عدما قامت معركة استمرت ما يزيد عن ساعتين بينى وبين زوجتى ؛ قررت الخروج من المنزل والذهاب الى مكانى الذى اشكى لة همومى واحزانى ذهبت الى شاطئ البحر الذى طالما شكوت لى حالى ومآلى والذى يحتوينى بكل مشاعرى وجوارحى وابوح لة باسرارى فهو مخبأها وملاذى عندما تضيق فى الدنيا ؛ فالبحر صديقى وجليس شكوت لة اليوم ولكن على غير عادتة معى ككل مرة. كان يرد على بهدير امواجة التى تتصادم مع بعضها البعض بكل عنف وقوة؛ ولكنى لم افهم مايريد ان يقول لى. انة يريد ان يقول لى شيئا ما. ولكنى ضجرت منة هو الاخر فتركتة ورحلت عنة غاضبا الى بيت العائلة الكبير ولكن للاسف وجدتهم كلهم نياماً ‘ فدلفت الى غرفتى الصغيرة التى كانت تحتضن طفولتى وصبايا وبدايات شبابى وشردت بافكارى بعيداً ًبعيداًوأفقت على صوت الهاتف ......!!!!!
ان صوت رنين الهاتف ليس ككل مرة . انة مزعج وكأنة يدق راسى بل يسحقها سحقاً
نظرت الى الهاتف فوجدت زوجتى تطلبنى . ترددت فى الرد عليها وقولت فى نفسى لماذا تريدنى الان ؟؟؟؟؟
هل تريد ان تعتذر ..؟؟؟ لا انها ليست من هذا النوع من النساء الاتى تعتذرن .
انتظرت طويلا حتى انقطع الرنين . فلم اردت ان ارد .وفجأة اهتز الهاتف بين يدى ....
انها هى للمرة الثانية وعندما ضغطت على مفتاح الرد لم تسعفنى بأى كلمة بل كانت تصرخ بصوتا مرتفع وتقول لقد مات ولدنا ......مات ...... مات .
لم ادر ماذا حدث بعد هذا لقد شعرت بان جدران الغرفة تنطبق على ضلوعى وتكتم انفاسى خفت ان اصرخ فاوقظ من بالبيت . ولكن حتى الصراخ لم استطع ان افعلة . كل ما فعلتة انى خرجت من البيت سائرا كأن الدنيا فراغ كبير لا ادرى بالسيارات فى الشوارع وانوار المحلات لم اراها حزينة هكذا من قبل والافكار تملا عقلى واقول فى نفسى .. اين انت ايها البحر العجوز ؟ لماذا لم افهم رسالتك ويليتنى سمعت نداء امواجك .....
لقد كان يريد ان يقول لى عد الى بيتك .
اليوم اعلن اننى لم افهمك.....