|
| البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأربعاء أكتوبر 27, 2010 10:14 am | |
| البحث عن الحقيقه ***** (( الأجزاء الخمسة مجمعة )) (1)
أمام طاولة خشبية مستديرة مصممة على الطراز الإيطالى الكلاسيكى , تتوسطها مرآة .. يجلس بمعطفة البنى الأنيق .. كان المقهى راقياً .. الموسيقى هادئة .. فى هذه الليلة من ليالى باريس الساحرة , كان ينتظرها بشوق وحنين تظهر من خلال قبعته خصلات الشعر الأبيض تضفى على وجهه لمسة وقاراً مع زرقة عينية .. يزداد إحمرار وجنتيه وسط حبيبات الثلج المتطايرة أمامه , يحتسى فنجاناً من القهوة .. يتصاعد دخان سيجارته الى أعلى مع بخارالماء المتصاعد من فنجان قهوته يتعانقان فى مقابل الهواء البارد يصنعان دوائر دخانية من حوله فيبدوله المشهد خلاباً , .. يأخذه الى التأمل فيما حوله بسعادة , تزداد حدقتا عينيه إتساعاً وبريقاً لامعاً .. يأخذ نفساً عميقاً تهاجمه الذكريات وتتوالى أمام عينيه أحداث الماضى بكل ما تحمله من معانقات لسواحل جماليه وفرحة , ومحاربات بسواحل تيهه وشروده ............. يترك العنان لها لتتجول بداخله كيفما تشاء , .. يخرج قلماً من جيبه ويكتب فى منتصف السطر .. (( شجرتى الحانية )) وفى لفتة عفوية بعينية يراها أمامه على الجانب الأخر من الشارع قادمة مسرعة فى إتجاههُ .. يبتسم لها , .. تتسع حدقتا عينيها مرحاً تعبرالشارع بلهفة ..وهى تُحكم إغلاق معطفها الأسود بيدها اليمنى .. واليسرى فوق غطاء شعرها الأسود المنسدل على كتفيها ومحكم من أعلى بقبعة صوفية أنيقة .. تغمض عينيها لطوفان صقيع الهواء القادم اليها وتبتسم منتشية , نهض منتصباً فارداً ذراعية فى إستقبالها وعند وصولها ألقت بنفسها داخل أحضانة بشوق ولهفة وحنين زائد وتعانقا وتبادلان القبل الحارة على الوجنتين , _ ياااااه معقول يا بابى المفاجأة الجميلة ديه .. أنا أسعد مخلوقة فى الدنيا أنى شوفتك إنهارده !!. بإبتسامته الهادئة ورصانة المعهودة . _ معقول تصدقى إنى محضرش حفل تخرجك ؟!. _ أنت أجمل أب فى الدنيا . يزوم إستحساناً _ إنتِ اللى بكاشة .
( 2)
كان يجلس فى شرفة الغرفة بالفندق ذات الأثاث الراقى , عندما سمع صوت النادل يطرق الباب .. نهض وفتح له لوضع طعام العشاء وخرج فأغلق الباب , وعادَ ثانية أمسك بقلمه .. مدونته أمامه على الطاولة ..همَّ ليكتب .. فجأة وضع يده على جبهته . _ ااااه أشعر بصداع شديد . كانت قادمة نحوه بنشاط وحيوية ترتدى روب حمام وشعرها مبلل فسألها . _ لديك مسكن للصداع .؟ _ أيوه .. ثوانى ثم مردفة . _ كان يوم مرهق أليس كذلك ....؟ بإبتسامه هادئة وبعينين براقتين _ لكنه إرهاق لذيذ . _ ماهذا لم تتناول شىء حتى الأن . ؟ _ منتظرك حبيبتى . _ ماذا تكتب .. قصيدة جديدة ؟ _ لا .. رواية . _ الله ستكتب رواية . ثم بنظرة خاطفة الى الورقة التى أمامه .. قرأت بصوت _ شجرتى الحانية . وسرحت بخيالها كأنها تذكرت شىء ما . _ ااه بالمناسبة .. ما حكاية الشجرة التى بحديقة منزلنا فى مصر .. التى كنت تجلس كثيراً أمامها تتأملها .. وكنت دائم الإعتناء بها .. ألها ذكريات خاصة معك . ؟ _ نعم لها حكاية طويلة جداً لأنها تذكرنى بمحمود . _ محمود ؟ مستفسرة _ كإسم جدى .. من محمود وما حكايته ؟ _ حكاية طويلة .. أود أن أحكيها لكِ ولا أدرِ من أين أبدأ , نحن فى حاجة الى وقت طويل جداً .............. _ إحكيها لى .. إبدأها حيث شئت فأنا أود أن استمع إليك أطول وقت ممكن وأود أن أستمتع معك بكل دقيقة تقضيها معى قبل أن تسافـ............ مقاطعاً . _ نسافر ..... _ كيف ؟ _ لا تقولى أنك ستتركيننى ثانية وتبقين هنا , أنا محتاج إليك بشدة بعد وفاة أمك وبعدها جدتك وحياتى تفتقد الى اللمسة الأنثوية الرقيقة , حياتى أصبحت جافة لا لون لها ولاطعم ولا رائحة . _ لكن يابابا . _ أرجوكى لا تخبريننى عن أى عروض أو مشروعات مستقبلية .. لا تحرميننى منك ثانية . _ حسناً نأجل كلامنا فى هذا الأمرالأن وإحكى لى عن محمود والشجرة . قالتها بدلال وإبتسامة . حدق فى عينيها . _ وسوف تعودى معى أليس كذلك .؟ عادت تبتسم . _ أمرك يا أحلى بابا فى الدنيا . _قل لى لماذا هذه الشجرة تذكرك بمحمود ؟ . _ لأنهُ كان عنده شجرة مثلها أمام بيته فى شارع من شوارع مصر القديمة , تطل على شرفتهُ مباشرةًً , وكان يعتنى بها بنفسه , ودائم الجلوس أمامها يتأملها أثناء مناجاته مع نفسه سراً..كأنها صديقته تشاركه همومه وأفراحه. _ وما حكايته التى جعلتك تتذكره هو والشجرة .. بل تزرع مثلها فى بيتنا . _ سأحكى لك من أول يوم عاد فيه من سفرٍ كان لا يتوقع عودة منه , ولكن ممكن من فضلك قبل أن أبدأ آكل لقمة فى الأول . قالها بتوسل مداعباً . نظرت أمامها الى الطعام وضحكت . _ ههههه .. نحن لن نتناول العشاء حتى الأن !! _ إنتبهتى الأن فقط ؟
( 3)
عندما عادَ محمود من غيبته منتصراً تغمرهُ نشوة الإنتصار والسعادة تتلألأ فى أعين الناس بهذا النصر العظيم .. كل الوصف لا يكفى لوصف كيف كانت الفرحة بهذا النصر .. إنهُ نصر أكتوبر المجيد , كانت الناس سكارى دون شراب .. الرايات والزينات فى كل الشوارع والأغنيات فى كل مكان ............
كلما قابلهُ أحداً من الجيران كان يهلل له بفرحةٍ غامرةٍ , محمود كان يتمتع..بروح مرحة وخفة ظل كمعظم المصريين ........ خمرى البشرة ..متوسط الطول ووسيم لكنة كان جاداً فى تعاملاتهُ المالية .. متردد فى قراراته المصيرية ودائم القلق وطموحاته بسيطهُ .. وكان لهُ محل صغير لبيع المواد الإستهلاكية ( بقالة ) بدأ فى إدارتهُ بعد تخرجه فى كلية التجارة , وكان يمتلك قطعة أرض صغيرة ببلدتهُ ميراث له هو وأختهُ سميه التى تصغرهُ بخمس سنوات ........ صعد السلالم إثنتين إثنتين مسرعاً للقاء زوجتهُ والإحتفال معها بعودةِ سالماً فلم يجدها بالمنزل , قابله عم صالح جارهُ المسن صاحب الملامح السمحة طويل القامة عريض المنكبين صاحب البشرة السمراء ..وتجاعيد وخبرات الزمن ترتسم على وجهه .. وبعينيه لوحة بها ألوان قوس قذح بكل درجاتهُ المعنوية والخفية ,
وإزدادت سعادتهُ عندما أخبرهُ عم صالح بأنه سيرزق بأول طفلٍ لهُ .. وأن زوجتة بالمشفى منذ صباح اليوم فى حالة وضع . سألهُ بمفردها .. أخبرهُ بأن إبنتهُ إيمان معها , وأنهُ هو وإبنتهُ عَلِما بأنها غريبة هنا وليس لها أخوة وأقاربها فى بلدتها مشغولون , وطمأنهُ أن إبنتهُ دائماً كانت معها ترعاها طوال الوقت . إبتسم له ُ قائلاً . _ جزاك الله وإبنتك خيراً ياعم صالح . _ شكراً ياولدى ثم مردفاً . الناس لبعضها , هيا غيـَّر ملابسك لنذهب اليها . _ حالاً يا عم صالح . وذهبا سوياً .. محمود كانت تغمرة مشاعر متباينة , إمتزجت فيها الفرحة مع القلق مع الخوف .. بالرغم من كل الأحداث التى كانت تدعو الى التفاؤل لكنه كان غير متفائل ولا يدرى ما سبب عدم تفائله , ربما لأننا هكذا غالباً لا تكتمل سعادتنا , أولأنها التجربة الأولى لهُ . عندما وصل يجر قدميه اللتين كانتا ترتجفان بإحساس يرتابه .. إحساس غريب وخارج عن إرادتهُ .. سبقه ُ عم صالح فتح باب الغرفة بعد طرقهُ.. ووراءهُ محمود ( فوجد ) إبنتهُ إيمان تحمل الطفل وهى تبكى والطفل أيضاً يبكى بشدة وكأنهُ يدرك مدى قسوة الحياة بدون أمهُ , إلتفت عم صالح الى محمود بنظرة مشفقة , بعدما أومأت لهُ إبنته رأسها بالإجاب عن سؤالهُ دون أن يتفوهان بكلمة واحدة , بينما محمود ينظر أمامه الى السرير الفارغ الذى بجوار سرير إيمان فى ذهول .. ربت عم صالح على كتفهُ وقال . _ أنت رجل مؤمن ياابنى ( إن لله وإن إليه راجعون ) . ثم إقترب منه ليضمه الى صدره .. دس محمود رأسه فى صدرعم صالح وظل يبكى .
******************************
( 4 ) **
مرت أيام العزاء أصعب أيام حياتهُ , وذهب كلٌ من أقاربهُ الى غايتهُ .. دنت منه سميه وضعت يدها اليمنى على كتفة .. وهمست بصوت خافت حزين . _ إحضر لى الولد يامحمود . ثم بأسى أردفت . وربنا يعينك ويعيننى فيما نحن فيه .. الحقيقة أننى لا أعلم كيف سأقدر على رعاية ثلاث رُضع ولكن ما باليد حيلة هذا قضاء الله ولا راد لقضاءه . لم ينبث بكلمة واحدة .. تركها وخرج طرق باب الشقة التى فى مقابل شقتهُ , فتح له عم صالح وأستقبلهُ بترحاب وعرض عليه الدخول ليتحدث معهُ رغبةً منهُ فى مواساتهُ والتخفيف عنه ., ودار حوار بينهم أخرج محمود فيه خلجات وجدانه صرح له عن حزنه الشديد بشأن أخته التى وضعت توأم منذ أربعة أشهر وأن إبنه سيكون عبأً عليها , قاطعة عم صالح . _ إبنتى إيمان لديها إستعداد أن تتولى رعايته , هى أعربت لى عن رغبتها فى تولى رعايته حتى يشب , فهى متفرغة الأن بعد إتمام دراستها ولا تعمل . بدا على محمود الإرتباك وأبدا رفضة بشدة . _ لا ياعم صالح يكفى ما فعلتموه معى الأيام الماضية . _ لا داعى لكل هذه الحساسية الزائدة ياابنى كلنا أخوة ولابد أن نقف بجانب بعض فى الشدائد . تمتم محمود مرتبكاً . _ لربما وجدت عملاً فى وقت لاحق . _ لا .. هى ليس لديها رغبة فى العمل لأسباب كثيرة منها رعايتى والإهتمام بى بعد وفاة أمها وزواج أخوتها .. وأيضاً لظروفها الصحيه . بنظرة تحمل معانى الشفقة سألة . _ لا بأس عليها مابها ؟ _ لا أبداً فهى فقط منذ الطفولة تعانى من روماتيزم بالقلب وليس لديها مشاكل صحية متفاقمة ولكنها لا تستطيع أن تبذل مجهود زائد , وإن حدث وغيرت رأيها وفكرت أن تعمل فسنجد حل لا تقلق . _ ولكن هذا كثير جداً .. جداً . _ سبق أن قلت لك الناس لبعضها . _ أجدنى عاجزاً عن كل كلمات الشكر .. ولا أدرى ماذا أقول . أجابه بإبتسامة . _ لا تقل شىء .. الشكر لله مسبب الأسباب . إستسلم محمود لرغبة عم صالح , وطلب منه إحضار الولد لينام وسيحضره باكراً قبل الذهاب الى العمل . تركه عم صالح وذهب طرق باب غرفة إبنته وطلب منها الطفل لينام , فتحت وأخبرتهُ بصوت هامس حتى لا توقظ الطفل , _ هو نائم الأن .. أرجوه يتركه ينام معى فأنه ملأ حياتى وأسعدنى . محمود كان ينتظره واقفاً أمام باب شقته , أخبره أنه نائم وطلب منه أن يتركه وربت على كتفه مطمأناً إياه . _ لا تخف عليه فلديها خبرة كافية من رعايتها لأولاد أخوتها . سعد محمود وبدأت تصفو أسارير وجهه .. وودعه بإبتسامة قائلاً . _ أمرك ياعم صالح .. تصبح على خير . دخل محمود وأخبر أخته بما حدث وخرج معها يرافقها الى بيتها وعاد صلى صلاة العشاء ونام .
____________
كان الجو بارداً .. أفاقه صوت زقزقات البلابل والعصافير .. فقام غاضباً أغلق النافذة بعنف متأففاً من صوتها , فلم يعد يطيقها بعدما كان صوتها من قبل يثلج صدره , وكانت تصفو أسارير وجهه عندما ينظر من النافذة ويتأمل أعشاشها التى بنتها فوق الشجرة الفارهة قشة .. قشة , اليوم لايريد سماع صوتها ولا رؤية الشجرة التى كان دائم الجلوس أمامها وبدأ ينمو بداخله هذا الوحش اللعين الساخط على الطبيعة الذى لا يرى بها أى جمال .. ألا وهو الضجر . لم يعد لديه الرغبة فى عمل أى شىء , حتى فى الذهاب الى عمله , لم يعد لديه رغبة فى ترك غرفة نومه , تثاقل على نفسه حتى نهض من سريره مجبراً نفسه على الذهاب الى العمل .. لكنه قضى بعض ساعات ثم أغلق المحل وعاد الى المنزل , طرق باب جاره عم صالح .. فتحت له إيمان . بادرها محمود التحية , ردت بصوت هادىء كانت تضع غطاء فوق شعرها من الشيفون الأبيض تظهر منه بعض خصلات من شعرها الأسود الناعم تزيد بشرتها البيضاء جمالاً .. أزاحا الهواء جزءاً أكبرمن الإيشارب فزاد إرتباكها وأسرعت فى رفعه وأردفت برقة وخجل . _ بابا مش موجود . _ لا بأس .. عذراً فقد أشتريت بعض لوازم وأشياء لناصر وأريد .......... قاطعته بإبتسامة . _ سميته ناصر ؟ .. الله .. إسم جميل ويتناسب مع إنتصارتنا العظيمه . حدق محمود بعينيها فشعر برعشة خفيفة وخفقان قلبه , حاول يدارى إرتباكه وأسرع بإبعاد عينيه عن عينيها , سلطهما فى إتجاه الشنطة التى كانت بيده وأردف . _ هذا سبب تسميتى له بهذا الإسم . ومد يده بالشنطه إليها مبتسماً . _ بالمناسبة أحب أن أشكرك على صنيعك معى . _ أنا التى أود أن أشكرك أنك تركته لى لأسعد به .. وأحب أطمئنك بأنى سأرعاه جيداً .. لا تقلق . _ كيف لى أن أقلق وبجوارى رفاق مثلكم . وأومأ مودعاً لها بإبتسامة صافية قائلاً . _ أتمنالك يوم سعيد .. السلام عليكم .
***************************
(5)
توالت الأيام واليالى , ومرت الأسابيع وهو يرى إبنهُ أمامه يكبر ويزداد وزنه يوم بعد يوم .. وتوالت بعدها الشهور , كان كل مافيها وكل ما يزدانـُها تلك اللحظات التى كان يحظى بها عند رؤية جارتـُه الحسناء ويسعدهُ حظهُ بالحديث معها , على الرغم من أنها كانت أحاديث قصيرة , ولكن ذكراها كانت تكفى لملىء فراغ قلبه البائس التعيس .. كان يرى فى رقة وحنان كلماتها الدفء الذى يهتز له قلبه ويحرك وجدانه , فهذا الشعوركان فى حاجة إليه والذى لم يمر به من قبل , فقد كان يتصرف كالأطفال فى بعض الأحايين , فكان وهو عائداً من عمله يتلصص كالمجرمين بجوار باب شقتها متحيناً أية فرصة لرؤيتها أو سماع صوتها .. فمرات يسمعها وهى تتلو بعض أيات من الذكر الحكيم .. وأخرى يسمعها تغنى . فصوتها يظل يرافق إذنيه ويؤنسه فى وحدته , وكلما جنَّ الليل عليه .. وهاجمته آفة الوحدة والفراغ . كان يتنسم شذا عبيرها يعبق أرجاء المكان , ويحس حرارة أنفاسها تلفح وجهه .. بل كان يتصورها مثل الفراشة المسكينة فى المشهد ذاك مع زهرة التيوليب , تذكر وقتها حين أستجمعت الفراشة المسكينة كل شجاعتها وجراءتها وأرتمت بقلب زهرة التيوليب لترتشف الرحيق رشــــفة .. رشـــفة , وإذا بزهرة التيوليب تنتشى فتلقى بأوراقها حول الفراشة وتضمها تارة بحنو وتارة بقوة .. حتى يبدو على الفراشة وكأنها تتألم .. كأنها بإبتسامة يعلو صوتها بأنينٍ منادية راجية لها بفك الحصار عن جناحيها حتى تستطيع أن تتنفس , إذا بزهرة التيوليب مستمتعة بأنين الفراشة فتزيد إقتراباً بكل أوراقها حتى تختفى الفراشة تماما بين أوراقها ويصبحان وكأنهما شيئاً واحداً وكياناً روحياً واحداً .. وهكذا كل ليلة حتى الصباح .
***** كان عندما تزورة أخته سميه لا يكف عن الحديث عنها , عن صفاتها عن صوتها .. حتى عن مفرداتها .. بل كان يرددها بعفويه أمامها , جعلها تبتسم وتنظر إليه نظرة تشى بالشماتة ِ والتشفى المستحسنة مازحة معه . _ إنت وقعت يامحمود .. محدش سمى عليك يامحمود . نظر إليها ويبدو عليه الإرتباك .. وبتلعثم . _ مش .. م - ش - عارف يجوز . _ يجوز ههههه . _ اليوم الذى لا أراها فيه يصبح أصعب أيام حياتى , لم يحدث هذا لى من قبل فأنتِ تعلمين كيف كانت حياتى . _ لما لا تتزوجها . خفق قلبه بشدة وكأنه أدرك الأن فقط أنها رغبته الوحيد فى الدنيا , وعاد يتلعثم . _ مـ ش عـارف .. معقول .. وهى هتوافق .. طب .. واا . _ فلا أظن أن شىء يعيبك حتى ترفض , إذا كان على ظروفك فهى تعرفها ودائماً تبادربمساعدتك , وعلى العموم لم تخسر شيئاً إذا لمحت لوالدها وسترى رد فعله . أتى المساء وحل السكون , وبات السحر يحلق فى الفضاءات الواسعة ينشر السكينة على القلوب .. فطرباً وعشقاً تذوب . ولم ينتظر محمود الصباح حتى يتمم سعادته , فذهب بكل شوق يطرق باب عم صالح .
والى اللقاء القادم . إيمان عـــــــبد الوهـاب . *****************************************
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأربعاء أكتوبر 27, 2010 10:16 am | |
| (6)
رحب به عم صالح بعدما برر محمود له سبب زيارته المفاجأة بأنه يشعر بملل وضيق ويريد أن يتحدث معه لبعض الوقت . _ أهلاً بك يامحمود فى اى وقت .. تفضل .. أنا لا أنوى الخروج الليلة . .. وسألهُ . تحب تلعب دور شطرنج .. _ بالتأكيد أحب . جلس محمود متوتراً لا يدرى ماذا يقول .. أحضر عم صالح الشطرنج والمشروب , جلسا يتنافسان بقوة وبذكاء .. تحدثا فى موضوعات كثيرة , إختلس محمود فرصة وتحدث فى موضوعه . _ إقترحت علىَّ أختى أن أتزوج ولكن ...... وسكت قليلاً . _ ولكن ماذا .. ؟ هذا أفضل لك ولولدك ولكن عليك أن تحسن الإختيار . _ فى الحقيقة ياعمى توجد فتاة فعلاً أتمنى الإرتباط بها , ولكن متردد وخائف أن أتقدم لخطوبتها نظراً لظروفى . _ أنت لا ينقصك شىء يامحمود , لا تخف تقدم لها فى أقرب وقت , فخير البر عاجلهُ . إستجمع محمود كل شجاعتهُ وأخبره بأنهُ يود الإرتباط من فتاة جميلة ومن أصل طيب وتحب إبنة وترعاهُ وتسكن أمام شقتهُ , ولكنه لم يذكر إسمها . وأستأذنهُ فى الذهاب الى شقتهُ .. إبتسم عم صالح وأذن لهُ . ذهب محمود لينام حتى يحلم بها ككل يوم . بينما عم صالح دخل لأبنتهُ ليتحدث معها فى الأمر . _ يبدو أن محمود يرغب فى الزواج منك .. لمح لى اليوم ولم أتجاوب معهُ حتى أعرف رأيك ربما........ .. وهز كتفه ويديهُ .. وأردف _ ربما لا تريدين . إلتمعت عينيها وأحمر وجهها وبدا عليها التوتر .. وبإرتباك إبتسمت . _ محمود رجل محترم ورقيق وتتمناه أى بنت . فحدق بعينيها بنظرة شماتة مستحسنه أخجلتها .. وأبتسم _ بقى كده .. بكل هذه السعادة التى تملأ عينيك تجعليننى أود الذهاب بنفسى لخطبته ُ . إبتسمت بحياء . _ بابا . ولم يمر الكثيرمن الوقت حتى تم الزواج . ------------------------------------
فى ليلة الزفاف كانت إيمان حالها كحال أى عروس , تشعر بإضطراب لدخولها مرحلة جديدة فى حياتها .. كان الطقس بارداً .. يداها ترتجفان من برودة الطقس ومما يجول بداخلها من توتر . عندما أغلق محمود باب منزلهما خفق قلبها بشدة .. إقترب منها والإبتسامة تملأ فاههُ .. مد يديه ليأخذ يداها المرتجفتان وضغط عليهما بقوة ليشعرها بالدفء والأمان ويُذهب ما بهما من توتر .. بشوق وهيام نظر فى عينيها وأقترب حتى لامس جسدهُ بجسدها فملأت رائحة عطرهُ أنفها فذابت فى نشوة من السعادة .. أخذ يديها والتف بهما حول عنقهُ وأخذها بين ذراعيه _ لا أصدق أنك أصبحتى بين يدى . مال عليها ولامس خده بخدها وضمها بشدة وكأنه لا يريد أن يتركها أبداً . تنهد تنهيدة عاليه . _ اااااااااااااه سمعت دقات قلبهُ وهى تنبض بسعادة وشوق ولهفة وأحست أنفاسة الدافئة شعرت بحبه وحنانهُ ورقته . وقتها شعرت أن الدنيا مليئة بالسعادة أكثر مما كانت تتخيل .. بل أنها على وجه واحد لا يوجد بها شقاء , ظلا هكذا لدقائق . ثم تراجع قليلاً وأحاط وجهها بكفيه . _ ياالله .. سبحانك .. ماكل هذا الجمال ما هذه الرقة .. ياااا ..... ولم يتذكر وقتها أى كلمة من كلمات العشق سوى كلمة واحدة سمعها بفيلم عربى . _ ياااا ( يا أجمل من رأت عينى ) . علا صوتها بضحكة وهذا ما أراده .. ثم أردف . _ أعرف أننى سأقضى معك أجمل أيام حياتى إن شاء الله . بإبتسامة وقليلٌ من الحياء . _ وأنا أيضاً . مال عليها ولامس شفــ ..... بقبــ ...... بحرارتها ذابا بها الأثنان فى دنيا الأحلام .. سابحان فى عالم من السحر والخيال .. نسوا الدنيا لدقائق معدودات , سرعان ما أفاق محمود وأستطاع أن يتماسك ويبتعد عنها , أفاقت من سكرتها وهو يبتعد قائلاً بهدوء وأعصاب مفتته . _ صغيرتى الجميلة تعالى لنتوضأ ونصلى ركعتين لنبدأ حياتنا بذكر الله .. وندعوهُ بأن يبارك زواجنا ويديم علينا السعادة والهناء . ومال مرة أخرى عليها وقبلها وأخذ يساعدها فى فك إكسسوار طرحتها .
***********************************
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الخميس نوفمبر 04, 2010 12:03 pm | |
| (7) مرت الأيام فى سعادة وهناء فى ذاك اليوم عادا محمود من عمله إستقبلته كعادتها بشوق وسعادة , وكان الإستقبال أشد حرارة لأنه كان يوم ميلاده فقد أعدت له إحتفاليه واستقبلته بالغناء . وحشتنى عدد نجوم السما ... وحشتنى عدد كلام الهوا ................. وحشتنى فى كل يوم .. إنما .. إنما ..... وحشتنى أكتر وأكتر ..................... وحشتنى سَعِد جداً محمود , لكنه كان مشغول الفكر بشىء أخر أهم , فلم يتفاعل معها فى بداية وطلب منها أن تجلست ليحكى لها عما يشغله ويأخذ رأيها فكانت زيارة إبن خالته اليوم فى العمل هى التى جعت الفكرة تنمو فى ذهنه فحكا لها أنه عرض عليه بيع قطعة الأرض وأعطاؤه المبلغ على ما معه لعمل مشروع للملابس الجاهزة , وسيعطيه مبلغاً كل شهر , ولكنه متردد فى هذا . بإستفسار . _ تعطيه مبلغاً ويعطيك مبلغاً ألم تكن شراكة فى رأس المال والأرباح ؟ . لا .. لم يذكر هذا .. هذا الى جانب أننى لا أفهم فى هذه المهنه أساساً, فأنا بالفعل فكرت فى بيع قطعة الأرض منذ مدة ولكن لتوسيع تجارتى , فكان حلمى أن أجعل تجارتى جملة وأن يصبح لى فروع ولكنها خطوة صعبة وتقلقنى جداً . _ بالفعل دع مالا تفهم فيه , وحاول تحقيق حلمك . _ ولكن مازلت قلقاً . _ ما الذى يقلق إذا كان المال لا يكفى فلا تقلق سأساعدك بمسوغاتى وأشترى المحل الذى ترغب فيه ووسع تجارتك كما تشاء . _ لا حبيبتى .. المشكلة ليست فى المال فقط فمن الممكن شراء بعض البضائع بالأجل .. ولكنى قلق من الخسارة . _ حبيبى المكسب والخسارة تتوقف على عدة عوامل ولكنها فى النهاية مقدر .. فعليك أن تفكرفى الأمر وتدرسه جيداً ثم تُقدم ولا تخف . حدق فى عينيها إعجاباً بها وأبتسم إبتسامة تشى بالطمأنينة .. ثم تنهد ومد يديه إليها وجذبها ليجلسها على فخذيه . _ حبيبتى .. أنا لا أرغب فى زيادة دخلى إلا من أجلك أنت .. حتى أتمكن من إسعادك أكثر وأكثر . _ أكثر من هذا ؟ لا توجد سعادة أكثر من وجودى معك , ياعمرى أنا كل ما أريده منك مدى الحياة شيئاً واحداً .. هو قلبك . محمود بإستياء متصنع . _ أنا أسف لا أستطع ذلك . بدهشة وإستغراب . _ كيف ؟ ولماذا ؟ . عادت الإبتسامة الى وجهه . _ لآن قلبى ليس ملكى ولا يوجد معى فقد أخذته أرق المخلوقات منذ أن رأيتها , منذ أن عرفتها لا أجده ولا حتى أسمع دقاته .. ثم مال برأسه على صدرها .. وأردف أصبحت أسمع دقات قلبها وأصبحت لا أستطيع الحياة بدونها . إبتلعت ريقها بسعادة . _ معقول رقتك هذه ؟. وعانقته بعنف وهمست فى أذنة ثلاث . _ بحبك .. بحبك .. بحبك . ومرت الأيام والشهور ولم يحدث حمل فعرضت نفسها على الطبيب , وأجرت الفحوصات اللازمة , وعرفت أنها لابد لها من جراحة لتتمكن من الإنجاب , وعندما سمع محمود هذا , بدا عليه عدم الإهتمام وكأنه مرتاحاً بهذه النتيجة , لاحظت هذا عليه فحزنت بشدة وسألته . _ لماذا هذه الراحة والهدوء ؟ إن كنت لا أعرفك لظننت بك سوء . _ والله حبيبتى لقد سعدت بذلك خوفاً عليك فقد كنت أخاف عليك من الحمل نفسه .. وتطلبين منى أن أوافقك فى إجراء جراحة أيضاً , أنسيتى ظروفك الصحية ؟ لسنا بحاجة الى الأطفال . _ ولكنى لا أريد أن يظل ناصر وحيداً . _ هذا أمر الله .. ما بإيدينا .. وأنا سعيد بكما كل السعادة . فأستسلمت لرغبته . -------------------------------------- بعد أيام جاءها يخبرها أنه سيسافرالى لبنان لأحضار بضائع لشهر رمضان وأنه سيغيب عنها ما يقرب من الأسبوعين . _ لا .. لا أحتمل بعدك كل هذا .. خذنا معك . قالتها بدلال . إبتسم لها . _ والله فكرة..لما لا ؟ ونقضى معاً رحلة رائعة بين المناظر الخلابة هناك . سنسافر معاً بإذن الله . سافروا فى الموعد .. قضوا الليلة بالفندق . _ إستأجرت سيارة لنقضى بها أيام إقامتنا .. سأذهب لأنهى أعمالى وأعود لنقضى رحلتنا . وكانت رحلة شيقة وممتعة مرت سريعاً فلم يشعروا بمرور الوقت حتى اليوم الأخير . كانوا عائدين الى الفندق لتجهيز أمتعتهم للعودة , وفى طريقهم وسط الجبال لمح محمود سيارة على بعد أمتار تنحرف عن الطريق .. وتصطدم بجبل شلت الصدمة تفكيرة للحظات فتوقف , وفى ثوانى إشتعلت بها النيران , فأسرع إليها ونزل من سيارته محاولاً فعل أى شىء لإنقاذ من بداخل السيارة .. ولكن النيران قد إشتعلت فى كل جزء منها , فلم يستطيع الإقتراب وأدار وجهه ليعود الى سيارته فسمع صوت بكاء طفل رضيع على الجانب الأخر من السيارة , مال عليه وألتقطه . _ بسم الله الرحمن الرحيم . أخذه وعاد به الى سيارته .. أخذته منه فكف الرضيع عن البكاء , نظرت للطفل بحزن شديد . _ اااه .. ياإلاهى إنه لا يتجاوز الشهرين , يبدو أن أمه عندما أشتعلت النيران و أحست بالخطر ألقت به من النافذة . _ نعم .. السيارة بها إثنين يبدو أنهم والديه . ضمته الى صدرها . _ إنه جميل ووجهه مريح . _ كل الأطفال أبرياء .. مسكين . قالها بحزن شديد . _ نعم ولكن هذا الطفل عيناه تحدثنى , ويتشبث بيدى أنظر . نظر محمود و بإبتسامة حزينه . _ نعم شَعربحنانك .. فالأطفال يشعرون بالحنان الصادق . سكت قليلاً ثم أستطرد . _ الآن لابد أن نسلمه للشرطة ونبلغ عن الحادث . _ نبلغ عن الحادث هاتفياً .. أما الطفل ..... وبتردد . فا .... فقد أصبح يتيماً .. بل لطيماً .... عادت تتردد وتتلعثم أرجوك نأخذه ونربيه ويصبح أخاً لناصر . _ أهذا معقول ؟ !! قالها بدهشة .
__________________________________________
| |
| | | الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الخميس نوفمبر 04, 2010 6:54 pm | |
|
الأستاذة إيمان .
بجد أنا سعيدة جدا بقرآتي للرواية ،
قرأتها الآن من أول حرف فيها واستمتعت بها جداً ،
وكأني لم أقرأ منها شئ مسبقاً ،
مش عارفة اقول إيه بصراحة ،
لأني مش قادرة أعبر عن مدى إعجابي بالرواية .
أسلوبك السردي رائع رائع جداً ،
وإحساسك الرومانسي الدافي ملوش حل .
تحياتي لك ولجمال ماخطه قلمك .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الجمعة نوفمبر 05, 2010 12:16 pm | |
| - الاء عثمان ((بنت مصر)) كتب:
الأستاذة إيمان .
بجد أنا سعيدة جدا بقرآتي للرواية ،
قرأتها الآن من أول حرف فيها واستمتعت بها جداً ،
وكأني لم أقرأ منها شئ مسبقاً ،
مش عارفة اقول إيه بصراحة ،
لأني مش قادرة أعبر عن مدى إعجابي بالرواية .
أسلوبك السردي رائع رائع جداً ،
وإحساسك الرومانسي الدافي ملوش حل .
تحياتي لك ولجمال ماخطه قلمك . الرائعة الآء أسعدتنى كلماتك الرقيقة أشكرك حبيبتى دمت بكل خير وسعادة . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الخميس ديسمبر 09, 2010 7:26 pm | |
|
8 سكت برهة وبصوت هادىء أردف . _ ربما له أقارب يريدونه . _ وربما لم يكن له ويجد العناء والمشقة باقى حياته , نأخذه الآن ثم نسأل عنه وإن كان له أقارب بعيده إليهم . _ كيف هذا ونحن عائدون مصر صباحَ غدٍ ولا وقت لدينا . زامت ضيقاً . _ لقد نسيت هذا . سكتا يفكران ثم قالت . _ نعود ثم نتصل بصاحبك الذى تتعامل معه هنا ليسأل عنه . حاذت الفكرة رضاء محمود وكان السفر . صباح اليوم الثانى لعودتهم عندما إقتربت منه رأته ينظرالى أعلى شارد الذهن . _ بما تفكر ؟.. إتصل بصاحبك واطلب منه ........ نظر اليها بضيق مقاطعاً . _ ماذا اقول له ؟؟ أقول أننا سرقنا طفل منكم ورحلنا به وماذا أقول عن الحادث ؟ يبدو أننى قد أخطأت عندما طاوعتك فى هذا . شردت ذهنها عندما تنبهت وظلت تفكر كثيراً ثم إبتسمت . _ لدى فكرة .. قل له أنك رأيت سيارة محترقة بأكملها فى الطريق عند عودتك الى الفندق , وبعد العودة تذكرت ان لك صديق يمتلك نفس السيارة ونفس اللون ويعيش بلبنان منذ سنوات ولم تتمكن من تأجيل السفر للأطمئنان عليه والتأكد ومعرفة تفاصيل الحادث .. ولم تعثر على رقم هاتفه وأذكر له اى اسم . تنهد وأبتسم . _ مرحبا ابو عدنان .. أنا محمود . _ أهلين أهلين خيى إتوحشناك كتير . _ يارجل . _ بتصدِق نحنا بنتوحشك واحنا ناضرينك ابو حميد . _ ربنا يخليك حبيبى .. لى عندك طلب صغير ..... _ أأمرنى خيى عويناتى . بينما يسرد له التفاصيل والمكان يقاطعة ........ _ أى خيى بتذكر انى قريت عن ها الحادث , وعلى ما بتذكر تقريباً ما هم مصريين هم صحفيان فرنسيان يعملان بجريدة اجنبية هون .. ويقال ان الحادث به شبهه جنائية , لكنى بتأكد أكتر حبيبى وبخبرك وان شا الله بتطمن . .. صباح اليوم الثانى وفى انتظار المكالمة لمعرفة التفاصيل . كانت الصاعقة التى زلزلت بهما الأرض من هولها وياليتهم ما عرفوا . . بدت ردة الفعل تعبيراتها على ملامحه اثناء المكالمة حتى أدهشت ايمان لما بدا من حجم الأسى الذى ارتسمت بهما ظلت تنظر اليه لإستنباط اى شىء من ملامحة . _ انت تأكدت بنفسك ابو عدنان . _ نعم خيى كما ذكرت .. يهوديان والبعض يقول أنهم دخلوا المسيحية قبل الحادث بأيام . من خلال الحديث حاول محمود ذكر الطفل لزيادة التأكد ولكن عجز لسانه عن إيجاد صيغة للسؤال حتى لا يفشى سره . وأخيراً ذكر صديقه الطفل . _ وكان معهم طفل عمرة شهران ما عثروا عليه يبدو ان أحداً أنقذه وأشفق عليه وأخذه ليرعاه . رد محمود متخابثاً . _ لا حول ولا قوة إلا بالله .. ولم يسأل عنهُ أحداً من أقاربه ليأخذه . _ لا .. لم يسأل احد عن الحادث سوى السفارة والإجراءات الروتينية المعروفه .. ولكنى فرحت خيى على أنى طمنتك نحمد الله إنه ماهو صديئك . _ نحمد الله ابو عدنان .. أشكرك جداً على مجهوداتك . _ لا حبيبى أنا تحت أمرك , بس تأمر , وعايزين نشوفك ما تغيب علينا . _ بإذن الله .. مع السلامة حبيبى . ووضع السماعة وأحنى رأسة فى صمت . سألته بإستغراب . _ ماذا قال لك ؟ لم يرد . _ مابك ؟ أخبرنى ؟ ما الذى أغضبك هكذا ؟ له أقارب يبحثون عنه .. أليس كذلك ؟ لا بأس بعيده هذا أمر ....... قاطعها . _ لابد أن تتقبلى الخبر بهدوء وحكمة . _ لماذا ؟ بصوت عالى وبسرعة . _ هذا الطفل يهودي ؟ . قال الجملة وكأنه يلقى بها من فمه قبل أن يتراجع . سكتت وكأنها لم تسمع شيئاً .. حدقت بعينيه بدهشة مستفسره , حركت هامتها تريد الكلام , يتحجر الكلام على شفتيها , تحاول ثانية . _ يهــ ودي ؟ . فهز رأسه بالإجاب . _ نعم والداه يهوديان تقريباً . _ كيف ؟ .. ولماذا .. وااا.... تقريباً .....؟ ولم تستطع السيطرة على دموعها التى انهمرت على وجنتيها . جذبها وضمها لتهدأ . _ إهدئى حبيبتى حتى ننظر ماذا نفعل بالطفل .. نعيدة ام نضعة فى دار رعايـــ ........... شدت نفسها من بين ذراعيه بإنفعال . _ لا .. لن أعيده . ثم انخفض صوتها قليلاً ومازالت تبكى . _ لن أعيده لأحد يبث فيه أفكاره ومعتقداته . تمسح دموعها بأناملها , ثم بصوت منخفض . _ فقد أحببته ُ . _ نضعه فى دار رعاية . _ والذين سيعتنون به وينفقون عليه فى هذه الدار سيسألون عن أصله أو جنسيته أم سيعتنون به أيماناً بالرحمة والإنسانية التى وضعها الله فى قلوبهم نحن أحق برعايتهُ . ثم أردفت . _ربما أراد الله به خيراً بوضعه فى طريقنا . يرد بحدة وغضب . _ وربما أراد لنا شراً فوضعه فى طريقنا . يعلو صوتها بإنفعال . _ لا يريد الله شراً لأحد , فهو الودود يحب من أحبه ونحن أحببناه فكيف يريد لنا شراً ؟. _ ربما أصبح عدوانياً . _ من أين سيكتسبها ؟. يضغط فكيه الأعلى بالأسفل ويقول . _ من البذرة .. من الأصل . _ البذرة واحدة والأصل واحد منذ بدأ الخليقة من نسل أبانا أدم .. ألم تتذكر حبيبى أن الذى ربا هابيل وقابيل أباً واحداً , وخرج منهم الصالح وأخر الشقي . مازال منفعلاً . _ أريدك أن تفكرى بعقلك لا بقلبك . _ أنا هكذا أفكر بعقلى .. فالعقل يقول والقرآن يخبرنا أن مصير الإنسان صلاحه إن كان أو فساده فى يد الله وحده وهو يعلمه جيداُ لا علاقة بجنسيته او اللون اوالعرق . صمت ولم يرد عليها .. ومر اليوم عليه بمنتهى الصعوبة .. لا يدرى ماذا يفعل أمام رغبتها وإصرارها .. يتملكه الخوف من المجهول . كان نومه متقطعاً .. وفى الصباح ذهب الى العمل لم يجد لدية القدرة والا الرغبة فى عمل اى شىء .. فقط لديه رغبة فى التحدث مع أحد يشاركه قلقه , فترك وكالته للعاملين بها ومشى .. وجد قدميه تدفعان به الى بيت أخته .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: الجزء (9) الإثنين ديسمبر 20, 2010 8:41 am | |
|
(9) _ دلينى ماذا أفعل ؟ كاد عقلى أن يتوه ؟ _ معك حق المشكلة كبيرة جداً يامحمود , ولا أخفيك سراً أننى مثلك حائرة _ ما العمل اذاً ؟ وعيناه مغروغرة بالدموع . _ حقيقة يامحمود هذا الطفل وجهه مريح ومن الصعب على إيمان أن تتركه فهى رومانسية وهذا سيؤلمها . بحزن شديد . _ ومابيدى أن أفعله أنا ؟ _ لى رأى ربما يريحك ويصل بك الى الحل المرضى . بشوق ولهفة . _ ما هو ؟ _ إستخير الله . نظر إليها فى صمت وكأنه يفكر . ولكن عليك قبل الإستخارة أن تنقى ذهنك جيداً من كل شىء , من خوفك وقلقك من المستقبل وأيضاً من رغبتك فى إسعاد إيمان فى تلبية رغبتها وبعدها إصنع ما ترتاح إليه , ولا تندم على شىء .. فالله هو العليم .. ولا يعلم الخير ولا الغيب إلا هو . -------------------- وفعل محمود وبعدها وجد نفسه ترتاح لوجود الطفل معهم وأنه سيزيد البيت سعادة ..وبعدها سموه أحمد . وفى خلال إيام إنتقلوا الى شقة أوسع فى حى أرقى وكانت....... _ إيه ده يابابى هومحمود ده مش بيعرف يفكرلوحده ولا يقرر خالص كده؟ بإبتسامة حنونة . _ ليس محمود وحده حبيبتى هكذا , كثير من الناس ولذلك لابد من اللجوء للشورى فى كثير من الأمور . _ وماذا حدث بعد ذلك قُل لى أنا مشتاقه ؟ قالتها بلهجة سريعة ودلال . _ صبرك عليه دانتى مملة . _ الله يسمحك .. ماشى .. الحساب يجمع . _ ويضرب كمان هههههههههههه . وصفعها على وجنتها مداعباً .. بعد مزاحهم بعض الدقائق أردف .
فقط ياستوانا فى خلال هذه الفترة كان والد إيمان قد توفى , والتحق ناصر بالأبتدائية وبعدها بعام احمد , كانت الأيام تمر والسنوات تمضى فى منتهى السعادة بوجود الطفلين اللذين ملأ البيت بهجة وسرور, عدا بعض الخلافات الأسرية البسيطة التى تحدث فى كل اسرة بالطبع . _ بالطبع دا أكيد . _ منذ تعلمهما النطق والكلام كانت دائماً تحرص على ان تلقنهم كل ماهو مفيد وجيد .. وتحفظهم بعض الأدعية البسيطة والأغنيات التى ترقق المشاعر وتهذب النفوس والتى تحث على الحب والخير , وكانوا ينصتون إليها . " حب خلى الناس تحب .. روح للناس ياحب الحب مالينا غيره .. والله ما لينا غيــــره يدفــينا ينســـينا .. يمحى الحزن فــــينا " نلقى الخير سفينة تعدى بينا ترسى بينا لبر حب .
وكانوا يرددون ورائها فى سعادة .. وكانت أيضاً تتابعهم بإهتمام فى مراحل دراستهم , وتحثهم على الذهاب الى المسجد للصلاة وحفظ القرآن , والغريب فى الأمر أن احمد كان أكثر متابعة وأجمل نطقاً فى تلاوته وعرفت امه بعد ذلك سر هذا عندما لاحظت تذوقه للشعر والموسيقى ومحاولة فهمه , فمنذ كان فى العاشرة من عمره كان يكتب أفكارة على شكل خواطر محاولة منه لكتابة الشعر , ذات يوم سمعها تغنى . من بعد عصر الأمة .. يأتى بطوق الحمامة أدبـاً وفـناً وشـعراً .. نـهجاً لـبر السـلامة كان ابن حزم الأمام بالحب يحيى السلام .
وجدة يأتى بورقة وقلم ويدون ما سمعه , كان ولهاً بتذوق حلاوة الألفاظ وطلاوة المعانى ويسألها . سألها عن الأغنية وعن معانى كلماتها وعن ابن حزم وغيرها من الأسئلة , وكانت تجاوبه فى منتهى السعادة , ولا تبخل عليه أبداً بشىء .............. وتتساقط من عينيه دمعتين رغماً عنه . _ ما هذا عيناك بهما دموع لماذا البكاء ؟ يمسحهما بأطراف أنامله ويبتسم . _لا..لا شىء فقط إرهاق يبدو أننى أريد قسطاً من الراحة .. غداً نستكمل .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأحد ديسمبر 26, 2010 8:59 am | |
|
( 10) _ قلتلك ان الولد ده مصيبة والشر متمكن منه و......... _ ارجوك يامحمود بلاش تدى الموضوع اكبر من حجمه , الولد فى بداية فترة المراهقة وده ممكن يحصل من اى حد مكانه وفى سنه ...... بإنفعال . _ ديه سرقة ياهانم فى اكتر من كده ايه , دانا لازم اموته ....... _ قولتلك دى كانت لحظة ضعف منه وان صاحبه هو اللى اغراء بفعلها عشان يروحوا الرحلة سوى . _ وانا مانع عنه حاجة ما كان طلب منى , انتى مش فاهمة حاجة .... _ أنا اللى كنت رافضة ذهابه الرحلة ودى كانت غلطتى ظنيت انه بكدة هايشوف مذاكرته احسن , وانا اتصرفت معاها ووعدنى مش هيكررها تانى . _ لا .. انا اللى هاتصرف واذا حصلت تانى انا هخلص منه خالص . نظرت فى عينيه وكل علامات الحزن إرتسمت على وجهها . _ ليه كده .. ليه بتقول كده .. وهو بس اللى بيغلط مهو ناصر له أخطاء وله خطأ كبير ومش هين , وده بسبب تدليلك له . _ ايوه قولى على ابنى كلام مش كويس عشان احمد حبيبك . أغلقت فمها وحدقت فى عينيه بحزن ودهشة وأردفت . _ انا .. ؟ انا ممكن اعمل كده ؟ . وتشيح بوجهها عنه متجه ناحية السرير , تجلس على حافته وتأخذ منديلاً تحاول ان تتفادى سقوط الدموع من عينيها . هو يحدث نفسه بصوت خافت . _ ايه اللى انا عاملته ده . ويقترب منها ومازال غاضباً . _ ممكن تقوليلى ابنى عمل ايه ؟ _ لا داعى فقد عالجت الموضوع وان عاد ثانية فسوف اخبرك , وارجوك خد بالك بعد كده من تصرفاتك , عشان احمد بدأ يحس بفرق المعاملة . _ طب قوليلي الغلطة لها علاقة بإيه عشان اعرف ؟ _ لها علاقة بالأحاسيس . يبتسم بسخرية . _ طب ديه حاجة ....... قبل ان يستكمل تقاطعة بإنفعال . _ الخطأ خطأ ومن يفعل هذا يفعل ذاك لا فرق , وهم مازالوا فى مرحلة تعرفهم على الدنيا . زاد إنفعاله وتوتره وبصوت عالى اردف . _ بصراحة انتوا قرفتونى وجننتونى وزهتونى فى الدنيا كلها . بصوت عالى . _ انت اللى بقيت صعب التعامل معاك , ومحدش بقى عارف يكلمك . _ مش ببنيلكم الزفته الفيلا .. ده غير ضغط الشغل والتوسعات اللى بعملها , عايزانى ابقى ايه . _ ممكن بقى تقولى ازاى هانستمتع بيها او بأى حاجة حلوة فى الدنيا وانت بالشكل دة معانا . مازال منفعلاً ومتوتراً . _ انتى مش عارفه انا عايش ازاى وبتعامل مع مين , انا نتعامل مع ناس تقدرى تقولى مش بنى ادمين , لازم طبعاً اكون دايماً مضايق . _ ايوة بس لازم تفرق فى المعاملة بينا وبينهم , احنا مش همَّا , احنا اهلك اللى بيحبوك . قالتها بنفاد صبر وصوتها متحشرجاً . يأخذ شهيقاً ويطرد زفيراً وتبدأ اسارير وجهه فى الصفاء , ينحنى على ركبتيه فى مقابل وجهها ويبتسم . _ صحيح بتحبونى ؟ . قالها بنعومة وهوينظر فى وجهها .. فيبدوعليها الإرتباك وترد بتلعثم . _ اء .. اه .. اه بنحبك اكيد . ثم تشيح بوجهها بعيداً عنه , يضع يده اليمنى اسفل ذقنها ليديروجهها اليه , بينما اليسرى تفك أزرار قميصة ويحدق بعينيها . _ بتحبونى قد ايه ؟ يزداد إرتباكها . _ ايوة غيـَّر الموضوع بقى . بإنفعال متصنع وهويكور قميصة بيده اليمنى . _ يخرب بيت كل الموضوعات اللى فى الدنيا . ويمسح بأنامل يده اليسرى أسفل ذقه علامة التوعد . _ بقى بتحبونى .. انتى اللى جبتيه لنفسك . ويلقى بالقميص بعنف على الأرض ..وتدوى صرخـ......... . -------------- _ هكذا كان دائماً لديه قدرة على تغيير موده وقتما يشاء وكيفما يشاء . _ ده معناه انه لاغى أحاسيسه ويتصرف بعقله دائماً .. وده مش صح . _ ليس دائماً .. ولكن هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على التعامل فى الحياة وصدماتهم تصل اليهم هينة عن الأخرين .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الثلاثاء يناير 04, 2011 9:05 am | |
| (11)
_ هاقول لماما انت بتروح فين وبتتفرجوا على ايه . قالها احمد وبسخرية يرد ناصر . _ بجد ؟.. وانا هاقول لكل الناس انك حرامى . _ انا مش حرامى انا قولت لماما على كل حاجة . قالها وكل جسدة يرتعد توتراً . _ انا ماشى وعايزك تبقى تتكلم ههه . ويخرج ويغلق الباب بقوة خلفه . أصابتها الدهشة عندما رأت أحمد يجلس على مكتبة ويبكى بمفردة , سألته عما به فلم يرد فعلمت ما حدث , جلست بالكرسى الذى بجانبه . _ ناصر ضايقك تانى ؟ فهز رأسه بالإيجاب . _ وانت ليه بتسكت يااحمد حاول ترد عليه وتكون جريىء وتعرف تحل مشاكلك , لازم تكون قوى عشان تعرف تتعامل معاه . _ ماهو ممكن يضربنى . _ انا مش عايزة اشوفك جبان كده , حاول متخافش من اى حاجة ولا اى حد , ولازم تحل مشاكلك بنفسك حتى لو هاتموت الحياة يااحمد بدون كرامة لا تساوى شىء . _ ما هو مش دة السبب الوحيد . _ امال فى ايه تانى . _ أنا مش عايز اضايقه وازعله عشان هو اخويا وحبيبى ومش ليه غيره فى الدنيا , مش انتى قولتيلى كده ؟ . تقف وتقترب منه وتربت على كتفة وتبتسم بحزن . _ يااااه يااحمد انت محتاج تتعلم حاجات كتير عشان تعرف تعيش صح . وتتركه وتخرج . كانت دائماً تجلس فى المساء تبث كل خلجات روحها داخل أوراقها شعراً ونثراً وأيضاً بعض من القصص .. وكان هذا هو الشىء الوحيد الذى يجعل الحياة تسير أكثر هدوءاً بالنسبة لها . ----------------------- ما بك .. ليه حزين ؟ انا حضرت العشا , نظر اليها بإزدراء ولم يجيب . _أجبنى ليه انت كده ؟ مش هاتسمم ؟ بدهشة ترد ليه كل ده ؟ فى ايه يامحمود .. مالك ؟ _ انا سكت كتير لكن بعد كده مش هاسكت . قالها بعنف وإنفعال ولهيب النيران يتطاير من عينيه . _ تقصد ايه .. فهمنى ؟ _ تقدرى تفهمينى انتى ازاى تسلطى اللى اسمة احمد على ابنى وتخليهم يتخانقوا , انتى ايه شيطانة!!! . _ أولاً :- ممكن تخفض صوتك شوية عشان دة مش كويس بلاش تضيع كل حاجة حلوة عملتها . _ وثانياً ياهانم منا تلميذ عندك علمينى اتكلم ازاى واعمل ايه .. معقول انتى تعملى فيه انا كده . _ عملت فيك ايه . قالتها بإنفعال . دول اخوات النهاردة بيتخانقوا بكرة هايتصلحوا , وبعدين انا بعلمهم ازاى يتعاملوا مع بعض مش قاصدة انهم يتخانقوا .. ليه انت دايماً عايز حد افضل من التانى وهو لا يستحق انه يكون افضل . _ ابنى يستحق يكون افضل , وهو فعلاً أفضل عشان هوالأكبروعشان انتى عارفة ليه هو افضل وديه الحقيقة . _ الحقيقة ديه فى دماغك انت . قالتها بحزن شديد .. ثم اقتربت منه قليلاً واردفت . انا مش هاقدر اجادل معاك فى موضوع زى ده , عشان عارفة انى مش ممكن هاقدر اقنعك , ولكن هاقولك حاجة واحدة بس وهى , إن اللى عايزة ربنا هو اللى هايكون مش اللى انا او انت عايزينه . ثم ابتعدت خارجة من الحجرة قائلة له بضيق . _ تصبح على خير . رد بضيق . _ فى ستين داهيه . ------------------------- _ غريبة قوى تصرفات محمود فمن حديثك عنه عرفت انه كان يعشقها . _ نعم كان يعشقها والى ابعد حد , ولكن ما علاقة العشق بأطباع وسلوك والتركيبات النفسية للأشخاص .. وماذا ستقولين اذا علمتِ ان خلافاتهم كانت تصل اى ابعد من ذلك بكثير . رفعت حاجبيها بدهشة وإستغراب . _ طبعاً سأتعجب هذا معقول فى وجود الحب . _ نعم معقول . _ فقد علمت أيضاً من حديثك عنه انه كان طيب وحنون . _ هو بالفعل كان كذلك .. ولكن من الصعب على كثير من الناس التحكم فى إنفعالتهم وقت الغضب ,وليس جميعهم يدركون قيمة الحلم والرقة والتعامل بشىء من الرومانسية ومدى تأثيرها فى المحيطين بهم . _ ولكنى أعرف أن الحب يرقق المشاعر .. ألم يؤثر فى طبيعته ؟ . _ بالتأكيد كان له تأثير فى بعض الأمور , ولكن مع التغيـُّرات الإجتماعية ومرور الزمن كل هذا يُحدث بعض التغيـُّرات لدى بعض المحبين وهذا بحسب الأيدلوجية التى تكونت منها الشخصية , بل وربما يتحول هذا الحب الى كره وعداوة . _ ياااااه .. وهل حدث هذا مع محمود ؟ . _ لا .. فحب محمود كان أكبر من هذا .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأحد يناير 09, 2011 5:17 pm | |
| ( 12)
_ الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابيليون بونابرت , كان الهدف منها جعل مصر قاعدة استيراتيجية تكون نواة للإمبراطورية الفرنسية فى الشرق وكانت مصر وقتها ............ كانت هذه عادت احمد , ان يرتفع صوته عندما يشعر بقدوم امه حتى يشعرها بأنه يستذكر دروسه جيداً , بينما هى تقف أمام الباب وتبتسم إبتسامة تشى بضيق ونفاد صبر . _ إلعب غيرها انا جيت من شوية وشوفتك بتلعب اتارى مع اخوك .. ليييه الكذب . ثم يتغيـِّر تعبير وجهها الى شدة الضيق . _ واللى ياماما كنا بنذاكر قبل اللعب . قالها احمد لأرضائها . _ على العموم انتم احرار لما تيجى النتيجة شوفوا هاتقدروا تدافعوا عن نفسكم ازاى , بصراحة انا تعبت معاكو خالص . _ لا واللهى ما تخافى . هكذا رد احمد برقة وكأنه يصدقها القول . ورد ناصربعده بإستياء وبين يديه ذراع الأتارى وينظر الى الشاشة امامة . _ انتم مش ليكم النتيجة يبقى خلاص . _ ماشى ياعم ناصر يالمض , يلا عشان تتعشوا .وتطبق شفتيها وتتنهد تنهيدة وتتركهم وتخرج .
امام طاولة خشبية مستطيلة الشكل مصممة على الطراز العثمانى الكلاسيكى مرصعة من الأجناب بالحلي المطلية بماء الذهب , تحيط بها ثمانية من الكراسى , وضِعَ عليها الطعام بشكل أنيق , ينتظرهم محمود . _ فين الولاد . _ جايين . وتجلس بجوارة .. تقترب منه قليلاً وتهمس فى إذنه.. بينما الأولاد قادمون . يجلسون فى مواجهتهم . _ أرسلت لسمية الحاجات الشهر ده . _ ياااااه أنا كنت ناسى خالص كويس انك فكرتينى .. أول حاجة هاعملها الصبح إن شاء الله . _ وانا مش قولتلك من مدة حاول تبحث لزوجها عن كام قضية عشان الحال مش كويس مــ .......... بينما الطعام بفمة ينفعل ويقاطعها . _ يعنى امشى اقول مين عايز محامى ؟ انتى بتهـرجى . _ طبعاً انت عارف انا اقصد ايه . _ منا عرضت علية يشتغل معايا وهو اللى رفض . _ اختك قالت انه بيحب مهنة المحاماه وهو حر فى إختياره . _ خلاص انا بإيدى ايه . يقاطعهم أحمد بصوت عالى . _ هو احنا مش هنزور عمتو ياماما . _ إن شاء الله قريِّب . _ ما تخليهم هما اللى يجوا انا مش بحب اروح هناك . قالها ناصر بإزدراء . _ هما مرة واحنا مرة ياحبيبى وبعدين دى عمتو واولادها اخواتك . _ وحشونى جداً ياماما .. انتى عارفة أن عبير جابت الدرجات النهائية فى الترم ده . نظرت إليه ولم تتفوه كان يتحدث أحمد بلهجة سريعة وعينية منشرحتين . ثم أردف . _ هى صحيح غلسة شوية ومستفزة بس دمها خفيف , تصدقى انى لما بسألها اى سؤال من اللى فاكرة من سنتين فى دراستها بتجاوب بسرعة . _ فعلاً عبير ذكية وشريف ووليد كلهم زى العسل . قاطعها احمد . _ لأ وليد لأ , شريف اللى دمه زى العسل كل مرة يقولى نكتة جديدة . يقاطعة ناصر . _ فعلاً ده واد زبالة . كلهم ينظرون إليه بدهشة .. يعقد محمود حاجبية . _ انت ازاى تقول كده على ابن عمتك . _ اصلة يابابا رخم ودايما يضايقنى دا غير انه دايماً مكشرودمة تقيل , دا كل ما يشوفنى لابس حاجة جديدة يقولى دى وحشه . تقاطعهم . _ معلش برده مش صح تتكلم عليه كده , ده غلط وبعدين ياناصر يمكن انت اللى بتتمنظر عليه . _ يعنى ايه بتمنظر عليه . قالها وهو يرفع طرف شفتيه الى أعلى ويهز هامته استفساراً . يرد احمد . _ أيوة ياماما .. يفضل يقوله شوف انا جبت ايه وا. _ أسكت انت يااحمد .. وأردفت وهى تنظر الى ناصر تأهباً للشرح والتوضيح . _ يعنى انت بتجعله يشعر بالغيرة فيضايقك , ويضطر انه يضايقك , حاول انت تكون معاملتك كويسة عشان هو يكون معاك أجمل . _ طب وهو ذنبى انه مش بيجيب لبس جميل . قالها بنفس الطريقة السابقة . _ ياابنى لا ذنبك ولا ذنبه لكن هى الدنيا كده . ويرد احمد . _ م أحياناً يقول لى انا كمان كده واسكت مش برد عشان عارف انه غصب عنه عشان هوغيران . تنظر لمحمود مهدئة أياه . _ خلاص .. خلاص .. هما لسة صغيرين ومش فاهمين . وتناولت شىء من الطعام وأردفت . _ قول لى عملت ايه فى موضوع صحابك الحاج كمال والحج عادل . بإستياء . _ يوووه انتى لازم تفكرينى . _ ليه هو الموضوع إتأزم قوى بينهم . _ ايوه .. بعد ما صلحناهم من مدة رجعوا تانى .. ولسة اقربها امبارح دا جاب ناس ودا جاب ناس وعملوا خناقة كبيرة . بضيق شديد تعقب . _ ياااه للدرجة ديه . _ أيوه ..ومحدش عارف يصالحهم وانا عملت كل اللى أقدر عليه , لحد ما فاض بيا أصل ......... ومال على أذنيها وهمس . _ أصل بيقولوا الحاج كمال علىعلاقة بواحدة كدة يعنى ..... بإستغراب . _ معقول ؟ . _ ايوة .. فى ناس بتقول انه متجوزها , م انتى عارفة الناس وممكن يكون كل دة كذب وإشاعات . _ طب والحاج عادل ماله ما انت قولتلى قبل كده انه متجوز اتنين , إيه دخل ده فى المشكلة . _ ما هى زوجته كمال الأولى قريبة عادل . _ اااه .. قولتيلى , يعنى الموضوع عائلى . تركت الملعقة من يديها ثم قامت وقالت . _ الحمد لله . استنى رايحة فين , مش عايزة تعرفى قالوا ايه لبعض امبارح . _ لأ بعدين انا مش فاضية دلوقتى . _ دانتى مش هاتتخيلى .. تعالى بس هاكملك . _ خليها بعدين . _ خلصوا ودخلوا الأطباق المطبخ .. وادخلوا شوفوا واجباتكم . موجهة حديثها الى الأولاد .
| |
| | | الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الخميس يناير 13, 2011 9:36 am | |
|
اول شئ لفت انتباهى هو إنك غيرتي العنوان . وهذه رؤيتك الخاصة ، ولكنها فقط لفتت انتباهي .
أما الرواية فإنك تعرفي رأي فيها مسبقاً ، فأنا أستمتع بقرأتها جداً ، بل إني أشعر بالأشخاص تتحرك أمامى . وهذا يرجع إلى قدرتك على الوصف والسرد ، وكتابة الحوار الجيد .
لكِ خالص تحياتي .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الإثنين يناير 17, 2011 8:18 am | |
| - الاء عثمان ((بنت مصر)) كتب:
اول شئ لفت انتباهى هو إنك غيرتي العنوان . وهذه رؤيتك الخاصة ، ولكنها فقط لفتت انتباهي .
أما الرواية فإنك تعرفي رأي فيها مسبقاً ، فأنا أستمتع بقرأتها جداً ، بل إني أشعر بالأشخاص تتحرك أمامى . وهذا يرجع إلى قدرتك على الوصف والسرد ، وكتابة الحوار الجيد .
لكِ خالص تحياتي .
القاصة الرقيقة / ألاء فى البداية اهنئك على فوزك المستحق بالجائزة عن شهر نوفمبر فأنت صاحبة ابداع جميل ومميز ويستحق الإشادة به وتستحقين ان نقدم لك التهنئة بأسم جميع اعضاء المنتدى ونتمنى لك جميعاً التوفيق . وسعدت جداً بمرورك الجميل وإطرائك , واتمنى لك قضاء وقت سعيد على متصفحى . ودمت بكل خير وحب وسعادة .
عدل سابقا من قبل إيمان الروبى في الإثنين يناير 17, 2011 9:13 am عدل 1 مرات | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الإثنين يناير 17, 2011 2:42 pm | |
| (13) وتمضى الأيام تلو الأيام , لم يكن ذاك المشهد جديداً على الأولاد فقد اعتادوا رؤيته من وقت لأخر . _ مالِك ياماما , دموعك بللت أوراقك فى ايه .. ليه كل ده . كان القلم يهتز بين اناملها , انتبهت ان الأولاد امامها, مسحت دموعها بأنامل يدها اليسرى ووضعت القلم , ونظرت اليهم وقبل ان تجيب , يرد ناصر بإستياء . _ تلاقى بابا زعلها تانى , انا سامعه الصبح صوته كان عالى . ثم اقترب منها وربت على كتفها . _ متزعليش ياماما لما هيجى هايصلحك زى كل مرة . نظرت اليه وابتسمت . _ انا عارفة ياحبيبى . يعلو صوت احمد بإنفعال . _ مانتى ياماما عصبية ولما بيجى يصالحك مش بتتصالحى , وبتزيد المشاكل . ومد يده وأخرج منديلاً ورقياً من العلبة أمامها وناولها اياه . _ اى حد حر فى مشاعره .. ده - ابداً - مش مبرر لتصرفاته واهانته ليه , وبعدين متشغلوش بالكم انتم مش هو ده كل اللى مضايقنى , أنا مخنوقة من حاجات كتير , سيبونى لوحدى . رد احمد . _ لما تكونى مخنوقة إقرأى قرآن , استاذ عمرو فى المسجد قالنا كده . _ صح ياحبيبى .. لكن برده البكاء كويس وبيهدى .. والقرآن فى اى وقت مش لما نكون مضايقين فقط . ثم استطرد . _ ماما ممكن تقول لى ليه احنا عندنا كتاب والمسيحيين عندهم كتاب غيرنا . ثم بدأ سيل من طوفان الأسئلة كعادته وقبل ان تجيب على اى منهم يأتى بالثانى , وما بعده . _ ويعنى ايه مسيحية ويهودية .. وهل المسلمين بس هما اللى هيدخلوا الجنة .. وليه المسيحيين مسيحيين .. وليه اليهوديين يهوديين .. وكمان ليه ربنا مش بيخلينا نشوفه . يقاطعة ناصر . _ انت اتجننت يابنى ..تشوفه ازاى وهو فوق السما , هوهـ يبقى يخلينا نشوفه لما نطلع فوق . _ ربنا فى كل مكان , هو ربنا فوق السما والا فى كل مكان زى ما قالنا استاذ عمرو . بدأت تشعر بالتوتر وارتسمت علامات الحزن على وجهها . _ سيبونى دلوقتى عشان انا تعبانة . ارتسمت علامات الضيق والحزن بوجه احمد وقال . _ طب انا هادخل النار ياماما عشان انا ........ وسكت برهة . _ ليه بتقول كده ياحبيبى . _ استاذ عمرو قال لنا ان فى ناس كتير قوى هتدخل النار . كل اللى بيعملوا حاجات غلط . _ ربنا ياحبيبى مش بيعذب اللى بيحبه , طالما الحد ده مش بيحب يزعل ربنا يبقى ربنا هايسمحه , ربنا جميل ورحيم . وتساقطت دمعتين على وجنتيها . ----------------------------- تعالت اصوات الباعة الجائلين .. التلات كيلو بجنية يابصل .. يامجنونة ياقوطه .. صوت الأذان .. صوت شِجارالأطفال خارج الحجرة , داخل حجرة صغيرة بأثاثها المتهالك . _ أخوكى بعتلك الحاجة . لم تنتبه ورأسها خارج الشرفة . .. فبصوت عالى . _ ياسمية , اخوك بعتلك الحاجة دخلتها المطبخ , روحى شوفى اللى هيدخل الثلاجة . _ ايوه ايوه سمعت رايحه . قالتها بإستياء . _ كثير قوى اللى بيعمله اخوكى ده , وبعدين البيت ده له راجل . _ راجل . قالتها بسخرية . أجفل ونظر اليها بغضب ... بدا عليها الإرتباك وازداد احمرار وجنتيها.. وأردفت . _ وأيه علاقة الرجولة بعلاقتى بأخويا .. ده اخويا وده حقى عليه . _ مين اللى قال ان حقك , وبعدين كل واحد يعيش على قده , مش ذنبى ان رزقى قليل عشان تجرحينى بالشكل ده , يعنى لو اخوكى ماكنش ربنا اداله كانت مراته هاتكلمه بالشكل ده . _ وانا كلمتك وحش انت اللى معقد وحاسس بنقص , وبعدين ايه مرات اخوكى مرات اخوكى , دى اوبه وحربايه دى لو تقدر تمنع الحاجة اللى اخويا بيبعتهالى كانت منعتها . _ يا شيخة حرام عليكى ,بلاش تظلميها , وبعدين يعنى ايه اوبه ديه ؟. _ ده اللى انت فالح فيه تتريق وخلاص . _ انا بستغرب انتى ليه حطاها فى دماغك زى مايكون فى سرمضايقك منها .. يبدو عليها الإرتباك ثانية . _ سر .. سر ايه ؟ مفيش اسرار , كل الحكاية انها لئيمة وطالعة فيها, انت بتكذبنى هاتعرفها اكتر منى . يتنهد ويبتسم أبتسامة تشى باليأس والملل . _ لا ابداً وانا هاكذبك ليه , ربنا يهدى الناس كلها . تقصد ايه . _ والا حاجة إحنا مش هانفطر والا ايه . ------------------------------------------
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الإثنين يناير 24, 2011 12:26 pm | |
| (14) فى هذه الليلة من النصف الثانى من شهر برمهات شهر مارس ميلادياً ..كانت تخيـِّم على البيت سحابة من الحزن.. فى ساعة متأخرة من الليل..فى حجرة المعيشة..والأضواء خافتة.. يأتوا الأولاد يجلسون بالقرب منهما لمشاهدة الفيلم العربى . .. يعلو صوت التلفاز . ((علي..ما الذى اتى بك فى فراش محمد..إذاً فقد رحل محمد الى يثرب .... لقد نجا , لقد نجا , لقد نجا )) يعلو صوت ناصر . _ انا عايز المسرحية . يقاطعه احمد . _ لأ .. انا عايز اكمل الفيلم . ينهض محمود لصنع الشاى باللبن له وللأولاد كعادته كل مساء . _ انتوا هتتخانقوا تانى .. انا رايح اعمل الشاى ولما هاجى هاجيب الفيلم الأجنبى . ثم مد يده بورقة مطوية اليها دون ان يتكلم..سألتهُ عنها وعن ما بها أجابها. _ انا كاتبهالك . اخذتها وفتحتها وقرأت بعينيها . _ ( حيران وطالب السماح ياهل السماح ولو إبتسامة ) . تنهدت وأغلقت فمها نظرت بحزن اليه ولم تتفوه .. فابتسم لها وخرج من الحجرة .. طوتها ووضعتها فى جيبها .. سألها احمد . _ بابا كاتبلِك ايه ياماما ؟ _ مش قولنا بلاش نتدخل فى اللى ملناش فيه . رد ناصر . _ تلاقيه جواب غرمى ياله . زجرته . _ ولد !! بينما تحاول اخفاء إبتسامتها . وهذا ما أرادهُ من مُزحته . (( رويدكم رويدكم .. أتقعدون للغناء ؟.. حتى تقول ما تشاء .. محمد ربيبكم .. رضيعكم حبيبكم كلكم يعرفه شبابكم وشيبكم ..........)) الكل مشدود الإنتباه الى التلفاز .
_ حاجة غريبه ! بالرغم من ان المفروض ان الشتا خلص ليه الدنيا برد كده . رددتها بعفوية , فأجابها محمود . _ هو كده لما يكون حد زعلان من حد بيحبه .. يبقى قلبه بارد والدنيا كلها تبقى برد . قالها وتعبيرات وجهه تشى بالشماتة والتشفى .. اشاحت بوجهها بعيداً تحاول إخفاء إبتسامتها عنه . فأستطرد . _ اه .. قالها أينشتاين فى قانون الطفو ........ نظرت اليه ورفعت حاجبيها إستنكاراً . _ أينشتاين كمان مش أرشميدس ؟!! قالتها بسخرية . _ اه .. لما نيوتن وقعت عليه التفاحة قالها . لم تستطع اخفاء إبتسامتها . فرد احمد . _ ايه المعلومات دي كلها , انت بتقرأ من ورانا يابابا . قاطعته بصوت عالى . _ اوعوا حد ياخد معلومات منه .. معلوماته كلها غلط . _ ليه كده , دانا طول عمرى بقرأ ميكى وسمير . نظرت اليه وتناولت كوب الشاى أمامها , بينما عاد وجهها للوجوم ثانية . _ مش انا قولتلك مش عايزه منك حاجة . _ طب بتشربيه ليه ؟. هزت رأسها بإستياء . _ عشان انت عملتهُ . يرد بنفس طريقتها . _ وانا مقدرش معملهوش . قامت وأدارت مؤشر التلفازفى الإتجاه الموجب . _ عايزين نسمع الأغنية , وأخذت تردد معها .
(( كم ناشد المختار ربه فى هدى انسان أحبه .. كم ناشد المختار ربه فى هدى انسان أحبه .. لكن وحى الله جاء .... لكن وحى الله جاء .. إنك لا تهدى الأحبة والله يهدى من يشاء .. إنك لا تهدى الأحبة والله يهدى من يشاء ...................... ............. ربى أقولها لك وحدك , .......... ))
_ الفيلم خلص هاتلى باقى المسرحية بقى . يقاطعة احمد . _ استنى لما اسمعه وهو بيعلن إسلامه . يجيبه ناصر . _ يابنى احمد مظهر مسلم أصلاً ............. ثم رمق بعينه فى اتجاه والديه وأغلق أحدى عينيه وأردف . دول بيشتغلونا يامعلم . موجهاً كلامه لأحمد . لمحته إيمان فردت بإبتسامه وبنفس طريقته . _ لأ دمك خفيف ياله . يرد محمود . _ طالعلى . تنهدت والحزن بعينيها والإبتسامة على شفتيها . _ ياريت حقيقى يكون طالعلك . إنتشى محمود فرحاً . _ الله , دى رضيت عليه ياولاد .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأربعاء فبراير 16, 2011 4:04 pm | |
|
15 _ بسم الله الله اكبر .. بسم الله بسم الله بسم الله أذن واكبر .. بسم الله بسم الله.
تمتم بها احمد بصوت خافت قاطعته . _ أذن وكبـَّر . أثار ردها بداخله تساؤل ..أدار وجهه إليها وسألها . _ ماما يعنى ايه جهاد ? لم تجيبه لبرهة , فقد بدأ يظهرعليها الإرهاق فتثاءبت. فأردف . _ انا عايز أجاهد عشان .............. علمت ما يود الحديث عنه ولكن إحساسها بصغر سنه وعدم قدرته على إستيعاب الحديث عن الجهاد والشرح المفصل له , بمحاولة للتملص من الإجابة قالت . _ انت بالفعل حبيبى بتجاهد وبتشتغل وبتنتج كمان . بإبتسامة بلهاء . _ أنا بشتغل وبنتج ؟ هههه .. دانتم اللى بتنتجوا لنا الفلوس . ضحكت . _ تقصد نكتسب المال نتيجة عمل لا ننتج المال .. انت أيضاًبإجتهادك فى دراستك هذا عمل , والنجاح ثمرة مجهودك وعندما تكبر إن شاء الله سوف تفيد الناس بعملك وعلمك , هذا جهاد وله اجره عند الله . قاطعها . _لا .. انا عايز اجاهد الجهاد اللى قال لنا عنه استاذ عمرو يعنى احارب واكون بطل . بإبتسامة أجابت . _ لا حبيبى لايجب ان تتمنى الشر .. فالحرب وما تخلفه من دمار شر وشىء سيىء جداً .. والله سبحانه وتعالى خلقنا لنبنى ونعمـِّرلا لنقتل وندمِر , وقد أخبرنا رسولنا الكريم عليه وعلى كل أنبياء الله الصلاة والسلام بأننا لا نتمنى الحرب ولا نسعى لها وذلك فى حديثه الشريف . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... (( يا أيها الناس , لا تتمنوا لقاء العدو , وأسألوا الله العافية , فإذا لقيتموهم فاصبروا , واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )) . _ يعنى لابد أن تكونوا اقوى من عدوكم إذا إضطررتم للقائه لا محالة , بمعنى إذا لم يكن لدينا حل أخر سلمى كالمعاهدات وغيرها .. ولابد أن نكون لدينا ثقة فى الله لأن النصر من عند الله .. ولا نخشى الموت دفاعاً عن المال .. أو الأرض .. أو العرض , وحثنا على السعى الى الخير والبعد عن الحروب والعداوات وذلك فى قولهُ تعالى فى هذا الجزء من الاية . من بدايتها حتى قوله سبحانه وتعالى . { ................ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ثم نظرت الى ناصر وعلا صوتها قليلاً وأردفت . ولابد أن تعلمواأن الجهاد أنواع كثيرة أصغرها القتال وأكبرها جهاد النفس . اى جهاد نفسك أولاً . إندهش ناصر ونظر بإنتباه . _ يعنى احارب نفسى ؟ ضحك احمد . _ احارب نفسى .. يعنى ايه ؟ إبتسمت لهم . _ انت هتحارب نفسك لتفيدها لا لتؤذيها..لأن النفس ضعيفة وغالباً ما تدفع صاحبها الى عمل الشىء السيىء , فتجد الإنسان طماع .. أنانى ..لا يقنع بشىء .. وحقود ولديه الرغبة الشديدة فى السيطرة والهيمنة , وحب الإمتلاك وكلما أخذ من الدنيا أراد أكثر , فلذلك يقع فيما يغضب الله .. كالقتل .. السرقة .. الغش .. الرشوة .. وغيرها من الجرائم التى تؤذى المجتمع وتجعله غير أمن , لذلك أمرنا أن نتقيه وأن نخاف منه وحده ونعلم أنه يرانا فنبتعد عن ما يؤذينا ويؤذى غيرنا .. ولا نظلم أنفسنا وغيرنا بإرتكاب هذه الجرائم , فبهذا نُصبح أصحاب إرادة قوية , ونستطيع السيطرة على رغباتنا,وشهواتنا,وننال بذلك مساندة إلاهنا فى كل أزماتنا , ولذلك كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عودته من اى معركة ( عدنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر ) وعندما سُئل عن الجهاد الأكبر قال جهاد النفس , لأن السيطرة على النفس والرغبات شيىء صعب ولكن لا بد منه وضرورى لحماية الإنسان من الوقوع فيما يغضب الله وفيما يصل بنا الى الضعف . إستوقفها بسؤال أخر . _ ماما إزاى نعرف ان الدين الإسلامى هو الذى يريدنا الله ان نعمل به ؟ . بإبتسامة تشىء بتعب وإرهاق أجابته . _ كل الديانات تدعوا الى الحب والسلام ونبذ العنف وكل الأشياء التى تصل بالمجتمعات الى الهلاك , ولكن سؤالك هذا جميل وسألته لنفسى كثيراً منذ أن بدأت أقرأ فيه وفى التاريخ الإسلامى . ثم أرتسمت على ملامح وجهها الجدية وأردفت . _ إذا أردت ان تعلم , تعالى لنتحدث بالعقل , ففى البداية أود أن تنظر الى الدين الإسلامى خاصة لا الى المسلمين عامة , وهذا لأن الدين الإسلامى شىء وبعض المسلمين شىء أخر , فالمسلمين بشر والبشر خطائين , أودك ان تنظر الى كتاب الله .. وما يأمرنا فيه رب العباد من أخلاق حميدة .. وإحترام حقوق الإنسان .. وإحترام الجار .. وا... وا... والكثير من الفضائل وما ينهانا فيه عن القتل والسرقة وا.... وا....... والكثير من الرذائل والإبتعاد عنها لنضمن أن نحيا فى أمن وسلام ويجعل الكل سواء فى الحقوق والواجبات , فهل إذا طبقها أى إنسان على نفسه , واتقى الله فى معاملاته وتصرفاته ألم تكن مرتاح فى التعامل معه ؟ . أجابها بإنتباه شديد . _ أيوة .. صح . _ ألم تشعر بالأمان وانت معه فى اى مكان حتى وان لم يكن على دينك وحتى ان كان عدواً - إذا ما التزم عدم الإعتداء عليك بالتأكيد - . _ طبعاً . _ إذاً فهو دين أمن وسلام , يؤمن الحبيب والغريب أياً كان , لأنه يدعوا الى احترام حقوق الغير , ويدعوا الى السلام والمحبة , إنظر الى كتاب الله , هل تغير فيه كلمة على مر العصور ؟ . _ صح .. أستاذ عمرو قال لنا هذا . _ لأنه معجزة الله الباقية الى يوم القيامة , وقد قال لنا سبحانه وتعالى ... {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} فقد وعدنا الله بأن يحفظه لنا الى ان تقوم الساعة , فهو معجزة الله الباقية . كان ناصر موجها إهتمامه الى شاشة التلفاز نادته وسألته .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الجمعة مارس 18, 2011 2:46 am | |
| (16)
_ ها حبيبى .. سمعت ما قلناه ؟ _ سمعت . _ وفهمت؟ بازدراء أجاب . _ طبعاً . _ فى عندك اى سؤال ؟ _ لا .. انا عارف كل حاجة . _ لا يوجد من يعرف كل حاجة , نحن نعيش كل العمر لنتعلم , قولك لمثل هذا الكلام قد يصيبك بالغرور وانا خائفة عليك ...... مقاطعاً بإستياء . _ لا متخافيش عليه . قبل ان تتفوه بكلمة يقاطعهم محمود رافعاً يديه اليمنى الى أعلى قائلاُ . _ انا يا " ميس " عندى سؤال . إرتسمت ملامح وجهها بالجدية واجابت . _ لا بأس , تفضل , ما سؤالك ؟ . إقترب قليلاُ وحدق بعينيها وسألها . _ هو احنا هنام امتى ؟ . أشاحت بوجهها عنه , ثم اجابت . _ وقت ما تحب اتفضل روح نام . _ أيوه بس انا عايز ااخذ رأيك فى موضوع مهم . رنت اليه .. إبتسم لها وقال . _ واللهى بجد , موضوع خاص بسميه . أشاحت بوجهها عنه ثانية . إلتفت بنظرة الى الأولاد , وقال . بمناسبة الحوار الشيق ده ممكن كل واحد فيكم يقولى هو نفسه يكون ايه لما يكبر ان شاء الله . _ أنا نفسى اكون ضابط شرطة . قالها ناصر بلهجة سريعة . إبتسم محمود . _ جميل خالص .. وليه اختارت ضابط بالتحديد ؟. _ عشان الكل يعظملى ويسمعوا اوامرى . _ فقط .. هههه . قالها محمود ثم رنا الى احمد فأجابه . _ انا بقى هادخل كلية الطب . _ وعشان ايه اختارت كلية الطب ؟. _ عشان الطبيب صاحب رسالة سامية , أستاذ عمرو قال لنا كده . رد بإبتسامة . _ ما شاء الله .. ما شاء الله ,,, لكن كل المهن إذا أتقنها صاحبها يعتبرأدى رسالةً سامية لا فقط الطب . نظر ناصر اليها وبلهجة بها إزدراء سألها . _ تقدرى تقول لى انا ليه متخلفتش جميل زى احمد كده ؟ . رنا محمود اليها , حاولت ان تدارى إرتباكها وأجابت . _ ما هو انت جميل ياحبيبى , انت تقصد ليه مش صاحب بشرة بيضاء , لأن الجمال ليس بلون البشرة , الجمال بيكون فى الروح , وانت ماشاء الله بتتمتع بروح جميلة . _ وليه عيونه هو زرقة وانا عسلى ,أصحابى فى المدرسة مش بيصدقوا أننا أخوات . نظر محمود إليها وابتسم إبتسامة تشى بالشماتة وقال . _ جاوبى . عادت للإرتباك . _ أصـ .. أصل انت طالع لباباك واحمد ليه انا , وا .. وكمان انا كان عندى جد كانت عيونه زرقه عشان كده .. وبس . نظر إليها احمد بحزن وسألها . _ يعنى مش زى ما قال لى زمان ابن صاحب بابا إن انا مش ابن بابا . أبدت إستيائها . _ سوء .. وبعدين بقى .. أنا مش عايزاكم تصدقوا كل حاجة تتقال لكم ..ده موضوع قديم راجع لحد قاله من الحى القديم اللى كنا عايشين فيه قبل ما نيجى هنا , والبعض ردده , انا عايزاكوا تنسوا كل الكلام اللى يأثر على علاقتكم ببعض وتنتبهوا كويس لدراستكم ومستقبلكم ,.......... ثم بإنفعال أردفت . ويلا قوموا ناموا دلوقتى بقى . _ إهدى انت يامَعلم وكله هيبقى تمام . قالها محمود مداعباً . ( لأ مش انا اللى ابكى .. وللا انا اللى اشكى .. لو جار عليه هواك وموش انا اللى اجرى .. واقول عشان خاطرى وانا ليه حق معاك....) .. مد يديه ناحية الكاسيت ظنت انه سيغلقه .. حرك مؤشر صوت الكاسيت فى الإتجاه الموجب , وظل يردد مع الأغنية مقلداً لصوت عبد الوهاب . ( تبقى انت هاجرنى .. وانت اللى ظالمنى .. وفاكرنى هترجًّاك انا قولتها كلمة .. وكل شيىء قسمة .. ودى قسمتى وياك . وكفاية قلبى إنشغل على قلب خان الأمل وكفايه قلبى انشغل على قلب خان الأمل وعـــايزنى ارجع تانى لا .. أرجعلك تانى لا .. لا لا لا ............. ) _ من فضلك اخفض صوت الكاسيت عشان عندى صداع , واتكلم فى الموضوع عشان انا تعبانه وعايزه انام . _ ماشى .. أمرك . _ سيب النور . _ انا عايز نور الاباجورة . _ وانا عايزه ده . وأشارت بيدها الى أعلى . _ من إمتى ؟. _ من دلوقتى . قالتها بازدراء ثم أردفت . وادخل فى الموضوع وللا نأجله لبكره . يبدو عليه التوتر والإرتباك ويرد . _ ماشى بس انت اهدى عشان نعرف نتكلم . _ ماشى انا هاديه اهو اتفضل اتكلم . _ كل الحكاية انى كنت بفكر لما نسيب الشقة ديه أديها لسميه بإيجار بسيط ولو نصف ايجارها الحقيقى , وكمان يقدرعبد الحميد ياخد جزء منها ويعمله مكتب , وأكيد الشغل فى حى زى ده هيكون احسن من مكتبه القديم . _ ايوه .. بس عبد الحميد مش هيوافق . قالتها بهدوء شديد . _ ومش هيوافق ليه بقى ؟. _ عشان انت عارفه كويس معتز بكرامته , وهيفهم انها صدقة ..... ثم بإستياء أردفت . ماهى لوكانت وافقت تشارك معاك بنصيبها كان زمانها دلوقتى بتاخد مبلغ محترم كل شـهر , وكانت حيا تها بقت أحسن . _ دماغها كده بقى .. هنعملها ايه , على العموم مش موضوعنا دلوقتى . _ انا مليش دعوة انا قولتلك عشان مش تكون مفاجأة ليك لما عبد الحميد يرفض . _ لا دى أمرها سهل , سميه هتقدر تخليه يوافق , ولو غصب عنه . ثم علا صوته بضحكة .. نظرت اليه بحزن . _ وليه تخليه يعمل شيىء يحس انه مجبر عليه , ويملاه الإحساس بالذل والمهانه امامك وامام اختك . يعلو صوته بغضب . _ هو فى ايه .. انتى مش عايزانى أدى الشقة لاختى وللا ايه , هى المشاكل الحريمى اللى بينكم تخليكى تعملى كده . بلهجة بها حدة وانفعال . _ ليه كده ؟.. ليه سوء الظن ده ؟.. انا خلاص تعبت ومش قادرة اتحمل إسلوبك ده فى المناقشة ولا إتهاماتك ليه . _ طب فهمينى انتى ليه بتعقديها . بنفس الحدة والإنفعال . _ إذا عايز تعرف تعمل ايه أقولك , بس مش ممكن هاسمحك على إتهاماتك ديه ابداً . _ طب قوليلى أبعها واديهم فلوسها . بضحكة ساخرة أجابت . _ هههه .. طب ماهى هى . _ بلاش تريقة وقوليلى يافالحة انتى اعمل ايه . _ ماشى , هأقولك .. انت هتعرض عليه انه يشتريها بأقساط شهرية أو سنويه زى ما تحب , وطبعاً انت مش هتقدرها بثمنها الأصلى يعنى بأقل من ثمنها بنسبة معقوله , وكمان هتقوله انك هتأجل دفع أول قسط لما ظروفهم تتحسن , وإذا طلب يكتب عقد وإيصالات .. عادى إكتب . _ هههههه ...... ضحك بسخرية وأردف . طب ما ممكن يكون مش قد دفع الأقساط برده . _ وانت هتروح فين ؟. قالتها بإستياء ثم أردفت . لما يبقوا يقصروا فى اى قسط إبقى إديه لاختك بينك وبينها وهى هاتبقى تقوله اى حاجة .. وبعدين مش انت قولت الشغل فى الحى هنا هايكون افضل بكتير . وبكده هى هتحاول بكل جهدها إنها تهيىء الظروف لزوجها عشان يشتغل كويس ويسدد أقساط الشقة . _ واللهى فكره جميلة جداً .... قالها بهدوء ثم إقترب منها قليلاً وأردف . إنتى عارفه لما سميه تعرف الموضوع ده من عبد الحميد هتقول ايه ؟ . _ هتقول ايه ؟ . _ هتقول هى الحرباية إيمان اللى عملت كل ده . ويعلو صوته بضحكة إختلـطت بضحكتها , وهذا ما أراده .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الثلاثاء مارس 29, 2011 11:50 am | |
| [size=24] ( 17)
ذوَّبت الحبَّّ فى كأس المُنى * أهدانى الحبَّ لوعة وفراق * إكتست سماء الشوق بغيومها * عصف الحنين بالجوى أحبة *وبات العذاب متعة كل مشتاق * " الحبُّ ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال .. ولكنه الإبحار بدون سفينة وشعورنا ان الوصول محال * " [size=9](2) " فالحياة زهرة فيحاء رحيقها الحب وزيتها الجمال " (3) "عندما تنام كل العيون تظل عين الحب وحدها ساهرة " (4) يتسلل الى أذنيها صوت ضحكات .. تضع القلم وتذهب الى حجرة الأولاد .. تقف بجوار الباب تستمع .. يعلو صوت الفنان فؤاد المهندس من خلال التلفاز . ( _ شوف ياسامح أنا عندى اقتراح سيب سوسو وخد نادية . .. يرد عليه الفنان احمد راتب .. _ اصل يافندم . _ خلاص يابنى بلاها سوسو خد نادية . _ طب يافندم انا عندى إقتراح بلاها سوسو , بلاها نادية . _ امال تاخد مين , تخدنى انا بقى وللا ايه؟,لاااا اقف معووج واتكلم عِدل . _ طب يافندم . _ يابنى خد نااادية . يقاطعهم الفنان محمد ابو الحسن . _ اقولك خد فوزية . _ يابنى خد ناااادية , خد نادية وانا هاديك سنتين ضمان . _ ولما تدينى سنتين ضمان انا الاقى لنفسى منين قطع غيار ياخويا . )) يعلو صوت ضحكاتهم . _ ههههه . هكذا ضحكت بصوت خافت ومع نفسها تحدثت . .. ياولاد الذين بتضحكوا لوحدكم . ثم ارتسمت على وجهها علامات الجدية وفتحت الباب بغضب ثم بإنفعال . _ ايه ده .. دى أفعال ناس بتحلم بدخول الجامعة وبمستقبل جميل ؟ ثم إقتربت من التلفاز وأدارت مؤشر الصوت فى الإتجاه السالب.وأردفت . _ إنتم عارفين إنكم دلوقتى فى إعدادى . ثم نظرت الى ناصر . وانت بالذات لازم تذاكر كويس عشان تقدر تجيب مجموع عشان تدخل ثانوى عام والا احلامكم كلها هتضيع , مش كفاية إنكم اشتركتم فى مسابقة النادى اللى هتضيع كتير من وقتكم . أحنى أحمد رأسه خجلاً .. بينما ناصر بدا عليه التوتر وتلعثم الكلام فى فمه. _ م .. مهو احنا بنضحك شوية وهـ نذاكر . بإنفعال مصطنع . _ حد يضحك ايام الدراسة ؟, أبقوا إضحكوا فى أجازة الصيف .. يلا كملوا الفصل ده بس , وارجعوا لمذاكرتكم عشان هراجع لكم بالليل . وأبتعدت لتخرج من الحجرة .. ناداها احمد . _ تعالى اتفرجى معانا ياماما . _ لأ مش هـ ينفع عشان بكتب حاجة جديد وعايزة اخلصها . _ ممكن ابقى أقرأها ؟ . _ لما انتهى منها . تركتهم وخرجت ذاهبة الى أوراقها .. جلست وإتكأت بمرفقيها على الطاولة ووضعت رأسها بين كفيها لدقائق , محاولة العودة الى الحالة الإنفعالية التى كانت عليها , ثم رحلت بخيالها الى عالمها . " أروع القصائد لا تساوى شيىء أمام كلام يقوله رجل تحبه أمرأة " (5 ) " ساعاتنا فى الحب لها أجنحة ولها فى الفراق مخالب " (6) حان وقت الرحيل , ولكن كيف سأعود ؟ لا أملك وسيلة نقل , وليس معى معطفاً .. ساد صمت متوتر .. ثم مد يده الى داخل معطفه .. أخرج محفظة نقود ورقية تناول ورقة بعشرين جنيهاً .. وأعطاها اياها , عيناه الرماديتان ثابتتان على وجهها .. ثم قال .... أجفلت حينما شعرت بيد تربت على كتفها بحنان وصوت خشن يقول . _ بتكتب ايه ياجميل ؟ . أخرجتها المفاجأة من إندماجها فى أحداث القصة وردت بتوتر . _ انت جيت امتى ؟. _ لسة دلوقت . _ ايه ده ؟. ثم نظر فى الورقة أمامها .. اجابت . _ دى قصة قصيرة . _ أسمها ايه ؟. ومال محاولاً قراءة العنوان أجابت . _ إسمها (عودة الندل وصاحبه ) . إبتسم لها وقال . _ أكيد الندل ده انا .. مش كده ؟ . _ هو انا كل م اكتب حاجة تفتكرانها عليك !. _ مانتى بتقولى عليه ندل يبقى أكيد تقصدينى انا . _ لا ياحبيبى إطمن , دى قصة ندل , انت اندل من النداله . ثم ضحكت .. ابتسم وقال . _ الله يسمحك .. تبقي لسه زعلانه عشان اللى حصل امبارح . _ هو ايه اللى حصل امبارح ؟. _ بلاش طريقة الإستخفاف اللى بتكلمينى بيها ديه . قالها بغضب وإنفعال . _ صدقنى م اقصد حاجة , انا بسأل بجد ......... ثم توقفت وأشاحت بوجهها عنه .. وضعت انامل يدها اليمنى على جبينها وتذكرت فأردفت . _ ااه إفتكرت , مش انا قولتلك قبل كده كتير انى بطلت ازعل . ازداد إنفعاله . _ يعنى انا الحق عليه عشان صدقتك انك زهقانه ومضايقة واحترمت رغيتك ونمت ؟. _ وهى دى اول مرة ..خلاص الموضوع منتهى , ليه عايز تعمل مشكلة ؟ كبر دماغك الحياة متحتملش القلق والتوتر دة كله . _ أنتى اللى عايزة تخليها حكاية بطريقتك ديه . ردت بإنفعال وهى تشيح بيدها . _ هو فى ايه ! انت عايز تتخانق وللا ايه ؟.. بعد اذنك , هروح احضرالغدا عشان الولاد . وتركته وخرجت . -------------------------------- رأيت الدهر مختلفا يدور فلا حزن يدوم ولا سرور وقد بنت الملوك به قصورا فلم تبق الملوك ولا القصور . (7) --------------------------------------------------- _ ايه ده ؟ انت قاعد هنا ونتيجتك هتظهر انهارد .. ياقلبك , ايه الإستهتار اللى انت فيه ده , دى متوقف عليها حلمك فى كلية الطب . _ بصراحة ياماما مش قادر اروح اشوفها من الخوف , خليت ناصر يروح يشوفهالى عشان ..... لم يستكملا كلامها حتى سمعا صوت كاسيت عالى بالخارج , وصوت ناصر يردد معة اغنية المطرب عبد الحليم حافظ . وحيات قلبى وافراحه .. وهناه فى مساه وصباحه ما لقيت فرحان فى الدنيا .. زى الفرحان بنجاحه . خرجا مسرعين اليه .. كان ناصر يرتدى بذلته العسكرية وبيده اليمنى الكاب , عندما رأهم أسرع فى وضع الكاب على رأسه , ووقف أمامهم إنتباه وقدم لهم التحية العسكرية قائلاً . _ كله تمام يافندم .. كلية الطب ان شاء الله . علت صرخاتهم فرحاً . وأخذو يرددون معه . الناجح يرفع ايده .. ها .. هنغنى فى عيدنا وعيده .. ها ونقول ونقول دايماً .. ناجحين على طول .. دايماً ونجحنا يطول .. دايماً .. دايماً على طول .. دايماًً دايماً على طول .. دايماً على طول . ويعلو صوتهم أكثر . دايماً .. دايماً .. دايماً دايماً دايماً .. ها . --------------------------------------------------------
من أقوال . 2- نزار قبانى . 3- فيكتور هوجو . 4- جوتيه . 5- انيس منصور . 6- شكسبير . 7 – الأمام على بن ابى طالب رضى الله عنه .
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الإثنين أبريل 11, 2011 3:55 pm | |
| (18)
( أطال أهلُ الآنفس الباصرة تفكيرَهم فى ذاتِك القادرة ) رن جرس الباب .. سكتت برهة ثم أردفت . ( ولم تزل يا رب أفهامُهم حيرى كهذى الأنجم الحائرة ) " 8 " عاد الرنين .. حدثت نفسها . _ ايه ده هى ام مختار راحت فين ؟ . ثم نظرت فى ساعة يدها . _ اه .. دى ام مختار مشيت من بدرى . قامت فتحت الباب . أهلاً شريف أخبارك ايه . _ ازيك يااجمل طنط فى الدنيا . _ ميرسى حبيبى , على مجاملتك الرقيقه ديه . _ دى مش مجاملة ياطنط , دى حقيقة . ابتسمت له . _ انت يا شريف اللى شايفنى جميلة عشان انت أجمل , إتفضل اقعد انت مكسوف وللا ايه ؟ , واحكيلى بقى أخبارك ايه . _ ناصر موجود ؟ . _ لأ مش موجود . _ هو فين ؟. _ دا احنا اللى مفروض نسألك عنه , انت بتشوفوا يابنى اكتر مننا . _ اه عرفت هو فين .. بعد إذنك ياطنط . _ احمد فوق إطلعله . _ مانا راجع تانى مع ناصر بالليل . وتركها ليمشى , نادت عليه . _ لأ .. تعالى قولى الأول أخباركم ايه واخبارك اخواتك و....... ؟. _ عايشين ياطنط هوانتى جالك خبرهم ؟. مقاطعاً بلهجة سريعة ثم أردف . خلاص يبقوا عايشين . _ ههههههه .. طول عمرك مشاكس إتكلم جد شويه..قولى ماما عامله ايه وبابا ووليد أخباره ايه وعامل ايه فى كليته . _ زى ما هو وزاد كمان , م انتى عارفه من ساعة م قرر يدرس شريعة وهو فى مشاكل معانا على طول , وواخد خط لوحدة خالص , دا حتى بدأ ينعزل عننا . _ طب وانتم ليه زعلنين منه , مش هو سعيد بإختياره ده ومبسوط سيبوه هو مش كل حد حُر فى إختيار طريقه حياته , ليه بتضايقوه . _ واللهى ما حد ضايقه , دا هو اللى بيضايقنا كلنا دايماً , ووصل بيه انه عايز بابا يمنع عبير من دخول الجامعه الأمريكية , بيقوله هتتعلم منها الكفر والإلحاد .. وانا فى نظره كافر .. دا أحياناً بيضرب أخته . أبدت إستياءها . _ ياااه .. معقول ؟ لأ .. ليه كده , طب ليه باباك مش بيتكلم معاه ويفهمه ان الدين مش كده , دا حتى رسولنا الكريم - صلوات الله عليه وسلامه - قال ما أنا الا بشير ونذير . _ بابا اتكلم معاه كتييير ومفيش فايده . _ معلش , خليك جنبه ياشريف دا أخوك برده . _ فوكيك منه ياطنط وسيبينى أمشى عشان عايز الحق ناصر . _ ياريت تبقى تقوله ان باباه إبتدى يضايق من افعاله ورجوعه متأخر كل يوم , وبلاش ينسى هو فى كلية ايه , والمفروض يكون ايه , عشان انا قافله معاه اليومين دول ومش بتكلم معاه بسبب كده , وانى مش هاقدر ادارى عليه اكتر من كده . _ اوكي سلام . تركها ومشى .. عادت ثانية الى الكتاب الذى كان بيديها . ( عاشر من الناس كبار العقــول وجانب الجهـَّال اهل الفضـول وأشرب نقيع السـمّ مِن عاقل وأسكب على الأرض دواء الجهول . (9) ------------------------------------------------------ _ انت سعيد كده .. ممكن أعرف ايه اللى انت جنيته من معاملتك ديه ؟. بلاش خروج , سيبك من الكتابه , انت ناقصك حاجة .. أوامر .. أوامر مفيش غير الأوامر . رد بإنفعال . _ فى ايه انتى عايزه تتخانقى وللا ايه ؟ أنا عايز انام ,انا عندى سفر بكرة . _ لأ مش هتنام , هتقوم وتتكلم معايا , أنا هطق انت فاهم ؟ضيعت مستقبلى فى انى اكون كاتبه وحرمتنى انى يكونلى حياة وكيان خاص بيه . ضحك بسخرية . _ هههه .. هوانت فاكره كنتى هتبقى ايه يعنى هههه ؟ توفيق الحكيم وللا نجيب محفوظ ههههه. نظرت اليه بحزن شديد . _ انت عارف انى مش عايزة اكون حد , انا عايزه اكون نفسى , يعنى انت شايف الحياة من غير م نعمل أشياء مفيدة تبقى أفضل ونبقى سعداء بيها ؟ . عاد الى سخريته ثانية . _ ههههه .. وهو مين فى الدنيا سعيد , انتى فاكره لو كنت حققتى احلامك كنتى هـ تبقى سعيده ..هههه .. انتى واهمة دا كانت همومك هتزيد وتبقى اكبر من كده , انتى أصلك مش فاهمة يعنى ايه دنيا . _ أيوه..فى ده انت بتتكلم صح , لكنى كنت على الأقل هاملا فراغى بحاجة مفيدة , وأعدى الايام من غير ما حس بيها وبمللها . _ هو انا منعتك خالص , منا قولتك روحى زى مانتى عايزه ,لكن بالمعقول مش تزويديها . _ ايوه صح , روحى زى مانتى عايزه وكل يوم خناق وبهدله عشان انا اللى اقصر الشر واستسلم وبطل خروج .. مش انا اللى بجيب المشاكل بخروجى ومضايقتك , وتبقى بكده مقولتش لأ . يعلو صوتة وبإنفعال يرد . _ عايزة تقولى انى لئيم مش كده , انتى عايزه ايه بالظبط ..انتى عارفة انا ممكن اعمل ايه فى اليوم الاسود ده ؟ . _ عارفه .. عارفه .. وهاسكت خالص , ماشى إتفضل نام . فأمسك يدها . _ ممكن بقى تصالحينى قبل م انام . وابتسم .. رنت اليه فى صمت حزين , ثم قالت . _ معقول انت بنى ادم لحم ودم زينا كده .؟. نفخ نفخة فى الهواء بعنف , ثم أشاح بوجهه عنها وجذب الغطاء على رأس ونام .
________________________________________
- (8, 9) من رباعيات الخيام ترجمة احمد رامى .
| |
| | | خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الإثنين أبريل 11, 2011 4:18 pm | |
| المبدعه الكبيره الاخت ايمان الروبى ان يملك هذا الخيال ويملك زمام الاحداث فلا تتفلت ولا تترهل منه هو مبدع جدير بكل احترام سررت وانا اتبع فصول واجزاء روايتك الجميله ومافيها من فكر واسلوب خاص يحمل سمات مبدعه تصر على احترام قلمها واحترام فكرها الخاص من خلال الطرح بأسلوب السهل الممتنع فلا سطحيه مباشره بحيث يدرك القارىء نهاية الاحداث ولا زيادة رمزيه تحيل الموضوع الى مجرد لوغاريتمات ادبيه يحاول القارىء حلها الحوار سلس بسيط يؤدى دوره فى القصه روايه جيده والى المزيد والمزيد من الابداع الجيد
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الإثنين أبريل 18, 2011 1:20 pm | |
| - خالدنور كتب:
- المبدعه الكبيره الاخت ايمان الروبى
ان يملك هذا الخيال ويملك زمام الاحداث فلا تتفلت ولا تترهل منه هو مبدع جدير بكل احترام سررت وانا اتبع فصول واجزاء روايتك الجميله ومافيها من فكر واسلوب خاص يحمل سمات مبدعه تصر على احترام قلمها واحترام فكرها الخاص من خلال الطرح بأسلوب السهل الممتنع فلا سطحيه مباشره بحيث يدرك القارىء نهاية الاحداث ولا زيادة رمزيه تحيل الموضوع الى مجرد لوغاريتمات ادبيه يحاول القارىء حلها الحوار سلس بسيط يؤدى دوره فى القصه روايه جيده والى المزيد والمزيد من الابداع الجيد
الأستاذ الأديب / خالد نور سعدت جداً استاذى بقراءتك لأجزاء روايتى المتواضعة وإطرائك الذى اسعدنى كثيراً , شكراً لك على هذه الطلة الجميلة دمت بكل خير . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الإثنين أبريل 18, 2011 1:27 pm | |
|
( 19)
أمام طاولة مستديرة كبيرة من بين مجموعة من الطاولات الأنيقة المصنوعة من الجرانيت التى تحيط بحوض مائى كبير للسباحة , يجلس احمد وناصر ومجموعة من الأصدقاء يتحاورون ويمزحون , تعلو اصوات الضحكات , يقول أحدهم . _ الدور على مين يقول نكته . جميعهم يشيرون الى احمد وبصوت عالى يقولون .. أحمد . يبتسم لهم . _ ده اجبارى ؟. الجميع . _ ايوه . _ اوكى . ثم يرفع يده الى السماء داعيا بصوت عالى . _ اللهم ابعد المراقبين عنى .. ثم يميل الى صديقه القريب منه , ويهمس . _ ادينى حاجة ف الخباسه كده , هى عشرة يوم يااخى ؟. ويلكزه يزداد الضحك .. يرد احدهم . _ واللهى لو عملت ايه , من صُغرك فاشل . _ ماشى يبقى انسحب من اولها . يحدث هرج ومرج ثم يرددون . _ لااااا ممنوع الإنسحاب . _ اوكى هقول امرى لله .. كان فى زمااان خالص .. زمااان يعنى . يردون . _ ايوه , كمِّل . _ كان فى زمااان واحد نتاش عارفين النتاش طبعاً . يردون بملل . _ ايوه . _ اوكى .. اوكى .. وكان صاحبه كل لما النتاش يقول حاجة لأصدقائه يرد صاحبه بسرعة ويقول , ايوه انا شوفت بنفسى , وف مرة زوِّد فى النتش اوى اوى وقال ,, دنا عمى عامل مطحن فى السماء .. نظروا اصدقائه الى صاحبه وقالوله أظن هتقول شوفت بنفسى .. رد قالهم .. لأ الكدب خيبه أنا مشفتش بس لما كنت بقعد على سطوح بيتنا كان فى دقيق بيقع على شعرى . ضحك بعضهم , وقال احدهم . _ قديمة . رد احمد بدهشة . _ ازاى ؟ دنا سمعها من الإعدادية . إزداد الضحك .. إذا بشريف أمامهم يأتى منفعلاً ينفخ ضيقاً ويجلس . سأله أحمد . _ فى ايه يامِتر ؟ مالك ؟. يرد احدهم . لا دا بيقول ناوى على نيابه قوله ياباشا . ينظر احمد الى شريف . _ مالك ياشريف فى ايه ؟ . _ البت ديه جننتنى . إبتسم احمد .. ثم نظر الى اصدقائه وأغلق احدى عينيه , وقال . اسمعوا النكته اللى جايه دى .. ثم نظر الى شريف _عملت ايه تانى ؟. _ إتجرأت انهارده وقعدت اتكلم معاها , بسألها - سؤال برىء -هتطلعى رحلة النادى ؟ بصتلى من فوق لتحت ومردتش..قولت يمكن مكسوفه..... يتابعه احمد وهو مبتسم . _ هااا وبعدين . _ كملت كلامى قولتلها ليه كده دى اسكندرية الأيام دى جنه , سبتنى ومشيت . رد احمد . _ معلش ياشريف يمكن هى مش بتحب الجنه بتحب النار..نار ياحبيبى نار . يرددون ورائه . _ نار ياحبيبى نار . يزجرهم احمد بصوت عالى وابتسامه . _ بس يا ولاد عيب كده . _ هااا وبعدين ؟. _ مشيت وراها , قولتلها على الأقل إقبلى دعوتى على فنجان شاى او حاجة ساقعة .. بصتلى ومردتش .. قولت يمكن تقلانه .. قولتلها انا بحب المانجا اوى انتى بتحبى ايه .. نفخت نفخة جامدة ومشيت .. قالها وهو يرفع طرف شفتيه الى اعلى . يرد احمد . _ مش يمكن بتحب الفراوله..الفراولة بتاع الفراوله .. اشرب الشاى منى اولى . يرددون ورائه . _ الفراوله بتاع الفراوله . يزجرهم ثانية . _ م يصحش كده .. ترضوا حد يتريق عليكم كده ؟ . يرد ناصر . _ بس عرفتها .. دى اكيد ندى المعقده انت روحتلها تبقى تستاهل . يرد احمد بهدوء . _ حرام عليك ياناصر , دى مش معقده دى محترمة ياريت كل البنات تبقى فى اخلاقها . _ ياعم بلا نيله . يرد شريف . _ بيدافع عنها عشان هو نسخه منها , ليل ونهار ياإما مذاكرة ياإما قراءة ,هاريين نفسهم . يرد ناصر . _ لأ .. دا احمد كتابة كمان .. بيكتب شعر واغانى وقصة . يرد شريف بإستغراب . _ معقول كمان ؟ خلاص حبها انت بقى اهى لايقه عليك . _ دا اذا كان قلبى فاضى .. لكنة مشغول . قالها احمد بهدوء وكانه تناول زجاجة بأكملها من النبيذ . رد احد الأصدقاء بدهشة . _ ايه ده .. انت بتحب ؟. _ ليه لأ ؟. يرد شريف . _ أصلك انت عودتنا انك دايماً مع ربنا وكده يعنى , إهتماماتك فى القرآن والفقه و.............. يقاطعة احمد . _ ياابوجهل .. هو اللى مع ربنا ملوش قلب يحب ؟ ثم يستكمل . دنا بحب وحب الحب..عشان الحب حياة القلب..ولولا الحب لمات القلب وزاد الحقد وقل الجهد..أيوه بحب وحب الحب.. وعشان الحب هــ......... يقاطعة ناصر . _ ياعينى على الصبر . والأصدقاء يرددون . _ الله .. الله ياحمد . أحدهم . _ انت بتكتب جميل اوى , وهى مين بقى ؟ _ مين هى .. ده ســـرعلى الأقل دلوقتى . ثم نظر الى ناصر نظرة كأنه يحذره , رد ناصر . _ انا مش عارف بتحب فيها ايه , دى همجيه . قالها ناصر وهو يرفع طرف شفتيه الى اعلى .. أجاب احمد . _ همجيه .. غجريه .. بحبها كده زى ماهيَّ .
| |
| | | mona soliman شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 259 نقاط : 357 تاريخ التسجيل : 22/01/2011
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الثلاثاء أبريل 19, 2011 7:33 am | |
| | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأحد أبريل 24, 2011 6:08 pm | |
| - mona soliman كتب:
- بديع ماقرأت هنا
تحياتى الرقيقة / منى سليمان أشكرك حبيبتى على إطرائك الجميل الذى أسعدنى كثيراً. دمت بكل خير ومحبة . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأحد أبريل 24, 2011 6:10 pm | |
| (20)
_ ها .. وبعدين يام مختار وسدد لجوزك الفلوس ؟. _ أبداً ولا سأل فيه . _ وعملتى ايه ؟ _ وانا عـ سيبه , جومت جولت للعيال روحوا كسروله عربيت الكبده بتاعته خليتهم خلهُاله حتت . _ سوء سوء ليه كده ؟ ده عمهم برده , ولما تكسريله عربية الكبدة اللى بيسترزق منها هيسدد فلوس جوزك ازاى بقى ؟ ............. مقاطعة بلهجة سريعة مع حركة يديها . _ وهو عـ يغلب يصلِحها مهو ملبس مرته دهب قد كديه . _ ياخبر ملبس مراته دهب وواكل حق اخوه . _ شوفتى طمع الدنيا ياختى . ثم تجفل . _ يووه .. لا مؤخذه , مع حفظ المقامات يامدام . _ ولا يهمك خدى راحتك يام مختار . فأردفت . _ طب جوليلى ده يبجى عم ده , جاتو عمى الدبب . بينما ام مختارمندمجه فى الحديث مع ايمان يأتى أحمد من خلفها متسللاً ويقترب وبصوت عالى يجفلها . _ بخ . تجفل بشدة _ يالهوى . فتضحك ايمان . _ كل مره يعملها فيكى وكل مرة تتخدى . _ اعمل ايه بس فى دمه اللى زى العسل . _ عسل ايه دى رخامه عمَّال يضايق فى الناس كده تملى . أخرج احمد قطعة شيكولاته من جيبه وناولها لأم مختار . _ خدى دى للولد الجميل اللى كان معاكى المره اللى فاتت وسلميلى عليه . _ إن شالله يخليك يادوكتور يارب وافرح بيك . _ انا ماشى ياماما . _ اقعد كُل كيك واشرب الشاى . واشارت الى الطاولة التى امامها . _ ياماما انا مستعجل عندى معاد مع صديق دلوقتى . _ دى دقايق عشان خاطر ماما . جلس احمد واخذ طبق ووضع قطعة من الكيك .. ثم نظر الى ام مختار . _ ايه مش بنشوفك بقالنا كتير ليه ؟ . أجابته إيمان . _ كان عندها مشاكل عائلية . _ ربنا معاكى يام مختار .. انا بسأل بس عشان وحشتينا . _ إن شالله ما تشوف وحش . نظرت ايمان إليها . _ هاا .. كملى يام مختار . _ مش كفايه سيبناله نصيبنا فى شجة ابوه فى جنا , شجة جوطين وفسحه يشرحو الجلب الحزين , فى وش اسم ايه ده اللى بيعملوا فى انتخابات كل كام سنه ديه , مش عارفه اسمه ايه . ثم أخذت تفكر .. ردت ايمان . _ هيكون ايه ده اللى بيعلوا فيه انتخابات فى بلدكم . ابتسم احمد والطعام ما زال بفمه وقال . _ قصدها المجلس المحلى ياماما . _ ايوه الله ينور عليك يا دوكتور , هو ديه . مقاطعة وهى تشير بسبابتها الى احمد ثم أردفت .. العلم نور بردك اومال ايه . عادت ايمان تسألها . _ وجوزك فين فى كل ده ؟ ليه مش بيطالب اخوه دا بيقولوا فى الأمثال مش بيضيع حق وراه حد بيطالب بيه . _ جوزى! جاتو نيله هوهيفضى لحجوجنا وللا هيفضى لمعاكسة النسوان . _ ياخبر ! هو جوزك بيعاكس نسوان . قالتها ايمان بدهشة , يحاول احمد إخفاء إبتسامته . _ وهو مخلـِّى , حاطط الكرسى جدام المدرسة وعمَّال يعاكس فى اللى رايحة واللى جايه . _ سلام ياماما . أومأت له وعادت تستمع الى ام مختار . _ بس هويسنى كل شويه يجولى انا حجى مايضعشى وعاخده لو حتى هجطعوا جطيع,وفى الأخر يشطر ويضروبنى انا , كل الزرجان ديه منه. وأشارت أسفل عينيها . --------------------------------------------------- _ هاى احمد .. ايه مش بنشوفك بقالنا كتير . _ كان عندى امتحانات ياصايع منك له . _ ربنا يقويك . ويضحكوا ويتركوه . _ اهلاً شريف أخبارك ايه ؟. جلس شريف امامه .. وضع احمد الكتاب من يده على الطاولة . _ الحمد لله , بقولك ايه فى واحد صاحبنا جديد من هولندا لسه واصل من أيام مع اسرته , وداوش دماغنا عايز يعرف حاجات عن الإسلام أصله لسه داخل الدين الإسلامى جديد , وانت عارف اللى بيعملوه معاه العيال هنا بالطبع مش محتاج اقولك . ابتسم إبتسامته المعهودة . _ ايوه طبعاً عارف . _ اللى يتريق عليه شويه , واللى يديله معلومات غلط , قولتله يجيلك انت احسن حد يفيده , م انت بقيت العلامه بتاعنا هنا فى النادى . _ مش للدرجه ديه ياشريف , دانا على قدى , على العموم هاته وربنا المعين . _ هو هايجى دلوقت . ثم نظر امامه على بعد كأنه يتفقد شيئاً ,وأردف . _ فى زحمه هناك يظهر وصل , هروح اجيبه . نظر احمد رأى أمامه شاب بشرته بيضاء .. وسيم .. طويل القامه .. نحيف .. خصلات من شعره الكستنائى تنسدل فوق أذنيه بينما باقى الشعر محكم من الخلف برباط .. يقترب الشاب ومعه شريف تقدم الشاب ناحية احمد وهو مبتسم وقال . _ إسـَّلام أليكم . قام احمد ورحب به , ثم جلسا يتحدثان , بينما شريف همَّ ليمشى استوقفه احمد قائلاً . _ م تنتظراوصلك معايا . _ لأ انا مش مروح انا وناصر ومجموعة من اصحابنا رايحين سينما . _ ماشى .. سلام . ثم نظر الى الشاب وقال . _ انا سعيد انى شوفتك انهارده , شريف كلمنى عنك ويسعدنى التعرف بيك , أنا أحمد . _ أهلاً أهمد , انا كمان سئيد انى شوفتك , انا اسمى ألبير . _ اهلاً بيك ألبير . _ انا لسه جديد فى إسلام , وموش أفهم كتير أن إسلام وأيز أفهم هاجات كتير أنه . _ انا أيضاً مش بعرف كتير قوى عن إسلام ولكن ممكن اساعدك ,لأنى بحب أقرأ كتير فى القرآن والسنة وتفاسير بعض الأئمة , فعندى شويه معلومات , انت تقدر تسأل وانا أجاوب باللى انا اعرفه , واللى مش عارفه أبقى ابحث لك عنه واجيبهولك . _ أوكى .. فى هاجه موش فاهمها كال لى هد مسلم فى مصر , كال لى انت بئيت مسلم لازم إبقى أئرء . _ ايه أئرء موش فاهم يعنى تقرأ ؟ . قالها أحمد مستفسراً .أجابه . _ أئرء يئنى مش فى أندى شئر . ثم اشار الى شعر رأسه . ضم احمد شفتيه محاولاً إخفاء إبتسامته . _ هو قال لك لازم تبقى أئرع , طب ليه هو قال كده ؟. انا مش فاهم . _ هو أال ده أشان انا كولت آيز أهج . اجاب احمد بسرعة وبدون تفكير. _ وانت عايز تهج مننا ليه , حد زعلك هنا عشان تسيبنا ؟ . استوقفه بتردد ألبير . _ لا ..لا..أهج دي يئنى اروه كئبه .. أزور رسول مهمد . وأشار بيديه بحركه دائريه كأنه يحيط بشيىء مجسم . _ ااااه .. تحج , وتزور مسجد الرسول . ثم ضحك . _ انت جميل خالص ألبير . _ ربنا إهفظك أهمد . _ الله يخليك , ميرسى ليك خالص ...أما بخصوص موضوع حلق الشعر, فهذا موضوع خاص بالحج فقط ,, يعنى من مناسك الحج أو طقوس الحج يعنى "Rites " وموش عارف بالهولندى تـ ........... قاطعة البير . _ أيوه انا أفهم تقوس دى . فأردف احمد . _ أيوه .. يعنى خاص بوقت الحج فقط , وأيضاً مش ضرورى تكون أئرع خالص ممكن يكون شعرك خفيف .. يعنى قصير , فى شوية صغيرة , وأيضاً مناسك الحج هذه ضرورية لأنها بتعبرعن مدى استجابة المؤمن لأوامر الله , وكيفية مراعتها - بالقدرالمستطاع - فى هذه الأيام المعدودات . _ فى أيداً أندى واهد سؤال , لكن أأ ...... ثم سكت برهة . _ لكن ايه إتكلم ؟. _ لكن ممكن انت تئضب منى . إبتسم له . _ لا.. إسأل وانا مش هـغضب , طالما انت التزمت بأداب الحوار مابينا يبقى ليه انا أغضب !!. _ قولى ليه أندكم ناس فى إسلام تهب ناس مسيح تكره ناس يهود . _ فى البداية - ألبير- أحب أعرفك أن المسلم الإسلام الصح مش بيكره حد , علشان يظل قلبه نقى لا يحمل ضغينة لأحد ,, لكن ممكن يكره او يغضب من أفعال حد , والدين اليهودى أو الناس اصحاب الدين اليهودى هم اهل كتاب , يعنى اصحاب رساله تنزلت قبل الدين المسيحى والإسلامى .. وإذا كان بعض اليهود أو المسيحيين او حتى الإسلاميين استغلوا الدين لأهداف سياسية , هذا ليس كل اهل هذا الدين مسئولين عنه , ده مجرد توضيح , أما إذا كنت تقصد الأيه الكريمه التى قال لنا فيها الله سبحانه وتعالى (.....لتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى الى اخر الأيه............. ) فهذا لأن ربنا أخبرنا أن فيهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون . ثم نظر فى ساعة يده وأردف . _ ياااه .. دا الوقت فات بسرعه انا كان نفسى اقعد معاك مده اطول لكن عندى موعد مهم دلوقت مع استاذى فى مؤتمر طبى , بس أكيد هانشوف بعض تانى وتالت انا عايز ابقى اشوفك كتير . إبتسم ألبير . _ وانا أيداً آيز أشوفك , أكيد هنتئابل كتير , سلام . ------------------------------------------------------------ (ياحبيبى .. لانا ولا انت ولا حد تانى فى النار رمانى ياحبيبى .. لانا ولا انت ولا حد تانى فى النار رمانى ياحبيبى .. حاولت انسى وحاولت تنسى ورجعنا تانى . ياحبيبى دالحب عذاب , وحبك حياتى .. طال ليلى وسواده شاب بدموعى واهاتى .. عقلى احتار ليل ونهار ياما خدنى وودانى .. ياما خدنى وودانى ودااانى . ) _ ياعبييير . يعلو صوت النداء وعبير لم تنتبه . _ عبييييير . _ فى ايه ياماما ؟ _ وطى الكاسيت اخوكى زمانه جى وهيخلى يومك اسود . _ مش هوطيه واللى يحصل يحصل . اقتربت من الكاسيت واغلقته . _ وبعدين معاكى انتى عايزه تعملى مشاكل وخلاص , مش كفايه خرجتى بالبلوزة دى تانى , ربنا يستر وما يشوفهاش عليكى . _ يووووه .. حرام عليكو بقى , كتير اللى انتو بتعملوه فيا ده , يارب اموت وترتاحوا منى . _ يعنى اصوت يقولوا الوليه اتجننت , انا هالقيها منين وللا منين بس يارب , انا عملت ايه فى دنيتى عشان يحصلى كل ده . _ خلاص ياماما انتى هتعددى .. خلاص مش هاشغله وهاقعد اعيط مش كده احسن , هتبقوا مبسوطين ؟ . قالتها بإنفعال , ثم جلست على السرير وأخفت وجهها بين كفيها . _ ده ايه الغلب اللى انا فيه ده يارب , انا مش هتكلم تانى واعملى اللى انتى عايزاه بس مش هدَّخل بينكم وخليها تتنيل بقى , وادى الكاسيت شغلتهولِك. ومدت يدها وفتحت الكاسيت وخرجت واغلقت الباب وراءها بغضب . اقتربت عبيرمن الكاسيت .. اخرجت الشريط الذى كان به .. وضعت اخر.. واخذت تغنى مع الأغنيه . ( عاااالى ..عالى عالى ..عاااالى فوق فى السما ..عاااالى .. بعد القمر عاااالى .. ويَّا النجوم .............. بعيييد بعيييد اوى عن هنا ما يوصلوله بالف يوم . بعيييد بعيييد اوى عن هنا ما يوصلوله بالف يوم ..هناك فى العالى .. فى العااالى .. هناك فى العالى .. فى العااالى .. فى العااالى ................ ) صوت طرق على الباب .. فتحت .. بصوت عالى وفرحة . _ بابا .. وحشتنى . وارتمت بين احضانه . _ ايوه ثبتينى عشان متكلمش . _ هوانا عملت حاجه غلط ؟. قالتها بحزن , إبتسم ثم مال عليها وبصوت خافت . _ براحتِك بس متقوليش لحد ان انا قولتلك كده , ماشى ؟. قالها وهو ينظر وراءه بترقب وخوف حذر..فضحكت..وهذا ما اراده .
-----------------------------------------------------------------
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) الأربعاء مايو 04, 2011 11:25 am | |
| (21)
_ ليك عندى حته مفاجأة يامعلم , هاتشوف حبيبة القلب فى رحلة نيلية يوم الجمعة الجايه , ثم هز رأسة وأردف . ( الماء والهواء والوجه الحسن ) . ألقى احمد القلم الذى كان بيده على مكتبه .. قام مسرعاً .. أقترب منه .. الفرحة تملآ ملامح وجهه وسأله . _ ازاى ؟ _ فى رحلة الأقصر وأسوان هى اللى حجزتلنا , قالتلى لما كنت معاها انهارده . _ كنت معاها فين ؟. قالها مستفسراً.. فبدا على ناصر الإرتباك وبدأ يتلعثم الكلام فى فمه . _ كُنـ ..نـ ..ت . ثم أشاربيده اليمنى الى الخلف وأردف بلهجة سريعه . كنت عندها فى الجامعة , مهو الواد مدحت , الواد مدحت صاحبى الفقرى ده , مانت عارفه , له قريب بيدرس فى الجامعه الأمريكية وكان رايحله وقالى تعالى معايا فشوفتها هناك بقى وقالتلى . إبتهج وجه احمد وألتمعت عينيه . _ بتتكلم جد ؟. _ صدقنى , بس انا شايفك مش متحمس . وأشاح بوجهه عنه ومشى قائلاً . هاروح أقولها أحمد مشغول ومش رايح . أمسك بذراعه وجذبه . _ يامجنون , دانا هستنى لحد يوم الجمعة على نار . _ طب ابعد عنى بقى لتحرقنى . وشد ذراعه منه وتركه .. علا صوت احمد . _ نار الحب مش بتحرق ياابله . ------------------------------------- مرات ومرات .. يمسى الشوق يقطـُّع بالحنين القلوب والأكباد * نبضات القلب تتصارع..تختنق الأصوات بالحناجر فى إنتظار اللقاء* الأيام تلو الأيام مابرح أنينها فى سماءها يحرق الوجدان بالدمعات . --------------------------------------------------------------- ( أرضنا العشانه نرويها بدمانا .... ............... ) _ الحمد لله خلصت . _ محمووود , خَلَّصت ايه ؟ . يعلو صوتها أكثر.. تهز كتفه بأناملها . _ محمووووود .. خلــَّصت ايه ؟ فيفيق . _ هاه , مش عارف . _ كنت بتحلم بايه ؟ _ مش عارف . _ دانت مش نمت وانت بتتفرج على التليفزيون وبس , دانت بتحلم كمان ههههههه , عمّال تقول خلصت وشحنه وحاجات كده . _ ااه .. يمكن كنت بحلم بصفقة الرز البسمتى . _ ههههههههه .. اطفيلك التليفزيون ؟. _ لأ سيبيه هكمل الفيلم . _ مش هتتعشى ؟. _ لأ .. معنديش نفس . _ شكلك متضايق . _ مضايق وزهقان وقرفان وكل الحاجات اللى فى الدنيا . _ يا خبر ابيض , كل الحاجات اللى فى الدنيا , ليه كل ده ؟ هواحنا ننظم حياتنا بالشكل اللى على هوانا وبعدين نزهق منها واذا حاولنا نغيرها مش بنقدر نغيِّرها , مش انت دايماً بتقول انك سعيد كده . _ أيوه - كالعادة - إتفلسفى دا اللى هاخده منك . _ هو انت اول حد يمر بمرحلة الملل ديه , دا كتير قوى مروا بيها وتخطوها بسلام , بس انت حبيبى عشان رقيق شويه هتتخطاها بصعوبه هههههههه . _ لااا دانتى بتتسلى عليا بقى , قومى من هنا إطلعى بره وسيبينى لوحدى. _ اهدى بس .. قولى ايه اللى مضايقك ؟ . وأقتربت منهُ أكثر . _ كل حاجة مضايقانى . _ مهو انت يامحمود اللى مش عندك هوايه تكسر بيها الملل , حاول تغير نمط حياتك شوية , خلينا نحاول مع بعض نغيرحياتنا عشان انت تبقى سعيد , يعنى حاول تشترك فى اى نشاط رياضى .. إجتماعى .. حاول ترجع تكتب زى زمان .. دانت حتى بطلت تقرأ , طب ده كلام ! انت لازم تساعد نفسك للخروج م الحالة ديه . _ تقدرى تقوليلى الولاد ميرجعوش يتغدوا ويتعشوا معانا ليه زى زمان , انا اتعودت على الجو العائلى . _ مش صح ان تعود نفسك على حياة معينه , لازم تعيش الدنيا زى ماهى بكل أحوالها وتغيراتها , وبعدين الولاد بقت ليهم حياتهم الخاصة مش بقى ينفع نقولهم سيبوها واتفرغوا لينا . _ يعنى دى اخرة تربيتى فيهم , ميسألوش فيه كده ؟. _ احمد كان عايز يدخل يتكلم معاك امبارح بس انا قولتله انك نايم . _ ياااه , مش غريبة ان احمد اللى يسأل عنى ويفكر يتكلم معايا وابنى . .. .... ......... قالها بحزن وسكت برهه . أجابته . _ عشان مواعيدكو مختلفة بس , وبعدين انت عطفت على احمد كتير فحاسس بحنانك . _ يعنى انا مش حنين مع ابنى ؟ لأ مش هو ده السبب , الموضوع اكبر من كده بكتير . _ لا لا متهيألك , انا هقوم اجيبلك العشا هنا . _قولتلِك مش عايز آكل . قالها بإنفعال . _ طب انا سامعه ناصر وصل من شوية واحمد هنا من بدرى اروح اناديهم ونتعشى سوى . يزداد انفعاله وبتوتر . _ هتشْحتيهوملى . ثم بحزن وصوت منخفض أردف . أنا اللى مش عايزهم , واطلعى انتى كمان بره سيبينى لوحدى . _ ألـْـلـه .. وانا ذنبى ايه بقى ؟ . قالتها بدلال . _ اهو هو كده .إخرجى بره . قامت..خطت خطوتين..ثم ادارت وجهها اليه..رنت اليه ثوانى ثم قالت . _ انا خارجه ومش جايه هنا تانى . إبتسم . _ غورى هاتى الأكل يلا . _ هههههههه . --------------------------------------------------------------- اليوم مشمس .. السماء صافية .. نسمة هواء ربيعية تداعب صفحة مياه النهر فيتطاير رذاذها يرسل البهجة الى القلوب . _ معقول احمد ده ابن خالك ؟. _ امُال انا سلفاه ! _ أصله حد كده مش معقول . نرمين مقاطعة . _ على ايه يعنى ! دا دمه تقيل ناصراللى دمه زى العسل , ياااى عليه وهو بالبدله . تنظر إليها عبير بدون ان رد .. تأتى سالى مسرعة وتقول بسعادة زائدة . _ تعالوا تعالوا أحمد هيغنى . يقتربوا منه , بينما كانت عيناه حيرى تبحث عنها فى كل الأركان .. إبتسم عند رؤيتها وبدأ الإستعداد للغناء . من يوم م لمحت عيونها وانا نفسى اروح وألومها من يوم م لمحت عيونها وانا نفسى اروح وألومها عملتى فيا ايه .. حيرتى قلبى ليه مسألتيش نفسك وللا مَره , من يومها حياتى بقت مُره مسألتيش نفسك وللا مَره , من يومها حياتى بقت مُره مش عارف اعيش ايامى وبقيتى طيف احلامى ...... ... ........... ............ ........... _ ياااسلام دا بيبعتلك كل كلمة . تزداد عبير إرتباكاً وسط صديقاتها .. تتصارع دقات قلبها .. تبتلع ريقها .. ترتعش يديها فتحركهما حركه بلهاء وتقول . _ بس بقى عشان اسمع . ولكنى ليه راح الومها وهى كانت تقصدها انا انا ليه راح الومها وهى كانت تقصدها قلبى المسئول قدامى مين قاله يهد كيانى قلبى المسئول قدامى مين قاله يهد كيانى بس لو تيجى تانى مره واحده علشانى انا حالف وكمان ناوى .. انى عُمرى م هـ الومها وبتمنى بس أشوفها .. أنا انا عُمرى م هـ الومها .. وبتمنى بس أشوفها ----------------------------------------------------------- ( وللهِ غَيبُ السَماوَاتِ والأرضِ وإليهِ يرجعُ الأمرُ كُلهُ ....... ) ( 10) ......... ......... ............................ ............ _ ايوه ضرورى ...... لأ ........ ثم بصوت أعلى . _ لاااازم . ينظر محمود الى وجهها ويبتسم ثم يكمل قرأتهُ . ( قالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ) (11) _ هقتلها .. هقتلها ....... قتلها ..... هقتلهُ . يطوى المصحف ويضعه بجانبه وينادى عليها . _ إيمااان ..إيمااان اصحى . يعلو صوتها أكثر . _ لأ لأ .... لااااااا . يهز كتفها ويعلو صوته أكثر . _ ياإيمااااان .. قومى . فتفيق . _ ايه فى ايه ؟ . _ ايه كل القـُتله دول انتى نايمه فى مشرحه ههههههه . _ فى ايه ؟ _ فى ايه !! رعبتينى عمـّّاله تقولى قتل وقتلها ........... _ هههههههه .. اااه , أصل روايتى الجديده بوليسيه . _ واللهى .. ومين ده بقى اللى هـ تقتليه . _ دا بطل روايتى الجديدة , تحب تبقى بطل روايتى الجديده . ثم حملقت بعينيه .. فضحك . _ لأ .. ربنا يخليكى انا عايز اعيش .
________________________________________
(10) آيه 123 سورة هود . (11) آيه 92 سورة يوسف .
| |
| | | | البحث عن الحقيقه ( رواية إجتماعية ) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |