أيهما أنت ...ياأبى؟

[b][justify]
فى ساعة متأخرة من الليل ،تجرح سيارة السكون المطبق على الحى ،حتى خمد صوتها أمام أحد المنازل المتواضعة،يدلف من بابها الخلفى جنود مدججون بالسلاح ،يصعد قائدهم فى خفة وسرعة عتبات الدرج المتهالك ومن خلفه جنوده،حتى يقف أمام باب شقة فى الطابق الثالث يطرق بابها بعنف طرقات متلاحقة،مع صوت جهورى ينطلق فى حدة آمرا" بفتح الباب وإلا تم كسره ،مرت دقائق سمع فيها صوت الابواب المغلقة وهى تفتح ،يستطلع من خلفها الامر بدهشة وفضول،توقفت الاسئلةوإبتلعتها الحناجر،كانت إشارات الجنود تأمرهم بالدخول الى حيث كانوا،تنفرج فتحة الباب ببطىء حتى إتسعت عن آخرها بدفعة قوية من قائد الجند ترنح على إثرها رب المنزل ليسقط أرضا"،تنتشر القوة فى جنبات المسكن تبعثر كل ماوقعت عليه أيديهم أرضا"،يفيق رب المنزل من صدمته متسائلا"(كيف يكون هذا ؟؟ومن أنتم؟؟وماذا تريدون) يصيح قائد الجند مهددا" ومتوعدا" بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم يقل لهم أين يخبىء الكتب والشرائط ،حتى قطع أحد الجنود الحديث الدائر وهو يلوح بمجموعة من الكتب وبعض الشرائط،كانت الردهة تحمى فى أحد أركانها أطفالا" ثلاثة يطبق ذراع كلا" منهما على خصر الآخر ،وعيونهم شاردة متلاحقة تتابع هذا المشهد المثير كأنهم يشاهدون أحد أفلام الرعب ،كانت أكبر قامتهم طفلة ذات سنوات سبع ،يطبق القائد والجنود بتلابيب رب الاسرة ،يقتادونه أمامهم ، تتعالى صرخات الأطفال تنادى على الأب ،كان المشهد تقطر له القلوب دما"،يواسيه الجيران،تحتضن الزوجة أطفالها،توارى عن عيونهم ذلك المشهد القاسى،تنطلق السيارة فى الليل الأعمى، يجلس رب الأسرة بين الجنود معصوب العينين،
تقف السيارة ،يمسك أحد الجنود بالرجل ليقوده الى غرفة التحقيق،يجلس منتظرا"على مقعد جانبى،الساعات تمر كالدهر والرجل معصوب العينين،لايسمع حتى الهمس ،يقتله القلق ،يتملكه الغيظ ،يصبر ويحتسب ، حتى حانت لحظة الأستعداد للتحقيق ،ترفع العصابة عن عينيه فى مواجهة ضوء مصباح قوى ،يضع يديه على عينيه ليحجب الضوء المبهر الذى خطف معه بصره للحظات،تنهال الأسئلة على الرجل ،يفند الاقوال ، حتى تعب المحقق معه ،وكان لابد من إنتزاع الاعتراف لتكمل أركان القضية،مكث فى المكان المجهول اياما" ذاق فيها ألوان العذاب ،أستسلم الرجل فى النهاية ،وقع على وثيقة الإدانة،حكم عليه بالسجن المشدد خمسة عشر عاما"،ظل فى محبسه داخل أسوار السجن سبع سنوات كاملة لا يّّّّّرّّّّّّّ الشمس ،كان طعامه يأتيه من فتحة ضيقة بالباب الحديدى لمحبسه الإنفرادى ،لايفتح الا كل صباح لخروج الفضلات الآدمية،سبع سنوات كاملة داخل غرفة ضيقة،حتى جاءه الفرج ليخرج الى زنزانة اوسع وأرحب يشاركه فيها نزلاء آخرون،وهاهو يستعد لأول زيارة له بعد سبع سنوات،إختارت إدارة السجن يوما" لكل نزلاء الحبس الإنفرادى لمقابلة ذويهم دون بقية السجناء،قبل موعد الزيارة بدقائق يصطف النزلاء صفا" واحدا"،تفتح الأبواب للأهالى لزيارة ذويهم ، تنطلق طفلة ذات أربعة عشر ربيعا" تشق جموع الزائرين ، تقف فى مواجهة الصف الطويل ، تفتح ذراعيها عن آخرها، تصيح فيهم جميعا"(أيهما أنت يا أبى)،يفتح كل نزيل ذراعيه يود أن يحتضنها هو الآخر ، تقترب الخطى منها ،قالوا فى نفس واحد (ومن أنت ؟؟ماهو إسمك ؟) قٌالت تغلبها الدموع الحارة (أنا عبير محمد البيومى) ، يسقط رجل من بين النزلاء أرضا" ،يجثو على قدميه ، يتلقى الأرض بيديه ،تغلبه نوبة بكاء حادة ، تتلاحق أنفاسه، يميل بجذعه على جانبه الأيمن ، مازالت الطفلة تصيح (من منكم أبى؟)، يطبق الجميع فى صمت تام تجرحه العبرات الصامتة إلا أيدى النزلاء جميعا" ترتفع فى بطىء ، تشير بالسبابة إلى من يضطجع على جنبه الأيمن ،ترتمى الطفلة فى الأحضان المفتوحة، تطبق على والدها كأنها مشدودة إليه شدا"، يتمرغ الإثنان على أرض السجن الصلبة ،تنحدر قطرة من عينى مأمور السجن إلى مثواها الأخير ، كانت قطرة الرحمة فى سجن العذاب .

أخى المبدع الاستاذ/خالد نور
أشكرك من القلب على كلماتك التى تبعث فى النفس كوامن الثقة ،وتزيد ألفة المودة بيننا
تحياتى وتقديرى

اتقدم لك بالتحية على هذا الابداع التى تسطره بقلمك

الابن الرائع/محمود محمد الميدانى
مرحبا" بك بيننا فى منتدى عاطف الجندى الزاخر بالكبار من الادباء والشعراء.
أتابع أعمالك عن كثب ،وأتوسم فيك بوادر كاتب سيكون مبهرا" مع قادم الايام ،لا تجعل قلمك يتوقف عن الكتابة ،لتنهل من فيض المعانى وبلاغة الادب ،امامك الطريق متسعا"لتقرأ وتنهل وتنفتح على ثقافات شتى ،تتنوع فيها مصادرك ،حتى تقف على أسلوبك الذى تختار ،فلتكن متفردا" لا مقلدا" ،صاحب رؤية وهدف ،وهنا تكتمل رسالتك كفارس من فرسان الكلمة.
اتمنى لك مستقبلا" باهرا" لتكون قرة عين لوالديك .
الشكر لك للمتابعة والقراءة
تحياتى وتقديرى

رغم قسوة المشهد فى القصةالا اننى رغما عنى ابتسمت وذلك لان هذه المناظر والمشاهدالمؤلمة
اصبح لدى الامل انها انتهت الى غير رجعة وذلك بمولد يوم 25ينايراليوم الذى تحطمت فيه ادوات القهر والارهاب والتسلط البغيض0
لو املك ان اقبل كل شاب من ثوار اجمل واطهر
ثورةلفعلت وافخر باننى احضن بطلا ساهم فى تحريرى من سنوات الظلم العجاف
اتقدم لك بالتهنئةمرتين الاولى لنجاح الثورة والثانية لروعة القصة
دمت لناودام ابداعك

استاذنا الاديب الكبير/احمد اسماعيل
كتبت عن عسف الظلم وقهره،ليعرف الناس قيمة الثورة،ولانى عشتهافى الأحشاء،بين ورودها النضرة،التى انتشيت من عبقها حتى الثمالة،وبكيت لان بعضها قطف من حديقتى الغناء،وسط الميدان شاهدت مئات القصص ،سأحكى عنها عندما أفيق من النشوة،ستعرف عن جنود وملائكة مازلوا مجهولى الهوية لعموم الناس ،منتج الثورة الذى حاز شهادة الأيزو بالجودة والكفاءة بين أيدى الناس ،لكن من أين جاءت الخامة،وماهى مراحل الانتاج ،ستعرف أستاذى عن أشهر مصنع شيدته السواعد الفتية فى ثمانية عشر يوما" ليغزو انتاجه كل أسواق الحرية،انها معجزة بشرية بكل المقاييس العالمية.
تحياتى وتقديرى ومودتى

استاذناوشاعرنا الكبير/عاطف الجندى
تغمرنى بنشوة من السعادة لكلماتك الدقيقة التى ينفجر من جنباتها طوفانا" من المشاعروالاحاسيس التى تمنحها لكل رواد المنتدى،كأنها دفعة من الثقة لنخطو بها خطوات الى الامام.
دمت لنا مبدعا" ومشجعا"
تحياتى وتقديرى واحترامى