الشبح (الفصل الخامس)

5- طرف الخيط
نظر (عادل محمود) الى الرائد (حسام) الذى جلس على المقعد المواجهه له فى حجرة المدرسين وكانت نظرات (حسام) تتفحصه و كان (عادل) شاباً فى اوائل الثلاثينات من عمره وسيم الملامح فعاد (عادل) يسأله :
- لقد قلت لى انك قد جئت من اجل بعض الاسئلة التى تخص الاستاذ (عمر) ولكنك منذ ان جلست ولم توجه السؤال الذى قد حضرت من شأنه وانك ماظلت تدور حوله؟
ابتسم (حسام) وهو يقول :
- هل تعرف اننى افضل الاسلوب المباشر وانك بذلك اراك قد قطعت نصف الطريق لكى نتفاهم
بادله (عادل) ابتسامته باخرى وهو يقول :
- ارجو ان تقطع انت ايضاً النصف المتبقى لنلتقى
مال (حسام) نحو (عادل) وهو يقول فى صوت خافت :
- اننى لم احضر اليك فى الواقع من اجل السؤال عن (عمر) بل عن شخص اخر قريب منه
اريد ان اسال عن زوجته (عليه)
لم يكد (عادل) يسمع الاسم حتى ثار وقد احتقن وجهه وهو يصيح فى غضب :
- ماذا تعنى بسؤالك هذا ايها الرائد .. ما شأنى انا بزوجته
تراجع (حسام) فى جلسته وهو يقول فى هدوء:
- لقد تصورت انك تعرف سبب هذا السؤال
عاد (عادل) يسأله فى حزم :
- لماذا تصورت هذا ايها الرائد ؟
اجابه (حسام) فى جديه :
- لانك حسبما اسمع كنت قريب منها خاصة الفترة التى كان زوجها يعمل بالخارج
ارتسمت الحيرة محل الغضب هذه المرة على ملامح (عادل) وهو يقول :
- سيدى حقيقاً لست ادرى ماذا تعنى من حديثك هذا ولا ادرى شيئاً مما سمعته انت
عاد (حسام) يميل نحو (عادل) وهو يجيب :
- ألم تسمع بالشائعات التى تملأ المدرسة عن علاقتك بزوجة (عمر)؟
قال (عادل) فى دهشة :
- علاقة !!ومع من؟! زوجة صديقى !! لو كانت هذه دعابة فانها سوف تصبح اسخف دعابة قد سمعتها طيله عمرى
نظر (حسام) الى (عادل) فى امعان محاولاً ان يستشف عما يدور باعماقه ولكنه احس انه صادق فيما يقوله ولكنه عاد يسأله :
- ولكنك بالتأكيد تعرف زوجة صديقك وليس بالضرورة عن قرب؟
هز (عادل) راسه بالنفى وهو يقول :
- اننى لم التق معها سوى مرتان المرة الاولى حينما ذهبت لتعزيتها فى وفاة والدتها والاخرى لتهنئه (عمر) لحصوله على فرصه العمل بالخارج وفى المرتان لم اكن بمفردى ولكن كان دائماً يصحبنى ...
بتر (عادل) كلامه وصمت فى توتر ولكنه عاد يستطرد فى خفوت عندما لاحظ تلك النظرة التى طلت من عينى (حسام) :
- كان يصحبنى شقيقى (حامد)
ولكن (حسام) ادرك ان هناك امراً ما يخفيه (عادل) ولم يكن يريد الافصاح عنه فعاد (حسام) يعتدل فى جلسته وهو يقول:
- يبدو انه هناك ما تخفيه ولا تريد الافصاح عنه
بدا الغضب لحظه على وجه (عادل) الا انه لم يلبث ان استعاد هدوءه وهو يقول :
- سيدى هل هناك ما حدث يدعوك للتحقيق معى
- حتى الان لا يعدو الامر اكثر من مجرد حديث ودى لا اكثر.
فقام (عادل) وهو يمد يديه لمصافحة (حسام) قائلاً :
- فى هذه الحالة فلم يعد هناك ما اقوله واعتذر لك فلدى عمل يجب ان اؤديه وانت تشغلنى .
نهض (حسام) بدوره وصافح يد (عادل) الممدودة وهو يقول :
- هناك امر ما انت تخفيه ولن يهدأ لى بال حتى اكتشفه
وتأكد اننا سوف نلتقى قريباً جداً
وفى المرة القادمة سوف يكون استدعاء رسمى .
وغادر المكان وقلب (عادل) ينتفض وعقله يسترجع تلك الليلة
ليلة الخيانة
*****************************