ها نحن نقف بفخ التجنيس ، إذْ أين نصنف قصة " سؤال إجباري " لأحمد إسماعيل ، أنصنفها في باب القصة القصيرة جداً !؟ إذن نحن مُطالبون بالوقوف في حرم التكثيف بداية ، من هنا ، من التكثيف ستبدأ إشكالية القصّ عند الإسماعيل ، ذلك أنّنا سنتساءل عن أبسط تعريفات القصة القصيرة ؟! لنُجيب بأنّها حدث شديد الضبط في الزمن ، فكيف والحال أنّنا أمام ق ق ج !؟ وعليه هل يحتمل القصّ القصير نشأة شاب على الدلال بما في هذه النشأة من امتداد في الزمان ، ثمّ ها هو يتزوّج ، وينجب ، تكبر الفتاة ، كان الرجل قد دفع زوجته إلى / أو وافق على انخراط زوجته في عالم الرذيلة ، ولذلك ترسّمت الفتاة درب الأمّ ، ليتفاجأ الأب بالجهات المسؤولة تستدعيه لاستلام ابنته من مكان مشبوه ، على إثر مُمارسة مشبوهة ، وليراجع الاثنان أنفسهما في سؤال مُلحّ ، أن لماذا ، متى ، وكيف !؟
حسناً قد يتساءل القارىء .. والحلّ !؟ أليست قصة كهذه قابلة للكتابة !؟ وسنقول : بلى ، ولكن بأسلوب مُختلف ، إذْ أنّنا سنضطر إلى تقسيم عملية القصّ إلى مُستويات ، مُستوى الفكرة ، وسنشتغل عليه عبر التداعي والتذكّر والخطف خلفاً ، لنتكىء على الذاكرة - باعتبارها حاملاً حراً في ارتحاله نحو الخلف - في انتقاء مفاصل بعينها من حياة الأسرة ، تخدم فكرة القصة وتتساوق مع مقولتها ، ومُستوى القصّ ، وفيه سنلتزم بتعريف القصّ الذي أتينا عليه ، ليضبط المُستوى الأول ، فلا يُغادر النصّ القصة القصيرة كجنس .. كيف !؟
سنقترح بداية مُختلفة ، كأن نتلمّسها في عودة الأب وابنته من وكر الرذيلة ، الموقف يضغط بأسئلته ، والذاكرة تستدعي مفاصل بعينها ، زواجه مثلاً ، ولادة الفتاة ، وفرحتهم بولادتها ، سيرة الأب سيئة الصيت ، وانخراط الزوجة في عالمه .. إلخ !
بين الذكرى والذكرى ستقوم عملية القصّ بالتقدم عبر المُستوى الثاني ، الذي سيلعب دور مُحفزات القصّ ، التي تدفع حركته إلى الأمام !
قطعاً نحن نقوم بعملية غير ديموقراطية ، تنهض على فكرة أننا كتاب قصة ، وأنّنا لو كتبنا هذا النصّ لكتبناه على نحو ما ذُكر مثلاً ، في حين أنّ النصّ هو للأستاذ إسماعيل ، وهو الذي يحدّد أدوات التنفيذ وكيفيته ، وإذن تعالوا نتفق بأنّنا ندير حواراً إجرائياً حول كيفية إدارة حدث ما ، لنشي بفكرة مفادها أنّ كلّ قصة تحتمل أكثر من طريقة وأسلوب للتنفيذ !
ثمّ أنّ القصة القصيرة جداً على الرغم من أنّها قيد المًمارسة والتقعيد ما تزال إلاّ أنّها تنضوي على سمات التكثيف ، الذي يتاخم مفهوم التبئير في قصيدة النثر ، وبتبسيط شديد سنذهب إلى أنّ التكثيف هو أن نقول أكثر ما يُمكن من المعاني بأقل ما يُمكن من عبارات ، هي إلى ذلك تستدعي لغة شاعرية قادرة على الإيحاء من خلال أفيائها وظلالها وتورياتها ، لتحيل إلى مرموز واسع الطيف ، وتقرأ من خلال ما بين السطور إلى جانب ما في هذه السطور ، هكذا يستطيع القارىء مُقارنة لغة الإسماعيل التعبيرية الدالة في اقتصاد لغويّ صارم ولكن البعيدة عن المُجنح في إيحاءاته ، وهي تنشغل بنهاية مُفارقة تقوم على المدهش والصادم ، ولا نظنّ بأنّ ثمة مُفارق في نهاية قصّة الإسماعيل ، فمُقدماته تشي بخواتيمها !
ماذا سيتبقى للأستاذ أحمد إسماعيل إذن !؟ لقد نجح الرجل في تخيّر عنوان مُثير للأسئلة ، عنوان يشكل عتبة تمهيدية لمتنه ، يُفضي إلى فضاءاته ، من غير أن يفضح أسراره دفعة واحدة ، ما كان سيقتل لعبة التشويق التي يقوم عليها ، عبر نظام من العلامات والإشارات ، في ما يُسمّى بالوظيفة السيميائيّة للعنوان ، هذا إلى أنّه نجح في التقاط لحظة المُفارقة ، التي يتأسّس عليها العمل الفنيّ ، كما أنّه ظلّ أميناً لمبدأ الاقتصاد اللغوي في الاشتغال على لغة القصّ !
هل يحق لنا أن نستخلص بأنّ الفكرة أكثر من جميلة ، وأنّها تحتاج إلى التنفيذ بآليات وأساليب مُختلفة ، هذا ما نراه ، وكل الأمنيات بالتوفيق !
______________
ربطاً القصة موضوع الدراسة ، علماً بأنّنا قدمنا قراءة تحتمل الصواب تماماً كما تحتمل الخطأ ، وهي قابلة للحوار ..
نشا مدللا بين اخوته لدرجة انه صار لا يرفض له طلب
كان يفعل كل انواع الخطيئة دون رادع وسارت به الايام
والسنوات وفى لحظة من لحظات الطيش تزوج يخضراء الدمن
ولم يرجع عن غيه ومارس الرزيلة قى عقر داره حيث افتقد الحياء
لدرجة ان ابنته ضبطته متلبسا 0
اتخذت الابنة نفس السلوك وسارت فى المستنقع الذى صنعه الاب0
ويستدعى الاب لاستلام الابنة فى مكان مارست فيه الرزيلة 0
يصحبها قى سيارته وتدور التساؤلات فى عقل الاب والابنة
ويستعمل كل منهما جميع ادوات الاستفهام 00لماذا00 متى 00كيف
اين00تنهمر الدموع من الطرفين بغزارة 0
ولكن السؤال الاجبارى الذى فرض نفسه عليهما
( هل الدموع تمحو وتزيل ما حدث)