معاك فكة خمسة جنيه !!

معاك فكة خمسة جنيه !!

الله يرحم أيام زمان كانت أيام جميلة ، مش زمان قوي يعني .. تقدر تقول من 25 أو 30 سنة بس! ، أيام كان فيها بركة وخير كتير ، الموظف كان راتبه 70 جنيه في الشهر وكان بيكَفّيه هو وعيلته وزيادة .. الله يرحم لما كان الواحد منا يلف على الدكاكين عشان يفك الخمسة جنيه ، مرات كنا نلاقي الفكة بسهولة ومرات كان يطلع لنا بقال مكشر ولاوي بوزه شبرين ويقول مفيش فكة ، مع أنك لو فتحت
الدرج ممكن تلاقيه مليان جنيهات وخمسينات وأرباع وقروش عارف ليه ؟ لأن صاحبنا عايزك تشتري منه وتنفعه بأي حاجة حتى لو بعشرة أو خمسة صاغ . طبعا من حقه مانقدرش نقول حاجة وكل واحد حر في ماله ، أصل البقال في الزمن ده كان بيبقى فرحان قوي لما كان يبيع بجنيهين أو تلاتة في اليوم .. كان يحمد ربنا ويبوس إيديه وِش وضهر ، ويقول انهاردة أمي داعية لي وأبويا راضي عني ، روح شوف الدكاكين والسوبر ماركتات دلوقتي هاتلاقي الادراج الخشب اتغيرت بقت ماكينات الكترونية وآلة حاسبة بتحسب وأدرجها بقت بتفتح أوتوماتيك ... ما شاء الله أصبحت مليانة ورق أحمر من أبو مية وميتين وأبو خمسين جنيه ، وواحد لابس زي الباشا قاعد قدامها ، وبعد كل ده تلاقي صاحب المحل أو السوبر ماركت يقولك الحالة تعبانة ومفيش فلوس اظاهر ان الناس فلست محدش عاد بيشتري زي الأول ! عارف ليه لأنه مستعجل وعايز يجمع بسرعة تمن الديكورات اللي عملها في المحل واللي تمنها ممكن يزيد عن أضعاف البضاعة الموجودة .. سبحان الله.
راحت فين أيام زمان لما كنا بنفك الخمسة جنية ، عشان ندي لاولادنا مصروفهم منها ، خمسة صاغ أو عشر قروش وهمه رايحين المدرسة ، والواد كان بيبقى مبسوط وفرحان بيها ، اصله كان بيشتري سندوتش بقرشين ويجيب بزيهم حلاوة وكان ممكن يحوش بالباقي ويحطهم في حصالة خشب أو في علبة سردين أوعلبة سلامون، ولما كان يفتحها آخر الشهر ويلاقي فيها عشرة أو خمستاشر جنيه ، كان يبقى فرحان قوي ومظقطط بيها ومابيبقاش عارف يشتري ايه ولا ايه ،وكان بيسلف امه و ابوه منها ،والله كانت ايام حلوة شوف دلوقتي العيل وهو رايح المدرسة بياخد كام اقل شئ جنيه أو اتنين واللي حالته متيسرة ممكن يعطي ابنه خمسة او عشرة جنيه مصروف كل يوم .. وفي النهاية العيال ماعادتش بتفهم حاجة من المدرسة ولازم دروس خصوصية ومجموعات بالشئ الفلاني وبرضه بتكون سرحانه اصلهم عايزين المدرس يخلص الدرس بسرعة علشان يروحوا يلعبوا في الشارع ولا النادي أو بلاي ستيشن ولا يتصفحوا الانترنت .. اصل كل عيل دلوقتي بقى عنده كمبيوتر وايميل وعضوية في المنتديات ، وفيه منهم اللي مسمي نفسه روميو والا جاكسون وعامل توقيع كله غراميات وحاطط تحت اسمه صورة ممثل ولا ممثلة علشان يلفت الانتباه ويقولوا عليه رومانسي والا حبِّيب .. والبنات كذلك او واد جنتل وابن ناس مايعرفش ان ابوه طافح الكوته وامه شقيانه ليل نهار علشان يتعلموا ويتخرجوا ويحصلوا على الشهادة ويبقوا بني آدمين زي الناس ، الحالة بقت صعبة جدا على الناس اللي اصبحت بتكلم نفسها في كل مكان وبتحسبها وبتجيبها يمين شمال علشان تعيش والراتب يقضي مصاريفهم في الشهر ، معدش حد بيغني في الحمام ولا بيضحك ويكركر بنفس مفتوحة زي الاول اصلهم خايفين على مستقبل ولادهم وبيفكروا كتير في حالتهم وهيعملوا ايه بعد ما يتخرجوا من الجامعة وهيشتغلوا فين وبكام و هيجهزوا بناتهم منين واولادهم هيجيبوا شقة بكام وازاي ماهي مسؤولية كبيرة عليهم بردوا ومن حقهم يطمنوا علي اولادهم امال همه عايشين لمين وليه؟!، والمشكلة الكبيرة لو عيل منهم مرض والا لا قدر الله وقع اتكسرت رجله والا حصل له حاجة هيعملوا ايه والا هيروحوا فين وهيجيوا منين ، خصوصا اننا بقينا نسمع عن امراض خبيثة ماكناش نسمع عنها قبل كدة زي السكر والضغط وفيروسات الانفلونزا وغيرها اللي معدش بينفع معاها الاسبرين ولا النوفالجين اصل دلوقتي بقى فيه تحاليل بالشئ الفلاني ودكاترة كشفها فوق الميت جنيه وياريت تلقى حجز دا ممكن يقولك تعالى بعد اسبوع ولا شهر ولو عايز تقرب المدة وتكشف بسرعة اعمل حجز مستعجل وادفع يا عم الحاج علشان تقدر تعالج ابنك لحسن يروح منك في شربة ميه وساعتها هتقول ياريت وكمان ممكن تراضي التمرجي وتدي له عشرة جنية عشان يدخلك بدري يقدم دورك والله مش عارف الناس هتعمل ايه ولا ايه دا حتى اعادة الكشف بقت بفلوس مع انها مخصصة لمتابعة علاج الكشف وعلشان صاحبنا يشوف تشخيصه للمرض وروشتته جابت نتيجة والا لأ سبحان الله فيهم ، طيب الناس الفقرا هايجيبوا منين وهايعالجوا اولادهم ازاي؟ كل ده والعالم بيسأل ويقول الفقير ليه عايز يرجع لأيام زمان وليه الغني بيدور على راحة البال .

أحمد محمد أحمد مليجي

أخى الغالي أحمد
رحم الله هذه الأيام كانت بحق جميلة
ليست لأنها مرت و لكن لننا كنا صغارا و لم نحمل المسئولية بعد
أتذكر فى السبعينات عندما كنت تلميذا بالابتدائي
كان ( النص فرنك ) شيئا نشترى به الحلوى و كان ( الشلن )
ثروة تستحق الفخر .
كانت الدنيا مازالت بخير اليوم زادت الأموال و قلت بركتها
دمت بخير

عاطف الجندى (الخميس ديسمبر 16, 2010 6:54 am) كتب:: أخى الغالي أحمد
رحم الله هذه الأيام كانت بحق جميلة
ليست لأنها مرت و لكن لننا كنا صغارا و لم نحمل المسئولية بعد
أتذكر فى السبعينات عندما كنت تلميذا بالابتدائي
كان ( النص فرنك ) شيئا نشترى به الحلوى و كان ( الشلن )
ثروة تستحق الفخر .
كانت الدنيا مازالت بخير اليوم زادت الأموال و قلت بركتها
دمت بخير

السلام عليكم

أخي الفاضل الشاعر الكبير عاطف الجندي

شكرا جزيلا لحضرتك

جزاك الله كل خير

» 60 جنيه
» جنيه فضة
» معاك
» واحلم معاك
» " الربع جنيه " قصة قصيرة من سلسلة الآبدة