في لحظة صمت..!
شعر:محمد الزينو السلوم
----------------------------
في لحظة صمتٍ
رحت أقلّب صفحات الماضي
كان الماضي يوماً عرساً سحرياً في لوحات فنيةْ..!
أمجاد تترى مثل السيل علينا..
كانت صفحات ملئى بالألوان القزحية تنبض حباً وحياةْ
هل من عودةْ.؟!
صفحات راحت تترك أثراً لا ينسى في النفسْ
تسأل عن حلمٍ يأتي فوق حصان أبيضْ
لا أدري .. مرّ العمر ولم نبصر شيئاً ..
أتراها غرقت في بحر الظلمات بلا عودة.؟
*
في لحظة صمتٍ ..حزنٍ ..
عدت لصفحات الحاضر أقرؤها سطراً..سطراً..
لا أجد بها حتى ضوءاً يسكنني..يوصلني لطريق نجاةْ
يأساً .. بؤساً .. وكاني في الرحلة بحار يغرق .. لا منتقذْ ..!
طمست كل الألوان .. الأسود غطّى البحرْ
ليلٌ يفجعنا .. لا قمر .. لا نجم .. لا من يزرع فينا الفرحةَ..
نأكل .. نشرب .. حتى اللقمة مزجت بالدمْ ..!
هذا الشبح النحياه بخوفٍ, يزرع فينا الحزن على أنفسنا ..
بات الدمع يعشش في العينين, يعنكب ..
ينتظر اللحظة كي يتدفق نهراً يترك فوق الوجه أخاديداً لا تنسى..
*
في لحظة صمتٍ .. حزنٍ .. ودموعٍ ..
رحلت روحي للمستقبلِ ..
صفحات لم تكتب بعد ..
هذا الشبح القادم من ليل الغربة يقترب رويداً ..
لا نعرفهُ ..لكنْ نعرف ما يحمل بين الأنياب إلينا ..
ما يحمله إلى الأبناء .. إلى الأحفادْ ..
لعلّ الله يبدّل ما يحمله بخيرٍ للناسْ
أدرك أن من الصعب على المستقبل أن يركب درب الخيرِ ..
ولكنّ الأمل يراود أفكاري حتى لو ..
ماذا بعدُ .؟؟
من الماضي .. للحاضر .. للمستقبل ..
كل في شاكلةٍ يعمل إيقاعاً يتبدل .. ألواناً تتجدد ..
أمواجاً تتصارع في بحر العمرِ ..
تذوب على الشط بمدٍ أو جزرٍ ..
لا تترك اثراً فوق الرملْ ..
ويمضي العمر ..
صفحات تمضي .. صفحات نقرؤها ..
صفحات تأتي فيما بعدْ
لم نقراها بعدُ ولكنْ ..!
عربات تتبعها عربات .. وقطار خلف قطارٍ ..
الماضي يتعثر بالحاضر ..
والحاضر يخشى المستقبلَ .. ماذا لو ..؟
*
لا زلت أعيش بلحظة صمتٍ ..
أذكر أني غافلت اللحظة وفتحت الباب على مصراعيهِ ..
رايت الشمس تلوّن روحي بالأبيض ..
والخضرة تزرع فيّ الورد ..
شممت العطر ..تنفّست الصعداء ..
تركت الباب على مصراعيهِ .. مشيتْ ..
نادتني اللحظة: عدْ ؟
لم أعبأْ ..
تابعت السير ولم أتلفّت خلفي ..
نفسي غارقة في الخضرة والورد ..
وروحي متعلّقة بالضوء ..
***