| الرسالة | |
|
+4نورا طه شريف العجوز ممدوح عزت موسي dr asmaa 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
dr asmaa عضو نشيط
الدولة : عدد الرسائل : 119 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 28/12/2009
| موضوع: الرسالة الجمعة يونيو 11, 2010 1:29 pm | |
| الرسالة .. *** *** *** خرج من بيته فى هذه الساعة المبكرة من اليوم، الشمس لم تظهر فى الأفق البعيد، السحب تملئ السماء، والسماء تبدوا حزينة، قلقة، أو ربما تكون مريضة، يؤلمها بعض الأمراض ولكنها لا تستطيع الصراخ أو البكاء، الرياح تهب بشدة، الجو ملئ بالأتربة الصفراء، الشوارع خالية، والناس نيام، وهو يسير منفرداً حزيناً..وبالرغم من سوء الجو إلا أنه لا يرتدى أكثر من قميص وسروال يعلوهما بالطو جلد أسود يبدو من مظهره أنه غالى الثمن راقى الذوق إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب التى أصابته بتكرار وكثرة اللبس والاستخدام..، يمسك فى يده لفافة ورق يبدو من مظهرها أنها فارغة من أى كلام …أخذ يسير وحيداً، قلبه يبكى، قدماه تسيرا إلى الأمام وعقله يسير إلى الخلف ليتذكر ويتذكر. يتذكر نفسه منذ عامين، كيف كان الفتى المدلل، وحيد أبويه، لا يهتم إلى بمظهره وأناقته، لا يعنيه من الدنيا إلا تلبية أوامره، ولا يفكر إلا فى العربة والموبايل والدش والنت، كان ينظر إلى المستقبل على أنه ليلة جميلة يقضيها مع بعض الفتيات اللاتى يحيطن به فى كل مكان. على الرغم من أنه يعيش فى فلسطين المحتلة إلا أنه كان مغمض العينين، شريد الذهن، غائب العقل… كم كان تافهاً حينذاك عندما كان يعيش لنفسه ولا يرضى إلا غروره وكبريائه فى الوقت الذى يموت حوله آلاف الشهداء ويتشرد مئات الأسر ويتيتم الأطفال. كم كان حقيراً عندما كان يرى مناظر الدماء وجثث الشهداء ووجوه الضحايا ولا يتأثر ولا يفكر ولا يستنكر. مر كل هذا فى ذهنه بسرعه وهو يسير , بدأ يسترجع الذكريات.. تذكر اليوم الذى غير وقلب كل حياته… ففى ذلك اليوم كان فى الطريق إلى بيته بعدما انتهى من إحدى سهراته الليلية، وفى الطريق سمع صوت القنابل والمدافع ممتزجة بصوت العويل والصراخ، ومن بعيد رأى النار تلتهم أجزاء من المدينة، أخذ يجرى ليقى نفسه فوهات المدافع وألسنة النيران… وفى الصباح علم أن أبويه قد ماتا فى هذه المجزرة، أسرع إلى بيته ليتحقق من الأمر، فلم يجد البيت ولم يجد أهله بل وجد أكوام ترابية ممتزجة بدم وجثث الضحايا، وعندما حاول إخراج الجثث وجد هذا مستحيل، لأن الجثث قد تحولت إلى تراب ورماد من قوة وقسوة المدافع وشدة الحريق. كم حجم المرارة التى شعر بها، فجيش الاحتلال حطموا كل شئ، حتى الجثث لم يتركوها له ليستطيع أن يدفنها و يبكى عليها.. انتفض جسمه مرة واحدة عندما تذكر هذا اليوم وسقطت دمعة من عينيه وهو مازال يسير، نظر خلفه وجد أنه تجاوز أكثر من نصف الطريق. رمى بكل هذه الأفكار والذكريات خلفه وأخذ يسير متجهاً إلى هدفه، الهدف الذى بات ليلاً ونهاراً يحلم به، ولن يتراجع عنه مهما حدث، خرج فى هذا اليوم كمحاولة منه لتصحيح الأوضاع، ليحتج على الماض ويحاول تصحيح المستقبل. خرج لكى ينتقم… ينتقم من نفسه ومن سنوات عمره التى مرت دون هدف أو فائدة،..ينتقم من الأعداء الذين احتلوا أرضه وأرض أجداده وأبادوا آبائه وأولاده.. أخذ يسير بخطوات ثابتة، ينظر إلى الأمام، لا يعنيه رطوبة الهواء، أو قطرات الماء القليلة الرقيقة التى بدأت تتساقط شئ فشئ من السماء.. وبدأ يتذكر من جديد.. فعلى الرغم من شجاعته وقوته التى تبدو عليه الآن إلا أن القرار كان صعب... صعب جداً، هو أصعب قرار اتخذه فى حياته.. فى البداية وعندما بدأ يفكر فى التضحية وجد نفسه ضعيف… أضعف من أى قرار وأضعف من أى تضحية، أخذ ينظر إلى الدنيا بنظرة شاملة، وبدأ يحلل كل ما يدور حوله، يتذكر دماء الشهداء وقسوة المحتلين فتزداد قوته وصلابته ويتمنى أن يضحى بكل شئ...، ثم تأتى فى ذهنه صورة لبعض شباب فلسطين وبعض شباب البلاد العربية وكيف أصبح حالهم وكيف وصل بهم حب الذات واللامبالاة أقصى الحدود، كيف يعيشون بلا هدف أو فائدة، يسخرون من الكبير ويجيرون على الصغير، وكيف يجلس الشباب بالساعات أمام النت للدخول على مواقع ممنوعة دينياً واجتماعياً، تدفقت أمام عينيه مشاهد الشباب الجالسين على المقاهى ليس لهم عمل سوى اللعب والضحك، وشباب الجامعات الذين ليس لهم وظيفة سوى الجرى وراء البنات، وكيف أصبحت معاملات الأبناء للأباء. عندما كان يتذكر كل هذا كان يلغى قرار التضحية والانتقام، ويقول لماذا أضحى أنا؟! وهل سيستيقظون من غفلتهم أم سيظلوا نائمين؟! ثم يرجع ويتذكر أبوه وأمه، ويرى أراضى العرب ممزوجة بالدماء، ويسمع أصوات الأطفال الجياع والنساء الأرامل، ويرى قبور الشهداء، و مناظر أخرى من الشباب الجاهدين العاملين، ويسمع صيحات المجاهدين فيذوب عشقاً للشهادة والتضحية… استمر فى السير، الهدف يقترب ويقترب وهو يسير بخطوات ثابتة، يتجه نحو المعسكر الإسرائيلى الذى يراقبه منذ أسابيع. أخذ يتقدم ويتقدم، الرياح تهب من جميع الاتجاهات، المطر ينزل بغزارة، السحب تملئ السماء، والسماء تبدو حمراء وكأنها عين حمراء احتبست فيها الدموع من شدة البكاء. وقف أمام المعسكر، هتف الجنود، استمر فى السير، صوبت جميع المدافع نحوه، استمر فى السير. تحفزت المدافع وأطلقت النيران، وهو مازال يسير، أصيب جسده بالعديد من الطلقات وسقطت لفافة الأوراق من يده وتطايرت فى الهواء، الطلقات تزداد وتزداد، يسقط على الأرض، جسده ينزف بالدماء، القذائف والأوراق تتساقط عليه، صيحة انتصار عالية من الأعداء، الأوراق تسقط عليه وتختلط بالدماء، وفجأة حدث الانفجار، واشتعل المعسكر بالنار، وتطايرت جثث الأعداء وصاحت السماء وزرفت بالبكاء، وتطاير الأتربة فى الأجواء، وانهمرت الأمطار من السماء واختلطت بالأوراق المخلوطة بالدماء، ودوى انفجار وراء انفجار وسقط المعسكر على الأشرار، ولم يبق من هذا الانفجار ولم يبق من جسد الشهيد الملغم بالقنابل سوى تلك الرسالة التى تركها البطل لجميع الأجيال… الرسالة الفارغة من الكلمات والمكتوبة بخليط من الدماء ودموع السماء… فهل سنستوعب الرسالة ؟… هل؟!!! | |
|
| |
ممدوح عزت موسي أديب
الدولة : عدد الرسائل : 1081 نقاط : 1248 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: الرسالة الجمعة يونيو 11, 2010 5:17 pm | |
| الاستاذه الاديبه القاصه dr asmaa تحياتي يسعدني ان اكون اول المستمتعين بقصتك الرائعه( الرساله) ولقد توافرت بها حوار النفس المجاهده وايضا النفس اللوامه ورسمتي صوره بديعه للجهاد ضد العدو ومفردات لغتك العربيه راقيه. ممدوح عزت موسي | |
|
| |
شريف العجوز مشرف القصة القصيرة
الدولة : عدد الرسائل : 1820 36 نقاط : 2223 تاريخ التسجيل : 27/09/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: الرسالة السبت يونيو 12, 2010 7:32 am | |
| الأستاذة المبدعة أسماء , أين كان هذا الإبداع دفين ? مرحبا بثاني إبداعاتك القصصية التي نأمل أن تدوم ملاحظاتي وأرجو أن تتقبليها بصدر رحب : 1 _ أحيك علي هذه الفكرة الرائعة _ رغم أنها نوقشت بنفس الأسلوب في مجالات عدة _ 2 _ البداية جميلة جدا و تتفق تماما مع فنيات كتابة القصة 3 _ مازال تناول الأفكار عام و غير مرتب 4 _ خرج من بيته ،يتذكر نفسه ، علي الرغم من أنه يعيش ، كم كان حقيرا ، و غير ذلك تصلح كبدايات لقصتك مما يجعل القارئ يتيه وسط سطورك 5 _ بدت نهايتك غير منطقية بعض الشي من حيث الصورة أ _ حيث منطقيا أن بطلك قضي عليه قبل الوصل للمعسكر ب _ علي افتراض جدلي بكون الصورة صحيحة من حيث التركيب فهي غير صحيح من حيث التنفيذ فبطلك لو كن ملغما لكان نسف في أثناء ذهابه إلي المعسكر لأي سبب حيث أن المعروف أنا مثل هذا النوع من التفجيرات يكون عن طريق زر تفجير 6 _ أعجبني جدا إحتفاظك بالحالة النفسية للقارئ حتي النهاية 7 _ بدا الجزء قبل الأخير مقاليا بعض الشئ رغم أهميتها ننتظر المزيد من إبداعاتك في القريب ، خالص تحياتي و تقديري | |
|
| |
نورا طه عضو برونزى
الدولة : عدد الرسائل : 243 نقاط : 283 تاريخ التسجيل : 20/05/2010
| موضوع: رد موضوع الرساله للدكتورة اسماء السبت يونيو 12, 2010 2:07 pm | |
| الدكتوره اسماء قصة جميله شدنى اسلوبك الجميل من حيث اللغه الكلمات وفكرة الموضوع كما عجبنى عنوان القصه فالقصه كلها بكلماتها رساله لكل شاب وكل من لايشعر بفلسطين والله عليك فى عنصر المفاجاء وكانك عملتى حالة هدوء ثم رد فعل غير متوقع ابدعت دكتورة اسماء | |
|
| |
نور الدين محمود أبو النور قاص
الدولة : عدد الرسائل : 452 نقاط : 720 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: الرسالة الخميس يونيو 17, 2010 4:39 pm | |
| د. أسماء سعدت بمروري لقصتك الرائعة وأعجبني بشدة روح الانتقام لدى البطل الشهيد الذي انتقم شر انتقام لأبرياء يسقطون دوماً على طريق التحرير ،، تحرير الأرض والعرض تقبلي تهنئتي على قصتك الرائعة د . أسماء دمتي بخير وإلى الأمام | |
|
| |
سمر وحيد عضو مميز
الدولة : عدد الرسائل : 50 33 نقاط : 61 تاريخ التسجيل : 29/04/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: الرسالة الخميس يونيو 17, 2010 9:13 pm | |
| الرساله لم تصل بعد هذا ما اقوله فلقد مل الجميع من ذلك الاسلوب فى عرض تلك القضية ع الشباب ولكن احييك ع تلك القصة الجميلة حيث الجو النفسى المستقر ولكن اسمح لى ببعض الملاحظات كانت الرسالة فى البداية جيدة ولكن بعد قليل كشفتى لى نهاية قصتك المتوقعه وبقيت اقراء لمجرد الاستمتاع بالسرد القصصى والجو النفسى ارى انها ينقصها الغموض والنهاية الغير متوقعه فلتتقبلى راى المتواضع جدا | |
|
| |
dr asmaa عضو نشيط
الدولة : عدد الرسائل : 119 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 28/12/2009
| موضوع: رد: الرسالة السبت يونيو 19, 2010 11:19 am | |
| أستاذى الأديب والقاص ممدوح عزت موسى أسعدنى كما شرفنى مرورك وتعليقك على قصتى دمت بكل خير أستاذى | |
|
| |
مصلح أبو حسنين عضو ذهبى
الدولة : عدد الرسائل : 417 نقاط : 339 تاريخ التسجيل : 17/08/2008 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: الرسالة السبت يونيو 19, 2010 6:01 pm | |
| نقف هنيهة مع السطور :
هنا تمت معالجة الأمر كرسالة بدت واضحة المعنى
لكن وجهة النظر تقصر هنا لتقزيم الهدف
كان الأجدر أن تأتي الصحوة من التفكير في الوطن لا أن ننتظر حتى يقتل من هو خاصتنا
ففي ذلك نوع من الأنانية وحب الذات على الجمع
لقد كانت الفكرة جيدة جميلة لكن التعبير عنها بالقص
لم يكن متماسكا
وهناك بعض الهنات من أخطاء إملائية وتعابير لا ترقى لمستوى القص الجيد
هنا ألمس الموهبة وألمس احتياجها للصقل
أنصحك بالقراءة والاضطلاع أكثر
واستمري في الكتابة ولا تكن هذه الملاحظات حجرا في الطريق بل اعتبريها إرشادا ونصحا وتوجيها
وإن أثقلنا عليك فاعتبريها أنها لم تكن
في انتظار جديدك
جميلة | |
|
| |
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: الرسالة الخميس يوليو 01, 2010 8:25 am | |
| الأخت الرائعة د أسماء شكرا لهذه القصة الجميلة و الى مزيد من الجمال و الإبداع تقبلي خالص مودتي أخوك
| |
|
| |
| الرسالة | |
|