| من طقوس الليلة العيد | |
|
+5د/عطيات أبو العينين دعاء العطــار ندى إمام احمد اسماعيل خالد ابوالنور 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: من طقوس الليلة العيد الثلاثاء يوليو 19, 2011 4:54 pm | |
| الدخان المنبعث من الكوانين .... رائحة العطر الرخيص المختلطة برائحة العسل الممزوج بالليمون على النار فى الصحون الصدئة يملأن جو القرية مرحا و... يخرجن فى الجلاليب والملايات السوداء وفوق الرؤوس أوانى الماء المتسخ برغاوى الصابون الرديء فى ليلة الجمعة .. فى دلال يمشين وصوت ارتطام الشباشب بالكعوب المدعوكه بأحجار" الخرفش" حتى الاحمرار يثير الرغبة فى الأعين المحدقة . تتفاوت أعمارهن بين الثانية عشره والأربعين وكلهن نساء ، الفرحة تظهر جلية فى هذا اليوم والضحكات ترتج لها جنبات القرية . يتتابعن فى سيرهن حتى يصلن الى الخلاء فيحدثن شلال من تتابع سكب ماء الاستحمام وعندما ينتهين يأخذن ساترا ويكشفن متباهيات عما يلبسن تحت السواد .. وهمسه من فم (عطيات )الواسع فى أذن (ناعسة) فيقعن ضحكا !!؟؟ .................. على حصيرة الأسطى عطية الحلاق تدور الحكايات والنوادر مع صوت المقص تارة وتارة أخرى مع (جز الفتلة) على الوجوه المختبئة وراء الزغب الأصفر وشعر الوجه المحروق فاليوم هو الخميس الأول بعد بيع المحصول ... وغالبا ما يكون هو العيد الرسمي فى القرية الساهرة حتى الصباح مع أهات النشوة ، الذكريات وحكايات عن المحصول القديم أيام زمان ، والحديث مفتوح لكل من لف العمامة البيضاء على رأسه . تنتهى جلسة التزين عند الحلاق لتبدأ جولة التسوق من دكاكين المركز القريب ، علب عصائر وسجائر وقطع صغيرة ملفوفة فى ورق سيلوفان وزجاجات العطر وهدايا الليلة المفترجة ومنهم من يعرج على دكان جرجس (الخمرجى) لينال ما يعود بالرجولة لسيرتها الأولى فى ليلى التباهى الى لا تضاهيها إلا ليلة العرس كان يحلو لى التجول فى الصباح التالى حافى القدمين أخوض فى برك المياه الصغيرة الراكدة امام البيوتات الطينية الواطئة ، الهدوء يسيطر على كل شىء ، حتى يؤذن لصلاة الجمعة ساعتها ادخل البيت لألتقط بقايا فاكهة وعلب عصائر وأعقاب سجائر غليظة ملفوفة وانزوى فى الركن المقابل لزريبة الماشية اشرب بقايا علب العصير وأشعل أعقاب السجائر فأشعر بالغثيان وأروح فى نوبة سعال لأنام منكفئا على وجهى لأصحو على صوتها الخشن ولكزتها فى باطن قدمى ، أجرى الى الطلمبة ذات اليد المكسورة فأمضمض فمى المتعفن مرات .... , اجلس الى طبلية الغداء أراقب فمه يبتلع كل شىء لا يبقى الا قطع (الشغت) المنسول منه اللحم وسط طبيخ الطماطم فى الطاسة المحروقة . أملأ بطنى و أقوم جريا الى رفاق السن لنروى حكايتنا عنهم فى غرفهم المغلقة ثم ننسى كل ما كان باللهو ..... أعود للبيت لأجد الحواجب المرسومة قد تضخمت من جديد والوجوه الموروده ظهرت بها التجاعيد وانزرع الزغب الأصفر مكانه على الخدود وانطفأت العيون التى كانت ملتهبه بالشوق و... لتحل مكانها النظرة الخائفة من التفكير فى الغد ... القوت الضرورى ... تدبير ثمن أجولة السماد ... والإيجار ... والعوايد ... ومصاريف العيال و .. ,......،..... والحرمان ولوعة الانتظار للعيد
| |
|
| |
احمد اسماعيل أديب
الدولة : عدد الرسائل : 352 76 نقاط : 395 تاريخ التسجيل : 15/07/2010
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الأربعاء يوليو 20, 2011 7:28 am | |
| الله يهديك ياخالد والله لقد ذكرتنا بطقوس كانت هى الماركة المسجلة للقرية كنا قد نسيناها أو تناسينا. هذه الطقوس اختلطت فيهاالفرحة المؤقتة بيوم العيد لتبدأرحلات العام الطويل مع المعاناة . ألا تلاحظ معى أن المعاناة كانت فى الماضى واليوم زادت أكثر فنحن فى هذه الأيام نعانى اكثر. تحياتى وتقبل موفور التحية | |
|
| |
ندى إمام أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 558 نقاط : 704 تاريخ التسجيل : 02/06/2009
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الخميس يوليو 21, 2011 11:42 am | |
| - خالدنور كتب:
- الدخان المنبعث من الكوانين ....
رائحة العطر الرخيص المختلطة برائحة العسل الممزوج بالليمون على النار فى الصحون الصدئة يملأن جو القرية مرحا و... يخرجن فى الجلاليب والملايات السوداء وفوق الرؤوس أوانى الماء المتسخ برغاوى الصابون الرديء فى ليلة الجمعة .. فى دلال يمشين وصوت ارتطام الشباشب بالكعوب المدعوكه بأحجار" الخرفش" حتى الاحمرار يثير الرغبة فى الأعين المحدقة . تتفاوت أعمارهن بين الثانية عشره والأربعين وكلهن نساء ، الفرحة تظهر جلية فى هذا اليوم والضحكات ترتج لها جنبات القرية . يتتابعن فى سيرهن حتى يصلن الى الخلاء فيحدثن شلال من تتابع سكب ماء الاستحمام وعندما ينتهين يأخذن ساترا ويكشفن متباهيات عما يلبسن تحت السواد .. وهمسه من فم (عطيات )الواسع فى أذن (ناعسة) فيقعن ضحكا !!؟؟ .................. على حصيرة الأسطى عطية الحلاق تدور الحكايات والنوادر مع صوت المقص تارة وتارة أخرى مع (جز الفتلة) على الوجوه المختبئة وراء الزغب الأصفر وشعر الوجه المحروق فاليوم هو الخميس الأول بعد بيع المحصول ... وغالبا ما يكون هو العيد الرسمي فى القرية الساهرة حتى الصباح مع أهات النشوة ، الذكريات وحكايات عن المحصول القديم أيام زمان ، والحديث مفتوح لكل من لف العمامة البيضاء على رأسه . تنتهى جلسة التزين عند الحلاق لتبدأ جولة التسوق من دكاكين المركز القريب ، علب عصائر وسجائر وقطع صغيرة ملفوفة فى ورق سيلوفان وزجاجات العطر وهدايا الليلة المفترجة ومنهم من يعرج على دكان جرجس (الخمرجى) لينال ما يعود بالرجولة لسيرتها الأولى فى ليلى التباهى الى لا تضاهيها إلا ليلة العرس كان يحلو لى التجول فى الصباح التالى حافى القدمين أخوض فى برك المياه الصغيرة الراكدة امام البيوتات الطينية الواطئة ، الهدوء يسيطر على كل شىء ، حتى يؤذن لصلاة الجمعة ساعتها ادخل البيت لألتقط بقايا فاكهة وعلب عصائر وأعقاب سجائر غليظة ملفوفة وانزوى فى الركن المقابل لزريبة الماشية اشرب بقايا علب العصير وأشعل أعقاب السجائر فأشعر بالغثيان وأروح فى نوبة سعال لأنام منكفئا على وجهى لأصحو على صوتها الخشن ولكزتها فى باطن قدمى ، أجرى الى الطلمبة ذات اليد المكسورة فأمضمض فمى المتعفن مرات .... , اجلس الى طبلية الغداء أراقب فمه يبتلع كل شىء لا يبقى الا قطع (الشغت) المنسول منه اللحم وسط طبيخ الطماطم فى الطاسة المحروقة . أملأ بطنى و أقوم جريا الى رفاق السن لنروى حكايتنا عنهم فى غرفهم المغلقة ثم ننسى كل ما كان باللهو ..... أعود للبيت لأجد الحواجب المرسومة قد تضخمت من جديد والوجوه الموروده ظهرت بها التجاعيد وانزرع الزغب الأصفر مكانه على الخدود وانطفأت العيون التى كانت ملتهبه بالشوق و... لتحل مكانها النظرة الخائفة من التفكير فى الغد ... القوت الضرورى ... تدبير ثمن أجولة السماد ... والإيجار ... والعوايد ... ومصاريف العيال و .. ,......،..... والحرمان ولوعة الانتظار للعيد
************** قصة جميلة وثرية ليتك يا خالد تنشرها بأية جريدة ثقافية فهى تتمتع بمزايا كثيرة عما أقرأه فى تلك الجرائد والمجلات سعدت بها جدا تحياتى | |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الخميس يوليو 21, 2011 4:08 pm | |
| - احمد اسماعيل كتب:
- الله يهديك ياخالد
والله لقد ذكرتنا بطقوس كانت هى الماركة المسجلة للقرية كنا قد نسيناها أو تناسينا. هذه الطقوس اختلطت فيهاالفرحة المؤقتة بيوم العيد لتبدأرحلات العام الطويل مع المعاناة . ألا تلاحظ معى أن المعاناة كانت فى الماضى واليوم زادت أكثر فنحن فى هذه الأيام نعانى اكثر. تحياتى وتقبل موفور التحية استاذى الجليل اللهم امين مرورك الكريم يزيدنى تألقا دمت بكل الحب | |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الخميس يوليو 21, 2011 4:10 pm | |
| المبدعه الرائعه شهرزاد القصة ندا امام كل التحية والشكر على مرورك الكريم والقصه نشرت بالفعل فى أكثر من جريده من فضل الله ولكن هل النشر فقط هو مقياس نجاح العمل لا اعتقد ذلك بل انى افضل التفاعل ومناقشة العمل من قبل المبدعين امثالك خير الف مره من القراءة والسلام تقبلى خالص ودى واحترامى
| |
|
| |
دعاء العطــار شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1554 35 نقاط : 1740 تاريخ التسجيل : 18/08/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الخميس يوليو 21, 2011 9:41 pm | |
| يااااااااااااااااه
فكرتنى ببلدنا زمان
الاستاذ خالد نور مليش دماغ اقرا القصص الطويله لكن قصتك دى رائعه
شدتنى اقراها غصب عنى
تحياتى استاذ خالد نور | |
|
| |
د/عطيات أبو العينين أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 131 نقاط : 155 تاريخ التسجيل : 23/10/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الجمعة يوليو 22, 2011 3:12 pm | |
|
http://frashatelnor.3arabiyate.net/t319-topic#558
| |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الجمعة يوليو 22, 2011 3:45 pm | |
| - دعاء العطــار كتب:
- يااااااااااااااااه
فكرتنى ببلدنا زمان
الاستاذ خالد نور مليش دماغ اقرا القصص الطويله لكن قصتك دى رائعه
شدتنى اقراها غصب عنى
تحياتى استاذ خالد نور ا لفاضله اختى الرائعة دعاء العطار من دواعى سرورى وفخرى شهادتك هذه تقبلى خالص احترامى وتقديرى دما اختى بكل الخير | |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الجمعة يوليو 22, 2011 3:46 pm | |
| الادبيه اللامعة والكبيره مقاما د/عطيات كل الشكر على مرورك الكريم | |
|
| |
حمدى البابلى مشرف الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 527 59 نقاط : 756 تاريخ التسجيل : 06/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الجمعة يوليو 22, 2011 6:40 pm | |
| الأخ العزيز الأستاذ/خالد نور التحية والسلام لمن صور لنا مشهداً يتسم بالخصوصية لبيئة شخوصها وتفردهم دون سواهم بهذه الطقوس المنقوشة فى الذاكرة لهذه الليلة تحديداً، وغسمح لى أن أبدأ معك من سطورها الأولى. (الدخان المنبعث من الكوانين .... رائحة العطر الرخيص المختلطة برائحة العسل الممزوج بالليمون على النار فى الصحون الصدئة يملأن جو القرية مرحا و...) ربما لمن لايعرف أدق تفاصيل القرية أن نوضح هنا كلمة (الكوانين ) ، هى عبارة عن الموقد البدائى المصنوع من عدة قوالب حجرية تشكل مع الجدار الملتصقة إليه حرف uبالإنجليزية ونلاحظ أن فتحة الحرف إلى الخارج لوضع أعواد الحطب الجاف بها أو أقراص فضلات الحيوان الجافة لإضرام النار بها ،ثم توضع أوانى الطهى فوق القوالب الحجرية . وماذا تقول لنا هذه الجملة تحديداً ؟ الكاتب أرادها سرداً وصفياً دون أن يستغرق فى التفاصيل التى أحياناً مايتهم العمل بدونها بالخلل ، ومن كانت له جذور ريفية وسمع عن طقوس تلك الليلة يعرف مقدماً ماترمز إليه تلك الجملة ، فالنسوة يجهزن الطعام وغالباً مايكون اللحم كوجبة لازمة يتقوت بها الرجال إستعداداً لليلة ليلاء يسيطر عليها الخيال الشهوانى ،وهى تيمة شهوانية يلعب عليها الكاتب كحافز للقارىء على متابعة النص دون ملل فى شوق لمعرفة وماذا بعد؟؟ إستخدم الكاتب بذكاء الجملة التالية ليؤكد لنا المعنى السابق شرحه ، فرائحة العطر الرخيص قد فاح من تحت ثياب النسوة فى تظاهرة نسائية لجذب الأنتباه وتأكيد القاسم المشترك الذى يجمع بين ذات الخيال للجنسين معاً، وتأكيد المعنى الذى لايدع مجالاً للشك فى تأويل تلك الرؤية هو رائحة العسل الممزوج بالليمون على النار فى الصحون الصدئة ،ولمن لايعرف طقوس الليلة للنسوة ،فالعسل الممزوج بالليمون بعد فترة على النار الهادئة مع التقليب يكون خليطاً متماسك القوام يستخدم فى نزع الشعر الزائد بوجه المرأة ويجعل وجهها مشرباً بالحمرة من جراء تلك العملية. ولماذا الصحون الصدأة ؟؟؟ قد يظن القارىء أنه تعبير قد جانبه الصواب من الكاتب ،ولكنه مقصود وجاء فى محله تماماً ، فالنسوة يلزمهن صحناً يفى بالغرض الذى يتم من العام للعام يكون حاضناً للسائل وفقط ثم بعد ذلك لايستعمل مرة اخرى. (يخرجن فى الجلاليب والملايات السوداء وفوق الرؤوس أوانى الماء المتسخ برغاوى الصابون الرديء فى ليلة الجمعة ..) هنا سقط البعد الزمنى من الكاتب او الراوى ...وخرج بنا إلى حدث يتم فى عرفنا كشرقيين عامة أو بالأحرى كمصريين ، لأنه أرتبط فى المخيلة بيوم الإجازة الأسبوعية وهو يوم الجمعة ،وهو الذى يفضله الناس للجماع فى ليلة الجمعة التى يوافق صباحها إجازة الأسبوع ،وهنا لم يحدد الكاتب هل وافقت ليلة العيد ذلك اليوم وهو الجمعة لتكون اول ايامه ؟؟؟ هنا سرح الخيال بالقارىء بعيداً عن العنوان إلى ليلة أخرى هى عيد اسبوعى لقضاء المتعة المحللة شرعاً ، حتى لو توافق ذلك لفظياً لتأكيد تلك الصورة على انها عيد ، فقد سقط العنوان معها اذا كان هذا مايقصده الكاتب بسقوط البعد الزمانى للحدثين وألتباسه فى ذهن القارىء، قد تظن انت هذا او غيرك اذا سرح بك الخيال كما اراد الكاتب أنها ليلة العيد التى يعقب الصيام ،لكنه وبإقتدار أراد أن يوصل صورة غارقة فى المحلية ليوم المحصول وقبض ثمنه ، فهى عند الفلاح كيوم العيد تماماً ، فهى يوم جنى حصاد العرق والجهد ،وحددها كاتب النص بيوم الخميس فى توافق رائع يناسب التيمة الشهوانية التى لعب عليها باقتدار وبين خلفيات طقوسها المستترة التى لاتظهر إلا كل عام. وكشف عن سترها حديث النسوة الهامس واستعراض ما خف وشف تحت تيابهن كتأكيد لحدث الليلة التى يسردها الكاتب. حديث الرجال عند حلاق القرية ،حديث التباهى والافتخار فيما بينهم عن جودة وثمن المحصول ، حديث ذو شجون عمن اتقن فى عمله ومن قصر فيه ،فالمال قوة وسند لهؤلاء المهمشون فى الارض ، كل حسب رقعته الزراعية تبدو مكانته فى عيون الآخرين ، ويوم بيع المحصول هو العيد بالنسبة لهم يأتى كل عام تماماً كما يأتى العيدين الاصغر والاكبر ، فهو يتشابه فى طقوسه معهما تماماً ، حيث التسوق والتبضع وشراء الجديد وادخال البهجة على نفوس الجميع داخل الاسرة. إلا أن الكاتب لعب على العامل النفسى للراوى هذه المرة ليؤكد أن العيد كان لأصحابه الكبار وماعداهم لم يحظ بشرف البهجة والنشوة ، حين شرح لنا نفسه وما كابدها فى صباح الجمعة ، حافى القدمين فلم ينتعل من ثمن المحصول ، وبالتالى فهو لم يلبس الجديد ليخوض به فى بركة المياه الضحلة ،ثم يعود بعد الصلاة لينزوى عند الحظيرة كأنه يقول لنا ومالفرق بينى وبين الحيوان داخلها؟؟، فهو يلتقط مابقى من فتات المائدة بعد الكبار الذى اراد لنفسه شيئاً من عالمهم الخاص بتدخين بقايا سيجارة الكبار ليخرج من تجربته أكثر مرارة من فمه المتعفن. خلاصة القول أن الكاتب أراد أن يوصل لنا مفهومه عن تلك الليلة ،فى صورة جديدة بينت تفاصيل دقيقة كانت غائبة عن الأذهان إلى حد كبير، تنتهى وينتهى معها الفرح بإستقبال الهموم الثابتة فى حياة الفلاح ،وقد نجح الى حد كبير فى ذلك عندما توصل أن طقوس ليلة العيد المقارن هى للكبار فقط مجرد حفلة سواريه فى قاعة سينما صيفية. شكراً لك استاذ خالد
| |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الخميس يوليو 28, 2011 2:20 pm | |
| - حمدى البابلى كتب:
- الأخ العزيز الأستاذ/خالد نور
التحية والسلام لمن صور لنا مشهداً يتسم بالخصوصية لبيئة شخوصها وتفردهم دون سواهم بهذه الطقوس المنقوشة فى الذاكرة لهذه الليلة تحديداً، وغسمح لى أن أبدأ معك من سطورها الأولى. (الدخان المنبعث من الكوانين .... رائحة العطر الرخيص المختلطة برائحة العسل الممزوج بالليمون على النار فى الصحون الصدئة يملأن جو القرية مرحا و...) ربما لمن لايعرف أدق تفاصيل القرية أن نوضح هنا كلمة (الكوانين ) ، هى عبارة عن الموقد البدائى المصنوع من عدة قوالب حجرية تشكل مع الجدار الملتصقة إليه حرف uبالإنجليزية ونلاحظ أن فتحة الحرف إلى الخارج لوضع أعواد الحطب الجاف بها أو أقراص فضلات الحيوان الجافة لإضرام النار بها ،ثم توضع أوانى الطهى فوق القوالب الحجرية . وماذا تقول لنا هذه الجملة تحديداً ؟ الكاتب أرادها سرداً وصفياً دون أن يستغرق فى التفاصيل التى أحياناً مايتهم العمل بدونها بالخلل ، ومن كانت له جذور ريفية وسمع عن طقوس تلك الليلة يعرف مقدماً ماترمز إليه تلك الجملة ، فالنسوة يجهزن الطعام وغالباً مايكون اللحم كوجبة لازمة يتقوت بها الرجال إستعداداً لليلة ليلاء يسيطر عليها الخيال الشهوانى ،وهى تيمة شهوانية يلعب عليها الكاتب كحافز للقارىء على متابعة النص دون ملل فى شوق لمعرفة وماذا بعد؟؟ إستخدم الكاتب بذكاء الجملة التالية ليؤكد لنا المعنى السابق شرحه ، فرائحة العطر الرخيص قد فاح من تحت ثياب النسوة فى تظاهرة نسائية لجذب الأنتباه وتأكيد القاسم المشترك الذى يجمع بين ذات الخيال للجنسين معاً، وتأكيد المعنى الذى لايدع مجالاً للشك فى تأويل تلك الرؤية هو رائحة العسل الممزوج بالليمون على النار فى الصحون الصدئة ،ولمن لايعرف طقوس الليلة للنسوة ،فالعسل الممزوج بالليمون بعد فترة على النار الهادئة مع التقليب يكون خليطاً متماسك القوام يستخدم فى نزع الشعر الزائد بوجه المرأة ويجعل وجهها مشرباً بالحمرة من جراء تلك العملية. ولماذا الصحون الصدأة ؟؟؟ قد يظن القارىء أنه تعبير قد جانبه الصواب من الكاتب ،ولكنه مقصود وجاء فى محله تماماً ، فالنسوة يلزمهن صحناً يفى بالغرض الذى يتم من العام للعام يكون حاضناً للسائل وفقط ثم بعد ذلك لايستعمل مرة اخرى. (يخرجن فى الجلاليب والملايات السوداء وفوق الرؤوس أوانى الماء المتسخ برغاوى الصابون الرديء فى ليلة الجمعة ..) هنا سقط البعد الزمنى من الكاتب او الراوى ...وخرج بنا إلى حدث يتم فى عرفنا كشرقيين عامة أو بالأحرى كمصريين ، لأنه أرتبط فى المخيلة بيوم الإجازة الأسبوعية وهو يوم الجمعة ،وهو الذى يفضله الناس للجماع فى ليلة الجمعة التى يوافق صباحها إجازة الأسبوع ،وهنا لم يحدد الكاتب هل وافقت ليلة العيد ذلك اليوم وهو الجمعة لتكون اول ايامه ؟؟؟ هنا سرح الخيال بالقارىء بعيداً عن العنوان إلى ليلة أخرى هى عيد اسبوعى لقضاء المتعة المحللة شرعاً ، حتى لو توافق ذلك لفظياً لتأكيد تلك الصورة على انها عيد ، فقد سقط العنوان معها اذا كان هذا مايقصده الكاتب بسقوط البعد الزمانى للحدثين وألتباسه فى ذهن القارىء، قد تظن انت هذا او غيرك اذا سرح بك الخيال كما اراد الكاتب أنها ليلة العيد التى يعقب الصيام ،لكنه وبإقتدار أراد أن يوصل صورة غارقة فى المحلية ليوم المحصول وقبض ثمنه ، فهى عند الفلاح كيوم العيد تماماً ، فهى يوم جنى حصاد العرق والجهد ،وحددها كاتب النص بيوم الخميس فى توافق رائع يناسب التيمة الشهوانية التى لعب عليها باقتدار وبين خلفيات طقوسها المستترة التى لاتظهر إلا كل عام. وكشف عن سترها حديث النسوة الهامس واستعراض ما خف وشف تحت تيابهن كتأكيد لحدث الليلة التى يسردها الكاتب. حديث الرجال عند حلاق القرية ،حديث التباهى والافتخار فيما بينهم عن جودة وثمن المحصول ، حديث ذو شجون عمن اتقن فى عمله ومن قصر فيه ،فالمال قوة وسند لهؤلاء المهمشون فى الارض ، كل حسب رقعته الزراعية تبدو مكانته فى عيون الآخرين ، ويوم بيع المحصول هو العيد بالنسبة لهم يأتى كل عام تماماً كما يأتى العيدين الاصغر والاكبر ، فهو يتشابه فى طقوسه معهما تماماً ، حيث التسوق والتبضع وشراء الجديد وادخال البهجة على نفوس الجميع داخل الاسرة. إلا أن الكاتب لعب على العامل النفسى للراوى هذه المرة ليؤكد أن العيد كان لأصحابه الكبار وماعداهم لم يحظ بشرف البهجة والنشوة ، حين شرح لنا نفسه وما كابدها فى صباح الجمعة ، حافى القدمين فلم ينتعل من ثمن المحصول ، وبالتالى فهو لم يلبس الجديد ليخوض به فى بركة المياه الضحلة ،ثم يعود بعد الصلاة لينزوى عند الحظيرة كأنه يقول لنا ومالفرق بينى وبين الحيوان داخلها؟؟، فهو يلتقط مابقى من فتات المائدة بعد الكبار الذى اراد لنفسه شيئاً من عالمهم الخاص بتدخين بقايا سيجارة الكبار ليخرج من تجربته أكثر مرارة من فمه المتعفن. خلاصة القول أن الكاتب أراد أن يوصل لنا مفهومه عن تلك الليلة ،فى صورة جديدة بينت تفاصيل دقيقة كانت غائبة عن الأذهان إلى حد كبير، تنتهى وينتهى معها الفرح بإستقبال الهموم الثابتة فى حياة الفلاح ،وقد نجح الى حد كبير فى ذلك عندما توصل أن طقوس ليلة العيد المقارن هى للكبار فقط مجرد حفلة سواريه فى قاعة سينما صيفية. شكراً لك استاذ خالد
العزيز الغالى حمدى البابلى أنرت صفحتى باشراقتك المتألقة وعساى أن اكون عند حسن الظن الشكر كل الشكر على القراءة الجيده والرؤية النافذه للقصه اشكرك كل الشكر | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الإثنين أغسطس 08, 2011 7:23 pm | |
| الله ياخالد على الصور الرائعه التى اتسمت
بها قصتك الجميله .
ولا سيما انها التقطت بكاميرا احد الذين ينتمون الى
جذورهم وهو { الريف }
ولكن الجمال لاتلتقطه إلا العين الواعيه واكثر الظن
انها عاشت وتعايشت مع
تلك العادات التى تضيف الى الريف روعته وجماله .
ادق الاحداث التى صورتها خدمت العمل واخرجته فى ابهى صوره .
وهنا لابد ان اشيد بهذا الفكر الراقى الذى اخرج لنا هذه القصه .
اخى خالد اتعرف اليك اكثر كلما اقرأ لك اكثر .
مودتى وخالص تقديرى ... | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الإثنين أغسطس 08, 2011 7:25 pm | |
| القصه للتثبيت بواسطتى
تقديراّ لروعة العمل وتقديراّ للاديب .
الاستاذ / خالد ابو النور ... | |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الأربعاء أغسطس 10, 2011 4:55 pm | |
| - عادل عوض سند كتب:
-
الله ياخالد على الصور الرائعه التى اتسمت
بها قصتك الجميله .
ولا سيما انها التقطت بكاميرا احد الذين ينتمون الى
جذورهم وهو { الريف }
ولكن الجمال لاتلتقطه إلا العين الواعيه واكثر الظن
انها عاشت وتعايشت مع
تلك العادات التى تضيف الى الريف روعته وجماله .
ادق الاحداث التى صورتها خدمت العمل واخرجته فى ابهى صوره .
وهنا لابد ان اشيد بهذا الفكر الراقى الذى اخرج لنا هذه القصه .
اخى خالد اتعرف اليك اكثر كلما اقرأ لك اكثر .
مودتى وخالص تقديرى ... الشاعر الكبير والنجم المشع جمالا وروعة الاستاذ والصديق والمعلم الكبير الاستاذ عادل سند كل الشكر اولا على مرورك الذى جاء كالغيث وثانيا على تثبيت العمل الذى احمد الله على انه نال رضاكم ورضا الاخوه تقبل خالص حبى وتقديرى | |
|
| |
شرين مصاروه أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 519 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 20/01/2010
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الخميس أغسطس 11, 2011 8:59 am | |
| "الدخان المنبعث من الكوانين ...." الابداع المنبعث من يراعك....... الاستاذ خالد نور
تصوير بحرفية للريف المصري في بساطته..وطقوسه...وجماله مما يجعل القايء (كالعاده)يعيش بل يصبح احد شخوص قصتك
"أخوض فى برك المياه الصغيرة الراكدة امام البيوتات الطينية الواطئة "
فتنتشر رائحة التراب المبلل بالماء والتي تربط الانسان بالارض والوطن . واشكر الاخ حمدي البابلي على تحليله خاصة لغير المصريين ....
دمت بكل خير في انتظار جديدك
ورمضان كريم
| |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الأربعاء أغسطس 24, 2011 6:16 pm | |
| اختى الفاضلة زنبقة فلسطين الأبية شرين مصاروة اشكر مرورك المميز على قصتى وشكر خاص لاخى حمدى البابلى على قراءة القصه بالقلم وايضاح ما عجزت عن ايضاحه دمت بخير اختى وكل عام وانتم بخير
| |
|
| |
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد السبت أغسطس 27, 2011 1:03 pm | |
| أخى خالد كل عام و انت بخير تحية لك على هذا الجمال قصة بحجم الروعة دمت بخير
| |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: من طقوس الليلة العيد الأربعاء سبتمبر 07, 2011 1:36 pm | |
| - عاطف الجندى كتب:
- أخى خالد
كل عام و انت بخير تحية لك على هذا الجمال قصة بحجم الروعة دمت بخير
الرائع استاذنا الشاعر والناقد عاطف الجندى كل التحية وكل الحب لمرورك العطر على قصتى دمت رائعا وفارسا نبيلا | |
|
| |
| من طقوس الليلة العيد | |
|