الزواج(2) من قصتى الطويلة (الود الضائع)

يفاتح سيد امه فى امر زواجه حتى تبدأ الام رحلة البحث عن عروس لابنها ،واستعلمت الام من الجيران والمعارف عن البنات فى سن الزواج من كافة الاسر بالقرية حتى اهتدت الى

واحدة منهن ولم تخبر احدا" باختيارها حتى ذهبت الى بيت اسرة العروس متعللة بأمر ما

وقوبلت بحفاوة وترحيب فكانت ذات مكانة لحفظها آيات من القرأن الكريم وهذا كان نادرا" فى ذلك الزمن فى قرى مصر التى خيم عليها ضباب الامية وعشش الجهل والمرض على ابواب بيوتها وطرقاتها.

وطلبت ان تأتى بهية الى جوارها وهى العروس

المختارة وقلبتها بحنكة الام التى ترى بأذنيها وتتشمم بعقلها فهى حكمة الخالق فى تعويض العبد جوانب النقص .

وارتاحت الام للعروس فذهبت الى شقيقها الاكبر وكان من رجالات القرية المشهود لهم

بالشهامة والرجولة تستشيره فى امر زواج ابنها وانها قد عزمت على الشروع فيه واختارت العروس ،فقط عليه ان يقف معها فى اتمام مراسم الزواج ،وتنهى الامور بزواج سيد ببهية فى حجرة من بيت الاسرة.

والزوجة الصالحة دائما" تكون عونا" للزوج وسببا" من اسباب تقدمه وفلاحه ونجاحه وهكذا كانت بهية، امرأة ذات وجه مليح مستدير ضاحكة تشع من وجهها علامات الطيبة والصلاح وماذا يريد الزوج من زوجته غير وجه مليح وعقل راجح وصبر على المكاره.

عاملت بهية حماتها كامها مشفقة عليها لحالها وظروفها وصادقت فاطمة حتى انهما كانتا لا تفترقان الا عند النوم .

وكانت بهية تحب زوجها لطيبة قلبه وعطفه على امه واخته وحنانه الذى غمرها ،قباتت تفكر فى وسيلة لاسعاد هذا الزوج ،واهتدت الى فكرة قلما تفعلها النساء فى غالب الاحيان وبمحض ارادتها ودون ارغام من أحد، وحينما حل الصباح

بادرت سيد بابتسامة جلية وهى تفاتحه فى الامر الذى عزمت عليه.

فقالت له انك تعود من عملك منهك وملوث الثياب من جراء المياه المسكوبة من الحنفية

واننى قد فكرت ان أبيع اقراطى الذهبية وبثمنها أشترى خروفين من السوق واضعهما فى الحظيرة مع الجمل واتعهد بتربيتهما حتى يكبرا ونبيعهما وهكذا…فما رأيك ؟

سكت سيد برهةمن الوقت وبادر زوجته بالرفض وقال لها سأشترى انا عندما يتيسر الحال ، فردت عليه بهية بالقبول وعدم المعارضة امام اصراره بالرفض ،وذهب سيد الى عمله ،وتوجهت بهية الى حماتها وعرضت عليها الحوار من جديد ،ففرحت الام من قلبها

لتفكير زوجة ابنها فى الخير لهذه الاسرة البسيطة ،واحتضنتها وقبلت رأسها وقالت لها لا تنعى هم رفضه وعندما يعود لى معه شأن آخر،وامرتها ان تبيع الاقراط وتأتى بثمنها،

فخافت بهية ان تغضب زوجها اذا علم ببيعها الاقراط من وراء ظهره ،الى ان جاء يوم وفى لحظة صفاء وهدوء نفسى فاتحته فى الامر من جديد فوافق على ان يشترى لها اقراطا" ذهبية

حين يتيسر الحال معه ،وانتظرت بهية يوم اعمار سوق القرية على مضض وذهبن الى السوق واشترت خروفين صغيرين وعادت بهما الى البيت والفرحة لا تسعها فى اولى خطواتها

لرفعة شأن هذا البيت،وتمر سنة كاملة ويكبر الحملين ويأخذهما سيد ليبيعهما ويعود بثمنهما

وهو فرح سعيد بالمكسب الوفير ويخبر امه بما حدث ،وقد اتخذ فى قرارة نفسه امرا" لا رجعة فيه بعد ان اكرمه الله بالنعمة .

فذهب الى الخاصة الملكية واخبرهم بانه سيترك العمل حتى يتدبروا امرهم بعده،وبالفعل ترك سيد حنفية المياه وذهب الى الاسواق المحيطة بالقرى المجاورة وبدأت معه رحلة التجارة فى الخراف .

ويعود من كل سوق وقد اعطاه الله من فضله

فيشترى لاهل بيته ما يحبونه من ملبس ومأكل

وهكذا كل ميعاد سوق من الاسواق حتى شعرت الام بالحنان الزائد من ابها عليها وعلى اخته

فكانت تبادره كل صباح ومع آدان الفجر بالدعاء الذى توارثته الاسرة من بعدها (روح ياابنى اللهى يكون لك ولا يكون عليك ويجعل النشفا فى ايدك خضرا).

وفى يوم وبعد ان عاد سيد من السوق اخبرته زوجته بانها حامل فى شهرها الثانى قتهلل وجهه فرحا" بعطية الله له ،فقام من فوره وتوضاء وصلى لله ركعتى شكر وحمد الله كثيرا"،

وبعد سبعة اشهر حانت لحظة الوضع وسيد يفرك يديه قلقا" ورهبة وبعد دقائق يسمع بكاء الصغير القادم الى عالم الكد والشقاء الى دار الفناء ،فيبتهج الجميع فرحا" بقدوم اول مواليد هذه الاسرة وقد استقر سيد على تسميته( بكر)

ونكمل ان شاء الله لاحقا"