بسم الله الرحمن الرحيم
مع تدهور الاحوال وضياع الممتلكات والاموال لم يجد مازن البالغ من العمر عشر سنوات الا أن يترك الدراسة ويبحث عن عمل يعول به اسرته خاصة بعد استشهاد والده واخيه الكبير فى الانتفاضة الاخيرة .
بكت والدة مازن بمرارة من اجل صغيرها الذى استشهد حلمه مع من استشهد وترك مدرسته مرغما ليعولها وهو الذى كان يحلم ان يصير مهندس ينشأ اسلحة قوية جديدة تقضي على الصهاينة ويأخذ ثأر اهله وجيرانه واحبابه ولكن........يالها من كلمة تتغير كل حياتنا مع حروفها فاستشهاد والده واخيه جعله يتنازل عن احلامه فى سبيل واجبه.
بحث مازن عن عمل ولكن هذا فى الوقت الحالى كان شئ مستحيل وفى اثناء رحلته للبحث عن عمل تعرف برجل يهودى عربي تبين لمازن انه شخص مختلف يحب القدس وفلسطين وضد سياسة اسرائيل وانه يقدر اهالى الشهداء ويعشق اطفالهم الابرياء .شجع كلامه ورقته مازن ان يطلب منه عمل وقص عليه مشكلته احتضنه اليهودى وكان اسمه ابو داود وقال له اعتبرنى مثل ابيك واوجد له عمل فى مطعمه فى تل ابيب واخبره ان يعمل معه شهر دون التزام ليتأكد من صدقه وحسن معاملته فاطمأن له مازن ولكنه اخفى امره عن والدته واستمر فى العمل وكان ابو داود يغدقه بالحب والعطف حتى طالبه ان يتعاقد معه فوافق مازن وبكل ثقة وقع العقد دون ان يعرف بشروطه الجزائية .
بعد فترة حدث ان قامت القوات الاسرائيلية بالهجوم على مستشفى فى مستوطنة مازن واصيب وقتل العشرات من اهل مازن واصحابه فجلس مازن فى ركن من اركان المطعم يبكى وينتحب وفجأة وجد ابو داود ينهال عليه بالضرب والاهانات مما جعل مازن يدرك فاجعة فعلته وانه خدع حيث ان اليهود لاوعود لهم ولا عهود .
دخل مازن مطبخ المطعم يتناول طعامه وهو مهزوم حزين وفجأة شاهد مالم يستطيع تحمله ولايصدقه عقل او منطق وجد فى اناء الطبخ طفل رضيع وبعض الاجنه فألجمته المفاجاة فخرج مسرعا من المطبخ تنتابه حالة من القرف والغثيان ودخل مكتب ابو داود ليسمعه يتفق على شراء جميع اطفال عملية المستشفى التى فى مستوطنة مازن وهو يكاد يموت من الضحك والسخرية فهجم مازن عليه ولم يشعر بنفسه الا وهو يغرس فتاحة الخطابات فى رقبته.