الليلة الأخيرة....
كنت أجلس هناك , فى هذه الساحة الكبيرة وكان يجلس أيضاً العديد والعديد من الجماعات مختلفة الأشكال والأحجام والألوان.., كم كانت أيام جميلة رائعة علىَ وعلى الجميع لا أستطيع أن أنساها أبداَ ...
كان مكان رائع حيث الشمس الهادئة والهواء العليل , كنت أنا وأصدقائى نلعب ونمرح طوال الوقت , كما كنا نستمتع بالأطعمة ذات الأشكال والألوان الجميلة وذات الطعم الرائع ...
حياتى كانت جميلة رائعة فالكل يحبنى وأنا أعشق الجميع...,
وفى ذات يوم وأثناء جلوسنا فى وسط الساحة أقبل علينا مجموعة من الرجال وأخذوا يتفحصوا كل من فى الساحة الواحد تلو الأخر.....,
حتى رأيته من بعيد ينظر إلىَ ويبتسم ثم أقبل على صاحب المكان وكلمه ثم أنصرف....
ولأننى كنت صغيرة نسبياً فلم أستطع أن أفهم و أستوعب ماذا يحدث من حولى...,
ومرت الأيام وعادت حياة الهدوء والراحة التى أعتدت عليها وسط زملائى وأحبائى.....
ولكن بشروق شمس هذا اليوم الحزين.... دخل صاحب المكان علينا وخلفه مجموعة من الرجال وكان يبدوا عليهم السعادة.., وأقبل علىَ وجذبنى بقوة كادت أن تمزق أطرافى., وإبتسم وسلمنى لأحد الرجال...
ومع كثرة صراخى ومقاومتى فلم أشعر بنفسى إلا وأنا فى بيت هذا الرجل ويبدوا وكأننى فقدت الوعى , ولكنى أتذكر شئ هام وخطير ..,
فأثناء خروجى مع هذا الرجل وجدت الكثير من أصدقائى كان يسلمهم صاحب المكان لرجال أخرين وكان الجميع يصرخ ويقاوم ولكن هيهات هيهات...,
فمن يسمع ومن يجيب.....
ولكنى الآن فى منزل هذا الرجل , مقيدة اليدين والقدمين ., مسلوبة الإرادة ., أشعر وكأن يطوق عنقى ألف وألف قيد ., لا أدرى مصيرى ., ولا أعرف ماذا ينتظرنى...
الغرفة مظلمة ., رائحة الأتربة تملئ المكان ., ويوجد نافذة معتمة لا يمر من خلالها أى شعاع ضوء .., ويبدوا وكأنه الليل الطويل..
الباب مغلق.., وياله من صمت رهيب....
وسألت نفسى لماذا انا هنا الآن.؟! , وماذا يريد منى هؤلاء الرجال الذين لا أعرفهم؟!..
فلا يوجد أمامى سوى اللجوء إلى الله...
وإنقضى الليل ببضئ شديد وهاهى أشاعة الشمس تمزق زجاج النافذة لتضيئ لى الغرفة المظلمة...
ما هذا ..؟! , ما الذى أسمعه .؟! , إنها أقدام أناس كثيرة تقترب نحوى ..,
الأمل يملئ كيانى .., الأقدام صوتها تقترب وتقترب ثم تتعدانى وتواصل طريقها وكأن لا أحد يشعر بوجودى خلف هذا الباب المغلق...
أصوات الأقدام تتزايد وأسمع صوت همس بعض الأشخاص...
أين أنا ..؟! , وماذا يحدث من حولى .؟! , ثم فجأة تعالت الأصوات وتزايدت الهمسات وأصبحت أسمع صوت عال يرج الجدران ويهز القلوب ., وأصبحت أذنى تلتقت الصوت وتميزه بوضوح شديد...
(( الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ..,, الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد..,, .......,, .....,, ))
ما هذا .؟! ما هذا الدعاء ؟! إنها الصلاة .., إنها صلاة العيد .., أنه العيد...
فهبطت على الأرض ووضعت رأسى بمحازاة أطرافى ..., فالآن فقط أدركت ماذا يحدث وعرفت لماذا أنا هنا اليوم وسرت رعشة شديدة بين أطرافى ودمعت عيناى
وفجأة إنفتح الباب المغلق.., ودخل بعض الرجال وجذبونى بقوة وفكوا أطرافى المقيدة ., وأخرجوا السكاكين والسواطير ووضعوا أمامى بعض الماء لكى أرتوى للمرة الأخيرة ثم علقونى وكانت أخر كلمات سمعتها أذناى أصواتهم وهم يتهامسون
ويقولون
(( عيد سعيد .., وأضحية مقبولة..))