الفكاهة مغلف بمشاعر الابوة والاخوة والامومة . تقبلي مروري واعجابي يا ام مصري .

أحمد رجب معيط كتب:

اسمحيلي مشاركتك فرحك واحزانك . سرد جميل ادبي لا يخلو من حس الفكاهة مغلف بمشاعر الابوة والاخوة والامومة . تقبلي مروري واعجابي يا ام مصري .

.................................
أخي الكريم
أحمد رجب معيط
أسعدتني مشاركتك
أشكرك
دام تواصلك

بسمة الورد كتب:

تصدقى خاطرتك لذيذة وممتعه بطريقه جميله

اسلوب راقى وجديد فى الطرح

جميله ياشاعرتنا الراقية / منى سليمان

دايما بديعه فى افكارك واطروحاتك

منتظرة الباقى فلا تحرمينا

مودتى وحبى غاليتى

____________________________________________
الجميلة/ الرقيقة
بسمة الورد
شكراً لردك الرائع
دامت مشاركاتك البديعة
ودمتي بألف خير