د: يا مزوقين الحزن فى الكوشة
من طرف وفاء ياسرمحمد في الأربعاء نوفمبر 03, 2010 11:34 pm
ازدواجية الصورة"
رؤية في ديوان "بكهرب العواميد"
للشاعر / احمد عبد الفتاح العوامري
تقدمها الشاعرة / وفاء ياسر
الشاعر أحمد عبد الفتاح العوامري , أحد أهم شعراء العامية بقنا استطاعت موهبته أن تفرض نفسها على الساحة الأدبية وأن تخطو خطوات واثقة نحو التميز والإبداع ,حاز على عدة جوائز منها : المركز الأول في مسابقة عين على بكرة التي نشرت الأعمال الفائزة فيها بجريدة اليوم السابع كما أعلن نتيجتها البرنامج التلفزيوني طعم البيوت الذي تقدمه القناة الأولى للتلفزيون المصري , حاز أيضا على المركز الثاني للشعر العامي بمسابقة الكاتب الصحفي " محمود مهدي " نائب رئيس تحرير الأهرام السابق ,كما حصل على المركز الثالث في المسابقة الأدبية التي تقيمها "أكاديمية أخبار اليوم " , له عدة دواوين : "انت طالق بالتلاتة" ديوان عامي , "بكهرب العواميد "ديوان عامي , سنة خدمة ديوان عامي , و"غنائيات العوامري" يضم قصائده التي تنصب في قالب الأغنية , وفي مجال النقد والدراسات الأدبية له كتاب " الطريق إلى الشعر" الذي يضم نماذجا من شعره وتحليلها وهذا أول عمل مشترك بين الشاعر أحمد عبد الفتاح العوامري , وبيني , كما يشرع الشاعر في إتمام كتاب يضم قصائده الفصحى التي لا تقل في جودتها عن قصائده العامية , رغم قرب العامية إلى نفسه فهو في قصيدته العامية يمتطي ظهر جواده ويصول ويجول بينما نراه في قصيدة الفصحى يحبذ أن يترجل هائما في ملكوت القصيدة ..!!
براعة الاستهلال الآن بصدد ديوان بكهرب العواميد الذي يضم حوالي 17 قصيدة وهي على الترتيب : وبتدفع للأيام كرتة –برسيم صيني –أبوس الآه – بكهرب العواميد – علموك الميتين – كلم أوفا يا أحمد – مات قمحك من الفرحة - ألعن وأسب –مجنونة لكنك – سكتة حبية – هي المعزّة بيشتروها – عمدة ف ناحيتك – الأحلام الكحلة – معقولة كان قلبك يعزّ – أشواط إضافية – بينط من كتر الزحام- أهي جات .
منذ الوهلة الأولى للديوان يتضح لنا تمرد الشاعر هذا التمرد الشكلي والجوهري , والذي يعبر عن فلسفته الخاصة تجاه الأشياء فمدلولات الأشياء لديه خاصة جدا فبمجرد النظر لاسم الديوان المثير للجدل "بكهرب العواميد " حيث يتحول الشاعر إلى مصدر كهرباء يؤثر على المصدر الأساسي وينتصر عليه هذا بالنسبة للفلسفة الفكرية أما عن الفلسفة الكتابية فاتضحت لنا من خلال تغيير حجم الخط مثلا في قصيدة علموك الميتين في المقطع الذي يقول: "كيف تنام / جوّا الكفن / واحمد فـ الحياه /بردان !!"
فلو تأملنا نجد الخط الذي كتبت به كلمة أحمد أصغر من حجم الخط الذي كتب به الديوان بأكمله مما يوحي للقارئ عن ذلك الانكماش النفسي الناتج عن الخوف والحزن والبرد الذي يختتم به جملته الشعرية , وبعثرة الحروف في مطلع قصيدة أشواط إضافية:" بترمى لي الفرح بالهلب / وأنا ا ش و ح ل ك ألم بالباط"
فبعثرة الحروف هنا للدلالة على الألم المنثور المبعثر في كل مكان , وفي قصيدة وبتدفع للأيام كرتة "ومعلق مية كوبري ـــــــــــــــــــلبكرة "فالخط الواصل بين كلمتي كوبري وبكرة
للدلالة على بكرة الحلم الذي نريد الوصول إليه بأقصر الطرق, في قصيدة مجنونة لكنك "ساااااااااااااااااارقة محبتنا المجنونة " تكرار حرف الألف مما يوحي بأمرين الأول تعظيم المحبة المسروقة وكثرتها , أو الفاصل فالسرقة أو المحبة تحدث حينا بعد الآخر أو ربما دلت على العكس فسرقة المحبة ممتدة .. ويبقى المراد للشاعر ,وكذلك في قصيدة"الأحلام الكحلة " " شايلاني لتاااااااااسع أرض" كرر الألف 9 مرات للدلالة على العمق , كما تكررت هذه الظاهرة أيضا في قصيدة هي المعزّة بيشتروها "وآااااااااااااااااااااه يا غزة " ودلالتها هنا واضحة فهي تدل على عمق الآهة , هذا من حيث الشكل الذي أتى متميزا دالا على انفعال الشاعر مع الكلمات التي كانت مثل عرايس الماريونت تؤدي دورها والخيوط بيد الشاعر, أما من حيث المضمون فأول ما نلاحظه :
: وتظهر في أغلب القصائد , فمنذ الوهلة الأولى يبدأ الشاعر في مد خيوط القصيدة إلى عقل السامع ,فيجذبه ليعرف ماذا بعد .. والذي يتضح على مدار القصيدة أو لا يتضح , وكثيرا ما يفضل الشاعر أن يظل المعنى في بطنه كما يقال (المعنى في بطن لشاعر ) مع مراعاة قوة البدء مثل مطلع قصيدة " مات قمحك من الفرحة " " نز الخوف/ نزل شوف عيوني لتحت " فهذا الجناس الآتي في بداية القصيدة أضفى عليها نوعا من الموسيقى الغامضة والتي تذكرني ببدايات سيمفونيات بتهوفن التي تحول اللحن إلى كهف يجذب المارين عليه للدخول لاستكشاف خباياه .
ويطالعنا حسن المطلع أيضا ولكن هذه المرة بإخفاء الفاعل أو تأخير ذكره مع سبق الإصرار والترصد مثل مطلع قصيدته "برسيم صيني " " مجاش اليوم بدري .." وهنا يلقي الجملة للمتلقي ويولد عنده العديد من التساؤلات من ..؟ لماذا..؟ أين..؟
كذلك مطلع قصيدة مجنونة لكنك هذه الجملة التي بلغته بها عند إلغاء المسابقة التي كان موضوعها حب مصر فقلت له : مش مكتوب لها تكتب لها كلمتين حلوين .." فأتت قصيدته مجنونة لكنك التي مطلعها " مش مكتوبلك أكتبلك كلمتين حلوين .." مما يدل على حضور ذهن الشاعر وفكره المتقد لتحويل المواقف لقصائد فالقصيدة بالنسبة له فكرة تمر أمام عينيه إما أن يوقفها أو تذهب بلا عودة ألا انه في معظم الوقت يبدي لها عدم اكتراثه فتلح عليه ليكتبها.
أما عن الموسيقى الداخلية :
فقد اهتم الشاعر بموسيقاه الداخلية والتي تظهر في كثرة استخدام المحسنات البديعية وعلى رأسها الجناس الذي ييقظ ذهن القارئ ليتدبر المعنى , والجميل من الشاعر أنه يتناولها بلا تكلف , فتأتي بسلاسة ووضوح مثل قوله في قصيدة" بتدفع للأيام كرته" "أحلامك دايما بتكلش / أوجاعك منك متكلش" وأيضا " حجيلنا يا خالة /حجيلنا الحالة "أو في قصيدة "سكتة حبيه" " يا حبيبتي ياأعبط من روحي الطفلة / إن كنت أنا صحرا انتي الطفلة " وفي قصيدة علموك الميتين " اجمع لي حل / كل الوهن جوايا حل " و "تدبل على يدك ../ سوسنة/ مروية من عرقك / افتح لي عرقك /أشرب الدم اللي صار فوران" و" متبعترة كل الخلايا/معدتش أعرف طريق / شغلي وخلايا" وغيرها ...
غير أنه كثيرا ما يتكأ على هذا الجانب في نسج قصائده نسجا محكما يحافظ فيه الشاعر على استمرار موسيقى القصيدة في ذهن المتلقي أما عناصر الموسيقى الأخرى في القصيدة فتظهر في وزن القصيدة ذلك الإيقاع الذي لا يختل فالقصائد يغلب عليها الطابع الغنائي .. بيد أن الفكرة وطريقة تناوله لها تأبى أن تنزل القصيدة لتصبح أغنية , وهذا لا يعني التقليل من شأن الأغنية لكن القصيدة بما تحمله من فلسفة وفكر تختلف عن الأغنية التي تخاطب الجميع .
أما عن الصورة :
فهي أكثر ما يوضح فلسفة الشاعر ورؤيته ,فنجده يلقي الضوء على أشياء نراها جميعا بينما يراها هو بعين المبدع فتظهر رؤيته الخاصة للأشياء , قالوا عن الصورة الشعرية أن تجعل الساكن متحرك أو المعنوي مادي سواء بالتجسيم أو بالتشخيص أو بالتوضيح أو التوظيف , واعتقد أن الذي كهرب العواميد يقدر على صنع أي صورة ,ولقد تعددت محاور الصورة لديه فنرى مثلا في قصيدة "عمدة ف ناحيتك" "دي العطور/ علشان يقولولها /عطور/ موتت كل الورود ..!!" جعل من العطر وهو الشئ الطيب جاني وقاتل يقتل الورود لكي يصبح عطرا , وقوله أيضا في نفس القصيدة " الحقيقة/ طالعة لابسة / استرتش " هذه الحقيقة التي يراها الشاعر تخرج بلا حياء ولا خجل , وهاهو يستخدم مقلوب الحقائق في قصيدة علموك الميتين " لما النهار / بيزحزح الشمس / اللي حالفة لتتكسف مني " فهو يرى الشمس التي لا تخجل وتظهر كل يوم بضوئها الذي يمحو كل الظلمات اليوم خجولة منه تستحي من الخروج فيزحزحها النهار , وأيضا في نفس القصيدة "كل البيبان /اتكسرت /من كتر خبيط الجراح "هذه الجراح التي تدق الأبواب بلا شفقة فتكسر الأبواب , ونرى تشخيصه للخوف في قصيدة سكتة حبيه " وأول م الخوف /يمسك لي عصايته الكرباج /أحزن",وتعترضنا هنا ازدواجية الصورة وهي تعدد محاور الصورة أوتعدد زوايا الرؤية للصورة , سواء كان في كلمة فتصبح كلمة محورية مثل قوله في قصيدة "عمدة ف ناحيتك" " غيرش بس إذاعتي / شوّت شوّتين / نطّقت ريقها بحنيني لقلب قلبي / ف أي ناحية .." فكلمة نطقت إما أنها تدل على النطق بمعنى الكلام أو تنطيق الريق ببله بالقليل من الماء بعد طول عطش, وفي قصيدة "برسيم صيني" "حتى الريس / ساب الدفة / وأصبح بيعد الصيد / فوق طرف المركب ويأستك"والكلمة المحورية هنا هي الريس فهو إما أن يكون اللفظ الذي نطلقه على المراكبي اوأن المقصود آخر .. (خليها ف سرك) , أما الازدواجية الأروع وهي التي تأتي في صورة ممتدة (جملة شعرية ) مما يدل على قوة الشاعر وتمكنه وتظهر بوضوح في قصيدة أهي جات "أهي جات / زي القطر/ تدوس على ضهر فلنكات / والقضبان تتألم / مع إنها /ما تحس بطعم وجودها/ إلا ف دوسة القطر / ماهو وحده اللي مضلل على قلبها / لما الشمس تشد / وحده اللي ايديه بتمد / يحضنها بقوة / ولا ينظر لوراه ولو مهما النيل أغراه / مع إنها / هي اللي بتقطع نفسه/ في المشي بسرعة/ وهو اللي مسخنها /ومزوّد شوقها /تنزل "ف" الترعة .." لقد استوقفتني هذه الصورة كثيرا وأخرجت لي الكثير من خباياها ولا أجزم أني عرفت كل ما تواريه , وهذا يدل على عمق الصورة فكل لفظ بها دل على أكثر من شئ " القطر/ القضبان /الترعة ..." كما أن الشاعر في هذا المقطع دل على نظرة فلسفية غريبة وهي ارتباط الموجوع (القضبان) بالواجع (القطر) , كما أنه بهذه الصورة تعرض لحقيقتين:
الأولى : جغرافية وهي ملاحظته لامتداد قضبان السكة الحديد في مصر بجوار النيل وموازاتها له ويظهر هذا في قوله " ولومهما / النيل أغراه " و "هو اللي مسخنها/ ومزود شوقها/ تنزل /في الترعة " ,أما الحقيقة الثانية فهي كيميائية عند الطرق على الحديد يسخن , فهو يقول "وهو اللي مسخنها" .
كما تظهر ازدواجية الصورة أيضا في ثلاث حقائق صاغها بما يلائم جو النص وهي:
1-عملية حسابية في قصيدة " وبتدفع للأيام كرتة " فقد قال "نحسب في الأيام المرة / نضرب / وجداول الضرب / لا تشبع ضرب / ولا تكلّ / تايهة الأرقام مع بعضيها / ف صحن الاوجاع .."
2- قاعدة نحوية في قصيدة " برسيم صيني " ويقول " ومحلي من الإعراب / منصوب على ضهر الفلكة / متعدي / لذا وجب المدّ" فهذه الكلمات التي تبدو قاعدة نحوية تتمحور لتصف عدة أشياء بازدواجية كلماتها , فمثلا منصوب تعني النصب الإعرابي الذي يحدث لكلمات اللغة العربية والذي ينظر له الناس أنه تغيير قاسي إن حل بالكلمة بدليل المثل الشعبي الذي استمد جذوره من قاعدة (نصب خبر كان ) فنقول إن أصابت أحد نائبة (راح في خبر كان ) وهذا ما رمى إليه الشاعر بدليل أنه تلي كلمة منصوب بكلمتي ضهر الفلكة, والفلكة في العامية المصرية هي وسيلة تعذيب وعقاب للضرب على القدم بعد تكتيفها وهو ما يعرف بالمدّ الكلمة التي استخدمها الشاعر في امتداد الصورة , وكلمة متعدي وازدواجها يكمن في :
(1) تعدي الفعل بنصب مفعول أو أكثر (2) التعدي على الغير .
3- معادلة كيميائية : في قصيدة "سكتة حبية " مما يدل على تأثر الشاعر بدراسته , فيقول " ومشاعر ف معامل عمرنا / بنحللها / ومعادلة نحاول نعدلها / ونقصقص أطرافها بسكينة الصبر / اللي أتلم م المعدن / والشوق عامل حفّاز جدا / لكن ../ مكسوف من نتيجتها / ولا طلت المطلوب إثباته / ولا شوقي راضي بثباته .." فنجد المعادلة , وأطرافها , وقص أطرافها لتتساوى والشوق العامل الحفاز أو العامل حفاز مع مراعاة الفرق بين الأولى والثانية . وكل ما سبق يدل على براعة توظيف الشاعر .
يقول البلغاء أن أفضل التشبيه هو تشبيه بذاته وحقق هذا الشاعر في قصيدته "أهي جات فنجده يقول " هي الشمس تطلع إيه ؟ / غير صبح / وبذراية القمح تطلع إيه ؟/ غير قمح .."
اتسم أسلوب الشاعر بنقيضين الأول:القفز في نفس النقطة وهو ما يطلق عليه الشاعر "الحركة الثابتة " وما أراه أنا دوران في دائرة مغلقة ويظهر هذا من خلال أن تكون جملة البدء هي نفس جملة الختام وتعدد ظهور هذا في عدة قصائد في الديوان مثل قصيدة "بينط من كتر الزحام " و " أشواط إضافية " مما يوحي بيأسه فكأنه بعد أن ترك قصيدته تقفز وجد انه لا جدوى من ذلك فعاد إلى حيث بدأ , وعلى النقيض يستخدم داخل القصيدة الصورة المتحركة وهي العنصر الثاني , ويظهر في قصيدة" وبتدفع للأيام كرتة " في قوله " و ”ف" عز الشمس ما رايحة / ورا ضهر الأيام / نوّام الضلّ" وفي قصيدة "بكهرب العواميد " يقول " وأشوف الناس / تضحك وتسقف/ حواليها / وهي بتنزل /دمعة ف ديل الدمعة "
كما اهتم الشاعر بعرض مقلوب الحدث , فمثلا المطاردة لديه عكسية فالمطارَد أقوى من المطارِد مثلا في قصيدة "سكتة حبية " يخاطب حبيبته قائلا " يا أم القلب الواقف / على باب المعبد / بيطارد حتشبسوت " وفيه تعظيم لقلب المحبوبة الذي يضاهي في جلالته لديه الملكة العظيمة حتشبسوت بل ويطاردها , وفي نفس القصيدة يقول " أهي بتطارد أحلامي الوحدة " فجعل الأحلام وهي الأكبر والأعظم تطاردها الوحدة والطبيعي أن تكون الوحدة سببا للأحلام , وقوله في قصيدة " علموك الميتين " " الشمس/ اللي حالفة/ لتتكسف مني " فهنا جعل الشاعر من الشمس التي يعم نورها على كل الكون تخجل من الشاعر, كما يظهر مقلوب الحدث لديه في قصيدة " برسيم صيني" " فمتطلش / م الطاقة اللي بنفتحها لتحت " فالمتعارف أن الطاقة عبارة عن فتح السقف والسقف أعلى لا أسفل , كما يقول أيضا في قصيدة "الأحلام الكحلة " " على قدمك شايلاني / لتااااسع أرض " فكلمة "شايلاني " تدل على الرفع والرفع يكون لأعلى وليس لأسفل .
أما عن استلهام التراث فقد جاء متناسبا مع ما اقتضاه الأمر
فيظهر في ذكره "للمعبد ,حتشبسوت, سيف , رمح , ..."
أما عن النزعة الدينية في قوله " فين المحراب اللي اتأسف لأداة الفرض" وفي قصيدة "أبوس الآه " " ومعاهم طوق فل وياسمين / والكرسي والإخلاص وياسين / هقرالك كل صباح سورة"
أما عن التأثر بالموروث الشعبي فتأثر بالمثل الشعبي " لبس البوصة تبقى عروسة" ولكن تأثر عكسي فالبوصة في نظره لا تتغير أبدا وربما قصد هنا الجوهر الذي لا يتغير فيقول في قصيدة " مجنونة لكنك " "لا عمر البوصة / هتبقى عروسة / ولا المانيكان المصنوعة من الجبس تحس"
أما عن ملاحظتي لتكرار الألفاظ في عدة مواضع فنجد :
1- تكرار كلمة "وش " في موضعين الأول في قصيدة " وبتدفع للأيام كرتة " يقول " البس كام وش " والثاني في قصيدة " بكهرب العواميد " " لابس نفس الوش ونفس الزي" والوش هنا هو القناع الذي يدل على عدم ثقة الشاعر بمن حوله لتقلب حالة المجتمع
2- تكرار الألفاظ الدالة على السرقة حوالي خمس مرات وبالرغم من أن التكرار عادة يؤخذ على الشاعر إلا انه هذه المرة جاء تكرار موظف , فالشاعر تارة مسروق ومظلوم وكان هذا الأغلب حيث كان هكذا في ثلاث مواضع من الخمسة الأولى في قصيدة " مجنونة لكنك " حيث قال " سااااااارقة محبتنا المجنونة " والثانية في قصيدة "ألعن وأسب " في قوله " تموت المسافة اللي سارقاكي مني " والثالثة في قصيدة " وبتدفع للأيام كرتة" " فالهم يمل / يسرق له شوية وقت "
والحالة الثانية أن يكون هو السارق وجاءت في موضع واحد وهو في قصيدة " كلم أوفا يا أحمد " "أسرق تنهيدة بطول السكة " وربما جاءت السرقة هنا استردادا للحق المغتصب ففي الحالتين كان الشاعر هو المجني عليه.
أما الحالة الثالثة فكأنما وجد الخلاص باسترداد حقه بنفس الطريقة التي سلب منه بها , فاقتنع بذلك وحرض على السرقة فقال في قصيدة " وبتدفع للأيام كرتة " " اسرق من عمرك عمنول".
وأخيرا الألفاظ :
استخدم الشاعر ألفاظا سهلة وبسيطة , بينما تميزت ألفاظه بالتنوع مما يدل على اتساع قاموسه ,فقد استخدم ألفاظ غريبة أو مستحدثة مثل: " باس ورد , كود , بلنت , فيروسات ، left ,......
كما تميزت عباراته بجمع الأضداد مثل" لبسيني فرو صيفك "وغيرها ..
ظهر بوضوح تأثر الشاعر بدراسته العلمية في استخدامه لألفاظ مثل ط معادلة , عامل حفاز ، مبرد , معامل , المطلوب إثباته " , أما في صميم تخصصه كمهندس زراعي "الطين , الأوراق , البذراية , الصحرا , الساقية , المحصول , الورود , الجذع ,الفدادين , السباطات ,الترعة, الطرح , المنجل ,برسيم ,.....
كما تعددت موضوعات القصائد بين العاطفية والسياسية والوطنية والاجتماعية..
حقا من خلال رؤيتي لهذا العمل الأدبي الرائع أشهد ان مازالت تربة الصعيد ولادة ..
واخيرا / إليك ..
ستبقى أنت أستاذي و أعشق صف تلمذتك
وتبقى أنت مدرستي لأنطق مثلما لغتك
لأنـــــــــــك أنت كــــلّ الـــــكــــون
فأســمـــح لــــــي أراهُ عـبــر نـافــذتــك
مع خالص مودتي
خطيبتك / وفاء
وفاء ياسرمحمد
شاعرة
عدد الرسائل: 9 نقاط: 17 تاريخ التسجيل: 01/11/2010